دائما ما كنت من محبي ألعاب Fallout، وخاصة New Vegas، حيث أحببت الحرية المطلقة، الحوار العميق، وعالمها الذي ينبض بالحياة. وبما أن The Outer Worlds تم تطويرها على يد مؤسسي Fallout، كنت متحمسا للغاية لتجربة الجزء الثاني منذ اللحظة التي أعلنت فيها Obsidian عنه. الجزء الأول أظهر إمكانيات هائلة لسلسلة قادرة على سد الفراغ الذي تركته ألعاب Fallout، مقدما تجربة مليئة بالخيارات، الشخصيات المميزة، والكوميديا السوداء المميزة. ومع الإعلان عن The Outer Worlds 2، كان لدي فضول كبير لأرى إن كانت Obsidian ستعود إلى الطريق الصحيح وتكفر عن الساعات التي ضيعتها في لعبتهم المتوسطة Avowed.
فهل استطاعت The Outer Worlds 2 أن تملأ هذا الفراغ؟ هل هي فعلا أفضل من الجزء الأول؟ و هل سامحت Obsidian بعد تجربة Avowed المخيبة للأمال؟
مرحبا بك في الفوضى، أو كما نسميها…. Arcadia
تدور أحداث The Outer Worlds 2في نظام نجمي جديد يسمى Arcadia، بعيدا عن أحداث الجزء الأول في Halcyon. تبدأ الأحداث في المستقبل البعيد داخل هذا العالم حيث تهيمن الشركات العملاقة على المجتمعات البشرية. يلعب اللاعب دور عميل يتبع للـEarth Directorate، وهي الجهة المسؤولة عن التواصل مع المستعمرات البعيدة. ترسل الشخصية الرئيسية إلى مستعمرة Arcadia للتحقيق في ظاهرة غريبة تسمى الـRifts، تتمثل في تمزقات في نسيج الزمكان تهدد بتدمير المستعمرات. لكن هذا ليس هو المشكل الوحيد فالبشر، كعادتهم، لا يرضون بمشكل واحد حتى لو كان بهذا الكبر، فـArcadia تعيش حالة فوضى ناتجة عن صراع بين ثلاث قوى رئيسية: حكومة استبدادية تُعرف باسم The Protectorate، وشركة ضخمة تدعى Auntie’s Choice تسعى للسيطرة على كل شيء، و جماعة دينية تسمى بـThe Order ترى نفسها الجماعة الوحيدة القادرة على “تحسين البشرية”.
كما ترى عزيزي القارئ الوضع معقد هنا. و مع تقدم الأحداث، تدرك أن كل فصيل يرى نفسه على حق، وأن الخط الفاصل بين الخير والشر غير واضح إطلاقا. وهنا تظهر روعة كتابة Obsidian التي تعود مجددا لتقديم قصة مليئة بالاختيارات الأخلاقية والمواقف الرمادية، حيث كل قرار يمكن أن يفتح طريقا جديدا أو يغلق آخر إلى الأبد.
شخصيات اللعبة سواء الرفاق الذين ينضمون إليك أو الخصوم الذين تواجههم تشعر بأنها حقيقية، تتحدث وتتصرف بناء على قناعاتها، وليست مجرد أدوات لخدمة القصة. قد تضحك من تعليق ساخر وسط معركة، أو تجد نفسك تتردد في اتخاذ قرار مصيري لأنك لا تريد خيانة أحدهم. فالحوارات هنا ليست مجرد وسيلة لسرد القصة، بل جزء أساسي من أسلوب اللعب نفسه. يمكنك تجنب معارك كاملة فقط باستخدام مهاراتك في الإقناع أو الكذب أو التهديد. أحد المواقف التي واجهتها جعلني أتجنب قتالا فقط لأنني أقنعت العدو في الحوار، وهذا النوع من التفاصيل يجعل كل تفاعل في اللعبة ذا قيمة حقيقية. و يضهر قوة عناصر الـRPG و عمقها التي سنتحدث عنها في الأسطر القادمة.
و الرفاق “Companions”،فقد أعجبت بهم كثيرا. أحد أكثر الأشياء التي أحببتها هو كيف يجعلون العالم يبدو حيا فعلا يتحدثون معك و مع بعضهم عن أمورهم شخصية، أو يتبادلون الملاحظات، أو النصائح.
