الفصل الأخير من القصة بين أيديكم، الرحلة التي استغرقت أعواما طويلة قد شارفت على النهاية، ثلاثية الخيال العلمي الأبرز هذا الجيل تختم قصتها مع الجزء الثالث كما كان موعودا منذ البداية، مخلوقات الـReapers قد وصلت و هي تقوم بسحق كوكب الأرض و كافة أشكال الحياة المعروفة على جميع الكواكب، اليأس و الرعب دبّ في قلوب الجميع إلا شخص واحد فقط جون شيبرد و رفاقه ينهضون مجددا لمواجهة أكبر عرفته المجرة على الإطلاق.

سلسلة ماس ايفكت هي سلسلة خيال علمي من تطوير الفريق كندي الأصل Bioware، هذا الفريق تم تأسيسه عام 1995 بهدف تصميم ألعاب الاربيجي المبنية على قصص ممتازة، نقطة القصة و التركيز عليها لطالما كانت نقطة مهمة كثيرا لدى بيووير و تشمل جميع ألعاب الشركة بلا استثناء، و كعادة الكثير من فرق التطوير الغربية بدأت بيووير بتطوير الألعاب بشكل حصري على منصة الحاسب الشخصي و لها روائع لا تنسى في هذا المجال كلعبة Baldur’s Gate و اللعبة الأخرى فائقة الشعبية في الغرب Neverwinter Nights، مع صدور منصة الإكس بوكس جهاز العم بيل جيتس المدلل انتقل الفريق لتقديم ألعابه على الجهاز بشكل حصري و كان له لعبة Jade Empire التي تناولت الفنون القتالية و الحضارة الصينية حيث حملت اللعبة نكهة مميزة و مختلفة عن ألعاب بيووير السابقة، و كذلك قام الفريق بإطلاق لعبة الأكشن آربيجي Star Wars: Knights of the Old Republic، هذه اللعبة حققت ضجة هائلة و هي أفضل لعبة صنعها الفريق على الإطلاق، و من هنا انتقل الفريق لتطوير لعبة جديدة كليا على جهاز إكس بوكس360 بشكل حصري و هي ماس ايفكت.

منذ بداية تطوير ماس ايفكت و اللعبة مخطط لها لتكون ثلاثية كاملة، الجزء الأول تم إطلاقه عام 2007 بشكل حصري على الإكس بوكس الأول قبل أن تقوم العملاقة إلكترونيك آرتس بامتلاك بيووير بالكامل و هنا تحولت سلسلة ماس ايفكت إلى لعبة غير حصرية لجميع المنصات ( حسنا، ماذا تتوقع ؟ ) .. الجزء الأول من اللعبة كان رائعا و خلابا للغاية، الجزء الأول قدم قصة ملحمية و صنع عالما متشابكا بأعراق و تاريخ و فصائل و قدم ذلك بإتقان تام، إذ أن الجزء الأول لا زال أفضل أجزاء السلسلة من ناحية قصصية وهو حتى أفضل من الجزء الثالث من ناحية القصة، الجزء الثاني تطور كثيرا من ناحية اللعب و أصبح أكثر متعة من السابق و قدم شخصيات مذهلة لا تنسى، طاقم الشخصيات في ماس ايفكت2 هو احد أفضل ما شاهدته في لعبة فيديو خاصة مع تواجد Illusive Man بدور الممثل الهوليوودي الشهير مارتن شين و الذي يعود في هذه الإصدارة أيضا.

من أبرز النقاط التي قدمتها السلسلة هي تأثير القرارات التي يتم توريدها إلى الجزء التالي عن طريق ملف الحفظ في سابقة تاريخية بألعاب الفيديو، حيث أن الجزء الثالث سيجعلك تعرف نتائج جميع القرارات التي اتخذتها في السلسلة منذ الجزء الأول و حتى الان، حسنا هذا جيد بلا شك، و الان ننتقل إلى نبذة تعريفية بأبرز أفراد فريق العمل الواقف خلف صناعة الجزء الأخير من ثلاثية ماس ايفكت.

مخرج اللعبة و الرجل الأول الواقف خلفها هو كاسي هودسون وهو مخرج الجزئين الأول و الثاني أيضا، كاتب السيناريو الرئيسي هو ماك وولترز و لكن تمهل .. يغيب عن فريق السيناريو هنا الكاتب الرائع درو كاربيشن الذي انتقل أثناء العمل على ماس ايفكت3 للمساعدة في كتابة نصوص ستار وورلز أولد ريببلك، و الحقيقة يمكننا أن نقول بأن هذا القرار أثر على مستوى القصة و النصوص في الجزء الثالث من ماس ايفكت، قام بتلحين اللعبة الملحن الهوليوودي كلينت مانسيل ( تحية إلى فيلم بلاك سوان ) ليحل مكان جاك وول الملحن الرئيسي للجزئين السابقين، حسنا أسباب هذا القرار و تأثيره على ألحان اللعبة هي أمور سنتطرق إليها لاحقا، و بالطبع يعود طاقم الممثلين الصوتيين الكبار من الأجزاء السابقة و قد تكون سلسلة ماس ايفكت هي الأفضل من هذه الناحية في تاريخ ألعاب الفيديو.

