فريق التطوير البولندي Bloober Team ومنذ دخوله صناعة الألعاب بالسنوات الماضية وهو يحاول ان يصبح واحدا من الفرق التي يشار لها بالبنان فيما يخص تقديم العاب الرعب، بعد عدد من التجارب المتوسطة منه قدم لنا بالعام الماضي ريميك الجزء الثاني من سلسلة العاب Silent Hill ورغم التحديات التي واجهته والكثير من المخاوف حول مستوى اللعبة ولكنها لاقت اعجاب النقاد واللاعبين ومعها انطلاقة الفريق الحقيقية كفريق قادر فعلا لتقديم العاب هذا التصنيف بأفضل شكل وحصل على ثقة شركة كونامي للعمل على ريميك الجزء الأول من السلسلة ولكن قبل ذلك فالفريق لديه تحدي خاص وذلك بإصدار لعبة رعب جديدة منه وبعنوانه الخاص ومن نشره بتجربة لعبة Cronos: The New Dawn التي نقدم لكم مراجعتها اليوم، هل يقدم لنا الفريق تجربة لعبة مميزة؟ أم يعود لتجربة الألعاب المتوسطة من جديد؟ اليوم نتعرف على الإجابة.

Cronos: The New Dawn هي لعبة رعب واكشن بالمنظور الشخصي الثالث وتستوحي كثيرا من أفكارها وتصاميمها من سلسلة العاب Dead Space ويبدو ذلك جليا من أول لمحة للعبة بطريقة تصميم الشخصية الرئيسية وكذلك طريقة تحريكها وضرباتها و الأهم من ذلك أجواء الخيال العلمي الذي تقدمها اللعبة، بالتأكيد مع غياب سلسلة Dead Space الساحة وبعدم وجود نية لإعادتها فلعل لعبة Cronos تقدم لنا البديل والتتمة الروحية لتلك السلسلة المعشوقة لدى محبي تصنيف العاب الرعب و الاكشن، رغم الكثير من التشابه بين اللعبتين ولكن هنالك أيضا الاختلافات التي تجعل لعبة Cronos: The New Dawn تجربة منفصلة ترغب بإثبات نفسها أيضا وبقدرات الفريق وتطوره خلال السنوات الماضية.

لنبدا الحديث عن القصة بكونها عنصر مهم هنا، حسنا لعبة Cronos: The New Dawn لديها أكثر من موضوع لطرحه بقصتها، نحن هنا نلعب بكوكب الأرض بعد تدميره وبعد أن أصبحت مخلوقات مرعبة هي من تجوب فيه، هنا نلعب بشخصية المسافر أو الـTraveler وهو عميل لمنظمة المجمعين أو الـCollective برحلته لمحاولة معرفة ما جرى لكوكب الأرض، هنا لا نعرف أي شيء عن ماضي هذه الشخصية التي نخوض بها المغامرة ولا المنظمة خلفها وستتطور الأحداث لمعرفة ذلك أثناء اللعبة حيث نحاول معرفة حقيقية الوحوش أو ما يطلق عليهم الأيتام “Orphans” وسبب ظهورهم بالعالم و أيضا لا تخلو اللعبة من الحديث عن السياسة و العودة بالماضي بدولة بولندا والحديث عن الشيوعية وفترة سابقة للتجارب على البشر وسنحاول البحث عن أشخاص لديهم المعرفة عما يجري وهنا دور شخصية المسافر للحصول على المعلومات من عقولهم بطريقة ما وعبر زيارة الشقوق بين الزمن لمعرفة الماضي و الحاضر.