أتذكر موقفا مضحكا عندما قفزت من مكان مرتفع لأتجنب السلالم فقال لي أحدهم: “حسنا، هذه طريقة أسرع من استخدام الدرج!” لحظات بسيطة مثل هذه تضيف عمقا وحياة حقيقية لعلاقاتك مع الشخصيات و تزيد من إندماجك في عالم اللعبة.
اللعبة تعطيك الحرية التامة في حياكة نسيج العالم من حولك، بداية من علاقتك مع رفاقك الذين يمتلك كل منهم خلفية وشخصية مميزة، حيث يمكن للحوارات بينهم وبينك أو فيما بينهم أن تكشف الكثير عن دوافعهم ومعتقداتهم وتغير من طريقة تعاملهم معك لاحقا. حتى علاقتك مع الجماعات المختلفة تتشكل عبر الحوارات، فالخيارات التي تتخذها أثناء النقاشات مع القادة أو الأعضاء العاديين قد تؤدي إلى تحالفات أو صراعات مستقبلية، وتؤثر على مجريات القصة بشكل مباشر. كل كلمة تقولها، وكل رد تختاره، يمكن أن يفتح أبوابا جديدة أو يغلق أخرى، مما يجعل الحوار جزءا أساسيا من تجربة اللعبة ويمنحك شعورا حقيقيا بأنك تشكل العالم بنفسك. أحداث اللعبة كانت أيضا عنصرا أساسيا في إعجابي بالقصة، فهي مليئة بالمفاجآت والتحولات التي لا تتوقعها أبدا. كل مهمة أو مواجهة تحمل معها لحظة مثيرة أو قرار صعب يضعك أمام خيارات غير مريحة، يكون ضغط زر الاختيار فيها أحيانا اصعب من قتال زعيم.
كل ما قلته سابقا سيكون سببا كافيا يجعلني أعود لتجربة اللعبة من جديد، ففضولي يدفعني لمعرفة كيف كانت ستسير الأمور لو اتخذت قرارات مختلفة. ماذا لو اخترت التحالف مع فصيل آخر؟ كيف كانت الشخصيات ستتفاعل معي؟ هل كنت سأخسر أحد رفاقي؟ أم ربما كنت سأكتشف حقائق جديدة تغير نظرتي تماما لما يحدث في أركاديا؟ هذا هو جمال The Outer Worlds 2، فهي لعبة تجعلك تتساءل دائما عن “ماذا لو؟”، وتمنحك الدافع لتجرب كل الاحتمالات بنفسك. وحتى فكرة الحصول على “نهاية مرضية” تبقى غامضة ومفتوحة للتأويل، لأن كل نهاية تبدو انعكاسا لاختياراتك وقناعاتك، لا مجرد مشهد ختامي ثابت.
كما ترى، جانب القصة في اللعبة رائع، لكنه كان يمكن أن يكون أفضل بكثير لو حظيت مشاهد الحوارات بنفس القدر من التركيز والعناية. للأسف، لا تزال اللعبة تستخدم نفس الأسلوب القديم الذي عفا عليه الزمن و المكرر في العديد من ألعاب Bethesda وObsidian: شخصية واقفة أمامك تحرك يديها وتغير تعابير وجهها بشكل محدود، مما يقلل من إحساس الواقعية والانغماس. صراحة، لن ألوم أي شخص لم يعجبه هذا الجانب، فمع مستوى التمثيل السينمائي المذهل الذي وصلت إليه الألعاب، حتى ألعاب تقمص الأدوار منها، مثل Cyberpunk 2077، تظهر مشاهد الحوار في The Outer Worlds 2 بشكل قديم وضعيف، رغم أن جودة الكتابة عالية والأداء الصوتي ممتاز. إخراج المشاهد الحوارية يبقى حاجزا قد يمنع الكثير من اللاعبين من الانغماس الكامل في اللعبة، لكنه لا يقلل من قوة القصة نفسها أو من عمق الشخصيات التي تقدمها.
