كنت في انتظار هذه اللعبة بصبر نافذ منذ الإعلان عن حزمة ألعاب Level-5 القابلة للتحميل حصرياً عبر خدمة متجر الـ3DS الإلكتروني Guild 2، حيث تحتوي كل مجموعة من ألعاب Guild على ثلاثة ألعاب يتم تقديمها من مطورين معروفين في اليابان، و بعد النجاح التجاري الذي حققته ألعاب مثل Liberation Maiden و Crimson Shrouds كان من المؤكد أن ألعاب الحزمة الثانية ستصدر في الغرب أيضاً.
ما دفعني لانتظار Attack of the Friday Monsters تحديداً هي كونها أولاً لعبة من Kaz Ayaba المصمم و الكاتب المعروف في اليابان و المسؤول عن سلسلة My Summer Vacation التي لم تصدر أبداً خارج اليابان، و أثار وصف اللعبة اهتمامي ثانياً بعد أن تم الحديث عنها كلعبة ذات قصة دافئة، حسناً هذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها لعبة من كاز أيابا خارج اليابان، و عليك أن تعرف جيداً إذا كانت هذه اللعبة تناسبك أم لا قبل حتى أن تواصل قراءة هذه المراجعة، فهذه اللعبة التي يمكن تصنيفها ضمن ألعاب المغامرات أو المحاكاة لا تحتوي على أي نوع من اللعب الحركي و لا أي نوع من النشاطات، و كل ما ستفعله في اللعبة هو التجوال في أحد ضواحي العاصمة اليابانية طوكيو في مطلع السبعينات متحكماً بأحد الأطفال، فإذا كنت من محبي الحركة و الإثارة أو حتى حل الألغاز فعليك البحث في مكان آخر عما يلبي طلبك.
الهدف الأساسي من صنع هذه اللعبة هو تقديم قصة دافئة و حالمة تعيد إلى اليابانيين كبار السن طفولتهم إلى الأذهان، في فترة زمنية انتشرت فيها أفلام الوحوش العملاقة ( Kaiju ) مثل الفيلم الشهير للغاية جودزيلا و الذي حصل على أكثر من إعادة، في تلك الحقبة نما أطفال اليابانيين و هم مؤمنون بحقيقة وجود هذه المخلوقات و بلا شك كان لأفلام الخيال العلمي تأثير كبير على الناس آنذاك في عصر كان يحبو معلوماتياً و تكنولوجياً مقارنة بالعصر الحاضر، و هنا ينبغي علي أن أقول بأنه من الصعب جداً على اللاعبين العرب و المسلمين تحديداً أن يشعروا بأي رابط روحي بينهم و بين اللعبة فهذه الأفلام لم تكن جزءاً من ثقافتنا و إن كنا شاهدين على النجاحات الكبيرة لجودزيلا، و لا نؤمن كذلك بالخرافات و الأوهام و هذه النقطة تشكل عقبة كبيرة جداً بالنسبة لنا حيث أن نقطة قوة اللعبة تعتمد و بشكل شبه كلي على الارتباط الذي تحاول اللعبة أن تصنعه بينك و بين بطل اللعبة و أصدقائه.
حسناً لنضع هذه النقطة جانباً و نحاول أن نحكم على اللعبة بحيادية قليلاً، القصة ليست سيئة لكنها لا تقدم نفسها بقوة و لا تمتلك لحظة عبقرية خاصة كما توقعت منها، و هذا ليس جيداً للعبة قصصية في المقام الأول، على الصعيد الآخر شخصيات الأطفال Sohta و رفاقه تبدو جيدة جداً و يمكنك أن تشعر ببرائتهم و سذاجتهم و لحسن الحظ الأطفال هم المحرك الرئيسي للأحداث البسيطة في اللعبة.
اللعب في هذه اللعبة يقتصر على التحرك و الاستكشاف في المدينة التخيلية الصغيرة، و لحسن الحظ تبدو الخلفيات ساحرة و خلابة للغاية و هذا ليس بغريب على مطوري سلسلة My Summer Vacation، أعتقد بأن محبي الخلفيات ثنائية الأبعاد تحديداً سيشعرون بسعادة جمة لدى مشاهدتهم الخلفيات الجميلة في هذه اللعبة، و كذلك يتم تقديم الصوتيات على أعلى مستوى ممكن حيث ستستمع إلى خرير المياه عند المرور بجوار النهر و ستسمع صوت القطار البخاري القديم من بعيد و هو يعبر التلال بالإضافة إلى صوت صرصار الليل الشهير في المروج و الحقول الخضراء، أما التمثيل الصوتي فيقتصر على شخصية “الراوي” فقط و للأسف الشديد لم تتم دبلجة الحوارات إلى اللغة الإنجليزية، و هذا أمر غير مقبول عندما نأخذ بالحسبان سعر اللعبة المرتفع نسبياً.
النشاط الوحيد الذي ستتمكن من القيام به في اللعبة بجانب الاستكشاف و الحديث مع سكان القرية هو لعبة بطاقات مصغرة مبنية على أساسات ( حجر – ورق – مقص )، اللعبة مسلية لكنها بسيطة جداً و لا تحتاج إلى أي احتراف و للأسف ليست كافية لحمل عنصر اللعب بالكامل على أكتافها، خاصة و أن الخصوم لا يشكلون أي تحدي حقيقي و يمكنك أن تهزمهم منذ المرة الأولى، كما أن الفوز أو الخسارة في لعبة البطاقات لا يؤديان إلى نتائج حقيقية سوى بعض الجمل الإضافية البسيطة من الشخصيات.
إجمالاً شعرت بأن هذه اللعبة تحاول محاكاة أسلوب المخرج الأسطوري هياو ميازاكي في صنع المنتجات العائلية و تقديم رسالة ما بين السطور لجمهور البالغين لكن هذه اللعبة لا تنجح في محاكاة عبقرية ميازاكي الفريدة، فرسالتها ليست واضحة و ليست بتلك القوة و أعترف بأنني كنت خائب الأمل قليلاً على الرغم من استمتاعي الشديد بالخلفيات الساحرة و الأجواء التي تبعث على الراحة و الاسترخاء في اللعبة، إذا كنت ترى بأنك من جمهور اللعبة المستهدف أو خلقت هذه المراجعة بداخلك بعض الاهتمام باللعبة، فأنصحك أن تنتظر تخفيضاً على السعر في متجر ننتندو قبل الشراء.
