في هذا المقال سنأخذكم برحلةٍ جديدةٍ في أعماق تاريخ عالم الألعاب و هذه المرة مع جهاز الألعاب الأول من شركة Sega، يعتقد أغلب اللاعبين أن جهاز Sega Master System هو الجهاز الأول للعملاقة اليابانية الزرقاء، و هو الجهاز الذي تم طرحه في الأسواق عام 1985، و لكن هذه ليست الحقيقة، الحقيقة أن الماستر سستم هو ثاني أجهزة سيجا أو حتى ثالثها إن توخينا الدقة، أما الجهاز الأول على الإطلاق فهو الجهاز الذي حمل الاسم SG-1000، واصلوا القراءة للتعرف على هذا الجهاز الذي صنع البداية التاريخية لشركة سيجا في عالم أجهزة الألعاب.
شركة Sega كانت واحدة من أقوى الشركات في مجال ألعاب الآركيد، و لمن لم يعاصر أجهزة الآركيد فهي ماكينات عملاقة يُمكن اللعب بها باستخدام قطعة نقدية و يستمر اللعب في المعتاد حتى تخسر و من ثم سيكون عليك دفع قطعة نقدية أخرى لتلعب من جديد. عائدات سيجا وصلت في بداية الثمانينات إلى 214 مليون دولار، لكن آثار التراجع بدأت بالظهور عام 1982 (قبل حادثة انهيار السوق الشهيرة عام 1983).
سيجا عن طريق رئيسها آنذاك Hayao Nakayama رأت هنا فرصة للتوسع عن طريق سوق أجهزة الألعاب المنزلية و بدأت بتطوير كمبيوتر الألعاب SC-3000، و على أية حال، علمت سيجا بعد ذلك أن منافستها في سوق الآركيد Nintendo تعمل على جهاز ألعاب منزلي بالكامل و هنا بدأت سيجا بالعمل على جهاز آخر بجانب كمبيوتر الألعاب SC-3000 و بدأت تطوير جهازها الجديد كلياً SG-1000.
جهاز SG-1000 هو جهاز الألعاب الأول في تاريخ شركة سيجا و هو الجهاز الذي صدر لمنافسة جهاز ننتندو الشهير الفاميكوم أو العائلة في منطقتنا العربية. الجهاز استعمل المعالج الذي كان شائعاً كثيراً في تلك الفترة Z-80 و الذي كان يعمل بسرعة 3.58 Mhz، كما امتلك الجهاز ذاكرة عشوائية بقدر 8 كيلو-بيت بالإضافة إلى 16 كيلو-بيت كذاكرة مخصصة للفيديو. الجهاز كان قادراً على عرض 16 لون و عمل بدقة 256×192 بكسل.
قامت سيجا بإطلاق جهازها SG-1000 في نفس اليوم الذي صدر فيه جهاز الفاميكوم من ننتندو في السوق الياباني، و ذلك بتاريخ 15 يوليو عام ألف و تسعمئة و ثلاثة و ثمانين و بسعر 15 ألف ين ياباني. في الحقيقة من الصعب أن نقيس نجاح الجهاز أو فشله بمعاييرنا الحالية فسوق الألعاب آنذاك كان فتياً، إلا أن الجهاز بصورة عامة لم يكتب له النجاح التجاري و الانتشار الكبير الذي حققه جهاز الفاميكوم الجهاز التاريخي من شركة ننتندو.
على أية حال سيجا قامت بإصدار هذا الجهاز في عدة أسواق منها أستراليا و نيوزيلندا و إسبانيا و إيطاليا و تايوان، إلا أنه لم يصدر أبداً في الأسواق الكبيرة مثل السوق الأمريكي و السوق البريطاني أو الألماني و لعل هذا هو السبب الرئيس الذي يجعل معظم جمهور الألعاب يجهل هذا الجهاز تماماً و يجعله صفحة منسية في كتاب التاريخ.
في حقيقة الأمر كان أداء الجهاز جيداً عام 1983، كانت سيجا تتوقع بيع 50 ألف وحدة من الجهاز، و انتهى بها المطاف لتتمكن من بيع 160 ألف جهاز، الجهاز لم يحمل عنواناً شهيراً في الإطلاق مثل دونكي كونغ على جهاز العائلة، لكنه حصل على زخم أكبر من إصدارات الألعاب حيث حصل على 21 لعبة في ذلك العام مقابل 9 ألعاب فقط صدرت للعائلة، و جزء من ذلك يعود إلى حملة استعادة للأجهزة قامت بها شركة ننتندو إثر مشكلة تقنية في واحدة من قطع الجهاز، مما أدى إلى دفع مبيعات جهاز سيجا كأحد الخيارات البديلة.
في العام 1984 قام الفرع الياباني بقيادة Hayao Nakayama بشراء شركة Sega من المالك الأمريكي Gulf & Western لتحصل الشركة على الاسم Sega Enterprises المستمد في الأصل من مصطلح Service Games و هو الاسم الاصطلاحي القديم للشركة لتبدأ الشركة مرحلة جديدة.