قصة اللعبة تحمل معها الكثير من الغموض لكوننا سنتحمس لمعرفة اسرار ما حدث لكوكب الأرض وبنفس الوقت نحاول أن نتعرف على قصة الشخصية التي نلعب بها و السبب الحقيقي لتواجدها حيث نتلقى الأوامر من المنظمة دون معرفتنا بحقيقة شخصيتنا ولكنها تؤدي مهمة سبقها بها أكثر من مسافر كلهم لقوا حتفهم ولذلك يصبح الامر مشوقا مع التقدم بالأحداث، حسنا رغم أن النظرة الأولى للقصة بكونها سطيحة بوباء أصاب الأرض وتحول البشر معه إلى مخلوقات مرعبة ولكن هنالك الكثير من التفاصيل و الأحداث وفي بعض الأحيان الفلسفة التي تجعل قصة اللعبة مثيرة للاهتمام وواحدة من نقاط القوى بهذه التجربة اجمالا.

لنتحدث عن الجانب التقني باللعبة، لعبة Cronos: The New Dawn تقدم معها تجربة منظور الشخص الثالث للعب و باجواء الخيال العلمي وهي تقدم ذلك بشكل مميز من ناحية الفن او الـArt بتصاميم جميلة للشخصيات المستوحاة بشكل واضح من لعبة Dead Space وكذلك الامر للأعداء وتصاميمهم وشخصيا لازلت أظن اللعبة اللعبة ربما قد تكون بدأت رحلتها كمحاولة تقديم لعبة Dead Space جديدة للتشابه الكبير قبل أن تصبح لعبة ذات نفسها، اللعبة خطية جدا وليست تجربة لعبة عالم مفتوح ولذلك فالأمر محدودة من الناحية التقنية، هنالك تشابه كبير بتصاميم عالم اللعبة المظلمة اجمالا مع تحريك جيد للشخصيات وأيضا هنالك بعض المشاكل التقنية المتكررة من تراجع سرعة الإطارات و أيضا تداخل الأجسام حيث نشاهد كثير الأعداء وهم يركضون خلفك وعندك انتقالك لغرفة أخرى وغلق الباب فستجدهم يدخلون جسدهم من الباب ولكنهم لا يستطيعون تجاوزه فعلا، مظهر اللعبة اجمالا مقبول ولكنها ليست أفضل لعبة من الناحية التقنية ولكن الرسوم تفي بالغرض لهذه التجربة.

من ناحية الصوتيات فهنالك تمثيل صوتي جميل لكافة الشخصيات التي تتحدث وأيضا هنالك بعض الموسيقى المميزة جدا التي تقدمها اللعبة ووجدت نفسي ببعض الأحيان أقف فقط لاستمع للحن ما أثار اعجابي وبالنسبة لأصوات الضربات فهي شبه مطابقة للعبة Dead Space وخصوصا عند الدهس، أصوات الأعداء كان بالإمكان جعلها أفضل لتضيف المزيد لعنصر الرعب بالمغامرة من صرخات أقوى وغير ذلك ولكنها محدودة ولكن اجمالا فالصوتيات باللعبة هي واحدة من النقاط الجيدة فيها.

لعبة Cronos: The New Dawn هي لعبة رعب واكشن بالمنظور الشخصي الثالث وكما أسلفت تحاكي سلسل العاب Dead Space بشكل كبير ورغم انني لا أحب فكرة المقارنات ولكن التشابه الكبير بين اللعبتين يجبرني على ذلك، التحكم بالشخصية الرئيسية مطابق تماما للعبة Dead Space حتى أن ضربات اللكم و الدهس يمكنني القول بأنها مأخوذة بنظام النسخ و اللصق، المختلف هنا هو طريقة مواجهة الأعداء فبدلا من تقطيعهم كما كان بسلسلة Dead Space فهنا عليك بالمواجهة المباشرة معهم و ستواجه الكثير من الصعوبات بمواجهة أقل عدو فيهم خصوصا ببداية اللعبة مع تقص الذخيرة المستمر طيلة اللعبة والتي تحاكي ألعاب البقاء بشكل أكبر بكثير من سلسلة العاب Dead Space وهو فرق جوهري بين اللعبتين، لشخصية المسافر إمكانية استخدام الأسلحة “ليست كثيرة جدا باللعبة” أو اللكمات و الركلات ذات التأثير الضعيف جدا والذي يقتصر دورها على تكسير الصناديق للحصول على الأدوات أكثر من الاستفادة منها بمواجهة الأعداء، سنبدأ مع المسدس العادي وبإمكاننا تطوير قدرات الأسلحة وكذلك البدلة التي نخوض بها المغامرة بزيادة قوتها للتحمل و إمكانية توسعة قائمة حمل الأدوات وغيرها من الأمور و نفس الشيء مع الأسلحة التي يمكننا تطوير قوتها و سرعة تلقيمها وشحنها وغيرها من الأمور عبر جمع النقاط باللعبة ومن ثم استبدالها بمنطقة مخصصة للتطوير و الحفظ.

