الألعاب اليابانية خطفت القلوب بالفعل هذا العام
الألعاب اليابانية خطفت القلوب بالفعل هذا العام

إن كنت من قدامى عشاق ألعاب الفيديو فأنت بلا شك تعلم جيداً أن الشركات اليابانية كانت المسؤول الأساسي و الأكبر عن انتشار أجهزة الألعاب المنزلية حول العالم، إن كان ذلك بفضل الأجهزة مثل العائلة من ننتندو أو البلايستيشن من سوني أو الجنسس من سيجا، أو الألعاب مع عناوين مثل سوبر ماريو و فاينل فانتسي السابعة و ريزدنت ايفل و متل جير سوليد الأولى و تيكن الثالثة و ستريت فايتر الثانية و حتى ألعاب ديزني القديمة و غير ذلك الكثير.

المطور الياباني سقط عن عرشه في الجيل السابع من الأجهزة المنزلية و بالتحديد على أجهزة الوضوح العالي PS3 و Xbox 360، المطور الياباني كان قد بدأ يتأخر بالفعل في الجيل الذي سبقه من ناحية التكنولوجيا و عدم مواكبة تطورها خاصة مع تطور قدرات الحاسب الشخصي الذي أهمله اليابانيون كثيراً، و في الجيل السابع نجح المطور الغربي في سحق نظيره الياباني بلا رحمة مع ألعاب مذهلة مثل Uncharted و Bioshock و Mass Effect و Assassin’s Creed و سلسلة The Elder Scrolls و غيرها من الألعاب المفككة للعقول و التي دفعت بصناعة الألعاب إلى حدود غير مسبوقة، أما المطور الياباني قليل الحيلة فقد اكتفى بالانسحاب إلى الأجهزة المحمولة ليتحول معظم إنتاجه إلى أجهزة الننتندو DS و محمول سوني PSP.

سنوات طويلة غاب فيها المطور الياباني و تعرضت محاولاته الخجولة أو غير الموفقة مثل Final Fantasy XIII أو Resident Evil 6 إلى النقد اللاذع من وسائل الإعلام و جماهير اللاعبين على حد سواء، لا شك أن المطور الياباني اهتزت ثقته بنفسه كثيراً و كان بحاجة ماسة إلى النجاح على الأجهزة المنزلية لاستعادة الثقة، اضمحلال سوق الأجهزة المحمولة لم يترك خياراً أمام شركات الألعاب في اليابان لتعود صاغرة إلى المنزلي، الآن و بعد عدة سنوات على بداية الجيل، و في عام 2017، نستطيع القول بأن هذا العام كان جوهرياً و ثبت أقدام المطور الياباني في الصناعة من جديد، نعم هذا العام تألق المطور الياباني كثيراً و خلبت ألعابه العقول و سلبت الأبصار، ربما لم ينجح في منافسة مبيعات Ghost Recon Wildlands أو For Honor لكنه حصد التقييمات المرتفعة من النقاد و حظي بإشادة هائلة من جماهير اللاعبين.

لنُسلّط الضوء معاً على الألعاب اليابانية التي أعادت إعلاء راية بلاد الشمس المشرقة من جديد في عالم ألعاب الفيديو:

resident evil 7 (700 x 350)

تخبطت شركة كابكوم طويلاً مع سلسلة ريزدنت ايفل بعد خروج الأب الروحي للسلسلة شينجي ميكامي من الشركة، و بعد الجزء السادس السيء كنت قد فقدتُ الأمل في الحصول على ريزدنت ايفل ممتازة مرة أخرى، لكن كابكوم أثبتت أنها لا زالت قادرة على صنع لعبة رائعة، و ريزدنت ايفل 7 هي ليست فقط من أفضل تجاربي هذا العام بل هي واحدة من أروع أجزاء سلسلة ريزدنت ايفل كاملة.

ريزدنت ايفل 7 نجحت في العودة إلى الجذور المرعبة للسلسلة و نجحت مع أفراد عائلة البيكر المجانين في تقديم أعداء بمستوى يليق بهذه السلسلة العريقة، و لا شك أن المناطق الكابوسية التي تواجدت في اللعبة ستعلق في أذهان اللاعبين طويلاً، مثل المنزل القديم للعائلة وسط مستنقعات لويزيانا.

2B
2B

بعد كارثة إلغاء Scalebound و الفشل التجاري لبعض ألعاب بلاتنوم جيمز كان الاستوديو يعيش في أزمة حقيقية، على أية حال و كما يقول مدرب كرة القدم المعتزل السير أليكس فيرغسون، فإن الحظ يُحالف المجتهدين في الحياة دائماً، و بلاتنوم فريق تطوير مجتهد للغاية.

