خلال السنوات الماضية حصلنا على سلسلة العاب المغامرات المظلمة Little Nightmares من استوديوهات Tarsier Studios بلعبتين سابقة قدمت معها عالما ساحرا وبمنتهى الغرابة وواجهنا فيها الكثير من الشخصيات الغريبة والعجيبة ولا شك أن اللعبة المظلمة حملت معها الكثير من التوتر و الرعب في بعض الأحيان بتلك التجارب القصصية بدون قصة! والتي جعلتنا نبحث بالشبكة عن مغزى هذه الألعاب الممتعة جدا بفكرتها وألغازها وعالمها الساحر ولكنها بلا شك كئيبة جدا بحقيقة ما يجري فيها من أحداث وعالمها والمحصلة النهائية كانت بلعبتين كانتا من أجمل الألعاب التي خضتها شخصيا واستمتعت كثيرا بها بكافة عناصرها حتى مع عيوبها و الان نحصل على الجزء الثالث من السلسلة ومعه نفتقد الفريق الأصلي خلفها ليحمل فريق التطوير Supermassive Games راية التحدي باستمرارية هذا العنوان، هل تمكن الفريق من تقديم نفس التجربة؟ تفوق على الأجزاء السابقة؟ أم فشل بذلك؟ اليوم نتعرف على مستوى لعبة Little Nightmares III بمراجعتنا لها.

من لم يجرب السلسلة من قبل فلعبة Little Nightmares هي لعبة اكشن وألغاز ومنصات بالمنظور الشخصي الثالث للأحداث نلعب فيها بشخصيات صامتة وبدون سرد للأحداث وانما تترك لك اللعبة التعايش مع هذا العالم الغريب والذي نخوض المغامرة فيها بشخصيات صغيرة بعالم من الكوابيس الكبيرة، الجزء الثالث يأخذنا بتجربة تعاونية هذه المرة ومع بداية اللعبة ستختار واحدة من شخصيتين وهما Low و Alone لكل منهما قدرته الخاصة فواحد منهم لديه القدرة على استخدام القوس والسهم والثاني لديه القدرة لاستخدام المطرقة و ولكل منهم دوره الرئيسي بحل الألغاز ما بين تكسير الجدران للتقدم أو قطع الحبال وأيضا بطريقة مواجهة الأعداء وتعتمد اللعبة كليا على اللعب التعاوني هذه المرة سواء مع الذكاء الاصطناعي أم مع صديق لك عبر الشبكة.

تحافظ السلسلة على أجواءها بهذه اللعبة، نفس العالم الكئيب المظلم بشخصياته الغريبة والمريبة وبالتأكيد المحببة لنا، سنواجه هنا الدمية العملاقة والثعبان البشري والعجوز الأخطبوطية “من كان ليتوقع أن اكتب جملة كهذه بمراجعة لعبة!” و باقي شخصيات هذا العام حيث نواجه بكل فصل من اللعبة مغامرة جديدة مع زعيم جدا يرغب بالقضاء علينا و نحن نحاول الهرب للوصول لطوق النجاة، هذه المرة الكابوس يأتينا بعالم “the Nowhere” والذي لا نستطيع الوصول له سوى بالنوم وعلينا بالبحث عن المرأة التي تنقذنا منه وكسرها لننهي هذا الفصل من القصة، تعتمد اللعبة بالتقدم على حل الألغاز وهذا الجزء حقيقة كان الأسهل وبفارق كبير عن الأجزاء السابقة فلم أجد نفسي أعلق بأي لغز وربما لأن الذكاء الاصطناعي كان يساعدني كثيرا بالتلميح لمكان الحل بالوقوف عنده أو بعدم التقدم بإشارة ان الحل بهذه الغرفة، ستتعاون مع الشخصية الأخرى بالمساعدة بالقفز والوصول للأماكن الأبعد أو بمواجهة الأعداء حيث تقوم بضربهم بالسهم بينما يجهز عليهم الآخر بالمطرقة وكذلك الوقوف و القفز سويا على منصة ما لجعلها تفتح الطرق لك لمنطقة جديدة وهكذا، اللعب التعاوني هنا يفتح مجالا للكثير من الإضافة لأسلوب اللعب ولكن كما جرت العادة فهنالك مرات ستواجه فيها مشاكلا مع الذكاء الاصطناعي سواء بعدم مواكبته لسرعتك وستجد نفسك تضطر للعودة حتى يعود معك أو بتأخره بالاستجابة لتنفيذ مهمته وذلك كان واضحا بشكل جلي مع مواجهة الزعيم الأخير الذي كاد ان يجعلني أفقد صوابي معه.

