منذ العرض الدعائي الأول الذي حصلت عليه اللعبة، كنت منتظر هذه اللحظة لكي أقدم لكم المراجعة. لا أعلم لماذا و لكن الشيء الوحيد الذي تأكدت منه، لم أكن أريد المراجعة لأنني أرى اللعبة مثيرة للإهتمام بل أريدها لشعبيتها الجارفة فقط. Resident Evil 6 تأتينا أخيرا و ها نحن نقدم لكم النظرة الكاملة.

جزء رئيسي جديد من السلسلة المحبوبة يصدر بعد الجزء السابق منذ عام 2009، إنتظرنا هذا الجزء كثيرا و سمعنا عنه الكثير من الأقاويل سواءً كانت رسمية من كابوكم أو إنطباعات و في هذه الحالة إنطباعات سلبية. كابكوم تصرح و بشكل رسمي بأن اللعبة تعتبر أكبر مشروع مكلف لهم، و عملية تطوير اللعبة تضم 600 مطور. حسنا ماذا نقول في هذه الحالة؟ كلمة الـ”واو” وللأسف لم تخرج مني. من العرض الدعائي الأول رأينا فيه مجموعة صغيرة من الشخصيات الرئيسية في السلسلة، مثل Leon و Chris و أيضا Sherry. رأينا عدة شخصيات و لكن أفترضنا بأنهم جدد على السلسلة و بالفعل. مالاحظناه أيضا و هو الشيء الذي تعتمد عليه كابكبوم لنجاح اللعبة هو تعدد الشخصيات في القصة.

تقديم الشخصيات
ثلاثة شخصيات في القصة تعني ثلاثة سيناريوهات. كل سيناريو من المفترض أن يملك قصته الخاصة. كان يُقال بأن كل شخصية ستمثل توجه مختلف عن الأخرى. على سبيل المثال، Leon ستكون قصته مليئة بالرعب كما إعتدنا من هذه الشخصية، و Chris سيملك الجانب الأكشني و أخيرا Jake سيقدم لنا القليل من الأكشن مع الشعور بالمطاردة.

Leon – Helena
السيناريو الأول، و الذي من المفترض يمثل جانب المرعب من اللعبة هو سيناريو الشخصية المحبوبة ليون. في العرض البدائي للعبة ستقوم بأخذ لمحة سريعة على بعض الأحداث التي ستواجهك في قصة ليون. و هذا ماحدث، كنت أشعر و لو لوهلة بأن اللعبة ستقوم بأخذي بقصة ليون و عندها ستفتح لي باقي الشخصيات و لكن لم يحدث هذا. سأتحدث قليلا عن جانب ليون المرعب و هل فعلا يدرج تحت هذا النوع من الألعاب أم مجرد تراهات كابكوم المعروفة؟

تبدأ اللعبة في عزلة عن العالم الخارجي تحديدا في البيت الأبيض، و إن أردت التعمق قليلا ستكون في الغرفة التي يُقتل بها رئيس الولايات المتحدة Adam. الأجواء في تلك البيئة كان لا بأس بها، فمن منا لا يحب مظهر Resident Evil في الظلام و في الأماكن المعزولة؟ بعد أن تقدمت باللعبة تفاجئت بأنها تملك عنصر أكشن أكثر من اللازم، نعم هنا أقصد مستوى أكشن العاب مثل uncharted. لم أقتنع بكلام كابكوم حول ليون و قصته المرعبة و لكن تقدمت في اللعبة الى أن وصلت الى إستنتاج بسيط.

في الفصول الأولية للعبة، ستقدم لك جو يدعو للتوتر قليلا مع القليل من اللحظات المفجعة و التي لم تكن بمستوى مخيف حقيقةً. و بعد ذلك تتطور الأحداث و تتحول الى أكشن بشكل كامل. هنا لا أقصد أن أحداث الأكشن سيئة بل كانت مرضية لحد ما تحديدا في سيناريو ليون أم البقية سأتحدث عنهم لاحقا. حقيقةً مستوى الأحداث في اللعبة متفاوت جدا. ففي البداية ستشعر بأن بعض الأماكن مؤلوفة عندما تكون في المقبرة أو في الكنيسة على سبيل المثال و حتى الأماكن في المختبرات و الكهوف. و لكن فجأة ستجد نفسك في مدن و مباني و طائرات مما يجعلك تشعر بتفاوات اللعبة الكبير في مستوى الأحداث. لحظة، و لكن مادخل الأماكن في الأحداث؟ في الأماكن الأولية الذي أوصفها بالكلاسيكية كنت أجد بها القليل من الجو المؤلوف و عندما خرجنا من هذه الأماكن تغيرت أحداث اللعبة الى الأكشن و للأسف لم تناسب الأحداث طابع اللعبة.

