Assassins-Creed-Logo

عندما كان يأتي الذكرُ سابقاً على شركة Ubisoft الفرنسية، فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا كان البطل الظريف Rayman، و كذلك أمير بلاد فارس و مغامراته المميتة Prince of Persia و الألعاب السياسية أو الحربية التي تحمل اسم الكاتب الشهير Tom Clancy. رغمَ ذلك، تغيّرت شركة Ubisoft إلى الأبد عندما ظهرت سلسلة المغامرات Assassin’s Creed للمرة الأولى، و أصبحت هذه اللعبة عنواناً مُرادفاً لاسم Ubisoft بأكملها. Assassin’s Creed هي فخر هذه الشركة العريقة في عالم الألعاب و فخر ألعاب المغامرات و نحن هنا لنقصّ عليكم الحكاية و نروي لكم الرواية منذ البداية.

كانت شركة Ubisoft تعمل على مُحرّكٍ جديدٍ من أجل أجهزة الجيل الماضي المنزلية، الجيل الجديد – آنذاك – من الأجهزة بقيادة سوني و مايكروسوفت، الأحلام و الطُموحات تُناطِحُ السحاب، و عالم ألعاب الفيديو على وشك الانتقال إلى مرحلة غير مسبوقة من الواقعية و الرسوم. يوبي سوفت كانت تمتلك في جعبتها واحدة من روائع ألعاب الجيل مُتمثلة في لعبة المغامرات العبقرية Prince of Persia: The Sands of Time، اللعبة التي نقلت أمير بلاد فارس إلى الأبعاد الثلاثية، و جلبت معه الفخاخ المميتة، و المغامرة الفارسية الساحرة القادمة من عوالم ألف ليلة و ليلة.

العقول المُفكرة و قادة تطوير أمير بلاد فارس و منهم المخرج الشهير لدى يوبي سوفت سابقاً Patrice Désilets بدؤوا العمل على لعبة جديدةٍ للمُحرك الجديد من سلسلة أمير بلاد فارس عام 2004 و كان من المخطط أن تحمل اللعبة الاسم Prince of Persia: Assassins لكن المخططات تغيرت سريعاً مع تغيير شخصية البطل التي أفقدت الأمير أهميته و خرجت عن طابع سلسلة أمير بلاد فارس ليتحول المشروع إلى بناء لعبةٍ جديدةٍ بالكامل، قادة المشروع و يوبي سوفت كانوا مُعجبين برواية تحمل الاسم Alamut و هذه الرواية قد لعبت أثراً جوهرياً في صناعة هذه السلسلة من الألعاب، فهي رواية سلوفينية لمؤلفها فلاديمير بارتول، و هذه الرواية تروي قصة الشخصية التاريخية الشهيرة حسن الصباح و قصة الحشاشين. الحشاشون، هذا المصطلح صاحب التاريخ الحافل الذي اقتُبست منه كلمة Assassins الإنجليزية، نعم إن الفضل يعود كثيراً إلى رواية Alamut و ربما لولا هذه الرواية لما كان الفضول سيُخلق لدى Patrice Désilets و العقول المفكرة لدى يوبي سوفت لابتكار عالمٍ قصصي عظيم بُني على قصة طائفة الحشاشين.

العقل الإبداعي الكبير وراء هذه السلسلة باتريس ديسايليه
العقل الإبداعي الكبير وراء هذه السلسلة باتريس ديسايليه

حسن الصباح هو مؤسس طائفة الحشاشين و هو شخصية مُلهمة و بارزة لهذه السلسلة من الألعاب، و قد كان يتخذ من قلعة أَلموت في بلاد فارس أو إيران حالياً مقراً له، هذه القلعة التي حملت الرواية اسمها، و هذه القلعة تأتي على قمة جبل يفوق ارتفاعه 2100 متر و ليس لها إلا طريقٌ واحدٌ يصل إليها و قد عاش فيها أكثر من 35 عاماً. العديد و العديد من عمليات القتل و الاغتيال تمت من طرفه و من طرف معاونيه من أتباع الحشاشين. سلسلة طويلة من الاغتيالات التي قاموا بها ضد ملوك وأمراء وقادةُ جيوش ورجال دين، استمرت حتى احتل هولاكو قلعة ألموت عام 1256 وقضى على فتنتهم التي استمرت حوالي قرنين من الزمان.

