ألعاب الاستكشاف والألعاب الهادئة ليست الشيء الذي ينقص ساحة ألعاب الفيديو، والمطورون المستقلون يأخذون الحيز الأكبر بالحديث عن هذا النوع من الألعاب لاعتماد ألعابهم بشكل كبير على ميكانيكية تحكم سهلة وبسيطة تجعلهم يصدرون بعض التجارب الجميلة حتى وإن كانت مواردهم قليلة، ولعبة Lumini التي تحاول الحصول على اهتمام بسيط من اللاعبين استطاعت أن تلفت انتباهنا حينما أتيحت لنا فرصة تجربة الديمو في وقت سابق من هذه السنة، وبإصدار اللعبة فقد جاء الوقت من جديد للتحليق مع كائنات الـLumini الطريفة ومحاولة إنقاذ كوكبها وإعادة التوازن له.

بعد انطلاق المغامرة في عالم اللعبة فأنتم تتحكمون بسرب من كائنات الـLumini الملونة، التحكم سهل وبسيط والمطور استطاع أن ينقل للاعب الشعور بالتحكم بسرب يتحرك فيه كل كائن بشكل منفصل عن البقية، لكن أثناء تحرك السرب كاملا فهنالك شعور بالانسجام والتناسق في الحركة ويرافق ذلك إحساس بسلاسة التحكم، والتأخر في الاستجابة الذي لاحظته في الديمو قد اختفى.

لديكم كامل الحرية في استخدام لوحة مفاتيحكم للعب، إلا أن اللعب بيد التحكم هو الاختيار الأنسب والأمر ليس مسألة تفضيل، فألوان الكائنات هي الأصفر، الأحمر والأزرق، وهي ألوان أزرار يد تحكم الـXbox وسيكون من السهل عليكم التحكم بالسرب بها، فحين تضغطون زر B مثلا فإن الكائنات الحمراء ستنتقل لمقدمة السرب وستقوده، وبالقيام بذلك فإنه يصبح بإمكانكم استخدام قدرتها، ولأوضح بشكل أكبر، فالكائنات الزرقاء تملك القدرة على الإسراع، الصفراء على التقاط كرات الطاقة والحمراء على إطلاق موجة للهجوم على الأعداء، ويبقى عليكم كلاعبين التبديل سريعا بين الكائنات للانتقال من مرحلة لآخرى، ومن حسن الحظ أن التحكم جيد بالشكل الذي يجعل من التحكم بالسرب والتبديل بين الكائنات أمرا جميلا.

أحيانا ولحل بعض الألغاز البسيطة عليكم تقسيم السرب لسربين صغيرين، تتحكمون بواحدٍ منها بعصا الأنالوج اليمنى وبالآخر بالعصا الآخرى، وبالحديث عن الألغاز فهي بسيطة جدا ومكونة في غالبها من شيئين، تقسيم السرب وتوجيه جزء منه لمفتاح فتح باب معين، للسماح للسرب الآخر بالمرور للجهة الآخرى، أو عليكم الدوران بشكل سريع حول مروحة لإدارتها وفتح الباب، الألغاز ليست الشيء الذي سيجعلكم عالقين في أماكنكم لساعات، وفي الحقيقة لا يوجد شيء يجعلكم عالقين في اللعبة بما أن الألغاز سهلة والهدف الرئيسي منها هو خوض تجربة مختلفة ولذا فإنها تعاني تكرارا لتشابه طريقة حلها.

لا وجود لعداد طاقة أو أي شيء على الشاشة، فالأضرار تظهر مباشرة على السرب، فإن أصابتكم فذيفة عدو في البيئة فإنها ستقتل الكائن الذي أصابته في سربكم، ما يعني أنكم لن تموتوا إلا إن تعرضتم لضرر كبير من الأعداء وهو شيء لن يحدث في الغالب، فبتجميعكم لكرات الطاقة فإنكم تجعلون السرب أكبر بشرط الوصول لبعض النقاط المعينة والتي تخرج منها هذه الكائنات الملونة بعدد يُحدده عدد الكرات التي جمعتم في البيئة، وحتى إن كانت اللعبة خطية فإنها تملك بعض الطرق الثانوية التي يمكنكم العبور عبرها للحصول على كرات الطاقة، أو الحصول على بعض الرسومات الفنية بتفعيل بعض البلورات في العالم، كما يمكنكم أن تحصلوا على شكل جديد لكائناتكم إن كنتم فضوليين بالشكل الكافي.

اللمسة الفنية في اللعبة جميلة، وحتى إن كانت الرسومات متوسطة المستوى إلا أن ذلك لا يؤثر بشكل كبير على اللعبة، ربما أحببت رؤية تنوعٍ أكبر في العالم المُشكل بشكل أساسي من اللون الأزرق وتفرعاته في الغالب، إلا أنني راضٍ عن الشكل الذي ظهرت به اللعبة والمطور حاول التنويع بعض الشيء بإضافة بعض التصاميم الجميلة هنا وهناك، الموسيقى كانت أيضا من الأشياء الجميلة التي رافقتني أثناء تجربتي للديمو، ويمكن أن أقول بعد الحصول على اللعبة الكاملة أن الموسيقى واحدة من أكبر نقاط قوة هذا العنوان الصغير والخجول، ولن أنسى قبل أن أختم أن أتحدث عن بعض المؤثرات التي لا تضيف شيئا لأسلوب اللعب إلا أنها تضيف لمسة جميلة للعبة، ومثال ذلك تساقط أوراق الأشجار حين تلمسونها، أو إضاءة البلورات في البيئة إن مررتم بجانبها، وأشياء آخرى من هذا القبيل يسهل عليكم ملاحظتها.

Lumini ليست أبدا لعبة ضخمة، وليست اللعبة التي ستحصل على شعبية كبيرة بين ألعاب الإندي، إلا أنها استطاعت أن تقدم تجربة بالشكل الذي يجعلك تقول “نعم هذه لعبة مُصممة بالشكل الصحيح” قد تكون قصيرة مع ساعة ونصف إلى ساعتين من اللعب، إلا أنها لا تحمل عيوبا حقيقية تُفسد التجربة.