صورة من معمل rtings

بينما يُركز عددٌ كبيرٌ من اللاعبين على التجربة البصرية و الرسومية في عالم الألعاب، و ذلك من خلال اقتناء أفضل البطاقات الرسومية و أقوى الأجهزة التي باتت تُقدم عوالماً في منتهى الضخامة و الجمال، ؛ ما زال عددٌ كبيرٌ يُهمل التجربة الصوتية المميزة، و التي تستطيع هي الأخرى، أن تلعب إضافة كبيرةً في تجربة اللاعب، و لهذا فنحن اليوم نستعرض أبرز الشركات التي تقوم بإنتاج سماعات أذن (Headsets) مُخصصة لألعاب الفيديو.

و قبل أن نبدأ باستعراض هذه الشركات و مُنتجاتها، فإن هناك بعض التفاصيل التي نرغب في توضيحها، لنبدأ على ذكر سماعات الأذن الخاصة بالألعاب، ما هي هذه السماعات؟ و هل هي مختلفة عن السماعات العادية مثل إنتاجات شركات Bose و Sennheiser و غيرها؟ في حقيقة الأمر، لا، ليس تماماً.

جميع هذه السماعات هي سماعات ستيريو، السماعات الموجهة إلى اللاعبين هي سماعات ستيريو يتم تصميمها بطريقة جذابة لجمهور اللاعبين، كما تحتوي على مايكروفون مُدمج من أجل الدردشة الصوتية، و سلك قصير من أجل التوصيل بأداة التحكم (مثل Dualshock 4 التي تحتوي منفذ 3.5 مم)، كما تدعم في بعض الأحيان الصوت المحيطي الافتراضي Virtual Surround Sound، الأمر الذي يحبذه اللاعبون للمساعدة في تجربة ألعاب التصويب و تحديد موقع الخصم. بالإضافة إلى ذلك، تحرص الشركات المنتجة على هذه السماعات لتقديم تجربة لعب مُريحة لساعات طويلة.

في نهاية المطاف، أي سماعة ستيريو يُمكن استعمالها للألعاب لكننا سنقوم باستعراض أبرز الشركات التي تنتج سماعات أذن تحت علامة تجارية مخصصة لألعاب الفيديو تسويقياً، فنحنُ نشجع دائماً على التجربة و توسيع الخيارات!

الصوت المحيط الافتراضي

في حقيقة الأمر، ليس هناك صوتٌ محيطٌ في سماعات الأذن، ليس على نطاقٍ واسعٍ على الأقل. دعونا نوضح لكم حقيقة أن كافة سماعات الأذن هي سماعات تمتلك قناتين صوتيتين، بواقع قناة صوتية لكل سماعة على أذن المستخدم، و بالتالي فإن الصوت يصدر من اليمين و اليسار، و لا يُمكن أن يكون مُحيطياً.

إن الصوت المُحيطي الافتراضي، هو مُعالجة للإشارة الصوتية المُسجلة في اللعبة، و محاولة لمحاكاة تأثير الصوت المحيطي الحقيقي بتوزيع الصوت و خلق الإحساس بالبعد من الأمام و الخلف، نعم هذا يعني أن الصوت المُحيطي الافتراضي مبني في الأساس على البرمجية و ليس العتاد.

إليكم هذه المعلومة المُثيرة: أي سماعة ستيريو ستقوم باستعمالها على الحاسب الشخصي أو Xbox One يُمكن لها أن تدعم الصوت المُحيطي الافتراضي و ذلك عن طريق برمجية Dolby Atmos/Windows Sonic، و من ثم تفعيل Spatial Sound في الإعدادات، نعم إن كنتم من مالكي هذه المنصات للألعاب عليكم ألا تقلقوا كثيراً بشأن الصوت المُحيط الافتراضي و أن تنتقوا سماعتكم المناسبة بناءً على جودة الصوت و ليس الصوت المحيط الافتراضي.

سلكي ضد لا سلكي

هناك مزايا لا يُمكن إنكارها للسماعات اللاسلكية مثل الراحة في الاستعمال و سهولة التنقل، لكن الأمر ليس بهذه البساطة، حتى الآن نحن في واقع الأمر ننصح بالتوجه إلى السماعات السلكية فهي أولاً تُقدم جودة صوت أفضل و بذلك بفضل قدرتها على نقل البيانات بصورة أفضل مما يؤدي إلى تجربة صوتية أفضل، و هي ثانياً تُقدم عدداً كبيراً من الخيارات المتنوعة و التي تُغطي كافة الشرائح السعرية.