دعني أعرفك بنفسي، أنا الكوماندر
الحرية في The Outer Worlds 2 لا تتوقف عند القرارات فقط، بل تمتد إلى تفاصيل شخصيتك نفسها. فطريقة بنائك للشخصية من قدراتك ومهاراتك إلى خلفيتك السابقة، تؤثر بشكل واضح على كل ما تقوم به في اللعبة. اختيارك لخلفية الشخصية لا يغير الحوارات فقط، بل يفتح لك طرقا جديدة في المهام، ويمنحك خيارات غير متاحة لغيرك. هذه المرونة تجعل التجربة فريدة لكل لاعب وتشجع على إعادة اللعب أكثر من مرة لرؤية كيف ستختلف النتائج. و هذه الحرية تمتد إلى أسلوب اللعب و القتال أيضا، حيث تشعر أن كل قرار تتخذه ينعكس بشكل ملموس على أرض المعركة. فاختياراتك في تطوير المهارات أو السمات لا تحدد فقط مدى قوتك، بل تغير شكل التجربة بالكامل. هل تفضل بناء شخصية تعتمد على الذكاء والقدرات التقنية؟ إذا ستتفوق في القرصنة و فتح طرق مغلقة قد تسهل عليك المهمة. و ان كنت من محبي التسلل و الإغتيال مثلي، فيمكنك تخصيص شخصيتك لتكون قاتلا متخفيا ينهي الأعداء واحدا تلو الأخر دون أي أثر. أما إن كنت تميل إلى القتال المباشر، فاللعبة تعطيك القدرة على تحويل شخصيتك لآلة حربيةتواجه الأعداء وجها لوجه. وحتى “العيوب” (Flaws) التي تظهر بشكل عشوائي تضيف عمقا إضافيا، فهي تمنحك مكافآت معينة مقابل تحمل نقاط ضعف دائمة، كنقص نسبة من عداد صحتك مقابل زيادة ضررك على الأعداء الذين تعرضو لضرر من طرف رفاقك. هذا النظام ممتع جدا و يضيف نكهة لتجربتك و يدفعك للخروج من منطقة راحتك و تجربة أشياء جديدة.
أما المزايا (Perks) فهي مصممة لتجعل أسلوب لعبك أكثر مرونة وتنوع ا، وتدفعك لتجربة أفكار مختلفة بدل الاعتماد على بناء واحد فقط. النظام يشجعك على موازنةش شخصيتك، بحيث تكون قادرة على التكيف مع أغلب المواقف، و ألا تكون منحصرة على تخصص واحد، ما سيعطيك أسلوب لعب مرن. يمكنك تعديل الأسلحة وإضافة (Mods) لها لتمنحها خصائص جديدة كزيادة الضرر أو تحسين الدقة أو حتى منحها تأثيرات كهربائية أو نارية، لكي تجعل سلاح يعكس أسلوبك في القتال. نفس الشيء ينطبق على الدروع، التي يمكن تخصيصها لتتناسب مع نوع المواجهات التي تفضلها، سواء كنت تلعب بأسلوب التخفي أو المواجهة المباشرة. أما نظام الـ(Crafting) رغم بساطته، إلا أنه عملي جدا، فأنت تجمع الموارد أثناء الاستكشاف لصناعة الذخيرة أو الأدوات أو حتى لتطوير معداتك، وكل ما تصنعه له فائدة واضحة في المعركة. ورفاقك يلعبون دورا جوهريا في هذه المنظومة. كل واحد منهم يمتلك قدرات خاصة تضيف بعدا تكتيكيا للمعارك. بعضهم يشتت انتباه الأعداء ليمنحك فرصة للهجوم، وآخرون يطلقون ضربات قوية أو يسببون شللا للأعداء لفتح مجال لك للتنفس في حالة كنت في مرمى الأعداء. و إكمال المهام الجانبية للرفقاء يعزز قدراتهم ويكشف قصصهم الخاصة ما سيزيدك حلولا استراتيجية في المواجهات و بالطبع سعات لعب إضافية.
أما القتال نفسه، فقد أصبح أكثر تنوعا وعمقا من الجزء الأول بشكل واضح. كل نوع من الأعداء يجبرك على التفكير والتكيف، سواء بتغيير سلاحك أو طريقة هجومك، فلكل مواجهة طريقتها الخاصة وإيقاعها المختلف خصوصا إن كنت تلعب على صعوبة متوسطة أو عالية، وليس على “صعوبة القصة” السهلة. و اللعبة تقدم لك ترسانة أسلحة متنوعة. هناك أسلحة كلاسيكية تعتمد على الرصاص، وأخرى تعتمد على الطاقة أو العناصر (مثل النار و البرق و الجليد) أو السموم ، و كل سلاح يعتبر نقطة ضعف لنوع معين من الأعداء. بعض الأسلحة فعالة ضد الكائنات الفضائية، وبعضها يكون فتاكا ضد الآليين. حتى التصميم الصوتي والارتداد لكل سلاح يجعلك تشعر بالضربة فعليا.
