hussien-11
Senior Content Specialist
نحن في العام 1994، سوني أطلقت جهازها المنزلي الأول PlayStation. سوني دخلت معركة الأجهزة المنزلية بشراسة شديدة، كبرياء الشركة كان مجروحًا، ننتندو أهانتها على العلن عندما ألغت التعاون بينهما على الننتندو بلايستيشن وأعلنت التعاون مع Philips، و سيجا رفضت التعاون معها على جهاز مشترك ضد ننتندو، حيث ظنت سيجا أنها كشركة طرف أول صاحبة اليد العليا، وهي ليست بحاجة إلى سوني للمنافسة.
سوني كانت في غاية الشراسة، وانهمكت في سحب شركاء ننتندو السابقين بذكاء و نجاح مستغلة خطأ ننتندو الكبير باستعمال الكارتردج مرتفع الكلفة بدلًا من الأقراص. سوني نجحت في استمالة سكوير سوفت بالكامل و دون شك كان هناك عقود حصرية و مزايا و دعم تسويقي لنشر ألعابها في أمريكا و أوروبا، سوني وقعت أيضًا عقد مع نامكو جعلها تقوم بإطلاق منصة آركيد مبنية على هاردوير البلايستيشن و من ثم تقوم بنقل ألعابها الآركيدية حصريًا على جهاز سوني، وهلم جرًا.
جميع شركاء السوبر ننتندو السابقين باتوا في جيب سوني، حتى دراجون كويست الشريك التاريخي لننتندو منذ العائلة والذي دائما حصل على مزايا خاصة جدا على أجهزة ننتندو نقل مشروع DW7 من الننتندو 64 إلى البلايستيشن1.
ننتندو حاولت مع الجيمكيوب أن تستعيد جزءًا من هذا الجمهور، حيث قامت بجهود مضنية للحصول على ألعاب حصرية من سلاسل Tales و MGS و Resident Evil و Final Fantasy CC ولكن لم يفلح الأمر مطلقًا. بجميع الأحوال، ننتندو حتى قبل إطلاق الجيمكيوب كانت تفكر في المواجهة بطريقة مختلفة، بطريقة تبتعد عن حرب المواصفات بالكامل. جزء من تصريحات ياماوتشي في 2001:
The average gamer's perspective has gradually shifted over the years. They're getting sick of games that are nothing but graphics and force; they want something to play that's actually fun. So why are companies still aiming for nothing but graphics and force?
The most impressive phenomenon that occured last year, in my opinon, was when Enix released Dragon Quest [VII] on the original PlayStation, and not the PlayStation 2. It was the newest game in the series, but it ended up selling far more than I predicted -- something like three million or so copies. However, when you look only at its graphics and sound, it looks very rudimentary compared with other PS games. If you compare it to other titles, you'll find that there are hundreds of PlayStation games that have far more impressive graphics.
سوني نجحت في مهمتها و طردت سيجا من سوق الألعاب، الأمر لم يكن يتعلق فقط بالنجاح الشخصي، في نظر شركات الألعاب اليابانية و في نظر سوني، تقليص المنافس يعني زيادة حصتك في السوق و زيادة نجاحك بالتالي. Tomb Raider كانت لعبة بدأت التطوير للSaturn في البداية، ثم وقعت سوني معها عقد حصرية من عام 1997 إلى عام 2000، مما أدى إلى إلغاء نسخة الساتورن من Tomb Raider 2، شركة أطلس في البداية كانت من أكبر داعمي الساتورن مع ديفل سمونر و سول هاكرز، و لكن حصل shift في منتصف الجيل وانتقلت إلى البلايستيشن مع ولادة سلسلة بيرسونا، نامكو كانت شريك سوني في تقديم (بديل) لكل حصرية من سيجا مهما كانت: Time Crisis مقابل Virtua Cop، و Tekken مقابل Virtua Fighter، وهلم جرًا
ننتندو كانت أفضل حظًا من سيجا، مع أن ننتندو خسرت الطرف الثالث الياباني بالكامل لصالح سوني، لكن ألعاب Nintendo و Rare الثورية على الننتندو 64 حافظا على وجود قوي لننتندو في سوق الكونسول، لكن نقطة القوة الحقيقية لننتندو تمثلت في سوق المحمول خاصة مع النجاح الكاسح للظاهرة بوكيمون. عائلة الجيمبوي باعت 120 مليون جهاز ألعاب، و الجيمبوي أدفانس باع أكثر من 70 مليون جهاز في 3 سنوات!
