مراجعة

Metal Gear Solid Δ: Snake Eater

حان وقت التهام الأفاعي!


الاجهزة: PC, PlayStation 5, Xbox Series S, Xbox Series X
تاريخ الإصدار: August 2025
الناشر: Konami
طورت بواسطة: Konami Digital Entertainment/Virtuos

حسين الموسى

22 أغسطس 2025
1238

 

هناك ألعاب فيديو يجب على المرء أن يلعبها ولو لمرة واحدة في حياته، و Snake Eater هي واحدة من هذه الألعاب. رحبوا معنا بعودة السلسلة العريقة Metal Gear Solid من خلال ريميك كامل للجزء الثالث بعنوان Metal Gear Solid Δ: Snake Eater. الجزء الثالث معشوق الجماهير وبداية قصة شخصية Snake وصناعة الجندي الأسطوري الذي سيترك بصمته بعد ذلك على السلسلة وعلى العالم، الجزء الثالث يعود ليذكرنا بأن هناك صفحاتٍ في الكتاب يصعب أن نطويها وإن أمسى الكتاب قديمًا واصفرت أوراقه. هل نجحت كونامي في إعادة متل جير سوليد إلى بريقها؟ ستعرف الإجابة في هذه المراجعة.

في البداية أريد أن أقول أن هذه هي المرة الأولى التي نلعب فيها Metal Gear Solid جديدة دون لمسات مخرج الألعاب القدير هيديو كوجيما، والذي كان المصمم، والكاتب، والمخرج للعبة الأصلية ولكافة أجزاء السلسلة، ولكن دوام الحال من المحال، والأيام التي كنا نظن أنها ستستمر طويلًا قد ولّت دون عودة. وبما أن كوجيما كان عراب اللعبة الأصلية التي صدرت على البلايستيشن2 في 2004، ومن الألف إلى الياء، فقد كان صعبًا على كونامي، للغاية، أن تمس اللعبة الأصلية التي ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بشخص كوجيما، واتخذت كونامي القرار الصعب أن تكون Metal Gear Solid Δ: Snake Eater نسخة طبق الأصل من اللعبة الأصلية: ذات القصة، ذات اللعب، ذات الأماكن، و هلم جرًا.

نعم تعود Metal Gear Solid Δ: Snake Eater إلى نفس الحكاية الأصلية التي تدور أحداثها في ستينات القرن الماضي وفي حقبة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، حيث يُعقد اتفاق سياسي مشترك بين الأمريكان والسوفيت ينهي أزمة الصواريخ الكوبية مقابل استعادة السوفيت لعالم يدعى سكولوف، فتقوم أمريكا سرًا بإرسال العميل الخاص والذي سيحمل الاسم الكودي في هذه اللعبة Snake ليقوم بالمعجزة؛ على سنيك أن يقتحم بمفرده، الأراضي السوفيتية، وأن يعود بسوكولف على قيد الحياة، وبعد أن يتعرض Snake إلى غدر غير متوقع من معلمته السابقة The Boss، تفشل المهمة وتبدأ الأحداث الحقيقية في اللعبة لتصل بنا إلى نهاية أغرب من الخيال.

دون شك هذه واحدة من روائع القصص في عالم الألعاب، الأسلوب الإخراجي ومستوى التمثيل قد لا يكون بالمستوى الاحترافي الذي رأيناه في لعبة Death Stranding 2 وما وصل له عالم الألعاب حاليًا، ولكنه يحمل الكثير من عبق الأفلام الجاسوسية وأجوائها، كما تطرح اللعبة معضلات أخلاقية قادرة على ملامسة الكثيرين ومنها مفهوم الولاء وإلى من يجب أن يُكرس هذا الولاء. اللعبة مليئة بالمقاطع السينمائية الطويلة التي تستعرض مهارات كوجيما الإخراجية لا سيما في المشاهد ذات الطابع الحركي ولا أحد يستطيع أن ينسى الطريقة التي نتعرف بها على شخصية Eva للمرة الأولى أو شخصية Ocelot واستخدامه الفذ للمسدسات، ويمكنني أن أؤكد لك أنك ستكون محظوظًا لو كنت ستلعب هذه اللعبة للمرة الأولى.