تقدم اللعبة معها طابع الرسوم السوداوي المعتاد بالسلسلة وبنفس العوالم الغريبة ولكن بلا شك سنلاحظ سريعا أن الإبداع المعتاد بهذه السلسلة بطريقة تصميم عوالمها وإخراجها أقل من التجارب السابقة رغم المحافظة على الهوية الشكلية لذلك، نعم سنواجه زعماء مختلين وغريبين ولكن شعرت دائما بأن اللعبة تحاول تقليد ما فات أكثر من كونها تقدم لنا شيء جديد بالكامل، ذلك ليس عيبا كبيرا فاللعبة مازالت ممتعة و مواجهة الزعماء بكل فصل من القصة مثير جدا و ستشعر كما جرت العادة بالقلق و بكثير من المرات بالخوف من مواجهة أولئك المعاتيه بتصرفاتهم و أشكالهم و سيكون الهرب هو سلاحك الأول و في بعض الأحيان لا بد من المواجهة.

رسوم اللعبة جميلة وتحاكي الأجزاء الماضية بشكل كبير بطريقة تقديمها وعالمها وتصاميمها وقد يعاب عليها الظلامية الزائدة ببعض الأحيان حيث تصعب الرؤية وذلك ربما بات معتادا مع السلسلة ونفس الامر مع أسلوب اللعب ففريق التطوير Supermassive Games نقل لنا التجارب السابقة بنفس المشاكل حيث مازالت مشكلة تحديد الأماكن موجودة، بسبب الكاميرة الثابتة في بعض الأحيان سيكون من الصعب جدا تحديد بُعد الأشياء، ستقفز للوصول لمنصة ما ولكن ستسقط وتخسر حياتك لأنك لا تعرف تماما أين هو مكان القفز الأنسب ونفس الشيء بالمشي على الممرات والجسور الصغيرة وستجد نفسك تمشي بجانب الممر وتسقط، هو امر متكرر من الألعاب الماضية ويكون مزعجا في بعض الأحيان لأنك ستخسر حياتك وتضطر لمعاودة المحاولة ليس بسبب سوء لعبك ولكن بسبب هذه المشكلة التي ستواجهك كثيرا باللعبة.

كما جرت العادة فاللعبة ليست طويلة ولكن هذا الجزء شعرت بأنه أقصر من الأجزاء السابقة بكثير! لقد أنهيت اللعبة بجلسة واحدة! هو امر لا يحدث معي كثيرا حيث تتكون اللعبة من 4 فصول بالقصة وبسبب سهولة الألغاز بغالبيتها لم اجد نفسي أتوقف كثيرا وأيضا بسبب المعاون لي او الشخصية الثانية التي تسهل الأمر أيضا بالتجربة، عدد ساعات اللعب هنا ربما لا يصل حتى للـ3 ساعات وهنالك بعض الكنوز لجمعها لمن يرغب بالحصول على كل شيء باللعبة ولا حاجة لخوض اللعبة لأكثر من مرة لغياب الخيارات او التفرعات بالأحداث وعليك لفهم القصة بشكل أكبر بالبحث بالشبكة كما جرت العادة فاللعبة لا تقدم لك أي شرح وعليك بإستحدام مخيلتك.

لا شك ان فريق التطوير Supermassive Games وجد نفسه امام تحدي كبير، فبعد لعبتين رائعة لهذا العنوان بات الان المسؤول عنها وحقيقة قدم الفريق بهذا الجزء تجربة مميزة وان كانت ليست بجودة الألعاب السابقة ولكن المقياس كان مرتفعا مع تلك الألعاب بالأساس، ربما مع المزيد من الثقة يستطيع الفريق تقديم شيء أفضل بالألعاب القادمة في حال استمرار هذه السلسلة ولكن بلا شك هو بالطريق الصحيح لذلك، هذه السلسلة من السلاسل المحببة جدا لدي و التي أرغب باستمراريتها والحصول على المزيد منها وهذا الجزء يعطيني الامل بأن خروج الفريق الأصلي لا يعني ان نفقد العنوان بشكل كامل فلعبة Little Nightmares III تقدم معها تجربة مميزة رغم النواقص ولكنها تعيدنا لذلك العالم الذي أحببناه ونرغب بمعايشته بشكل أكبر.

تمت مراجعة لعبة Little Nightmares III بنسخة PlayStation 5 تم توفيرها من قبل ناشر اللعبة قبل صدورها بالأسواق