أوه لحظة، وصلت للنقطة التي أتحدث بها عن طابع اللعبة. لا طابع هنا، نعم لا طابع تملكه اللعبة. لم تنجح اللعبة في إدخالي لأي جو يجعلني متحمس لإنهائها. لم تقم اللعبة في تقديم لي بيئة مميزة مع وحوش زومبي مرعبين و القليل من الموسيقى الهادئة و التي تجعلك في أقصى درجات الحماس. لا تعلم بعد توجه كابكوم الجديد في السلسلة، هل فعلا اللعبة مرعبة أم يطغو عليها الأكشن؟ ستكون مشتتا طوال الوقت و ستخرج أخيرا بتجربة أقل من متوسطة و بطابع يملؤه الأكشن.

أحداث سيناريو ليون لا بأس بها فهي أفضل مما رأيناه في الجزء الخامس على أقل تقدير. ستبدأ باحثا عن أحد الأشخاص و بعدها ستكون مهمتك الذهاب لأحد الأماكن. ستواجه حشدا صغيرا من بعض الأشخاص في المدن الذين على وشك أن يقتلوا عن طريق مخلوقات الزومبي و تستطيع مساعدتهم و الخيار مفتوح أمامك. و لكن في أحداث متقدمة ستكون مرافق لبعض الناجين و تخوضون بعض من الأحداث سويتا و تحاولون بقدر الإمكان البقاء على قيد الحياة. لم يكن شيئا موفقا بتاتا، قد يكون هنالك بعض الحماس عندما تخوض هذه التجربة مع مدنيين. و لكن أين هو الشعور بالعزلة؟ أين الجانب المرعب الذي وُعدنا فيه؟ أيعقل هو مجرد أحداث في فصل أو اثنين في بداية اللعبة و بعدها يجب علينا توديعه؟

Chris – Piers
أهلا كريس، كيف حالك؟ ماهو شعورك وأنت الذي جعلت اللعبة تخرج من نوعية العاب الرعب و تصبح أكشن؟ و ماهو شعورك عندما تأتينا في إصدار رئيسي جديد و تحمل معك سيناريو كامل بأحداث أكشنية؟ سيناريو كريس وُعد بأن يملك توجه مليء بالأكشن و هذا ماحصل حقيقةً. فهو لم يأتي فقط بأحداث مثيرة بل أيضا بتحكم شبه مختلف عن بقية الشخصيات يخوله بأن يصنف كلعبة أكشن.

كريس الآن هو قائد فريق الـ BSAA، و كان ضائعا في أحد البلدان بلا هدف و بلا دافع للعيش. قام Piers بالتحدث في الحانة مع كريس، و لكن يبدو بأن كريس فقد بعض من ذاكرته فهو لم يعد يتذكر رجاله في المهمات و ماذا حدث لهم. في أخر المطاف قام كريس من سباته و ستجد نفسك في وسط مهمة ما. كالعادة، لم يكن هنالك تقديم مناسب للشخصيات فكلها كانت بسيطة و بدون تكلفة.

أحداث كريس مليئة بالأكشن، مليئة بقيادة السيارات و التفجير و أيضا قيادة الطائرات. هذا مانتوقعه من لعبة أكشن. إن كنت ستلعب سيناريو ليون الذي يعتبر الأفضل بين البقية فأعرف بأنك ستشعر بتفاوت كبير بين الشخصيتين، هذا ماحدث معي على الأقل. كريس سيكافح الفايروس الذي بدأ بالإنتشار في بعض المدن و هو و فريقه الذين يعملون تحت إمرته.

Jake – Sherry
لن أتحدث عن Jake و سأدعكم تكتشفون من هو. جيك هو الشخصية التي تضع فوق رأسك علامة إستفهام. وفقا لكابكوم، ليون يمثل الجانب المرعب و كريس جانب الاكشن. الآن ما موقع Jake في الإعراب؟ حاولت أن اصنفه كالشخصية الملاحقة و بالفعل هذا تصنيفه المناسب.

