الساحة مليئة بألعاب إطلاق النار وقصص الحروب والدمار، لكن قلما نحصل على ألعاب قنص ذات وزن، ومحبو ألعاب القناصة المحترفين لا يبحثون كثيرا عن ألعاب تجسد شغفهم الكبير في وضع رصاصة محكمة في رأس العدو، فالألعاب من هذا النوع قليلة خاصة على الأجهزة المنزلية وتبقى Sniper Elite التي استطاعت بصعوبة في الجزء السابق تجاوز خط اللعبة المتوسطة هي أفضل ما يمكن الحصول عليه بين النوع. المطورون لدى استوديو rebellion غير مستعدين لقلب كل شيء والمخاطرة بإعطاء تجربة مختلفة لأن الواضح أن الجزء الثالث لن يكون اللعبة التي ستغير وإنما التي ستحسن.

إذا كنتم تبحثون عن لعبة قنص من نفس النوع بشكل خطي من قبيل ألعاب Call of Duty فعليكم بألعاب Sniper Ghost Warrior التي لم تستطع على طول جزأين تجاوز خط المتوسط، لأن لعبة Sniper Elite III تبحث عن إعطائكم حرية أكبر، وتختارون بذلك من تقتلون أولاً ومن تجعلونه يعاني رهبة رؤية زملائه يسقطون برصاصاتكم واحدا واحدا. وتذكروا دائما أن هذا الجزء أتى ليحسن ما جربتهم في الجزأين السابقين وليس ليغير، فالوصفة مجددا هي نفسها.

Sniper Elite III-PIC4

الحرب العالمية الثانية، شمال افريقيا، وخمنوا البقية من قصص البطولة للجنود الأمريكيين، اللعبة مجددا لن تذهل أحدا بقصتها، وإجمالا قصص الحروب غير قادرة على التأثير على اللاعب إلا نادرا بتوظيف أحداث مؤثرة تغير مسار الأحداث، الشيء الذي كما يبدو لن تعرضه لكم هذه اللعبة. أنتم في قيادة العميل الأمريكي Karl Fairburne المكلف بتجميع معلومات عن مشروع The Ratte السري لتصنيع مدرعات ثقيلة. إذا أتظنون أن القصة ستبهركم ؟

اللعبة تصدر على الجيلين السابق والحالي، لكن التفوق من دون شك لنسخة الأجهزة المنزلية من الجيل الحالي (الثامن) ولعلنا نضيف الحاسب الشخصي لاعتياد الكل على تفوقه. بيئة اللعبة أصبحت مختلفة جدا عن سابقتها والمباني والمنشآت المدمرة أصبحت من ماضي الأجزاء السابقة لتفسح المجال، أمام طبيعة لا يحدها مرمى البصر أو ربما عدسات أسلحة القنص، جبال وأشجار وطبيعة صحراوية مما تتميز به المنطقة التي تدور بها أحداث اللعبة.

نية المطورين في إعطاء لعبة تجسس كاملة كانت واضحة من الجزء السابق، والآن تبدو أوضح بشكل أكبر، فبيئة اللعب أصبحت كبيرة والممرات الضيقة انتهت، كما أنه كعس الجزء السابق الذي يضع الأعداء في ترتيب خطي واحدا خلف الأخر، عليكم الآن محاولة كشف أماكن الأعداء واختيار الطريقة الأنسب للقضاء عليهم، وذلك يعني استخدام بندقية القنص كما أسلحتكم الأخرى بما فيها السكين. ووقوفا على حديث المطورين فإن بيئة  اللعبة أكبر بثلاث مرات من الجزء السابق، وسيلة لتتخيلوا حجم البيئات، وذلك بطبيعة الحال سيحتم عليكم مراقبة كل زاوية من المساحة أمامكم لكشف الأعداء كما لإيجاد أماكن جديدة للاختباء فيها.

Sniper Elite III-PIC1

يمكن في اللعبة التغيير بين العديد من الأسلحة والأدوات، وبندقية القنص لن تكون مخرجكم الوحيد، لذا عليكم التفكير في استخدام السكين عن قرب، أو إقامة حفل صاخب من خلال قنابل الـTNT، إضافة لبعض الأشياء التي يمكن أن تنفع كالحجارة الصغيرة والولاعة، ولن ننسى علبة الاسعافات الأولية فأنتم في الأخير غير مدعوون لسفاري افريقي.

ولتشخيص التجربة أكثر الكثير من عدة البطل قابلة للتشخيص أيضا، من الأسلحة النارية، حيث يمكن التعديل على بندقية القنص مثلا بإضافة عدسة أفضل لتصويب أدق، حتى المعدات الخاصة بالمنظار الذي يسمح بتحديد الأعداء لمعرفة تحركاتهم بشكل أفضل، وإن كانت كل هذه الأشياء قابلة للاختيار من قائمة دائرية بسيطة فإن تشخيصها من جهته يتم عبر نقاط الخبرة التي تحصلون عليها، وطريقة لعبكم تحدد عددها طبعا. ولأن القناص في اللعبة ليس قناصا وحسب وإنما جنديا مدربا يظل بإمكانكم اختيار الأسلحة النارية التي ترغبون بها، من الصغيرة وعلى رأسها المسدسات إلى القوية كالرشاشات، وتبقى أسلحة القنص الأسلحة الرئيسية.

شارك هذا المقال