لم تتغير طريقة اللعب عن السابق إلا أننا حصلنا على أسلوب تحكم جديد يمكن اختياره من شاشة البداية، الأسلوب يعطينا كاميرا من فوق الكتف خلال التحكم بشخصية سنيك وبالتأكيد نرى أن هذا القرار كان موفقًا جدًا، هذه الكاميرا لوحدها تجعل من Metal Gear Solid Δ: Snake Eater الطريقة الأفضل لخوض تجربة متل جير سوليد 3 بلا منازع فالكاميرا العلوية الأصلية كانت سيئة وتحجب الرؤية وهذا لا يعمل جيدًا مع لعبة تجسس وتخفي مثل هذه اللعبة. هناك لمسات بسيطة أخرى لكنها فعالة تحسن من التجربة الكلية مثل إمكانية الولوج إلى اختصارات للقوائم الرئيسية دون الحاجة إلى فتح القائمة نفسها، هذا يسمح لنا مثلًا بتغيير لباس سنيك بلمح البصر بينما لم يكن ذلك ممكنًا في اللعبة الأصلية عندما صدرت لأول مرة.

كما ذكرنا متل جير سوليد دلتا هي لعبة تخفي. سنيك في قلب الأراضي السوفيتية بصورة غير متفق عليها بين البلدين في قصة اللعبة والأولوية ألا يكتشفه أحد، سنيك يمكن له أن ينحني، وأن يزحف على الأرض، وأن يتأرجح على أغصان الشجر قافزًا فوق رؤوس الخصوم، وأن يسبح، وحتى بمقدوره اللجوء إلى فنون قتالٍ يدوية عند القتال عن قرب تسمى CQC وليس فقط لتوجيه الضربات إلى الخصم بل وأيضًا الإمساك به واستجوابه من أجل الحصول على معلومات.هناك مرونة كبيرة في حركة سنيك التي تعتمد على عصا الأنالوج اليسار، وهناك تفاعل جيد مع البيئة فعداد اللياقة سيتناقص بصورة أسرع عند المشي في الوحل على سبيل المثال. أيضًا، تسمح لكم دلتا بالانتقال الكامل إلى منظور الشخص الأول من خلال ضغط الزر R1 إن شئتم ذلك.

بالتأكيد هذه أيضًا لعبةٌ تمنحُ اللاعب ترسانة واسعة من الأدوات وكذلك الأسلحة حتى يلعب بالشكل الذي يشاء. هناك مايكروفون يتعرف على مصادر الأصوات، هناك مناظير للرؤية الليلية والحرارية والتي ستكون مفيدة جدًا في الأماكن المعتمة والمظلمة، هناك بنادق وكواتم صوت وأسلحة قنص وأنواع مختلفة من القنابل، وكل ما يخطر ببالك من أسلحة يمكنها أن تعينك في رحلتك. وستحتاج إلى كل ذلك لأن الذكاء الاصطناعي جيد ولديه مستويات جيدة للرؤية ويستطيع التحرك لمواجهتك بشكل جماعي وأن يتسبب لك بالكثير من المتاعب، لذلك كن صبورًا ولا تسمح للأعداء باكتشافك بسرعة.

