مراجعة

Battlefield 6

معارك ملحمية و نظام تدمير عنيف في إنتظاركم مع هذا الجزء من Battlefield


الاجهزة: PC, PlayStation 5, Xbox Series S, Xbox Series X
تاريخ الإصدار: 9 أكتوبر 2025
الناشر: EA
طورت بواسطة: Battlefield Studios

الحسين نصير

09 أكتوبر 2025
3541

اقترب موعد صدور اللعبة المنتظرة لسنين طويلة و هي لعبة Battlefield 6. هذه السلسلة مرت في حقب زمنية مختلفة حيث رأينا جزء للحرب العالمية الأولى و بعدها الثانية ثم قفزت إلى المستقبل مع جزء 2042 و أخيرا عادت إلى زمن الحاضر مع الجزء السادس من السلسلة. يقال عن باتلفيلد 6 بأنها عادت لجذور السلسلة. و سنرى عما إذا أصبح ذلك واقعا في هذه المراجعة ، علما بأن تم مراجعة لعبة Battlefield 6 نسخة الحاسب الشخصي لطور القصة و طور اللعب الجماعي. نعم صحيح ، طور القصة يعود بعد غياب طويل في هذا الجزء من سلسلة Battlefield. و يمكنك بالطبع تحديد درجة الصعوبة المناسبة لك قبل البدء أو تغييرها في وقت لاحق. بشكل عام أعجبني طور القصة و وجدته ممتع و لكن في نفس الوقت ليس أقوى عنصر في Battlefield 6. أي ستحصل على تجربة تستمتع فيها بأحداثها و لكن ليست مبهرة بشكل كبير.

أسلوب اللعب يجعلك تلعب بعدة شخصيات مختلفة في فريق مكون من 4 أشخاص حسب المهمة التي تخوضها ، و بالطبع المهمات هنا أسلوبها خطي و ليست عالم مفتوح و لا تتفرع في الخيارات و غير ذلك. ستجد بعض المهمات قصيرة و صغيرة في الحجم ، و البعض الآخر كبير و يستغرق وقت أطول لإكمالها. اللعبة تعطيك خاصية ممتعة لإضافة شيء من التنويع أثناء استكشاف طور القصة ، و هي إمكانية إعطاء أوامر لأعضاء الفريق للقيام بمهام معينة مثل تركيز إطلاق النار على العدو ، أو كشف أماكن العدو أمامك و يتم تحديدهم بمؤشرات ذات لون أحمر ، أو رمي قنبلة دخانية أو رمي متفجرات و غيرها. فجزئية إعطاء الأوامر لفريقك ذكرتني بلعبة صدرت قبل 20 سنة ، ألا وهي لعبة Star Wars Republic Commando حيث كانت تسمح لك بإعطاء أوامر لفريقك للقيام بمهام مختلفة و متنوعة ، و قائمة المهام فيها كانت متعددة و ليست ثلاث أو أربع مهام محدودة فقط.

قيادة المركبات في ألعاب Battlefield عادة ما تكون جيدة و ممتعة و الجزء السادس هنا يواصل على ذلك ، سواء كنت تقود السيارات أو الدبابات أو الطائرات الحربية أو المروحيات بأنواعها. و لكن إن كنت الشخص الرديف في طور القصة تحديدا ، الوضع سيكون  مختلف ، حيث ستمر بجزئية مطاردة بالسيارة من المفترض أن تكون سريعة و شيقة ، إلا أن الأمر الواقع ستجد بأن المطاردات تسير ببطء و الإحساس بالمطبات و إضطراب السيارة شيء منعدم. طبعا هذه المشكلة في طور القصة تحديدا ، بينما تجربة القيادة في الطور الجماعي ممتاز كالعادة سواء كنت شخص رديف أو تقود المركبة بنفسك.

هناك أيضا ميزة إضافية في طور القصة لزيادة تنويع أسلوب اللعب. أعجبني أيضا في حال خسرت كامل طاقة الحياة ستسقط إلى الأرض و لديك فرصة أن تعود لأرض المعركة حيث يمكنك طلب الإنعاش من الفريق و سيأتي أحدهم بجهاز الإنعاش ليساعدك. و لديك فرصة واحدة في كل مهمة ، أو اذا وجدت أثناء الاستكشاف جهاز إنعاش يمكنك أن تأخذه للحصول على فرصة إضافية. و إذا نفذت كل هذه الفرص ستموت و يتطلب منك الإعادة من أقرب نقطة Checkpoint.

