awrans
Gamer

انتهيت من قراءة رواية "جنوب الحدود، غرب الشمس" للكاتب الياباني موراكامي هاروكي.
حسنًا، الرواية ممتازة، بسيطة وعميقة في رسالتها. القصة تحكي عن طفل وحيد لوالديه يدعى "هاجيمي"، وتحت ظروفه الخاصة وكونه طفل وحيد، نشأت فيه أنانية ونرجسية عظيمة، ولكن جلّ ذلك يتغير حينما يقابل فتاة عرجاء تدعى "شيماموتو" والتي هي الأخرى طفلة وحيدة لوالديها. بعد إذ يتقابلا، تتشعب القصة إلى دوائر زمنية وتعرض بالتفصيل كل تطور حاصل في شخصية الطفل "هاجيمي".
تتمتع القصة بحس فكاهي نوعًا ما، وتتشكل أحداثها بشكل عشوائي، ممّا يخلق فينا شيئًا من الفضول تجاه حياة "هاجيمي". كذلك، ناقشت صفحات الرواية عن بعض أسباب المشاكل الزوجية، ضياع العمر دون إنجاز، فساد الاقتصاد الوطني وغيرها، وإن كان بعضها ذُكر بنوع من السطحية. علاوة على ذلك، كان الكاتب ذكيًا في رسم القصة وحياكتها، "هاجيمي" كان ولا زال طفلا أنانيًا، هذه الأنانية ولّدت فوق تلك العشوائية فوضى عارمة، وكانت النتيجة، رهيبة. أمر آخر أحب التنويه عليه، الرواية للأسف، احتوت على جزئيات إباحية إلى درجة البذاءة، كما كان الحال دائمًا مع أغلب روايات موراكامي.
من بين كل ذلك، الرواية ركزت على عبث الحياة العصرية في أساسها، وتحدثت عن الفراغ الذي يُخلق فينا مع مرور وتكرار أعمالنا اليومية الرتيبة. الأمل، الخروج من المعتاد، كانا دومَا مشكلة للجميع. أيضًا، الأحلام والآمال قد تسرقنا من حياتنا الحقيقة وتجعل منا خواء حزين ومشتت بين الواقع والخيال، كما كان الحال مع بعض الشخصات في إطار القصة. كانت قراءة ممتعة وقصيرة. الرواية تستحق القراءة على العموم، وأوجه كلامي تحديدًا لمحبي روايات موراكامي هاروكي.
مقتطفات من الكتاب:
"لو لم أقابلهم، لما زلت أعمل كعبد عند ناشر الكتب المدرسية، وما زلت متكئاً على الحائط في شقتي في الليل، وحيداً أثرثر مع نفسي."
"الشركات الكبرى جحيم متحرك، من يرتكب هفوة يرفس على قفاه، ومن ينجز مهمته يترقى. عمل لا يقوم به المحترمون."
"بالطبع تقدمت في العمر قليلاً. الميتابولزم يصبح أبطأ، ويزداد الوزن. لا يمكن أن تبقى طالب مدرسة ثانوية للأبد."
"العمل غريب تماماً بالنسبة لي، أنا دوماً وحيدة، أقرأ الكتب. وأي فكرة تخطر لي يجب أن تتعلق بإنفاق النقود وليس كسبها."
"لكنك لا تعرف مدى الفراغ الذي يشعر به المرء لعدم قدرته على إبداع أي شيء."
التعديل الأخير: