The Flame in The Flood (14)

إرتبطت عناصر البقاء كثيرا في الألعاب بألعاب الرعب، وصعب على المطورين الجدد إيجاد عناصر تميز ألعابهم عن غيرها، فتجميع الموارد ومواجهة المخاطر كلها أمور معروفة في هذا النوع، فكان على فريق الإندي الجديد The Molasses Flood  المكون من بقايا الفريق المبدع Irrational وفرق آخرى أن يضيفوا عنصرا جديدا، النهر.

سبق أن جربنا اللعبة قبل الإطلاق، وتلك الانطباعات التي كتبنا كافية لشرح العناصر المميزة في اللعبة، إلا أنه بإطلاق طور القصة وإضافة بعض العناصر وجدنا أنه من اللائق أن نتحدث عن النسخة النهائية. اللعبة إذا لم تتغير عن آخر مرة، وطور القصة ليس سوى إضافة بسيطة، فلا يختلف عن طور البقاء اللامنتهي سوى في أمور بسيطة، أهمها أنه طورٌ بنهاية، القصة تأخذكم عبر النهر نحو هدف رئيسي، إيجاد عمود إشارة لالتقاط إشارة جيدة والنجاة، وعبر النهر ستلتقون ببعض الشخصيات التي تعطيكم بعض الموارد ومهام جديدة، اللعبة أيضا تحتوي نظام مهام ثانوية تحصلون عليها من علب البريد، إلا أنها ليست سوى مهام بسيطة ولا تُغير شيئا في التجربة الكاملة.

اللعبة بذلك هي نفسها، سواء في طور القصة أو البقاء، مع إضافات بسيطة للطور الأول، والفكرة الأساسية في كلتا الحالتين هي بالانتقال بين قطع اليابسة المتفرقة على ضفاف النهر وتجميع الموارد للبقاء أحياء، اللعبة تجبركم على التنقل دائما فلا فائدة من البقاء في نفس المكان بما أن مواردكم ستنفد، وعليكم الانتباه لمؤشرات الجوع والعطش، الصحة وحرارة الجسم، اللعبة تنجح في عرض تحدٍ جيد بهذا الخصوص، فما تجمعون يمكن أن يساعدكم على سد الجوع، إلا أنه يمكن أن يصيبكم بحالة تسمم أو مرض بكتيري مؤقت، فتجبرون على إضافة بعض الأعشاب للماء للحصول على علاج، ومعرفة نفع كل شيء تحصلون عليه يحدد المدة التي ستصمدون فيها أمام الصعاب، فأكل اللحم النيئ سيء، إلا أنه يسد الجوع، وبعض الأعشاب تفيد في صنع الحبال، إلا أنها قابلة للأكل وهكذا، فلا يكون للشيء الواحد استخدام واحد ووحيد، ولا نتيجة واحدة ومحددة، والفريق وفق في إدراج عناصر البقاء في لعبته بالشكل الصحيح.

The Flame in The Flood (3)

للتنقل بين قطع اليابسة عليكم استخدام قاربكم، وإن كان النهر هادئا ويسهل عليكم التحرك فيه، فبعض المناطق تتميز بتيارها العنيف الذي يمكنه أن يقودكم باتجاه الحواجز والمعيقات التي يمكنها أن تخرب قاربكم أو أجزاء منه، وعليكم البحث عن موارد لإصلاحه، أو تحسينه لإضافة مصفاة ماء، أو مكان للنوم وهكذا. وعندما لا تكونون على القارب فستكونون على اليابسة تبحثون عن الموارد، وفي الحقيقة هنالك الكثير لتجميعه ودمجه، وكلما تقدمتم أكثر وربما أعدتم اللعبة أكثر من مرة سيصبح من السهل عليكم التأقلم مع نظام الدمج والبناء في اللعبة، نعيب رغم ذلك أمرا فيها بكون فتح الحقيبة لا يوقف اللعبة، وإن واجهتم ذئبا مثلا فلن تتمكنوا من علاج أنفسكم من ضرباته سريعا لأنه عليكم فتح الحقيبة وقد يقضي عليكم وأنتم تفعلون ذلك، اللعبة تصلح جزءا من هذا العيب باستخدامها للاختصارات والقوائم الجانبية، حيث يمكنكم مثلا شرب الماء أو استخدام المشعل دون الحاجة لفتح الحقيبة، إلا أنكم تجبرون على فعل ذلك في أوقات كثيرة إذا ما وضعتهم شيئا في حقيبة الكلب الذي يرافقكم، علما أن ما يبقى في حقيبته يبقى فيها حتى ولو بدأتم الرحلة من جديد، ولذلك نفع كبير من دون شك، الأمر الآخر أنه إن كنتم ترغبون بدمج شيئين، فعليكم أولا أن تفرغوا مكانا لما ستحصلون عليه بعد هذا الدمج، في حين كان بالإمكان أن تفعل اللعبة ذلك بشكل أتوماتيكي، فلا تجبركم على رمي بعض ما لديكم من موارد، استخدامها أو نقلها لحقيبة كلبكم أو للقارب.

أسلوب اللعب بسيط، وهنالك أشياء عديدة للقيام بها، كتجميع الموارد، صيد الحيوانات بالفخاخ أو الأسهم، صنع الملابس والأدوات (سكين، مطرقة…) تصفية الماء وخبز الفطائر وصنع الأدوية وتعقيم الضمادات، إلا أن إعادتها مرارا وتكرارا سيجعلها تدور في حلقة كبيرة من التكرار فقلب اللعب لا يتغير، إركب القارب، إجمع الموارد وهذا كل شيء، كما أنه في طور القصة بإمكانكم قضاء وقت طويل في النهر للتقدم بشكل كبير، والتوقف للحصول على الطعام والنوم فقط، أو التدفئة في الأوقات العاصفة، وحقيقة وقعت في مشاكل كثيرة في أحيانٍ كثيرة بوصولي لأماكن محددة، حيث واجهت موجة من الأعداء المنتشرين بشكل عشوائي في المساحة التي أنا فيها، فوجدت ذئابا ودبا وثعابين، وانتهى بي الأمر ميتا، فالذئاب تجذبها الغربان وتبعدها النار، والنار تجذب الثعابين.

The Flame in The Flood (2)

اللعبة لا تفرض عليكم الوقوف في أي مكان، وستساعدكم الأيقونات على تحديد ما إذا كان من النافع التوقف عند هذا المكان أم لا، فبعضها يملك مكانا للراحة، والآخر نارا موقدة، وهكذا، التنوع في البيئة مقبول، إلا أن البيئات تتكرر، فتجد مكانا مطابقا لمكان آخر بكل ما فيه، ذلك بسبب توليد اللعبة الإجرائي للبيئات، رغم أن اللعبة بشكل عام تحمل 10 تصنيفات رئيسية للأماكن تتغير كلما تقدمتم في النهر، ومجددا، إذا ما جربتم اللعبة لمرات عديدة فستشعرون أنكم داخل حلقة كبيرة من التكرار. اللعبة تعاني أيضا أخطاء تقنية بعضها تم إصلاحه قبل كتابة هذه المراجعة.

اللمسة الفنية في اللعبة جميلة، والرسومات كرتونية غنية بالألوان والمؤثرات، والألحان التي ترافقكم عادة وأنتم على القارب تتناسب مع أجواء اللعبة وتشكل واحدة من نقاط قوتها، وطبعا يمكنكم الاستمتاع بكل هذا لربع ساعة، ساعتين، أربعة ساعات، أو إلى مائة ساعة، هذا حسب طبيعة لعبكم والوقت الذي أنتم قادرون فيه على النجاة والصبر على التكرار. اللعبة قدمت تجربة بقاء جيدة، وأغلب العيوب الكبيرة كالصعوبة الكبيرة والإحساس السريع بالجوع والعطش قد اختفى قبل إطلاق النسخة النهائية، إعادة اللعبة سيكون الوسيلة الرئيسية للتأقلم معها، ليبعدكم بعد ساعات من اللعب التكرار عنها.

تم مراجعة هذه اللعبة بنسخة لجهاز PC تم شرائها رقميا.

شارك هذا المقال
The Flame in the Flood
- التوجه الفني والموسيقي - الكثير للقيام به بتجميع الموارد ودمجها - أسلوب لعب بسيط وإدراج عناصر البقاء بشكل موفق.
- تكرار في البيئات - عشوائية مزعجة في توزيع الأعداء في بعض الأماكن - تكرار في اللعب بتكرار التجربة - إدراج الحقيبة واستخدامها غير موفق.
لعبة مغامرات بعناصر بقاء أدرجت بشكل جيد، تحتوي على الكثير من الأشياء للقيام بها، تكرار التجربة يجعلها أسهل إلا أنه يوقعها في التكرار.
تاريخ النشر: 2016-02-24
طورت بواسطة: The Molasses Flood
الناشر: The Molasses Flood