في حال السماعة اللاسلكية فإن المُستخدم قد يدفع ضعف السعر حتى يحصل على نفس التجربة الصوتية أو حتى أقل، و ذلك لأن السماعة اللاسلكية أكثر كُلفة فهي تضم بطارية و رقاقة اتصال و المزيد من المكونات الداخلية التي ترفع تكلفة الإنتاج.

نحنُ مُدركون بأن السماعة اللاسلكية هي “الموضة” الدارجة حالياً، و مع التطور السريع للتقنية فهي ستلحق بنظيرتها السلكية عاجلاً أم آجلاً. على أية حال، و حتى لحظات كتابة هذه السطور، فإن السماعات السلكية ما زالت الخيار الأكثر جاذبية من ناحية جودة الصوت و تنوع الخيارات و الأسعار أمام المستهلك، و بقولنا ذلك، فإن هناك خيارات لاسلكية لا يُشق لها غُبار، و ستتعرفون عليها من خلال هذا التقرير.

بعض المفاهيم الأساسية

قبل أن نبدأ بتعداد الشركات و منتجاتها، دعونا نتحدث قليلاً عن بعض المفاهيم الأساسية، هناك عدة أمور تؤثر على مستوى التجربة الصوتية و هي أداء السماعة مع الموجات الصوتية المنخفضة (Bass)، و المتوسطة، و المُرتفعة (Treble)، و بشكلٍ عام فإن قدرة الإنسان على السمع تتراوح في أفضل الحالات بين 20 إلى 20 ألف هيرتز. نظرياً، كلما زاد نطاق و مدى هذا التردد كلما كانت التجربة الصوتية أفضل، لكنها ليست قاعدة، فهناك أمور أخرى عديدة تحكم مستوى تجربة الصوت، مثل تصميم السماعة نفسها، بل و حتى نوعية المادة المُستخدمة على غطاء الأذن مثل الجلد.

هناك مفاهيم أخرى تؤثر في التجربة الصوتية مثل مستوى التصور أو التخيل للصوت (imaging)، بالإضافة إلى الاتساع الصوتي (Sound-stage) و الذي يجعلك تشعر في حالة الاستماع إلى الموسيقى بأنك في مسرح و قادر على الاستماع إلى أي عازف و تحديد موقعه. الاتساع الصوتي مُفيد في ألعاب الفيديو و مفيد للاعبي التصويب فهو يُساعد على تحديد اتجاه الخصم و موقعه بشكل أفضل.

المُحرك الأساسي للسماعة و القلب النابض لها هي وحدة تُعرف باسم Driver Unit، و هي المسؤولة عن تحويل الإشارة الكهربائية و إعادة إنتاج الأصوات، بعض السماعات ذات الجودة المرتفعة تمتلك مقاومة كهربائية عالية، و قد تعمل بصوتٍ مُنخفض إذا تم توصيلها بمنفذ السماعات في أداة تحكم عادية أو جوال و غيره من الأجهزة التي لا تقدم قدرات صوتية كبيرة، و الأفضل من أجل هذه السماعات اقتناء بطاقة صوتية/مضخم صوت خارجيين (DAC/Amp)، إلا أن أغلب السماعات التي سنذكرها في تقريرنا ليست بحاجة لذلك، و هناك شركات تقوم بتدشين الرقاقة الصوتية الخارجية (التي يتم توصيلها عن طريق USB) في نفس الحُزمة مع بعض الخيارات الراقية.

لنبدأ الآن باستعراض أبرز الشركات و منتجاتها، و لعلها تُساعدك عزيزي القارىء على تغيير تجربتك الصوتية في عالم الألعاب إلى الأفضل، و زيادة المتعة عندما تستمتع إلى أنين الزومبي في ريزدنت ايفل أو دويّ الرصاصات في ميترو، و غير ذلك من الألعاب ذات التجارب الصوتية الراقية، مع التنويه بأن الأسعار المذكورة هي أسعار رسمية و قد تتوفر بأقل من ذلك في الكثير من الأحيان:

شارك هذا المقال