جزئية الإنعاش ليست لك فقط ، فمن الممكن تجد أحد أعضاء فريقك أو أكثر سقطوا في المعركة و يمكنك إنعاشهم ليتابعوا القتال معك. و عليك الإقتراب منهم و ضغط زر الإنعاش حيث ستمسك بزميلك لفترة معينة لكي تسحبه إلى مكان آمن و من ثم تنعشه

على إمتداد هذا الموضوع سأتحدث عن الذكاء الإصطناعي في اللعبة ، بالرغم من اختياري درجة صعوبة أعلى من المتوسط و أقل من أصعب درجة ، وجدت أنا الذكاء الإصطناعي لكل من العدو و فريقك ضعيف. فمثلا في حال طلبت الإنعاش بعد سقوطك ، سيأتي عضو الفريق لك دون أن يأخذ بالحسبان تواجد العدو و إطلاق ناره عليه و لن يكون له أي ردة فعل أو محاولات تفادي رصاص العدو. فبالتالي ، عليك أن تختار الوقت المناسب و تتحرك إلى مكان آمن بعد سقوطك لكي لا يموت زميلك أثناء محاولته لإنعاشك. هناك أيضا مشاكل مختلفة لاحظتها في الذكاء الإصطناعي ، منها تجمد أحد أعضاء الفريق و العدو في أماكنهم بدون أي ردة فعل ، و في بعض الأحيان تبدو منهم تصرفات و حركة غريبة و غير منطقية. و بالنسبة لإعطاء الأوامر لفريقك ، ستجد في بعض الأحيان عند طلب رمي قنبلة ، قد يتأخر في تنفيذ الطلب أو يصوب على المكان الخطأ. بالنسبة لهذه المشاكل ربما يتم إصلاحها سواء في تحديث اليوم الأول إن وجد أو في تحديثات مستقبلية للعبة.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن ، بما أننا تحدثنا عن أسلوب اللعب و المشاكل التي مررنا بها ، كيف أجواء طور القصة بشكل عام؟ يوجد تفاوت في ذلك حسب المهمة ، بعض المهام تجدها في غاية المتعة و مليئة بالآكشن و الانفجارات و تدمير المباني ، و بعض الآخر يعم فيه الهدوء أكثر و تكون مبنية على التسلل و التخفي. طبعا أتفهم ذلك لغرض إضافة التنويع في مهام اللعبة. و لكن مشكلتي الرئيسية بأن طور القصة ككل لم تكن جذابة بشكل كبير سواء كانت الأحداث التي تشهدها أثناء اللعب أو أحداث القصة. و تمنيت أن تكون ذات زخم أكبر من ذلك. قد تقول بأن ألعاب Battlefield دائما ما يكون تركيزها على طور اللعب الجماعي أكثر من طور القصة فيها. الأمر هذا صحيح مع هذا النوع من الألعاب ، و لكن من الممكن أنهم يعطونا تجربة مبهرة في طور القصة و أيضا تجربة لا تقل زخم عن طور Multiplayer.

بالنسبة لجودة الرسوم في Battlefield 6 فهي ممتازة من ناحية تصاميم الأسلحة و المركبات و المعدات الثقيلة. و بالنسبة للخرائط و المباني ، وجدتها محكمة و تعطي الطابع المناسب للمنطقة التي تلعب بها حيث ستجد نفسك في أماكن منها مدينة نيويورك في أمريكا و القاهرة في مصر. و بالطبع مؤثرات الانفجار و تلاشي الشظايا رائعة خصوصا عند القيام بتدمير المباني. و للمعلومية ، تدمير المباني ليس فقط جماليات تمت إضافتها في اللعبة ، بل هي عملية أيضا و يمكنك كشف أماكن العدو أو سلبهم من أماكن الإختباء و غير ذلك ، و هذه الجزئية موجودة في طور اللعب الجماعي و الفردي. أما بالنسبة للشخصيات ، تصاميم أشكالهم جيدة و لكن لا يوجد اهتمام كبير في تعابير الوجه أثناء اللعب في طور القصة فستلاحظ نبرة الصوت لا تتماشى بشكل جيد مع تعبير الوجه سواء كان الشخص غاضب أو فرح و غيرها.

وجدت أداء اللعبة ممتاز على منصة الحاسب الشخصي خلال تجربتي بإعدادات Ultra ، مع العلم أنني استخدم معالج Intel i7 من الجيل الثالث عشر و كرت شاشة RTX 3080Ti مع تشغيل تقنية DLSS على بوضعية Quality. وجدت عداد الإطارات أثناء طور القصة لم ينخفض عن 80 إطار بالثانية و يتراوح بين الثمانينات إلى التسعينات طوال الوقت. و لكن تعثرت اللعبة أثناء تجربتي عدة مرات و قمت بإعادة تشغيلها. و بشكل عام الأداء جيد جدا.

هناك شيء مزعج جدا بالنسبة لي في اللعبة ، عند تشغيل اللعبة حين تظهر لك القائمة الرئيسية ، عند اختيارك للعب طور القصة ، ستجد أن اللعبة تخرج و تعيد التشغيل تلقائيا. فعلى ما يبدو طور القصة كأنه تطبيق مفصول عن طور اللعب الجماعي في Battlefield 6. طبعا هذه الظاهرة رأيتها في ألعاب مختلفة قبل ذلك.

بالنسبة لطور اللعب الجماعي ، اللعبة أتاحت لنا فرصة للقيام بتجربتها ، و لكن التجربة في الأمر الواقع لن يكون مشابه للعالم الواقع لسبب رئيسي. ألا وهو قلة وجود لاعبين حقيقيين أثناء فترة المراجعة ، فمن الممكن اللعب أونلاين و لكن 98% من اللاعبين في فريقك و فريق الأعداء سيكونون bots أو لاعبين من الكمبيوتر. بالرغم من ذلك ، حصلت على فكرة عامة عن أسلوب الـ Multiplayer في Battlefield 6.

أولا و قبل كل شيء ، أود أن أقول ، ربما نحن نعيش أحلام العصر ، خصيصا اللاعبين المقيمين في السعودية و دول الخليج بسبب وجود خوادم للعبة قريبا جدا لسكان المنطقة ، في نسخة المراجعة من اللعبة لم أجد وصف لمكان الخادم بشكل واضح مقارنة مع تجاربي للعبة أثناء فترات البيتا. ولكن إن كان الوضع نفس ما هو في البيتا ، فسيكون لدينا خادم للعبة في مملكة البحرين و بالتالي عداد الـ Ping سيكون منخفض جدا و يتراوح ما بين 5 و 30. الأمر بمثابة خوض تجربة اللعب الجماعي محليا بدون أي تأخير في الاستجابة. كمحب لسلسلة ألعاب Battlefield ، كنت أعيش أيام يصل فيها عداد Ping إلى 110 ، و كان يعتبر منخفض جدا آنذاك. ما بالك بأن تلعب بظهور رقم ذات خانة واحدة فقط.

أيضا هناك جزئية مهمة خصوصا لمحبي السلسلة ، سنرى عودة متصفح خوادم اللعبة “Server Browser” التي تمنح الحرية للاعبين اختيار الخادم الأقرب لهم من ناحية الموقع الجيوغرافي بالإضافة إلى الطريقة التقليدية ، أي تختار المود الذي تود أن تلعبه و تضغط “إبدأ” و تنتظر حتى تدخل مباراة جديدة أو خلال مباراة جارية و تملأ فراغ تركه لاعب قبلك و هكذا.

و خلال تجربتي لطور Multiplayer و خصيصا طور Conquest الغني عن التعريف ، وجدت مشكلة في التحكم بالدبابات. في حال كان منظورك من داخل المركبة ، ستجد بأن حركة الكاميرا ثقيل مقارنة بتغيير المنظور إلى الخارج حيث يكون حركة الكاميرا أخف و باستجابة أفضل. طبعا ذهبت لتحري مصدر المشكلة في الإعدادات ، ربما هناك شيء أقوم بتعديله ليزيد الحساسية داخل كاميرا المركبة لكي تصبح أسرع. للأسف لم أجد هذا الشيء. عند محاولتي لزيادة الحساسية لتحريك الكاميرا ، الوضع أصبح أفضل في منظور داخل المركبة و لكن الحساسية أصبحت أكبر في المنظور خارج المركبة بنفس الوقت مما جعل الأمر جدا مزعج. توقعي الشخصي سيتم حل هذه المشكلة في تحديثات قادمة. لأن هذه المشكلة لم تكن موجودة خلال تجربتي للبيتا على منصة PC سابقا.

