من يدخل عالم Far Cry لأول مرة سيكون مجبرا على قضاء بعض الوقت للإعتياد على القيادة، لكن ما إن يفعل ذلك سيجد نفسه مستمتعا بالقيادة السريعة بين الأشجار، المركبات هنا قليلة وذلك طبيعي، قد تملون أحيانا من قطع مسافات طويلة للوصول للهدف لأنكم لم تعثروا على سيارة قريبة، لكن اللعبة تقدم طرق تنقل بشكل أكبر من الجزء السابق، بين ركوب الفيل والطائرة الصغيرة، إلى بذلة الطيران وأداة التسلق التي تسمح لكم بالصعود للأماكن المرتفعة بشكل أسهل، اللعبة لا تحمل معها تنوعا كبيرا بخصوص اللعب لكن في نفس الوقت تحافظ على أسلوب متين وعملي، ومن السهل تفجير العدو بقاذف القنابل من الأعلى أو الأسفل، كما من السهل طعن عدو خفية ورمي الآخر بضغطة زر واحدة بسكين صامت. أسلوب اللعب يخدم اللعبة بالشكل الصحيح وبعض الإضافات مرحب بها، كالقيادة الآلية التي تجعلكم تركزون على العدو في حين تتحرك سيارتكم على الطريق بشكل أتوماتيكي.

Far Cry 4 (2)

محرك “دنيا” تجاوز عمر الشباب، ومظهر اللعبة يبدو مقبولا جدا دون أن يكون مبهرا، من حسن الحظ أن جمال البيئة يجعل التنقل في بيئة Kyrat رحلة سياحية جميلة، الحياة البرية تضيف الكثير ولعل ذلك أكبر ما يميز اللعبة، التنوع هنا كبير والتفاعل بين الحيونات أكبر، ذلك سيضعكم أمام مشاهد مثيرة كأن يقلبكم وحيد القرن وأنتم في السيارة، أو تشاهدون نسرا وهو ينقض على حيوان صغير. الخريطة كما قلت ليست كبيرة جدا، لكن الممتع أن اللعبة تأخذكم إلى كل شبر فيها، أسرار، أبراج، مخيمات، مهام ثانوية كثيرة، البحث عن الحيوانات، الأماكن السرية وغيرها الكثير، أضف إلى ذلك بيئة عالم Shangri-La الغريب والجميل.

اللعبة تعاني بعض الأخطاء التقنية البسيطة التي لا تؤثر على التجربة، شخصيات تعلق في بعض الأماكن ومشاكل في الإصطدامات، أشياء لا تخلو منها ألعاب العالم المفتوح، أوقات التحميل تبدو طويلة أحيانا لسبب ما، لكن كلها أشياء لا تؤثر على التجربة وذكرتها لمن يرغب في معرفة عيوب اللعبة الرسومية.

الأصوات لا تشكل نقطة قوة كما لا تشكل نقطة ضعف، أحيانا وفي أماكن محددة سترفع الموسيقى من حماسكم، أحيانا آخرى لن تنتبهوا لتواجدها. المؤثرات الصوتية تنسجم مع اللعبة، أصوات الطبيعة مثلا تجعل العالم حيا ويمكن أن تساعدكم في كشف أماكن الحيوانات. في السيارة ستسمعون شعارات ولاء لشخصية Pagan، أما إن عطلتم أبراج الراديو فستكونون مجبرين على سماع صوت Rabi Ray Rana المزعج الذي يردد عباراته كثيرا.

Far Cry 4 (6)

عمر طور القصة ليس طويلا، لكن القيام بكل شيء سيأخذ منكم ساعات وساعات، وأرى نفسي عاجزا عن ذكر كل شيء يمكنكم القيام به في عالم اللعبة من نشاطات ومهام ثانوية، وإن كان ذلك غير كافِ فإنه يمكنكم الإنضمام للاعب آخر في طور اللعب التعاوني، الطور ممتع وسيكون مفيدا لمن يرغب في مهاجمة قاعدة محصنة للعدو، التنقل بين الطور الفردي والتعاوني سريع بشرط أن تلعبوا من البداية وأنتم متصلون بالشبكة، مهام القصة تختفي بدخول لاعب آخر. غير ذلك، اللعبة تحتوي نمط لعب جماعي في أطوار مختلفة، 5 لاعبين يمكنهم التنافس ضد 5 لاعبين آخرين مع استخدام قدرات مختلفة لكل فريق وسيكون ذلك بالتأكيد الفرصة لمضاعفة المتعة وساعات اللعب، البعض الآخر سيفضل أن يقضي ساعات طويلة في طور تصميم الخرائط الذي يحمل معه آلية تصميم بسيطة.

بحكم ما قضيت في اللعبة، يمكن أن أخبركم ببساطة أنني لم أتحدث عن كل شيء، حتى بتحكمها الشبيه بالجزء السابق وقصتها المشتتة الأحداث، محتواها الكبير قادر على أن يشغلكم لساعات، بين المهام الرئيسية، الثانوية، مساعدة المرتزقة، القتال في حلبة القتال وزيارة عالم Shangri-La الغريب، كما يمكن -لمن يرى نفسه قادرا على فعل ذلك – إعادة اللعبة بما أن القصة تتغير حسب اختياراتكم وذلك منذ الساعات الأولى.

شارك هذا المقال
Far Cry 4
محتوى كبير، الحياة البرية، البعد الاستراتيجي لتحرير المخيمات. المؤثرات البصرية والتوجه الفني، قابلة لإعادة اللعب بتواجد خيارات مختلفة، تكافئك بالشكل الصحيح وتدعوك لإستكشاف العالم
لاشيء يستحق الذكر غير أحداث القصة المشتتة
Far Cry 4 ترث كل شيء صنع نجاح الجزء السابق وتضيف إليه ما يجعله أفضل.
تاريخ النشر: 2014-11-18
طورت بواسطة: Ubisoft Montreal
الناشر: Ubisoft