Jake يقدم بعض الأحداث الأكشنية و أيضا ستكون ملاحق من أحد الوحوش الأكثر “نشبة” في التاريخ. جيك مطلوب من عدة جهات بسبب دمائه التي تملك مضاد للفايروس، فالجميع يريد عينة بسيطة منه لكي يستكشفوا المكونات لصنع أو لمنع الترياق. مرافقة جيك هي شيري التي ظهرت لأول مرة في الجزء الثاني عندما كانت طفلة. و هي تعمل في الآمن القومي و هي الجهة التي تريد من جيك أن يكون محمي و لمنع جهة أخرى الوصول إليه.

تتنوع الأحداث مع جيك، بدايتا ستهرب من المخلوق الذي يطاردك و بعدها يجب عليك الوصول الى الناصح للآمن القومي الذي يريد عينة من دمك. هنا جيك يدعي بأنه الرجل الذكي، عندما طلب منهم مبلغ 50 مليون دولار من أجل عينة بسيطة من دمه و تمت الموافقة على الصفقة. و هنا ستشعر بأن القصة بلا هدف و بلا معنى حقيقةً. الى أن تصبح المسألة شخصية و لا تتعلق بالعمل.


تقديم القصة
بعد إنتشار الفايروس ليون قرر اللحاق بالشخص المسؤل لهذه الأحداث، كريس يريد أن يقبض على Ada التي يعتقد بأنها المتسببة. جيك يريد ماله فهو يركض بلا هدف. قصة اللعبة ركيكة جدا و بسيطة و لا تملك بها مفاجئات و أمور تثير الحماسة فيك و تدفعك لإنهاء اللعبة.

بالغت كابكوم عندما قالت بأن كل شخصية أو سيناريو له قصة، ما هذا الهراء؟ أكاد أجزم لكم بأن القصة موحدة بين جميع الشخصيات و لكن الفارق الوحيد بينهم أن كل سيناريو يملك زعيم أو جهة يريد أن يطيح بها فقط. كل الشخصيات تبدأ من أماكن معينة، و بعدها يصلون للمنطقة التي يتقابلون منها، هنا يُحدد مصير كل شخصية، و بعدها يذهبون للقضاء على الشريرة، و هذه هي النهاية.

ما الفائدة إن كنت ستقدم لي ثلاثة شخيات العب بهم يملكون نفس القصة؟ مالفائدة إن كنت سأقوم بلعب القصص الثلاثة و أنا أشعر بالتكرار و أعلم بالأحداث القادمة؟ لم يضف العاملون على القصة أمر مميز أو قصة جانبية لكل شخصية، أي أنه يملك شيء معي نفي القصة يجب أن يفعله أو مسألة غير محلولة و يريد إنهائها، و لكن ماحدث أن القصة موحدة للشخصيات من دون أي شيء أخر.

بالطبع كل شخصية تملك نهاية معينة و لكن ما اقصده بأن الأحداث موحدة، الكل يذهب لمدينة بها الفايروس، الكل يقالب الشخص المتسبب بهذه الأزمة، الكل يتقابل و يعرف من الأخر ماذا يفعل. و هيا بنا يا أبطال فالنهزم الشرير. بالطبع بإستثناء جيك الذي أعتبره شخصية بلا معنى كونه لا يريد غير ماله و يكفائه العالم بوحش شرير يلاحقه في كل مكان.

شارك هذا المقال
Resident Evil 6
قيمة عمرية أكثر من ممتازة، طور تعدد اللاعبين ممتع و أطوار إضافية ذات تحدي ممتع. رغم تفاوت المستوى لكن سيناريو ليون صاحب زعماء ممتعين.
مليئة بالأخطاء التقنية، كاميرا و تصويب سيء. ذكاء إصطناعي سيء جدا للمرافقين. لعبة بلا طابع أو هوية و الإبتعاد الكلي عن جذور السلسلة المعروفة. إختيارات غريبة بما يخص أسلوب اللعب. مستوى تقني متأخر. قصة سيئة و حوارات سخيفة و ثلاثة شخصيات رئيسية في القصة يملكون قصة موحدة.
الجزء السادس من السلسلة، يحصل على تقيم مشابه لرقم الجزء و بتطوير 600 شخص. للأسف. لم يكن الجزء يصل لتطلعاتنا و لكن يملك أمور جيدة و هو قابل للعب في النهاية.
تاريخ النشر: 2012-10-02
طورت بواسطة: Capcom
الناشر: Capcom