هنالك أدوات الـCore النادر باللعبة والتي نستفيد منها لتطوير البدلة وللحصول عليها اما بالبحث عنها بالغرف السرية باللعبة أو بالبحث عن القطط! نعم القطط تلعب دورا مهما باللعبة فمن خلال المغامرة ستجد القطط النادرة بالعالم وأن سمعت صوت واحدة او شاهدتها تجري لغرفة ما فسريعا عليك اللحاق بها لمحاولة ملاطفتها والحصول على أداة الـCore التي تتيح لك تطوير بدلتك و بعض الأسلحة الجانبية مثل مشعل الحريق او الألغام الملتصقة، لا توجد خيارات أسلحة متنوعة باللعبة ومن المهم جدا تذكر أن طلقات الأسلحة نفسها يمكن شحنها قبل الضرب وهو أمر مهم جدا ويعطي قوة أكبر للطلقة بدلا من الطلق السريع ذو التأثير الضعيف على الوحوش.

بالحديث عن الوحوش أو الـOrphans باللعبة فهنالك عدد من الأشكال المختلفة لهم بطريقة مواجهة مختلفة ما بين الوحش العادي للوحش السريع أو للوحش القاذف للسم وأيضا الوحش متصلب الجسد ولكن الفكرة الرئيسية ليست هنا، مخلوقات الـOrphans لديها القدرة على تطوير نفسها عير لصق جسدها بأي جثة تجدها لمخلوق Orphans آخر وبذلك تزداد قوته ولذلك عليك ان تحرص دائما على حرق جثث الـOrphans وعدم اعطاءهم الفرصة للتطوير لأن حدوث ذلك يعني مواجهة وحوش قوية جدا من الصعب جدا هزيمتهم في ظل شح الموارد، هنا واحدة من النقاط التي سنتحدث عنها باللعبة وهي استراتيجية مواجهة الوحوش، في ظل شح الموارد غالبية اللعبة فعليك التفكير دائما بالطريقة الأمثل ما بين المواجهة المباشرة بمرات أو محاولة جذبهم للبراميل القابلة للتفجير أو بضرورة الهرب منهم! نعم بكثير من المرات وجدت أن الحل الأفضل لي هو بالهرب السريع من مواجهة الأعداء لأقرب منطقة يمكنني فيها الخروج من باب أو الارتقاء لمنصة ما أو القفز لمنطقة أخرى وبذلك احفظ الرصاص عندي و الأعداء بالغالب ليسوا مبرمجين لمواجهة تغييرات بيئة اللعبة بشكل جيد وكثيرا عند اغلاق الباب عليهم ستجدهم يتخبطون عند الباب ويدخلون بأجسادهم فيه وبمرات تشاهدهم يهربون للخلف بمجرد تجاوزك غرفة ما لا يمكنهم تجاوزها.