هنا أدركت سوني أن، حتى تنجح في طرد ننتندو هي الأخرى من صناعة أجهزة الألعاب، عليها أن تواجه ننتندو في سوق المحمول. سوني بدأت بتطوير الPSP، الهدف الحقيقي من الPSP هو سحب البساط من أجهزة الجيمبوي من ننتندو. الPSP قادم بنفس الطريقة التي صدر فيها البلايستيشن الأول تمامًا:
- بعد سنوات قليلة من صدور الجيمبوي أدفانس
- قادم بمستوى تكنولوجي disrupting في عالم المحمول، رسوم ثلاثية الأبعاد ممتازة لأول مرة في هذا المجال، تماما مثل البلايستيشن 1 مقارنة بالسوبر ننتندو (الننتندو 64 صدر بعد الPS1 بعامين في اليابان)
- يستعمل الUMD بدل الكارتردج ويشغل الوسائط المتعددة
الأهم من كل ذلك:
سوني جاهزة لسحب البساط من ننتندو من ناحية الطرف الثالث بنفس الطريقة، الحقيقة أن الجيمبوي أدفانس كان مدعومًا بدرجة أسطورية من الطرف الثالث الياباني حيث انهالت عليه الألعاب مثل زخ المطر، ولكن هؤلاء المطورين الآن أصبحوا مستعدين للانتقال إلى الPSP
أنا أذكر جيدًا جمهور المنتديات وقتها و كيف كان واثقًا أن ننتندو ستلحق بسيجا بعد الPSP وستتحول إلى شركة طرف ثالث بنفس الطريقة!
لكن ننتندو هذه المرة دخلت المواجهة بطريقة مدهشة و مختلفة تمامًا !
ننتندو قررت أن تترك سوق الhigh end بالكامل لسوني و الPSP، قررت أن لا تنافس الPSP بالتقنيات والجرافكس وألعاب الطرف الثالث (مطلقًا)
لنرى استراتيجية ننتندو في المواجهة وكيف كانت أعظم خطوة استباقية في تاريخ عالم الألعاب:
- ننتندو قامت بإصدار الDS قبل الPSP، و لم تكرر الخطأ بإصدار ال64 و الكيوب متأخرين. هذه الخطوة الاستباقية ساعدت ننتندو في بناء اليوزربيس من البداية وعدم الصدور في موضع ضعيف من البداية في نظر الناس، خاصة مع قدرة سوني على تخفيض السعر و مواجهة إصدار ننتندو بردود فعل شرسة.
الDS صدر بعد الجيمبوي أدفانس ب3 سنوات فقط، هذا دائمًا كان لغزًا بالنسبة لي، لكن الآن أعتقد أنني أفهم السبب بوضوح!
ننتندو تخلت عن نجاح (كاسح) بحجم 80 مليون جهاز من أجل المستقبل، الشركة قررت أنها لن تواجه الPSP بجهاز جيمبوي أدفانس 2 وحرب مواصفات وأسعار بل بتغيير مفهوم جهاز الألعاب و نوعية الزبون المستهدف! ننتندو راهنت على وجود جمهور كبير (لا يهتم بتطور الجرافكس)، النجاح الكبير لدراجون كويست 7 و حتى بوكيمون، برسوم متواضعة، بدون شك كانا عوامل محورية في إقناع ننتندو بهذه الحقيقة
من الواضح أن الDS كان rushed وصدر بصورة مستعجلة جدا، الجهاز كما ترونه في الأعلى يبدو و كأنه في مرحلة prototype من ناحية التصميم. الألعاب لم تكن جاهزة، Metroid Prime Hunters كانت أشبه بديمو تقني، ماريو 64 كانت بورت من اللعبة الأصلية (مع ميني جيمز و مرحلة إضافية)
لكن الخطوة كانت مفيدة بكل تأكيد، المبيعات الجيدة للDS من البداية ساهمت في عدم خسارة ننتندو للطرف الثالث بنفس الطريقة الدرامية التي حصلت على الأجهزة المنزلية
في 2005 صدر الDS Lite، أعتقد أن هذا على الأرجح كان بمثابة التصميم النهائي للجهاز و الذي أرادته ننتندو من البداية، ألعاب ننتندو و الطرف الثالث باتت أكثر جهوزية، و مع النجاحات الأولية و الفكرة المبتكرة، بدأت الألعاب تنهال على الDS مثل زخ المطر، وفشلت خطة القضاء على ننتندو في المحمول تمامًا، بل إن الDS نجح في اكتساح الPSP تمامًا.
- ننتندو لم تكرر الخطأ مع الطرف الثالث، ننتندو قاتلت على الطرف الثالث بكل قوة من البداية مع الDS: لعبة GTA صدرت للDS قبل ألعاب الPSP، سلسلة كاسلفينيا انتقلت للDS كجهاز رئيسي، ألعاب ميجامان الرئيسية صدرت على الDS، ألعاب سونيك الرئيسية صدرت على الDS، سكوير إينكس دعمت الDS بكل قوة وبأسمائها الرئيسية مثل ريميكات فاينل فانتسي، و كينجدوم هارتس، و دراجون كويست 9 ، تشلدرن اوف مانا، فف12 الفرعية، تاكتكس أدفانس 2 وغيرها الكثير الكثير. نعم معظم هذه العناوين كان لها إصدارات على الPSP أيضًا، لكن الDS كان حاضرًا على الساحة بكل قوة و لم يكن غائبًا مثل الننتندو 64 الذي كان عبارة عن جهاز ننتندو و رير.