نظام إبطاء الوقت (TTD) يعود مجددا ليمنحك أفضلية تكتيكية يمكنك استخدامه لتحديد الأهداف بدقة، تفادي الهجمات، أو حتى تنفيذ حركات ذكية مثل إبطاء الزمن أثناء رمي قنبلة لتفجيرها في اللحظة المثالية فوق رؤوس الأعداء. أما بالنسبة لعشاق أسلوب التخفي، فاللعبة تقدم مجموعة من الأدوات التي تجعل هذا النمط ممتعا و متعدد الخيارات. هناك مثلا منظار الرؤية عبر الجدران الذي يساعدك على تتبع تحركات الأعداء خلف الحواجز، مما يمنحك تصورا كاملا للمرحلة لتخطيط خطواتك القادمة بدقة. بالإضافة إلى ذلك، هناك أداة إخفاء الجثث التي تعد من الإضافات الذكية، فهي تتيح لك إخفاء جثت الأعداء الذين اغتلتهم لكي لا يتم رصدهم من طرف الأعداء الأخرين. لكن، رغم هذا العمق والتنوع، القتال في The Outer Worlds 2 ليس مثاليا دائما. الذكاء الاصطناعي للأعداء يظل أحد نقاط الضعف؛ ففي بعض الأحيان، قد ينسى الأعداء وجودك بمجرد مغادرتك الغرفة. و ان كان عدد الأعداء كبيرا يصبح الأمر فوضويا لدرجة أنك لن تقدر على مجارات كل ما يحدث. و أكره عندما أكون في مواجهة بين فصيلين، وبمجرد أن ألمس أحد عناصر الفصيل الذي أساعده، أصبح تلقائيا عدوا لكلا الفصيلين، ما يأدي لهلاكي السريع، ما يدفعني للتحول إلى راعي أطفال، يحارب فصيلا و يحاول عدم إصابة أطفال مسلحين من حوله يتحركون بشكل عشوائي.
تصميم المراحل يقدم نوعا من الحرية للاعب، إذ يمكن اختيار طرق متعددة لاستكشاف المناطق . ومع ذلك، هذه الحرية ليست عميقة بالدرجة الكبيرة، فالمناطق غالبا ما تكون محدودة الحجم ومصممة بخطوط رئيسية واضحة، مع بعض التفرعات الصغيرة التي توفر خيارات تكتيكية إضافية فقط. أما تصميم العالم، فهو لا يهدف لأن يكون ضخما بقدر ما هو مصمم بعناية على شكل مستويات مترابطة أكثر من كونه عالما مفتوحا بالكامل، و هو متفاوت التصميم، فبعض الكواكب كانت تجدبني للإستكشاف عندما أرى شيئا في الأفق و كواكب أخرى كنت أشعر بأنني أمشي بشكل خطي و نادرا ما أرى شيئا يجدبني لإستكشافه. أما المحتوى الجانبي فهو ايضا كان متباينا إلى حد كبير. صحيح أن العديد من المهمات الجانبية تضيف عمقا للقصة وتؤثر على أسلوب لعبك، فهي تمنحك فرصا لاستكشاف شخصيات جديدة، اكتساب موارد أو مزايا إضافية. ومع ذلك، هناك مهمات جانبية أشعر بأنها مجرد حشو بدون أي تحد أو عنصر مفاجأة، مما يجعلها أحيانا مملة وتفتقر إلى الحافز لاستكمالها. رغم ذلك، فإن المهمات الجيدة توازن هذا الاختلاف.
اللعبة تمنح اللاعب حرية الاختيار بين المنظور الأول والثالث، لكن من المهم ملاحظة أن تصميم اللعبة لم يبنى ليكون مثاليا للعب بالمنظور الثالث. اللعب بالمنظور الأول سلس وممتع، حيث يمنحك شعورا واقعيا بعالم اللعبة، مع تحكم دقيق وحركة سلسة تجعل التجربة أكثر اندماجا. أما المنظور الثالث، فهو محدود بعض الشيء، ويظهر أحيانا بشكل متواضع أو غير متناسق، ما قد يؤثر على وضوح الرؤية خلال المعارك أو التفاعل مع البيئة، لذلك لا أنصح بتجربته إذا كنت تبحث عن تجربة لعب متكاملة.
