ضعف أسلوب اللعب قابله في الناحية الأخرى التركيز على الجانب النفسي للشخصية الرئيسية وجعل اللاعب ينغمس في جو وبيئة اللعبة. إذ المفترض أن يقوم اللاعب بالجري في مكان مجهول لأجل إنقاذ فتاة صغيرة من الضياع وفي نفس الوقت هناك خوف داخلي من هذه الفتاة!

لم يقتصر الموضوع على هذه اللحظة؛ إنما تعداها ليتكرر كثيراً أثناء اللعب.

هناك اللحظة التي تحاول اللحاق بالفتاة الصغيرة ثم تلك المحاصرة في الزقاق الضيق والهجوم من قبل أطفال مشوهون.

وداخل المدرسة حيث تسمع صوت الخزانة تهتز وتُقطِر دماء!

وفي المجمع التجاري وماذا ترى في التلفزيون في مكان مظلم المفترض به أن يكون مقطوع عنه التيار الكهربائي!

و عندما يرن الهاتف ويكون المتصل هو ابنتك الصغيرة وتسمعها تصرخ وتستنجد بك! 
الكثير والكثير من الامثلة الـ “مرعبة” التي – وبحق – “نشفت” دماءنا!

هذا كان أحد عناصر النجاح.

الرسم ايضاً كان مقبول في وقته، الجدير بالذكر أن الضباب كان أحد الأمور المقتبسة من عمل أدبي وكان من حسن حظ المصممون أنه قام بتغطية العيوب الرسوماتية للمدينة وذلك لكبرها من ثم أصبح أحد العلامات المسجلة لصالح سايلنت هيل.

وهناك الموسيقى وما أدراك ما الموسيقى؛ الكل يعرف أكيرا ياماوكاو Akira Yamaoka وألحانه الرائعة التي هي جديرة بأن يتغنى بها صوت ملائكي مثل صوت سارة ماكلاكلن Sarah Mclachlan أو صوت مثل جوانا هوق Joanne Hogg ، الحديث عن هذا العبقري يتطلب موضوع بحاله ولكن اكتفي بالقول أن الحانه أضفت نكهة خاصة للسلسلة، نكهة قد لا أبالغ ان قلت أنها “أحد” اسباب نجاح السلسلة.

Sh3group

الأمر الجدير بالذكر أن موقع ترو جيمنج قد استضاف هذا العبقري في معرض TGXPO 2011.

الجزء الأول كان تقديم لقالب جديد على الالعاب ، قالب غارق في السواد والغموض، قالب مخيف، كئيب، حزين وثري بالمشاعر. وسايلنت هيل لعبة مليئة بالمشاعر الانسانية على شتى أنواعها، ليس الأول فقط من اتبع هذا المنوال إنما كل الاجزاء مع ازدياد الجرعة في كل جزء. قلة قليلة جداً من الألعاب قدمت هذا الشيء، ألعاب تعد على اصابع اليد الواحد وسايلنت هيل إحداها.

القصة
يقال إن الحبكة القصصية تعتمد على مثلث معروف: التشويق، التميمة (في الحقيقة لم أجد لفظ أقرب لكلمة Theme سوى تميمة) والشخصيات. وسايلنت هيل ربما لم تقدم عنصر التشويق بشكل ناجح وذلك يعود لمحدودية ألعاب الفيديو آنذاك ولكنها نجحت بتقديم عنصر الشخصيات والتميمة.

إذ أن القصة بدأت بشخصية وتميمة معينة. وهي كما أسلفنا في المقال السابق أن الشخصية كانت هي الفتاة الصغيرة والتميمة كانت العودة للشيء.

ولتفسير ذلك نكمل ما بدأناه وذلك عند ولادة إليسا جيلبسي، أو المنقذ المنتظر في نظر جماعة النظام The Order Cult والتي تتزعمهم دهاليا والتي هم أم إليسا والتي ضحت بنفسها لتكون الوعاء الذي يحمل المنقذ المنتظر ألا وهو Samael أو سامايل.

5aq4uo

بعد الولادة قررت دهاليا استغلال ابنتها إليسا ذات القوى النفسية الخارقة لتعيد بعث المنقذ المنتظر المدعو سامايل. إليسا وعند بلوغها السابعة عرفت بما يجري حولها فأصبحت تخاف الجميع إلا صديقتها كلوديا وولف، مع مرور الوقت أصبحت إليسا أكثر عنادً ورفضت التعاون مع أمها التي قررت أن تبادر بطقوس الاستدعاء وذلك عن طريق حرق ابنتها!

الحريق لم يقتل إليسا إنما جعلها تدخل في غيبوبة عميقة أدت إلى أن تنسل منها قواها الخارقة وتتجسد على هيئة طفلة رضيعة ملقاة في أحد طرق سايلنت هيل البرية وكان أن وجدها سائح جاء للمدينة هو وزوجته للاستجمام وقرروا تبنيها. سائح يدعى هاري ميسون.

سبع سنوات مرت لم تمت خلالها إليسا إنما كانت تحت العناية المشددة على يد ممرضة اسمها ليزا.

سبع سنوات كبرت فيها الرضيعة المتبناة التي أصبح لها اسم؛ شيرل.

سبع سنوات مرت؛ وبعدها بدأ النداء. إليسا المريضة وعند بلوغها الرابعة عشر قامت بنداء قواها المسلوبة. وبالمقابل، شيرل الفتاة الصغيرة المتوفاة أمها حديثاً سمعت النداء؛ نداء عجيب غريب يطلب منها الحضور فوراً لمدينة سايلنت هيل وعليه قامت بالإلحاح على ابوها أن يقلها لمنبع النداء، مدينة التل الصامت. الإلحاح كان غريب عجيب رفضه هاري مراراً وتكراراً ولكن بالأخير وافق على مضض وانطلق هو وابنته لسايلنت هيل وما أن وصل لمدخل المدينة حتى رأى شبح أمامه في الطريق وهو يقود سيارته، شبح فتاة تبدو في الرابعة عشر من عمرها كاد أن يدهمها فانحرف بسيارته ليتفادى الاصطدام وكانت النتيجة انه تعرض لحادث ويفيق بعدها ليجد ابنته قد اختفت و…
بدأت الحبكة.

شارك هذا المقال