لو عدنا بالذاكرة قليلًا إلى الوراء، فإن متل جير سوليد2 و رغم مبيعاتها الكبيرة على جهاز سوني PS2 إلا أنها أيضًا واجهت انتقادات ضخمة بسبب الطول المبالغ فيه للعروض السينمائية، وظهرت أيضًا سلسلة Splinter Cell التي نجحت في المنافسة وتقديم طريقة لعب مميزة، في ذلك الوقت كانت Snake Eater ردًا مباشرًا على الانتقادات التي طالت الجزء الثاني ولا ننسى الطريقة التي عرضت فيها اللعبة لأول مرة في معرض E3 2003 والعبارة الشهيرة (فقط سنيك هو البطل الحقيقي). لذلك وعلى النقيض من الثاني تقدم متل جير 3 مساحة أكبر للإبداع واللعب، واستخدام الأدوات المختلفة التي ستحصل عليها في رحلتك ونحن نشجعك على أن تستكشف جميع الأماكن جيدًا حتى لا تفوتك الأدوات والأسلحة المبعثرة في أرجاء عالم اللعبة.

أضافت متل جير سوليد3 على السلسلة وللمرة الأولى أنظمة محاكاة رأينا بعضها يعود من خلال Death Stranding. سنيك يجوع وعليك اصطياد الحيوانات وإطعامه لزيادة عداد اللياقة الموجود في اللعبة، أما تغيير الملابس وتغيير طلاء الوجه بما يناسب البيئة فسيعمل على زيادة مؤشر التخفي واندماج سنيك في البيئة من حوله. يجب عليك أيضًا أن تعالج سنيك من الجروح أو الحروق أو الكسور عندما يكون بحاجة إلى ذلك وإلا فإن عداد الصحة لن يكتمل. بالطبع كل هذه العناصر عائدة مرة أخرى من اللعبة الأصلية. تعود كذلك معارك الزعماء المحبوبة ومنها المعارك مع فرقة الكوبرا التي تعمل تحت قيادة The Boss، بالإضافة إلى شخصيات أخرى معادية للاعب. كل زعيم من هؤلاء الزعماء يقدم فكرة خاصة ويستفيد من طريقة اللعب بشكل أو بآخر وهي مجموعة مميزة للغاية من معارك الزعماء ولا يوجد مثيل لها في أي لعبة أخرى.

لم يعجبنا أن اللعبة ما زالت تحتوي على شاشات تحميل سوداء تفصل بين مناطق اللعبة مما يقلل الاندماج معها ويخالف بعض الشيء المعايير والسلوكيات الحديثة في تصميم الألعاب، ورغم التكرار وطريقة التصميم الخطية للمراحل، علينا أن نشيد بالتنويع الكبير الذي تقدمه اللعبة في البيئة، فهناك أحراش وأدغال، ومستنقعات، وكهوف، وهضاب، وقواعد عسكرية، وجبال وغير ذلك. هذه الأماكن جميلة بحق مع محرك انريل5 الذي جرى استخدامه في تطوير اللعبة، وهي تدعم الـ HDR أيضًا. تفاصيل ورسوم الشخصيات جيدة وهي تميل إلى الواقعية أكثر قليلًا مما كانت عليه في الأصل لكنها موفقة، الخامات الرسومية جيدة للغاية، رسوم الماء فقط تبدو مخيبة قليلًا وليس هناك شعور بأن اللعبة تدفع التكنولوجيا في الألعاب إلى الأمام بأي شكل كما إن الإطارات في نسخة الحاسب مثبتة على 60 إطار لكنها خالية من مشاكل الأداء على الأقل.

عشاق السلسلة بالتأكيد سيسرهم ما تقدمه اللعبة على صعيد الرسوم كما ذكرنا لكن الطموح وسقف التوقعات أعلى من ما يقدمه هذا الريميك بالتأكيد، خاصة وأن كونامي نفسها قد أشرفت على أحد أفضل الريميكات في التاريخ مؤخرًا، وذلك بلعبة Silent Hill 2 الذي أعاد تخيل اللعبة الأصلية بصورة بارزة وقام بتوسيعها، هذا لا يحصل هنا فنحن أمام ريميك وفي تمامًا للعبة الأصلية إلا أنه نسخة طبق الأصل في كل شيء. حسنًا، هذا سؤال موجه إلى قراء الموقع الأعزاء، ما هو التوجه الذي تفضلونه؟ هل تفضلون أن يكون الريميك وفيًا للأصل أم تجديديًا؟ لدي فضول لمعرفة آرائكم.