حسناً، المشروع الذي كان قيد الإعداد على قدمٍ و ساقٍ لدى شركة Ubisoft لم يكن فقط متأثراً بهذه الرواية فقد كان لدى باتريس أفكارُ خيالٍ علمي أراد أن يدمجها أيضاً بما تم استلهامه من الرواية، و في الحقيقة نحنُ نشعر بأن روايات المؤلف الأمريكي الفذ دان براون و بالتحديد The Da Vinci Code و Angels & Demons – و كلا الروايتين كان قد ربط أحداثاً دينية تاريخية بعالمنا المعاصر لكشف مؤامرات مذهلة و خفايا لا يعرف عنها أحد – كان لها أثرٌ بالغٌ على تطوير هذه السلسلة و إلهامها بالأفكار.

بالطبع لم يكن تطويرُ Assassin’s Creed مقصوراً على العالم و القصة، مطورو يوبي سوفت قاموا بإعداد فيلم حركي قصير يُمثل ما ستؤول إليه اللعبة عند اكتمالها، و كانت الفكرة هي بتقديم قاتلٍ في فترة الحملة الصليبية الثالثة، يقوم هذا القاتلُ بتسلّق جدارٍ شاهق الارتفاع لينفذ عملية اغتيال من خلف الحراس، و بعد مشهد قتالي يُغادر هذا القاتل على متن جواده ليظهر أمامهُ عالمٌ مفتوحٌ ضخم، و قد كان هذا العرض الساحر كفيلاً بسرقة قلوب مصممي و إداريي يوبي سوفت و إقناعهم بالاستمرار بمغامرة التطوير حتى النهاية!

عشر سنوات قد انقضت على بداية الملحمة
عشر سنوات قد انقضت على بداية الملحمة

عندما رأت يوبي سوفت حجم الموهبة و الطموح خلف المشروع، قرر رئيس الشركة إيف جيمو أن يمنحه الضوء الأخضر و أن يدعمه مالياً ليتحول إلى عنوان جديد بالكامل، و بدأ قادة المشروع لدى يوبي سوفت بعملية البحث و التقصي من أجل إعداد الثقافة الكامنة خلف عالم اللعبة. باتريس، الكاتب Corey May، المنتج Simon Tremblay و مخرج الرسوم الفنية Raphaël Lacoste عملوا بكثافة مع خبراء في ثقافة الشرق الأوسط و تاريخه.

أفراد الفريق انغمسوا كثيراً في العمل على هذه اللعبة، و ما لا يعرفه الكثيرُ من اللاعبين أن فريق التطوير قد تمت زيارته من طرف الآغا خان و مجموعة من أئمة الإسماعيلية! لقد أرادوا التأكد من تصويرهم في اللعبة بطريقة صحيحة، و الحقيقة أن هذه الزيارة كانت تجربة مُخيفة للمطورين الذين لم يتوقعوا حدوث ذلك على الإطلاق.

على أية حال، البحث و التصوير الفني لم يكن الخطوة الأصعب في هذا المشروع الطموح، بل جمعُ هذه الأحلام و الخيالات في مشروعٍ واحدٍ و لعبة على أرض الواقع، و قد واجه المطورون مصاعب جمة! من البداية أراد المطورون تقديم عالمٍ مفتوح، و قد واجه فريق التطوير مشاكل عديدة استغرق التغلبُ عليها وقتاً طويلاً. إن تطوير Assassin’s Creed الأولى قد استغرق 4 سنواتٍ كاملة.

رحلة إلى القدس القديمة في أساسنز كريد
رحلة إلى القدس القديمة في أساسنز كريد

هذه اللعبة روت حكاية الطائر بطل اللعبة الذي ينتمي إلى طائفة الحشاشين، و الذي يخوض هذه المغامرة من أجل اغتيال عدة أهداف مختلفة، و هذه المغامرة خضناها من خلال ذكريات “ديزموند” بطل اللعبة في العالم المعاصر، و الذي يعيش ذكريات أجداده التي توارثها عن طريق حمضه النووي عن طريق جهاز عملاق يُدعى Animus، ليجد نفسه في خضم النزاع التاريخي و الخفي بين الحشاشين و الفرسان The Templars.

شارك هذا المقال