1-فكيف كانت بدايتك؟ مقطع فيديو؟ أغنيه؟ صوره؟ صديق؟ منتج؟ شخصيه....الخ
كنت قديمًا فما مضى مشرفًا على قسم المصارعة بمنتدى المنتدى، وكان اثنين معي من المشرفين يُشاهدون الأنمي،بل وكانت لهم مشاركات في ذلك القسم، وفي أثناء محادثتنا الجماعية في برنامج المسنجر، كانوا أحياناً يتطرقون الى بعض الأحداث في الأنميات التي شاهدوها، وكل هذا يثير الفضول، وكان موقفي المبدئي من الأنمي هو الرفض؛ باعتبار أن الرسوم المتحركة هي للأطفال (وهذه نظرة سائدة ولكن أظنها تغيرت في العقد الأخير)، ومع احتداد المناقشات وازدياد الفضول، ذكرت لهم أني أُريد مشاهدة عمل من هذه الأعمال التي يشاهدونها بدافع مقارنتها مع ما كنا نشاهد في الصغر، فنصحني أحدهم بمشاهدة ون بيس وكان هذا سنة 2007 وتحديداً شهر ديسمبر من 2007؛ حددت ذلك لأن الحلقة التي صدرت توّها آنذاك هي الحلقة 336، فسألت بسذاجة: لا أفهم هل يكفي أني أُشاهد الحلقة 336 حتى أدخل في نقاشاتكم؟! فظننت أن الأمر كما هو الحال مع ماروكو، التي كل حلقة تتناول قصة مختلفة، فضحكوا وقالوا بل لابد أن تشاهده من البداية فالقصة أحداثها متسلسلة يوضح أولها آخرها، فأعطوني روابط لمواقع تترجم العمل أظن كان مكسات أو منتدى محمد شريف.
وهنا يجب أن أُشير الى معاناة عاشها جيل الطيبين، وهي أن في تلك السنوات بدأ الناس بتركيب الروتر بدلًا من الديل آب، فسابقاً لا تستطيع أن تشبك على الانترنيت إلا من خلال الديل آب التي تفوقه السلحفاة سرعةً فكانت اللعبة التي ننزلها من برنامج 6rb والذي حجمها 1 ميجا تحتاج الى ساعة أو ربما أكثر! ولكن تحسن الأمر مع الروتر ولكنه تحسن نسبي -بالمقارنة مع الوضع سابقاً-، فحلقة ون بيس ذات الجودة الردئية التي تقع في 45 ميجا بصيغة rmvb تحتاج الى 50 دقيقة اذا قلنا أن سرعة التنزيل تكون 30 كيلو بايت، فالمشاهدة غير مريحة لاعتبارات، أولها بطئ الانترنيت، ثانياً أن الانترنيت الذي تملكه مشترك، فأي تحميل سوف يؤثر سلبًا على من يستخدمه معك، ولكن استطعت أن أشاهد أول 45 حلقة، فكان الانطباع أن هذه الحلقات عملت تغيرات جذرية لمفهوم الأنمي والرسوم المتحركة لدي، واكتشفت -ولو بشكل غير كامل- مفهوم التقسيم النوعي للأعمال (شونين، سنين إلخ ..) وأن ما كنا نشاهده سابقاً كان لمن هم دون الـ13 سنة، وأن الأمر فيه سعة.
على العموم استسلمت مع الحلقة 45 وهي الحلقة التي دخل فيها لوفي الى قائمة المطلوبين! ووضعت عليه جائزة. إلى أن تعرفت على الأخ الكريم (المدهش) أحد أعضاء منتدى المنتدى ويشارك في قسمي الألعاب والأنمي ومن نفس دولتي، والذي أمدني بكافة الحلقات الى أخر حلقة نُشرت وقتها، وهنا أيضًا يجب أن نشير الى معاناة ذلك الجيل، وحتى تستطيع أن تقيس كيف أن التقينة تطورت، في تلك السنوات كان الهاردسك الرديء -بمعاير وقتنا هذا- سعره غالٍ جداً وهو هاردسك الكهربائي كبير الحجم الذي لا يعمل إلا بوصلة مع الكهرباء فاقتناء مثله متعذرٌ، ولم يشع بعد موضوع الفلاش مموري (USB)، فكان اذا أراد أحدنا أن يَنقل مواد فإنه لابد أن يستخدم CD (وهذا قبل أن تظهر سيديات البلو راي التي تحتوي على مساحة أكبر) ونقل المواد على الـCD لا يكون من خلال (كوبي-بست) بل لابد من استخدام برنامج مثل Nero لحرق المواد على الـCD وهذا يحتاج الى وقت بناءً على موصفات جهازك، فانظر الى حجم المعاناة التي بذلها الأخ المدهش في نسخ حول 300 حلقة لشخص لأول مرة يعرفه عبر الانترنيت!!!
وهنا أيضًا يجب أن أُشير الى مسألة تقنية، وهي أن الأخ أعطاني نسخ ذات جودة عالية Avi حجم الحلقة 175 ميجا، ولكنها ذات ترجمة انجليزية، ومع توفر ملفات الترجمة العربية، كان لابد من وضع الترجمة العربية على الترجمة الانجليزية خلال برنامج Media Player Classic دون الحاجة الى إعادة مونتاج الحلقة، ولكن أحياناً تتفاجئ أن نسخة الترجمة لا تتوافق مع ملف الفيديو، فيكون هنالك تقديم وتأخير في الترجمة؛ فحيئنذ لا مناص من استخدام برنامج subtitle workshop لضبط ثواني الملف من تقديم أو تأخير.
فأستأنفت مشاهداتي لهذه الأعمال، من ون بيس الى ناروتو الى بليش، أي شاهدت الثلاثي المرح وقتها بشكل ممتابع.
لنقل أن الفضول هو الذي أدخلني الى هذا العالم عبر أصدقاء ساهموا في إرشادي وساهموا في مساعدتي.
2-ايش اللي خلاك تدخل زياده في هالعالم؟
ربما المناقشات التي تُضفي متعتةً إضافيةً الى المشاهدة، المناقشات ورد الحجّة بالحجة، ومدى صحة المعايير التي تستخدم لتقيم الأعمال، كل هذا ينمي من ذائقة الشخص، فتراه يَنفرُ من الأعمال الرديئة، ويلحظ التناقضات فيها، ولا يَعجبه إلا ما استحق الاعجاب فعلاً،
ولكن هذه المستوى لا يصل له الشخص بين ليلة وضاحاها، بل هو أمر تراكمي يجدهُ الشخص في نفسه عبر امتداد السنوات، وكنت قديمًا أحب بعض الأعمال التي لا أراها شيئًا الأن مثل (Baki) ولا يفوتني أن أذكر أن اطرائي لهذا العمل -قبل أن يحصل له ريميك قبل كم سنة- فجّر سلسلة من النقاشات التي دخلها فيها كبار أعضاء قسم الأنمي في منتدى المنتدى، فإطرائي على هذا العمل أثار امتعاض من له موقف سلبي من هذا العمل كالأستاذ الكريم هانغري وولف، الذي سفَّل بالعمل بناءً على معطيات رصدها من خلال المشاهدة، فرأيت أن امتلاك أدوات التقييم هي ما تعطي الشخص مصداقية في مدحه أو ذمه للأعمال.
فالأمر كان في الابتداء أشبه الى محاولة برهنة على أن تقيمي صلب وفق معايير معتبرة، ولو كان ذلك بالتكلف، الى أن كففت عن ذلك، ورأيت أن الأنمي ليس آخر الدنيا وأن الأمر لا يستحق كل هذا. فقدمت تقيمي الشخصي على التقيم الموضوعي.
3-ما مدى تعمقك فيه الان؟
ضعيف جداً، استعضت عنه بالأفلام والمسلسلات والروايات، رغم أن هذه أيضًا تأخذ حيزاً صغيراً بالمقارنة مع قراءة الكتب. أنا أرى -رغم رصدي الضعيف- أن الأنميات قد أفلست إلا ما رحم ربك -مثل هجوم العمالقة-، أغلب الرسامين والكتاب خاضعون لمنطق السوق اليابانية، فهم يكتبون ليجاروا الناس حتى يحصلوا على الأموال، واذا كان الذوق العام رديء كما هو حال الاوتوكا اليابانيين، فماذا ترتجي أن تخرج لك من أعمال؟! فلذلك كل موسم يخرج لك كم كبير من الأعمال التي تدور في حلقات مفرغة فيما أظن، تكرار لنفس القصة ولنفس الوضاعة ولنفس الرداءة.
ربما يحدث نوع من التغير، عندما تكون هنالك منصة حرة لنشر الأعمال، وأن ينشر الشخص قصته لا لدافع الموال بل لدافع الهواية، حيئنذ يمكن أن نجد تحرراً من قيود متطلبات السوق. ولكن هذا توقع بعيد وغير عملي.
قديماً كانت لدي رغبة بأن أشاهد أكبر عدد ممكن من الأنميات، ولكن الأن رغبتي أصبحت في أن أُشاهد ما يناسبني ولو كان عملًا واحداً في السنة!
4-هل كان لدخولك في هذا العالم تأثير على حياتك الواقعيه بشكل عام؟ (يعني كونت منه هوايات جديده مثلا او تعلمت امور او كونت صداقات مميزه..ألخ)
بلا شك أنه خلق لك علاقات واسعة من الأصدقاء الجدد، فأي شيء تحتاجه الى إنشاء علاقة سوى وجود قاسم مشترك بينك وبين الشخص الآخر؟!
ولكن ديدومة هذه العلاقات تكون بديمومة المواضبة على القاسم المشترك، فمثلاً عندما تتعرف على شخص لأنكما تحبان مشاهدة الأنمي فقط، فإن هذه العلاقة قد تتأثر إن ترك أحدكما أو قل شغفه بهذا القاسم المشترك، وأصبح ميّالًا الى أمر آخر، لذلك الكثير من هذه العلاقات اما أنها ضعفت أو اضمحلت، إما لهذا السبب أو لاختفاء أصحابها وانشغالهم بحياتهم الشخصية.
ولكن هل كونت هواية جديدة؟ أظن نعم، مثل مشاهدتي لأنمي (Hajime no Ippo) ورؤيتي لإيبو وهو يركض يومياً شجعتني على محاكاته

فأصبحت أجري يومياً الى أن أصبح هذا روتين لا أحد عنه، الى أن وصلت أن أجري 4 كيلو يومياً. وهذا ما أسميه بالتأثر الحَسن بالأنمي.
أنا لا أعلم هل هذا جواب على موضوع عابر، أو سرد جزء من السيرة الذاتية