ولا يخيب كوجيما الآمال صوتيا على الأقل فالموسيقى رائعة وانتقاؤها مميز وهي دائمًا تخلق الأجواء المناسبة للعبة وستشعر أنك بالفعل جاسوس مزود بمعدات خارقة من القرن الماضي. وهناك مؤثرات صوتية ممتازة مثل أصوات الحيوانات التي يمكنك أن تسمعها بوضوح في الغابة والتي ستجعلك تشعر بأنك في مكان ينبض بالحياة، إلا أن التمثيل الصوتي والذي لم يتغير إجمالًا عن اللعبة الأصلية ليس بتلك الجودة مقارنة بالألعاب الحديثة. محبو الحوارات وحكايا الشخصيات في الألعاب ستتعرفون على نظام يُسمى “كوديك” من خلال هذه اللعبة وقد كان أحد الأنظمة المميزة للسلسلة في الماضي حيث تنخرط شخصيتين في محادثة عبر الراديو وأحيانًا تكون هذه المحادثات طويلة جدًا، الثرثارة Para-Medic ما زالت ثرثارة كما كانت وستدردش معكم كثيرًا عن هوسها بعالم أفلام السينما.

هذه واحدة من روائع الألعاب القصصية ومن روائع ألعاب التخفي ولا يمكن تفويتها لعشاق ألعاب الطور الفردي، وبالتأكيد ستغفرون لها أنها ما زالت عالقة في الماضي في بعض الجوانب مقابل أن تعيشوا تلك التجربة القصصية الرائعة. على الأقل، عادت متل جير سوليد من جديد، ومن منا لا يرحب بذلك؟ هذا الريميك ليس طموحًا ولا يكسر حدودًا تقنية أو تصميمية أو قصصية بأي شكل من الأشكال، لكنه بالتأكيد يفي بالغرض، ومن يدري؟ ربما تكتشف لعبتك المفضلة القادمة من خلال هذه التجربة عزيزي القارىء. متشوقون لمستقبل جديد لسلسلة متل جير سوليد تحت مظلة كونامي التي يبدو أنها قررت أخيرًا العودة إلى رشدها والاستثمار مرة أخرى في سوق الألعاب التقليدي. ملاحظة: لا تدعم اللعبة اللغة العربية.

 

حصلنا على نسخة PC من الناشر قبل إصدار اللعبة

تقييم TrueGaming

Metal Gear Solid Δ: Snake Eater

الإيجابيات

    اللعبة وفية للأصل بصورة مثيرة للإعجاب، لا يوجد مشاكل في الأداء، طور اللعب الجديد يقدم كاميرا ومنظومة تحكم تتفوق على اللعبة الأصلية، التجربة الأصلية ما زالت موجودة بكامل روعتها ولحظاتها الأيقونية

السلبيات

    لا يقدم الريميك أي تجديد على التجربة، شاشات التحميل السوداء بين الأماكن، لا تدعم اللغة العربية.

الخلاصة

Metal Gear Solid Δ: Snake Eater ريميك غير طموح مقارنة بما قدمته ريميكات أخرى مثل سايلنت هيل 2 التي صدرت في العام الماضي، لكننا ما زلنا أمام واحدة من أروع ألعاب الطور الفردي التي تقدم تجربة لعب قصصية فريدة لا تشبه أي شيء آخر. من لم يلعب اللعبة من قبل عليه بها ويسعدنا أن متل جير سوليد قد عادت من جديد!

7.5
شارك هذا المقال
تقييم اللاعبين
9

عدد المقيمين: 15

حسين الموسى

حسين أحد أقدم المحررين في الموقع و متابع مخضرم لألعاب الفيديو وتقنياتها. اهتماماته واسعة ويتابع الألعاب بأنواعها و يعتبر أسطورة زيلدا سلسلته المفضلة.


أﺣﺪث اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت