انعرضت الحلقة الأخيرة من اكثر انمي منتظر في السنين الأخيرة.. وبعد عرضها ب ٢٤ ساعة بالكاد في أي ردود عنها او عن الانمي عموماً.
ما بمثل ان الانمي هذا ما كان ناجح جماهيرياً.. لكن برضو ما بمثل ان نجاحه وصل للتوقعات السابقة لعرضه.
بما انه اخيراً انتهى واخذ فرصته كاملة في حكاية نسخته من القصة.. بعطي رأيي النهائي فيه كما وعدت.
الأنمي هذا حالة غريبة جداً. قيمة إنتاجية نادر ما تحصل.. موهبة لا يمكن إنكارها في الكثير من جوانبه الإخراجية والفنية.. اقتباس حرفي بالكاد يحذف أو يضيف أي شيء.. سوء فهم كامل للنص الذي يتم اقتباسه.
كثير وصفوا الأنمي هذا ب "توجه سينمائي". البعض يقولها كميزة، البعض يقولها كعيب. انا اختلف معها من الأساس. السينما مش لون واحد. سينما كوبريك مش هي سينما سكورسيزي مش هي سينما تارانتينو. مخرج الأنمي نفسه ريو ناكاياما تحدث عن رغبته في أن الإقتباس يكون اقرب لسينما من انمي. هذا وضح لي أنه عنده سوء فهم للسينما قد ما عنده سوء فهم لتشاينساو مان.
مانجا تشينساو مان اولريدي سينمائية. لكن السينما لناكاياما على ما يبدو لي تعني 'naturalism'. كاميرا محايدة تعرض اللي تشوفه كما هو، بدون اي تفرقة في الوزن، بدون اي فهم لما هو حزين، سعيد، مضحك، أو مثير للغضب. تعني كاميرا غير مهتمة في رسم أي لوحات. تعني تنوع لوني لا يخرج عن ابهت الدرجات الا للضرورة القصوى.
مانجا تشينساو مان سايكديليا. الاقتباس السينمائي لتشينساو مان في يد شخص فاهم سينما بيكون أقرب ل Pink Floyd – The Wall أو Paprika. الاقتباس اللي اختاره ناكاياما كان كريستفور نولان. خيار من البداية ما اتفقت معاه لكن اعطيته فرصته. فقط ليتبين لي مع كل خطوة أنه محاولة في اعادة خلق ستايل معين بدون أي تفكير في ال why.
اللي خسره النص من هذه الترجمة ما تم تعويضه بالتوجه الجديد. خارج بعض الحالات النادرة في حلقات ٤، ٨، و١٠ من قبل مخرجين جيدين بما فيه الكفاية ليفرضوا كاميرتهم، وخارج القيمة الانتاجية المرتفعة عموما، الانمي هذا مجرد نسخة ميتة من تشاينساو مان. واعتقد أن هذا يلام في فشله النسبي في الوصول لجمهور جديد مقارنة بالتوقعات وشعبية المانجا الكاسحة. والجمهور الجديد اللي كسبه في اغلبه يتكلم عن انتاجية العمل اكثر من أي إعجاب حقيقي بالنص ذاته.
لوحات المانجا الأيقونية اللي كانت أول سبب في إنفجار شعبيتها؟ ما لها أي وجود في الأنمي بفضل الكاميرا المحايدة إياها. فقط مشاهد قتالية ميتة من أبلد ما يكون لأن هذا فهم ناكاياما للسينما.
محاولات فوجيموتو في دفع المانجا كوسط فني لحدودها بلحظات مثل تفاعل ال Curse Devil مع اكي من خارج ال panel frame؟ 0 محاولة في دفع السينما كوسط فني بنفس الشكل. الإصبع يظهر في الفريم كأي شيء آخر. لأن البديل يحتاج stylization وabstraction. أشياء ما يعترف بيها الإقتباس هذا ك "سينما".
الكوميديا ال absurd مثل مونولوج جائزة نوبل الأيقوني؟ تفتقد إلى الوزن في الإقتباس لأن الكاميرا محايدة لا تفرق بين وزن أي مشهد والآخر.
كل شيء يميز الفترة هذه من تشينساو مان لي. كل شيء خلاني احبه جداً.. مفقود أو مشوه في هذا الإقتباس. ولولا أني أحاول انتقد التوجه العام وأتحدث في المشاكل الرئيسية فقط.. لتكلمت كثير عن كيف الكاميرا لا تعطي وزن لسحبة اكي لسيفه في مواجهة كاتانا مان.. رغم انها لحظة مهمة جدا
ً لشخصيته. كيف حذف ابتسامة جوست الأيقونية في حلقة ٨ تغير فهم المشاهد لما حدث فعلاً وعلاقة آكي به. كيف ظهور كوبيني مع دينجي وباور في حلقة ١١ ينفي كوميديا ووزن لحظتها في ١٢. كيف محادثة كاتانا وتشينساو فوق القطار وسطر "لماذا تقاتل، دينجي" هو شيء مستحيل فوجيموتو يكتبه. إلى آخره من المشاكل الصغيرة الكبيرة اللي امتلكها مع كل حلقة.
والوضع هذا محرج. لأن كما قلت في البداية.. الأنمي هذا خارق إنتاجياً ومليء بالمواهب الفذة. لشخص ما قرأ المانجا.. لبعض من قرؤوا المانجا.. انا نيتبيكر مجنون ناكر للجميل. الناس تحصل اسوأ اقتباسات ممكنة لقصصها المفضلة وانا اشتكي من الإقتباس البريميم أبو ١٢ اغنية نهاية اللي حصلته هذا؟
امم... أيوة.
انا ما أقيس العمل الفني بالكيلو.. وجودته عندي لا تساوي عدد فريمات الساكوجا اللي يحتويها ولا عدد الأغاني اللي يمتلكها. على كل البهرجة وعلى كل المجهود... للأسف الشديد وجدت أنمي تشينساو مان فقير فنياً مشوش بشأن ما ينبغي عليه أن يكونه.. وبهذا كسر قلبي.
من المضحك المبكي أن من اول ما وصلنا عن الإقتباس ومن أكثر ما حمسني تجاهه هو ملحنه كينسوكي اوشيو.. اللي قدم البوم رائع جداً لديفلمان كرايبيبي ممكن تستعمله زي ما هو لتشينساو.. لكن بشكل غريب شغله الفعلي على تشينساو كان غاية في الإحباط في تجربتي. خصوصاً الموسيقى المستعملة في المشاهد الحركية. بعض الحان الدراما جميلة.
عارف إن رأيي هذا ما بيكون السائد.. لكن لو كنت وفقت في كتابة الرد هذا فيفترض أنك فاهم عن إيش اتكلم.. حتى لو ما تتفق.
أتمنى موسم ثاني أحسن.