مع أن اللعبة مطورة على Unreal Engine 5، إلا ان الأداء العام جيد، رغم وجود هبوط نادر في معدل الإطارات و خلل أدى إلى تعطل اللعبة مرة واحدة إلا أن هذه المشكلات كانت استثناءات وليست قاعدة. فاللعبة كانت تعمل بشكل جيد طيلة الوقت خاصة أثناء القتال. عتابي قد يكون هو وجود شاشات التحميل بين المراحل، لا أعلم لما مازالت لعبة في جيلنا الحالي تعتمد على شاشات التحميل بين المراحل، فمجرد الخروج من مركبتك الفضائية يحتاج شاشة تحميل و الدخول إليها أيضا يحتاج شاشة تحميل و هو شيئ كان يتير غضبي في حالة كنت قد نسيت شيئا في المركبة، و هذه ليست الحالة الوحيدة التي ستواجه فيها كابوس شاشات التحميل، فكما قلت فهي توجد بين كل المراحل.
عندما يندمج الفضاء مع الـRetro futurism
عندما يندمج الفضاء مع أسلوب الـRetro futurism في The Outer Worlds 2، تتحول اللعبة إلى تجربة بصرية فريدة تجمع بين الفخامة الكلاسيكية والتقنيات المستقبلية. الألوان الزاهية، الأشكال الهندسية المتناسقة، واللمسات المعمارية المزخرفة تعطي كل مستعمرة هوية مميزة، في حين تضيف الخلفيات الفضائية الشاسعة شعورا بالعظمة والاتساع.
هذا المزج لا يقتصر على المباني فقط، بل يظهر أيضا في تصميم المركبات، الأسلحة،الأدوات، و الملابس مما يجعل كل عنصر في العالم يبدو وكأنه جزء من لوحة فنية متكاملة. التفاصيل الصغيرة مثل مصابيح النيون، واجهات الأبنية المعدنية، أو التماثيل الهندسية جعلتني دائما أشعر أنني أعيش في عالم مستقبلي متطور لكنه مرتبط بالجمال الماضي الذي لم أعشه لكنني معجب به.
نهاية الرحلة
The Outer Worlds 2 لعبة جميلة و ممتعة تضاف إلى قائمة أفضل ألعاب السنة، نعم بها بعض العيوب هنا و هناك و لكن إيجابياتها طغت عليها و جعلت منها أفضل من الجزء الأول. أما Obsedian فقد سامحتهم عن وقتي الذي ضاع مع Avowed حيث أنهم قدمو لي رحلة طويلة و لن أنساها في الفضاء عوضتني.
The Outer Worlds 2 لعبة جميلة وممتعة بكل ما للكلمة من معنى، وتستحق أن تضاف إلى قائمة أفضل ألعاب السنة. نعم، تحتوي اللعبة على بعض العيوب هنا وهناك، إلا أن الإيجابيات طغت على كل ذلك وجعلت تجربتها أفضل من الجزء الأول. ما يميز اللعبة حقا هو توازنها بين القصة الممتعة، أسلوب اللعب الحر، والعمق التكتيكي للقتال، بالإضافة إلى الشخصيات المصممة بعناية و الرفقاء الذين يجعلون العالم ينبض بالحياة. كل هذه العناصر مجتمعة تمنح اللاعب شعورا بالاندماج الكامل في عالم Arcadia و تجعل كل قرار وكل مواجهة مليئة بالإثارة و التحدي.
أما بالنسبة لـObsidian، فقد سامحتهم عن الوقت الذي ضاع مع لعبة Avowed، لأنهم في The Outer Worlds 2 قدموا لي رحلة طويلة في الفضاء، مليئة باللحظات التي لا تنسى والتفاصيل الدقيقة التي تعكس حب المطورين لعملهم واهتمامهم بأغلب جوانب اللعبة. في النهاية، هذه اللعبة ليست مجرد استمرار للجزء الأول، بل تجربة متكاملة تعكس عودة Obsidian لتقديم ألعاب RPG تليق بإسمهم العريق.
تمت مراجعة لعبة The Outer Worlds 2 بنسخة PlayStation 5 تم توفيرها من قبل ناشر اللعبة قبل صدورها.