و أخيرا ، سأتحدث عن التعريب في Battlefield 6 ، اللعبة تدعم اللغة العربية في القوائم و النصوص و المحادثات مترجمة للعربية بالكامل. جودة التعريب في الأمر الواقع يؤدي الغرض و اللاعبون سيتمكنون من فهم ما يجري، و لكن جودة التعريب ليست مثالية و يوجد مصطلحات كثيرة تم ترجمتها بشكل حرفي بحت دون ترجمة المعنى. على سبيل المثال. اذا فقدت كامل طاقتك و ماتت شخصيتك في طور القصة ، ستظهر شاشة أمامك تقول “إعادة التشغيل من نقطة التفتيش” المترجمة حرفيا من جملة “Restart from checkpoint”. المقصود بنقطة التفتيش هنا هي أقرب نقطة حفظ خلال المهمة التي تخوضها ، و أيضا قاموا بترجمة كلمة Restart على النحو التقني ، أي إعادة تشغيل جهاز الحاسب ، و ليس المعنى. هناك أمثلة كثيرة على مشاكل الترجمة الحرفية التي تلعب دور في إعطاء طابع كوميدي تكسر أجواء انسجام اللاعب أثناء القتال و لكن سنكتفي بمثال واحد هنا.

في آخر المطاف حيث نجد السؤال المهم ، هل Battlefield 6 لعبة جيدة؟ الجواب نعم ، و ستسمتع في طور القصة و المالتي بلاير. و لكن من الممكن أن تكون أفضل ، خصوصا طور القصة. أتفهم بأن تركيز السلسلة في المقام الأول دائما هو طور اللعب الجماعي. و لكن ليس مستحيلا أن يصنعوا لعبة بطور جماعي ممتاز و طور قصة ممتاز أيضا. إذا تريدونني أن أخوض 8 إلى 9 ساعات من مهام القصة ، يمكنكم أن تجعلوها أفضل 9 ساعات أعيشها.

لعبة Battlefield 6 قادمة إلى جهاز الحاسب الشخصي و Playstation 5 و Xbox Series X|S في العاشر من أكتوبر لسنة 2025. و مع هذا الجزء ، المطور و الناشر يقولا وداعا لأجهزة الألعاب للجيل الثامن.

تقييم TrueGaming

Battlefield 6

الإيجابيات

    تجربة الطور الجماعي رائعة و هي التي ينتظرها كثيرا من محبي السلسلة لكن تتطلب المزيد من الموازنة ، رسومات قوية و نظام تدمير المباني الذي يغير من استراتيجية اللعب كل مرة ، وجود خوادم محلية تجعل الإستجابة في غاية السرعة لسكان دول الخليج العربي ، الأداء التقني ممتاز على الحاسب الشخصي ، عودة متصفح الخوادم بعد غياب طويل

السلبيات

    مشاكل في تصرفات الذكاء الإصطناعي في طور القصة و اللعب الجماعي ، تعابير الوجه ضعيفة في طور القصة أثناء المحادثات ، تفاوت في حساسية التحكم بكاميرا من داخل المركبة مقارنة بكاميراتها الخارجية

الخلاصة

الخلاصة: لعبة Battlefield 6 تعود بعد إنتظار طويل و تحوي طور لعب جماعي مليء بالآكشن الشيق و العتاد الثقيل من المركبات البرية والجوية واستغلال إمكانية تدمير المنشآت و وضع الخصم أمام القدر المحتوم. و نرى عودة لطور القصة التي تمنحنا تجربة ممتعة لكن ليست مبهرة.

7.5
شارك هذا المقال
تقييم اللاعبين
6

عدد المقيمين: 21

الحسين نصير

عاشق لألعاب الفيديو بجميع أشكالها مع محبة خاصة لكل شيء يتعلق بالمحاكاة.


الوسوم
أﺣﺪث اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت