zelda-breath-of-the-wild-logo-jp

هناك سلسلة واحدة في عالم الألعاب ظلت ثابتة على مدار السنوات مثل الجبال و هذه السلسلة هي سلسلة أسطورة زيلدا، و في كل جزء جديد تضع هذه السلسلة مقاييس جديدة ليس لعالم الألعاب بل للإبداع الإنساني و إلى أين يمكن أن يصل البشر في مستوى تصميم الألعاب، و نفس البرية ليست استثناء بل هي أفضل ما لعبته هذا العام إن لم تكن أعظم ما لعبته على الإطلاق. هذه اللعبة هي الرد الياباني على The Witcher 3 و Fallout و Skyrim و فطاحلة العالم المفتوح من الشركات الغربية.

عندما بدأتُ بلعب نفس البرية كنت متعجباً حقاً من العدد التاريخي و القياسي من العلامات الكاملة الذي نالته اللعبة، ليس لأن مستواها لم يكن مرضياً، و إنما لأنها تمتلك أجواءً هادئة و خلابة و ساحرة بطريقة لم أتوقع أن تعجب الجماهير من مختلف الأذواق بهذه الصورة. لا يوجد لعبة تقدم إحساس المغامرة مثل نفس البرية، و لا يوجد لعبة تقدم عالماً ينبض بالحياة الطبيعية مثل أسطورة زيلدا، هيا، انطلق و حلق بخيالك مع الفارس لينك الذي يمتطي جواده و يترحل وسط أنقاض هايرول المدمرة ليواجه الإعصار، ستتسلق الجبال و ستقطع الأنهار و ستعبر التلال، ستستكشف أماكن عجيبة لم ترى مثلها من قبل و ستقابل مخلوقات لم ترى شبيهاً لها، و ستزور المعابد المُهيبة و تساعد الآخرين بطيبة و إحسان في مغامرة من عالم الخيال الفتان، نعم يجب أن تلعب هذه اللعبة مهما كان الثمن.

Yakuza 6-1

دعوني أخبركم سراً صغيراً، لم يسبق لي آسفاً تجربة أية لعبة تحمل ياكوزا من قبل، و هذه المرة قررت العدول عن هذا الخطأ و الدخول إلى عالم هذه السلسلة مستغلاً الإصدار رقم صفر و الذي يُقدم قصة سابقة لبداية السلسلة مع الجزء الأول الذي يحصل هو الآخر على نسخة محسنة تحت عنوان Yakuza Kiwami.

حتى الآن لا زالت تجربتي مع اللعبة محدودة لضيق الوقت لكن ياكوزا صفر لعبة رائعة و مُدهشة منذ أول مشهد في اللعبة، مستوى الكتابة و الترجمة في هذه اللعبة هو من أفضل ما رأيت، الدراما ناضجة و الحوارات في غاية الواقعية و الذكاء و ياكوزا 0 تُبشر بتجربة قصصية من الطراز الرفيع رغم المحدودية الواضحة في قيمتها الإنتاجية. إن هذه اللعبة تبدو لي شبيهة كثيراً بسلسلة شينمو و يمكنني تشبيه علاقتها بها مثل علاقة The Last of Us بسلسلة Uncharted فهي مبنية على أساسات و فلسفة تصميم متشابهة، هذه السلسلة بلا شك هي فخر سيجا في عالم الألعاب و هي المقياس لما تستطيع سيجا بناءه في أروقتها الداخلية على أجهزتها المنزلية. هذه اللعبة نجحت في إثارة إعجابي و سأواصل الرحلة مع بطلنا الشرس صاحب الكبرياء و المعتد بنفسه كثيرا كيريو حتى النهاية.

H2x1_NSwitch_Splatoon2

إن كنت تعتقد أن ألعاب الأكشن الجماعية قد قدمت كل ما لديها فأنت مخطىء، و يجب عليك أن تلعب Splatoon لعبة الألوان الفاقعة من ننتندو لتُجرب شيئاً لم تلعب مثله من قبل، هذه اللعبة تمزج بين مزايا ألعاب ننتندو مثل خصائص ألعاب المنصات بالإضافة إلى الإتقان الكبير في مستوى اللعب، و بين مزايا ألعاب الأكشن الجماعية مثل الخرائط الرائعة متعددة المداخل و المخارج و الأسلحة المتنوعة و وتيرة اللعب المحمومة لتقدم واحدة من أفضل التجارب الجماعية أو حتى الفردية و على مستوى جميع الأجهزة، هذه لعبة ستسحبك بداخلها لعشرات إن لم يكن مئات الساعات.

Tekken 7

رغم أن سلسلة تيكن لم تعد تمتلك ذاك البريق الذي كانت تمتلكه في أواخر التسعينات و بدايات الألفية الجديدة، إلا أن تيكن تبقى هي تيكن الخيار الأول لمحترفي ألعاب القتال و اللعبة القتالية الأعمق و التي تمتلك أسلوب لعب فريد من نوعه. مقاتلون جدد، تحسينات على أسلوب القتال، رسومات مطورة و المزيد مع لعبة سيلعبها محبو الألعاب القتالية لسنوات كثيرة قادمة.

رغم هذا القدر الكبير من الألعاب الرائعة إلا أن جعبة المطور الياباني لم تفرغ بعد، و لا زلنا على موعد مع عدد من الألعاب التي ننتظرها بشوق مثل Danganronpa V3 و Super Mario Odyssey و The Evil Within 2 من فريق Tango و حتى Gran Turismo Sport لعشاق ألعاب السيارات، نعم هذا العام شهد عودة حقيقية و مظفرة للمطور الياباني على الأجهزة المنزلية و هذه الألعاب قوبلت بعاطفة كبيرة من الجماهير. 2017 هو العام الذي انتظرناه منذ جيل البلايستيشن الثاني و بقينا بانتظاره طويلاً بقلوب مِلؤها الأمل و التفاؤل بما قد يكون. الألعاب القادمة من الغرب تطورت بصورة مدهشة و ما وصلت إليه من تقدم تكنولوجي و فني هو أمر مهول يصعب تصديقه إلا أن الألعاب اليابانية لها قيمتها الخاصة بالإحساس الشاعري و الخيال الحالم لمطوريها و تركيزهم على أدق التفاصيل التي لا تخطر سوى بأدمغة اليابانيين، الألعاب اليابانية تحمل معها ثقافة فريدة من نوعها و تقدم تجارب لا يُمكن أن تعوض بالنسبة إلى محبيها.

فيما يتجادل محبو الألعاب إن كان هذا العام هو صحوة مؤقتة أم لا، نحن واثقون أن هذه النجاحات ستستمر و أن المطور الياباني يركز بشكل أساسي على الأجهزة الذكية و الأجهزة المنزلية معاً و بطريقة مدروسة و متوازنة لتحقيق النجاحات التي يصبو إليها. 2017 ليس وليد الصدفة فالمطور الياباني بخير و سيبقى بخير لسنوات كثيرة قادمة و له نقول: مرحباً بعودتك إلى بيتك فقد طال انتظارك طويلاً!

شارك هذا المقال