gtx

عالم ألعاب الفيديو و الكمبيوتر يتغير بشكل أسرع من أي وقت سبق، و لعلنا رأينا بوادر هذا الشيء مؤخرا، عندما أعلنت سوني و مايكروسوفت عن أجهزة جديدة في منتصف الجيل، في خطوة غير مسبوقة إطلاقا. و ربما أحد الأسباب خلف ذلك هو أن بداية هذا الجيل كانت على غير العادة، حيث الفرق بين قوة الأجهزة المنزلية و الـPC واضحة منذ البداية، و علاوة على ذلك فإن قدرات الـPC تتقدم بشكل مجنون حتى أصبحت المقارنة مخجلة بعض الشيء. مرورا الى الأمام تتخذ كل الشركات خطوات مختلفة في مواجهة هذه التطورات المتسارعة، و في هذه المقالة سنلقي نظرة عليها من وجهات النظر المختلفة لكل طرف.

الـPC و لا توقف للمسيرة

الأمور واضحة على جبهة الـPC، فانفيديا و رفيقتها AMD يواصلات تطوير كروت جرافيكس مرعبة، تستطيع تقديم الألعاب بدقات عالية و سرعة إطارات متفوقة. و في نفس الوقت فإن التنافس بين الشركات المصنعة لكروت الجرافيكس يجعل من أسعارها تصبح أفضل مع الوقت و أكثر ملائمة لشرائح أكبر من المستخدمين. العوامل السابقة بالإضافة للنمو المرعب لخدمات مثل Steam تجعل من منصة الـPC مغرية أكثر من أي وقت مضى. حتى الشركات اليابانية اللتي لم تكم في الحسبان بأي شكل مؤثر عند الحديث عن الـPC أصبحت تهتم بمنصة ستيم بشكل كبير، و أصبحنا نرى ألعابا يابانية بحتة تصدر للمنصة في نفس اليوم مع الأجهزة الأخرى.

عندما نرى الأمر من منظور الـPC فلا يوجد سبب للتحليل العميق. المنصة تسير بشكل واضح حيث تقدم خيارات متعددة للجرافيكس لمختلف الميزانيات و أيضا تقدم الخيار الأقوى دائما لمن يملك المال لإستثماره. نتحدث هنا عن أشياء مجنونة مثل دقة 8K و العرض على شاشات متعددة و غيرها. لذلك ستستمر الشركات في تطوير التقنية و سيتستمر منصة ستيم في النمو و تقديم عروض مجنونة للألعاب، و بالتالي يستمر نمور الـPC كمنصة بالمضي قدما.

lq-ps4-pro-05

سوني و PS4 الجديد لكبج جماح الـPC

لا يمكن إنكار أن الـPC منصة تنمو بسرعة و تهدد سوق الأجهزة المنزلية، خصوصا عندما يصرح قادة بلايستيشن أنهم يخشون ذلك. لم تكن أجهز الألعاب المنزلية لهذا الجيل عند طموحات اللاعبين حقا عند إصدارها، حتى بعض الآمال البسيطة مثل اللعب في 60 إطارا عند دقة 1080p تفشل كثير من الألعاب في تحقيقها. سوني أدركت أن الفوهة تتسع مع الوقت، و أصبح اللاعبين يفكرون جديا في الإنتقال للـPC للحصول على النقلة التالية اللتي يطمعون بها.

رد سوني كان سريعا، إنه PS4 Pro، جهاز قادر على تشغيل ألعاب بدقة 4K، أو دقة 1080p مع قفزة في الرسوم عن المعتاد، و ربما اللعب في 60 إطارا في الثانية. لا ننسى أيضا دعم تقنية HDR، و بالتالي جعل الكثير من المستخدمين يستفيدون من تقنيات التلفزيونات الأحدث في السوق. لكن لماذا سوني تصدر الجهاز هذا العام، مجازفة بقدرة مايكروسوفت لإطلاق جهاز أقوى السنة القادمة.

سوني بشكل عام تيقن أن بلايستيشن هو منتجها القيادي حاليا، و ذلك في ظل تراجع قطاعات الشركة الأخرى. لذلك تريد الشركة تحقيق نتائج ممتازة في أسرع وقت ممكن. الـPS4 Pro هذا العام يريد سبق منافسيه الى السوق، و بالتالي تأسيس قاعدة جماهيرية مبكرة و الحصول على أموال المستعجلين الى السوق. سياسة سوني قد تحقق نتائج ممتازة، خصوصا أن سعر الجهاز المغري $399 سيجعل منه بديلا للجهاز السابق بشكل سريع.

scorpio-1

مايكروسوفت و اللعب على الجبهتين

إكس بوكس ون رغم أنه يقدم بداية أفضل من سابقه بكثير، الا أنه ظهر بشكل متراجع أمام منافسه من سوني. مايكروسوفت لم توفق في كثير من القرارات بداية هذا الجيل، و مع إصلاحها باتت أمورها أفضل بكثير مؤخرا. لكنها تواجه مع سوني نفس المشاكل في دائرة الأجهزة المنزلية، حيث أصبحت منصة الـPC مصدر إزعاج مستمر. بالنسبة لمايكروسوفت فالوضع رغم تشابهه الا أنه يختلف مع سوني في نقطة جوهرية.

مايكروسوفت ليست خاسرة بالكامل في حال نمو الـPC المستمر، حيث أن هذه المنصة تقوم على نظام تشغيل ويندوز اللذي تطوره مايكروسوفت، فالتحول من إكس بوكس الى PC هو تحرك داخلي بين منصات مايكروسوفت المختلفة. لذلك رأينا الشركة تتخذ طريقا مميزا في مواجهة هذه التطورات الأخيرة. فقامت الشركة بالإعلان عن ألعابها الحصرية الرئيسية لأجهزة الـPC، و تفعيل التواصل بين المنصتين بدعم النسخة المزدوجة و اللعب عبر المنصات.

في نفس الوقت أعلنت الشركة عن “سكوربيو”، جهاز ألعاب قوي سيصدر السنة القادمة، و سيكون أقوى من جهاز سوني PS4 Pro، مع المجازفة للوصول الى السوق متأخرا. في نفس الوقت تقوم الشركة بدعم منصة الـPC، سواء بألعابها الحصرية أو تطبيق إكس بوكس و المزايا المختلفة اللتي تقدمها. و كأن مايكروسوفت تلعب على المضمون، و تضع موطيء قدم لها في الإتجاهين، و كأنها تضمن تواجدها في حال اتجه السوق لأي منهم.

شارك هذا المقال