أيضا من النقاط المتوسطة اجمالا بهذه التجربة هي نظام التصويب الكلاسيكي جدا بدون أي ابتكار أو لمسة خاصة للعبة، مع غياب نظام التسلل مثلا خلف الأعداء فاللعبة محدودة جدا بهذا الجانب وكلاسيكي بشكل محدود هنا، ومواجهة الأعداء نفسها روتينية بشكل واضح بالقصة فمثلا ستشاهد امامك منطقة مفتوحة بعض الشيء وهنالك براميل للتفجير وحينها ستعرف أنك امام منطقة مواجهة زعيم باللعبة او صراع مع عدد من الأعداء وهذا الأمر يقتل عنصر المفاجئة للعبة بتصنيف العاب الرعب ويجعلك فقط تتساءل من ستواجه هنا، اللعبة تعود أيضا للاستيحاء من لعبة Dead Space بفكرة انعدام الجاذبية ولكن بطريقة مختلفة فمع تقدمك باللعبة تحصل على قدرة تجعلك تقفز بإمكان انعدام الجاذبية للوصول لأماكن جديدة والتقدم بالأحداث، لا توجد ألغاز باللعبة لحلها وتقتصر فقط على محاولة اصلاح الشقوق الزمنية لفتح طرق جديدة وانما الفكرة الرئيسية للتقدم هي فقط بمواجهة الأعداء او البحث عن مفتاح للتقدم وهنا نعوض لنقطة أن اللعبة محدودة من ناحية تصميم اللعة، أيضا واحدة من النقاط التي أثارت استغرابي هي بغياب الخريطة تمام باللعبة، اللعبة من نوعية الألعاب التي ستستوجب عليك العودة لمناطق سابق لكونها لعبة خطية اجمالا ولذلك بكثير من المرات كنت أنسى الطريق للمناطق المفروض الوصول لها ومع غياب الخريطة وتشابه بيئات اللعبة بالمناطق أجد نفسي تائها و أضيع الوقت بمحاولة البحث عن الباب أو الطريق المطلوب الوصول له، ربما لم تعد ذاكرتي قوية كفاية لحفظ العالم ولكن اعتقد أن تواجد خريطة باللعبة كان ضروريا.

اللعبة تقدم معها قصة بإمكانكم انهائها خلال فترة 15 ساعة لعب أو أقل ولكن هنالك تفرعات بالقصة وخيارات ستلعب دورا بالنهاية التي ستحصل عليها حيث تقدم اللعبة أكثر من نهاية مختلفة بحسب خياراتكم، لا يوجد هنا أطوار لعب غير القصة الرئيسية ولا يوجد خيار للصعوبة وستحصل على خيار الصعوبة الأعلى بعد انهائكم للقصة الرئيسية وتقدم اللعبة اجمالا معها تحدي جيد للاعبين في ظل محدودية الذخيرة ومحاولتها الدائمة لجعلك تبني الاستراتيجيات لمواجهة الأعداء وستخسر حياتك كثيرا حتى تجد الحل الأنسب لك لاحقا، تطوير الأسلحة و البدلة لا يمكن إنجازه أبدا من محاولة لعب واحدة ولذلك هذه اللعبة تشجعك لخوضها أكثر من مرة لمعرفة كل تفاصيل القصة وأيضا تطوير كل شيء فيها ولا تقدم اللعبة معها الكثير من الأسرار حقيقة وتلك الكنوز أو الأشياء الأثرية التي ستجدها مخبأة باللعبة بإمكانك العثور عليها كلها من أول تجربة وهي بالمناسبة مفيدة جدا عند بيعها بالمتجر داخل اللعبة لكونها تعطيك نقاطا كثيرة بإمكانها بها تطوير أسلحتك بشكل أسرع.

Cronos: The New Dawn هي لعبة رعب واكشن جيدة بمجملها، تفتقر لتقديم أي ابتكار ولكنها تصدر بفترة لم تعد الكثير من فرق التطوير تقدم هذا النوع من الألعاب ولذلك فهي تستحق التجربة لمحبي هذا التصنيف، مع قصة مثيرة للاهتمام ونظام لعب جيد فهذه التجربة هي تطوير كبير لفريق التطوير خلف اللعبة بتقديم الأفضل وربما نشاهد هذا العنوان يصدر مستقبلا بألعاب أخرى أكثر تميزا و بأفكار إضافية.

تمت مراجعة لعبة Cronos: The New Dawn بنسخة PS5 تم توفيرها من الناشر قبل صدور اللعبة.