الإبداع و الإتقان في اللعب و مستوى التحريك الرائع و بالأخص لبطلة اللعبة 2B، امتزج مع الرسومات الرائعة لرسام سكوير السابق أكيهيكو يوشيدا، و السرد القصصي المدهش للمخرج صاحب المخيلة الواسعة و عاشق الروايات المرئية يوكو تارو، و النتيجة هي لعبة تتقطر سحراً و جمالاً، الرتم القصصي في أوتوماتا سيجعلك متشوقاً لمعرفة المزيد في كل لحظة تمضي، و الإتقان في تصميم اللعبة لن يترك الملل يتسلل إلى قلبك أبداً، خاصة مع الموسيقى الساحرة التي تُطرب الآذان.

من الواضح أن هذه اللعبة قد صُنعت بموارد و إمكانيات محدودة، و مع ذلك فإن المبدعين خلفها صنعوا تميز هذه اللعبة بالقيمة الفنية العالية التي تحتويها، فهي تُجسد مدرسة كابكوم الحركية من خلال فريق بلاتنوم و الذي يتكون في معظمه من مصممي كابكوم القدامى، و تُجسد مدرسة سكوير إينكس الإبداعية في الجوانب الفنية و الاهتمام الكبير في سرد القصة، نعم هذه اللعبة تجمع أفضل ما في المدرستين.

Persona-5_2015_05-01-15_015.jpg_600

بدأ مشواري مع سلسلة Persona منذ الجزء الثالث و منذ ذلك الحين و هذه السلسلة تمتلك مكانة خاصة في قلبي، الجزء الرابع كان الأروع بقصته الغامضة و شخصياته الرائعة و أجوائه الفريدة، و رغم تقديري لهذه السلسلة إلا أنني كنت واعياً لنقاط ضعفها فنظام القتال على سبيل المثال لم يكن بنفس المستوى الإبداعي الذي تصل إليه الألعاب الممتازة من شركة سكوير و تصميم الDungeons كان محدوداً، و بينما لم يتغير نظام القتال كثيراً في الجزء الخامس لكن هذه اللعبة أصابتني بالذهول، يا لها حقاً من لعبة مدهشة!

هذه اللعبة هي قفزة كبيرة و هائلة بحق لسلسلة بيرسونا، قفزة في الميزانية و حجم اللعبة و ضخامتها، قفزة في المستوى الرسومي و التحريك و الفنية الهائلة التي تتقطر من كل شبر في اللعبة و حتى من قوائمها، و حتى تصميم الDungeons فقد أصبح أفضل بكثير من الأجزاء السابقة، نعم بيرسونا الخامسة هي أفضل لعبة تقمص أدوار يابانية لهذا الجيل على الأجهزة المنزلية بل و من أفضل ألعاب هذا الصنف على الإطلاق، و نحن ننتظر ألعاباً مثل دراجون كويست 11 و زينوبليد 2 و ني نو كوني 2 بشوق لنرى إن كانت هذه الألعاب ستتمكن من مناطحة التجربة العظيمة التي قدمها المخرج هاشينو و فريق التطوير في أطلس مع هذه اللعبة المذهلة.

nioh-logo

أحد الألعاب اليابانية القليلة التي فاتني اقتناؤها هذا العام هي لعبة الأكشن آربيجي Nioh من فريق التطوير الشهير Team Ninja، و الذي عمل في الماضي على سلسلة Ninja Gaiden، الفريق قدم في هذه اللعبة تجربة أبطأ و أقرب إلى أسلوب و فلسفة تصميم Dark Souls جوهرة From Software النفيسة. هذه اللعبة نجحت في كسر حاجز المليون و حصدت إعجاب و ثناء اللاعبين و النقاد و من ضمنهم True Gaming مع مراجعتنا السابقة للعبة.

Tales-of-Berseria_2016_01-03-16_009.jpg_600

سأكون صريحاً جداً معكم و أخبركم بأنني لم أكن يوماً من عشاق سلسلة Tales من نامكو (قبل الاندماج مع بانداي)، و منذ Vesperia على الإكس بوكس 360 لم أقم بشراء أي لعبة من السلسلة لكن المديح الكبير الذي حصل عليه هذا الإصدار حثني على اقتنائها، و أعتقد أنني كنت محظوظاً بهذا القرار.

نقطة القوة الأساسية لإصدار Berseria هي القصة القوية و بصورة غير معهودة في سلسلة Tales التي لطالما رأيتُ أنها تقدم قصصاً ساذجة و ركيكة بعض الشيء، بيرسريا قلبت توقعاتي رأساً على عقب و ستشعر من البداية بالتميز القصصي مع بطلتنا Velvet Crowe و التي تُكرس حياتها من أجل الانتقام الأعمى، هذه اللعبة هي ملحمة مظلمة حقيقية و طاقم الشخصيات حتماً يصعب نسيانه مع الساحرة الساخرة ماقيلو و المقاتل المخلص روكورو و القرصان الواثق آيزن و بقية الرفاق.

بيرسريا هي رحلة الانتقام التي ستأسرك كثيراً بلا ريب.

شارك هذا المقال