- لا ننسى قوة بوكيمون التجارية الكاسحة في تمييز الجهاز، و العودة العبقرية ل2D Mario التي أتت في الوقت المناسب و الصحيح لتحفز النوستالجيا، في تلك الفترة انتهت موجة ال3D و الهوس الكاسح بأهميته، وأصبح الجمهور مستعدًا أكثر لقبول فكرة اللعب بألعاب 2D جديدة مرة أخرى، و كان ماريو في الموعد!
- التوافق المسبق مع الGameboy Advance كان يعني أن من استثمر بأشرطة الجيمبوي يمكنه الانتقال إلى الDS و الاستمرار باللعب من البداية. الخطوة تشابه تماما ما قامت به سوني عندما جعلت البلايستيشن2 يدعم ألعاب البلايستيشن1، لتزيد إغراء انتقال المستخدمين إليه، عوضًا عن شراء دريمكاست أو جيمكيوب و بناء مكتبة ألعاب من الصفر.
- مع البلايستيشن سوني أتت بسياسة شرسة جدًا أضرت المنافسين كثيرًا وهي نقل أي لعبة ناجحة على جهاز المنافس إلى البلايستيشن: نينجا جايدن، ريزدنت ايفل كود فيرونيكا، تيلز اوف سيمفونيا، ألعاب السوبر ننتندو، وغيره الكثير الكثير. ننتندو مع الابتكارية في الجهاز واستخدام شاشتين إحداهما قابلة للمس، جعلت عملية نقل أي لعبة إلى الPSP صعبة إن لم تكن مستحيلة، لأنها تحتاج إلى إعادة تصميم اللعبة جذريا ! ابتكارية الجهاز جعلت مكتبته بآلاف الألعاب التي صدرت عليه، حصرية بالكامل دون فرصة لنقلها إلى جهاز آخر!
- نوعية الألعاب اتجهت إلى استهداف شريحة واسعة و مختلفة عن جمهور اللاعبين الكلاسيكي، ألعاب مثل ننتندوجز و برين تريننج كسرت حواجز جديدة في عالم الألعاب وهي مسؤولة بدرجة كبيرة عن نهضة ألعاب الجوال في جوانب عديدة. أنا ألاحظ دائمًا أن نوعية اللاعبين التي اهتمت بهذا الجهاز مختلفة كثيرًا عن نوعية اللاعبين التي اهتمت بالPSP و رأت أن الDS هو جهاز لا يثير اهتمامها أبدًا، والعكس صحيح.
الDS باع 154 مليون جهاز، رسميًا ثاني أفضل جهاز ألعاب مبيعًا في التاريخ، ولكن الحقيقة أنه الرقم واحد في السوق الياباني (وقتها) و الرقم واحد في السوق الأمريكي، متفوقًا على البلايستيشن2 نفسه في هذه الأسواق المحورية. الDS هو أعظم خطوة استباقية في تاريخ عالم الألعاب، وهو الجهاز الذي سمح بأن تبقى ننتندو شركة طرف أول حتى يومنا هذا. مع الننتندو DS، نجحت ننتندو في مواجهة و التفوق على الPSP، بعد الهزيمة الكاسحة أمام الPS1، ليس عن طريق (تصحيح الأخطاء) بل عن طريق (تغيير قواعد اللعبة) بالكامل.
أيواتا كان شرسًا جدًا في مواجهة محمول سوني و حريصًا على عدم الخسارة بطريقة لا نراها من ننتندو في المعتاد. مع ال3DS، استغل أيواتا نجاح محمول ننتندو و قام بالتعاقد مع كل العناوين المعروفة للبلايستيشن حتى تصدر على ال3DS، صحيح بأن هذه العناوين لم تحقق النجاح المطلوب على الجهاز في الغالب، لكن وجودها عليه منع سوني من الاستفادة منها مع الفيتا: Tekken (مقابل وجود كروس-اوفر على الفيتا)، Snake Eater 3D، و Winning Eleven 3D، و Dead or Alive 3D، و Street Fighter 4، و Kingdom Hearts 3D و Resident Evil Revelations وغيرها. لاحقًا، مونستر هنتر كانت الضربة القاضية. هذه المرة، كانت ننتندو هي من نجح في تدمير بزنس سوني في تجارة المحمول، بعد أن تضررت في سوق الكونسول بطريقة مشابهة في الماضي.
بالطبع، الاستراتيجية مع الDS كانت مجنونة جدًا، حيث قال ياماوتشي رئيس ننتندو السابق:
"If we are unsuccessful with the Nintendo DS, we may not go bankrupt, but we will be crushed. The next two years will be a really crucial time for Nintendo."
يا له من تصريح، الDS كان مقامرة مجنونة، و للتاريخ!