في عام 2138 قام البشر باكتشاف بقايا حضارة سابقة يعود تاريخها إلى 50 ألف عاما، بقايا هذه الحضارة فتحت المجال أمام البشر للتطور و السفر إلى الكواكب الأخرى ليتعرفوا على العديد من الأجناس التي جهلوا وجودها في السابق، خلال أحداث الجزء الأول يكتشف كوماندر شيبرد بطل اللعبة الرئيسي اقتراب خطر الـReapers وهو أكبر خطر و تهديد عرفته المجرة على الإطلاق، حيث يقوم أفراد هذا الجنس المكون من آليات ضخمة و عملاقة بإفناء كافة أشكال الحياة المتطورة كل 50 ألف عاما بلا رحمة، الثيم الرئيسي لقصة ماس ايفكت يرتكز كثيرا على نقطة الذكاء الاصطناعي و احتمالات تطوره و خطورة ذلك في المستقبل و هذه الفكرة تمت مناقشتها كثيرا في الكتب و الأفلام إلا أن ماس ايفكت أيضا تقدم هذا الثيم بخلطة واسعة النطاق و مختلفة إلى حد ما عن الأعمال الأخرى، في ماس ايفكت3 وصلت مخلوقات الريبرز أخيرا و بدؤوا بالهجوم على الجميع لتحقيق الدمار الشامل و لسوء الحظ كان كوكب الأرض في طليعة الهجوم، كوماندر شيبرد و رفاضه ينهضوم مجددا للذود في الدفاع عن الجميع و للمرة الأخيرة.

حسنا سأقول بكل صراحة بأن القصة في ماس ايفكت3 لم تقنعني تماما مقارنة بالجزئين السابقين، ما جعلني أحب هذه السلسلة كثيرا في السابق هو المستوى القصصي العبقري و المفاجآت المذهلة بالإضافة إلى الشخصيات العبقرية و لا أعرف كيف سمح الفريق بتراجع اللعبة من ناحية مستوى النصوص و الحوارات التي لطالما كانت من أقوى المميزات لألعاب بيووير، حسنا ليست ماس ايفكت2 بل و حتى دراجون ايج2 المخيبة للآمال و التي حصلت على 7.5 من موقعنا لم تقدم قصة جيدة، و يبدو بأن EA تفرض الكثير من التوجهات التجارية على ألعاب الفريق.

طاقم الشخصيات المتواجد هنا أقل عددا من الجزء الثاني، و بالرغم من عودة مجموعة من الوجوه المألوفة ( تالي زورا – آشلي ويليامز – جاروس – ليارا) إلا أن تقديم الشخصيات لم يكن بجودة الثاني الذي كان مذهلا للغاية من هذه الناحية، و على كل حال هناك شخصية معينة بالطاقم أثارت اهتمامي كثيرا في هذا الجزء و تم تقديمها بشكل رائع و لن أتحدث عنها حتى لا أفسد متعة التجربة، كما أن نهاية القصة أيضا لم تكن بالقوة التي نتمناها و الحقيقة بأنها لم تنجح بإقناعنا بالدرجة الكافية.

لننتقل الآن إلى الحديث عن طريقة اللعب، ماس ايفكت هي سلسلة أكشن اربيجي من منظور الشخص الثالث و ترتكز كثيرا على عناصر ألعاب الرماية و إطلاق النار، تقدم اللعبة 6 أصناف مختلفة Classes، تقدم هذه الأصناف “الجندي” وهو يستطيع استعمال كافة الأسلحة المتواجدة باللعبة، البعض الآخر يستطيع استعمال قدرات الـBiotics ( بديلة السحر في اللعبة ) فيما يمكن أيضا استخدام قدرات التكنولوجيا في السيطرة على الأعداء الآليين وما إلى ذلك لدى كلاس المهندس، تجربة اللعب تختلف كثيرا بين كل Class و آخر.

شارك هذا المقال
Mass Effect 3
اللعبة غنية جدا بالمحتويات، القيمة الإنتاجية فاخرة كما تتمناها، مشاهدة نتائج قراراتك في الألعاب السابقة، الكثير من التعديلات و الخيارات المتعددة التي تجعل من تجربة اللعب غنية و دسمة.
ميكانيكية اللعب و نظام التحريك في اللعبة ثقيل و ليس بالسلاسة الكافية، المستوى القصصي تراجع بشكل كبير عن الجزئين السابقين، عيوب تقنية متعددة، محرك اللعبة بحاجة إلى تحسين من عدة نواحي مقارنة بالألعاب الحديثة.
ليست النهاية المثالية التي حلمنا بها لواحدة من أفضل السلاسل الجديدة هذا الجيل، لكنها تجربة واجبة الشراء لعشاق السلسلة .
تاريخ النشر: 2012-06-03
طورت بواسطة: BioWare
الناشر: Electronic Arts