الكتاب: ألزهايمر.
المؤلف: غازي القصيبي.
الناشر: بيسان للنشر والتوزيع.
عدد الصفحات: 127 صفحة.
هذا الكتاب هو آخر أعمال د. غازي القصيبي وقد كتبه على فراش المرض. الكتاب قصير وسلس وتستطيع الإنتهاء منه في جلسة واحدة لا تتعدى الساعتين. الكاتب يحكي قصة يعقوب العريان "بطل الأقصوصة" والذي أكتشف أنه في مرحلة مبكرة من مرض ألزهايمر، عندها قرر الإبتعاد والخروج من حياة جميع من يعرفهم وفي مقدمتهم زوجته وأبناءه، قرر الإبتعاد والذهاب بعيداً إلى مركز متخصص بهذا المرض، وبه ناس مؤهلة للإعتناء بمن أصيبوا به! قرر الإبتعاد قبل أن يتحول إلى كومة من الخضروات البشرية -كما وصفها الكاتب- ويكون عالة على غيره. عموماً سوف أسرد بعض ملاحظاتي عن أقصوصة الزهايمر:
-الأقصوصة تتألف من مدخل ومخرج + 12 رسالة من بطل القصة إلى زوجته، يحكي فيها بعضاً من يومياته ومعاناته وأفكاره وما يشعر فيه وحكايا من حوله من المرضى.
-الكاتب أدرج في بعض الرسائل شيئاً من القضايا المعاصرة ورأيه فيها بطريقة جميلة لا تشعرك بها إلا بعد أن تتمعن وتقرأ ما بين السطور مثل: المراهقة، الإختلاط -لم أوافقه البتة على ما قاله هنا- ...الخ.
-لم تعجبني التلميحات الجنسية التى حشاها الكاتب في بعض الرسائل حشواً من غير مبرر ولا داعي، ولا أدري بأمانة لم يتجه كاتب مثل د.غازي القصيبي لمثل هذا الأسلوب فهو في غنى عنه، وليست هذه المرة الأولى التى يجعل القصيبي للجنس حيزاً في كتبه وقصصه، فقد قرأت له "شقة الحرية" سابقاً وكانت الرواية مليئة بالتوصيفات الجنسية في بعض فصولها، وكان هذا الأمر مما أزعجني سابقاً ومما أزعجني الآن. وحقيقة الأمر لم أقرأ لروائي عربي إلى الآن كتاباً كان خالياً من الإسقاطات الجنسية وكأن القراء لا ينجذبون إلا لمثل هذه الأمور!
-كنت أتمنى أن يتعمق القصيبي في مرض ألزهايمر ويرينا تأثيراته على بطل الأقصوصة، بصورة أكبر وأوضح، ولكن يبدو أن القصيبي كتب أقصوصته على عجل.
-أكثر ما أعجبني من الأقصوصة هي الرسائل الأخيرة، ال9 وال10 وال11 وال12، كما أعجبتني بعض العبارات والمقتطفات بين ثنايا الأقصوصة.
-ألزهايمر كتبها القصيبي بهمزة للدلالة على مكتشف المرض وللتفريق ببنها وبين "ال" التعريف وهي لفتة رائعة.
أخيراً يقول المتنبي:
كَفى بِكَ داءً أَن تَرى المَوتَ شافِيا،،، وَحَسبُ المَنايا أَن يَكُنَّ أَمانِيا.
بشكل عام: كتاب بسيط وخفيف ولا بأس بمنحه فرصة لقرائته...
تقييمي: 2.5/5
May 22, 2015