سنعلم بعد لحظات من وصول سنيك إلى الأراضي السوفيتية أن الحرب الباردة ما هي إلا اختلاف شديد جداً في وجهات النظر ما بين اقوى الدول آنذاك، الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي. اختلاف في التخطيط الاستراتيجي والاقتصادي واختلاف كبير متباين في الأيدلوجية أو طرق التفكير المتبعة من قبل كل دولة. وبحكم أنها دول عظيمة وعليه وبطبيعة الحال أصبح لهم أتباع وهو ما أثر على العالم بأسره، إذا هناك دول أتبعت أمريكا ودول أتبعت السوفييت وتباينت الآراء والأفكار حتى على مستوى منطقتنا العربية.

ولماذا الـ “باردة” بالذات؟

يسأل سنيك قائده Major Zero:

لأنها لم تتضمن أي تدخل عسكري أو تواجه مباشر بالأسلحة.

هذا هو الجواب وأنا أجزم أن الغالبية العظمى من اللاعبين لم يعرفوا هذا المعنى إلا بعد لعبهم لهذه التحفة.
هل هذا كل شيء؛

بالطبع لا! MGS3 أعطتنا معلومات تاريخية او بالأحرى غرستها لنا في أحداث اللعبة،

Missile Gap و نستطيع ترجمتها بـ “فجوة الصاروخ”، و هو مصطلح لادعاء الاتحاد السوفيتي عن عدد الصواريخ النووية التي تملكها إذ لم تصرح الحكومة السوفيتية بالرقم الحقيقي لعدد الصواريخ مما دعا الولايات المتحدة لإرسال جواسيس للتأكد من الارقام و في اللعبة نعرف أن The Boos  كانت أحد هؤلاء الجواسيس وذلك عند الحديث عن سجلها العسكري. 

هناك أيضاً غزو خليج الخنازير أو  the bay of pigs invasion، والذي ببراعة أقحمته اللعبة لصالح أحداث القصة والذي شاركت فيه The Boss وكان هذا في أبريل عام 1961، يحكي لنا التاريخ أن مجموعة مدربة من الجنود المنفيين ذوي الاصول الكوبية (من ضمنهم الفرقة 40) وتحت إشراف وتعليمات من المخابرات المركزية الامريكية CIA قاموا بشن هجوم على جنوب كوبا وذلك لقلب النظام على فيدل كاسترو الرئيس الكوبي. كان من المفروض أن تنتهي العملية بشن هجوم جوي لإنهاء الغزو ولكن في لحظة حاسمة رفض الرئيس الامريكي جون كينيدي على إعطاء الموافقة للسلاح الجوي بشن الهجوم وعليه باءت المحاولة بالفشل الذريع واشتعلت بسببها أزمة سياسية عظيمة كادت بدورها أن تشعل حرب أخرى. في اللعبة تم إقحام The Boss في هذه الواقعة باعتبارها كانت في غيبوبة في كوبا.

أخيراً -بالنسبة لـ MGS3 بالطبع و ليس للمقال -هناك أزمة صواريخ كوبا أو  The Cuban Missile Crisis والتي كادت أن تكون الشرارة لبدء الحرب العالمية الثالثة، إذ اكتشفت الولايات المتحدة أن الاتحاد السوفيتي شحن صواريخ وقام ببناء محطات اطلاق لها – للصواريخ و ليس للاتحاد – وذلك بالقرب من جنوب أمريكا الشمالية  عند الحدود الكوبية. الولايات المتحدة اعتبرت هذا تهديد غير مباشر لها مما جعلها تفرض حظر جوي وبحري على الحدود الكوبية وأعلنت فيه انه ترفض تماماً تسليم أي أسلحة لكوبا وذلك لما فيه تهديد للمنطقة.

اشتعلت الازمة وتفاقمت وكانت الأشد في تاريخ الحرب الباردة ولكنها انتهت باتفاق الطرفين. في اللعبة نرى الرئيس الامريكي كينيدي والرئيس السوفيتي كروتشيف يتصافحون ويتفقون. من ضمن الاتفاقات – في اللعبة – ما طلبه الاتحاد السوفيتي من الولايات المتحدة وذلك بإرجاع أحد علمائها الهاربين وهو السوفيتي نيكولا سوكولوف صاحب التصاميم الاولية لما سيعرف فيما بعد بـ Metal Gear.
قد يتساءل البعض ،

ماذا تركت MGS3 للعبة أخرى ناجحة ألا وهي Call of Duty: Black Ops فالكل يلعب على نفس هذه الفترة التاريخية!

ولهم أقول: أصبروا يا اخوان، جايين في الكلام!

وما زلنا “نـسـولـف” عن الحرب الباردة

أي نعم هناك نفس الاحداث التي لعبت عليها MGS3 مثل خليج الخنازير وأزمة صواريخ كوبا ولكن القصة كانت من منظور “الفرقة 40″، الفرقة التي حاولت اغتيال فيدل كاسترو، وهنا لنا وقفة صغيرة.

على عكس MGS3 والتي كان الخيال فيها هو الغالب إذ تم تحوير الحقائق التاريخية لصالح قصة اللعبة، في CoD:BO

تم توظيف الوقائع التاريخية بشكل شبه دقيق وتم إدراج عنصر القصة فيه، إذ نبدأ في العام 1961 مع المحاولة الفاشلة لاغتيال الكوبي فيدل كاسترو وفشلت العملية وهو ما حدث في الواقع. من الوجوه البارزة في اللعبة كانوا الرئيس الأمريكي جون كيندي والكوبي فيدل كاسترو وعليه تحتم الأمر أن يتم اقتباس مقولات شهيرة لهم تشرح باقتضاب أفكار كل رئيس ووجهة نظره حول الحرب الباردة.

هناك مهمة أخرى تقع عام 1963 في مدينة Baikonur باكونور في دولة كازاخستان حيث يجب على الفرقة تخريب برنامج إطلاق صواريخ في قاعدة تسمى مركز باكونور الفضائي وهي مملوكة بالكامل لحكومة الاتحاد السوفيتي آنذاك، هذا المركز تم بناءه في الواقع عام 1955 كقاعدة إطلاق صواريخ لغرض البحث الفضائي ولكن تم تحويله لأغراض عسكرية بحتة إبان الحرب العالمية الباردة مما دعا الأمريكان للتدخل وهذا ما حدث في الواقع وفي اللعبة.

وأخيراً هناك حرب الفيتنام، والتي حدثت في أواخر الستينات، وهي في الاساس حرب أهلية شعواء طرفها جمهورية فيتنام الشمالية ضد فيتنام الجنوبية والتي كان حليفها الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما يدحض فكرة الكثير من العامة أن الحرب كانت بين الأمريكان وأهالي فيتنام.

كديدن اللعبة، تم إقحام معركة كاي سان أو Battle of Khe Sanh في اللعبة وهي معركة حقيقية حدثت في عام 1968 م في مقاطعة كوانج تراي وكان أطراف المعركة فيتنام الشمالية والحليف القوات الأمريكية، في اللعبة يتم إقحام هذا الحدث باعتبار أن بطل اللعبة شارك في هذه المعركة فقط ليسقط في معكرة أشد شراسة ألا وهي معركة “تيت” أو مايسمى بـ “هجوم تيت” وهي الضربة المضادة من قبل فيتنام الشمالية والتي كانت في نهاية يناير 1968 وفيها خسر الأمريكان الكثير من الارواح والعتاد، إذ كانت معركة شرسة من قبل أهالي لا هم لهم سوى الانتقام والقتل والنتيجة أن أحست الولايات المتحدة بالخطر وعليه قررت أن تنسحب تدريجياً من الأراضي الفيتنامية.

الجدير بالذكر أنه في أحد مراحل اللعبة وفي وسط الاراضي الفيتنامية تم الاستعانة بأغنية شهيرة جداً في بداية السبعينات لفرقة الروك المعروفة The Rolling Stones ألا وهي Sympathy for the Devil. بعد صدور اللعبة بوقت قصير تم تسجيل مبيعات ممتازة للأغنية القديمة وكانت أغلب المبيعات من اللاعبين وهذا يدعم أن الثقافة ليست مجرد فقط معلومات تاريخية وسياسية إنما تتعداها لتصل للفن والأدب.
مجملاً، اللعبة غنية بتاريخ شبه تفصيلي عن “أهم” أحداث الحرب الباردة وللإنصاف نقول أنها نجحت في تقديم كبسولات تاريخية قد لا يعلم عنها الغالبية العظمى بسبب أنها “مجرد” لعبة أخرى ناجحة … فقط.

صائد الكنوز 

الكل يحب لعبة Uncharted، وهل هناك من يكرهها؟

ربما كان هناك نسبة 0.0028 % من يكرهها وأن هناك من … عموماً، ليس هذا موضوعنا إنما ما أريد قوله أنه بغض النظر عن اسم السلسلة القوي والمبيعات الاقوى والشعبية الهائلة القوى لا زال هناك نسبة كبيرة يجهل أن سلسة Unchartred لها جذور تاريخية واقعية .

بطل اللعبة هو ناثان دريك، و الذي تعلم أنه حفيد فرنسيس دريك و هو ما يهمنا هنا.

8

من أحداث اللعبة نعرف أن ناثان وجد مذكرات جده فرنسيس التي تقوده لموقع “إلدرادو El Dorado” أو مدينة الذهب

س: من هو فرنسيس دريك؟

ج: هو ملاح ومهندس انجليزي، ينسب اليه الفضل في انتصار الأسطول الانجليزي على نظيره الإسباني عام ١٥٨٨ عند قيام الاسبان بغزو إنجلترا. يقال انه جمع كنوز كثيرة وخبأها في مدينة الذهب إلدرادو El Dorado

س: إلدرادو؟

ج: يقال انها مدينة موجودة في جمهورية غويانا في أمريكا الجنوبية وهي مغطاة بالذهب بالكامل. بدأت أسطورتها بأن قام أحد زعماء القبائل بتغطية نفسه بالذهب ومن ثم الغوص في بحيرة خواتاڤيتا بالقرب من كولومبيا وذلك كاحتفال ديني الامر الذي نجح وبسببه تغطت المدينة بالذهب واكتسبت هذا الاسم.

وبهذا نجح استديو Naughty Dog عندما قام بربط الأساطير عن الرحلات التي قام السير فرانسيس دريك الى إلدرادو ومنها استحدثوا مغامرة بطلها حفيد فرانسيس دريك في مدينة الذهب.

في الجزء الثالث من السلسلة، تتحدث اللعبة عن مدينة أطلنطس الرمال، أو ماهو معروف لدينا نحن العرب باسم “إرم ذات العماد.” وهي المدينة المذكورة في القرآن والمعروف قصتها، مايهمنا هنا أن مطوري اللعبة أخذوا الكثير مما قيل وكُتب عن هذه المدينة وأضافوه ضمن قصة اللعبة وجعلوا ناثان دريك يحارب الجن ويرواغ اللصوص و… الباقي معروف لديكم.

Oni

ختاماً، ولدواعي إثارة الشجون ومن باب الشيء بالشيء يُذكر فلنتحدث عن محاربي الـ Oni أو Onimusha.

9

لعبة كابكوم التي اشتهرت إبان جيل الـ PS2 . اللعبة التي في بدايتها نعلم ان أحداثها وقعت في وقت الـ Sengoku ( ما بين عام 1500 – 1700 تقريباً) والتي نعلم من حوارات اللعبة أنها فترة مضطربة في تاريخ اليابان القديم. فترة تطاول فيها زعماء القبائل أو الـ Clans على بعضهم ونشأت بينهم الحروب لأجل السيطرة على البلاد.

شارك هذا المقال