ميكي ماوس الشخصية الإسطورية التي قدمتها ديزني وعقشها الاطفال والكبار على مدار سنوات طويلة جدا, لم يقتصر أبدا نجاح شخصية ميكي بعالم الرسوم المتحركة بل وصلت لما هو أبعد من ذلك بكثير فأصبحت هذة الشخصية واحدة من رموز الطفولة وكبرنا معها وعلى مدار عمرها الطويل كانت من الشخصيات التي برعت بشكل جيد حتى بعالم العاب الفيديو الذي نحبه ونتابعه, العاب كثيرة صدرت عبر السنوات الماضية تحمل معها شخصية ميكي ومنها من حقق نجاحات كبيرة ووضع بصمات جيده بتاريخ الالعاب (لا أنسى العاب سيجا التي قدمتها بحقوق ميكي ومنها لعبة castle of illusion المذهلة بعهد السيجا ميجادرايف او الجنسز كما عرف بالغرب), حتى نهاية عهد السوبر ننتندو حافظت العاب ميكي ماوس على ظهورها كألعاب بلاتفورم مميزة من قبل عدة شركات ومنها كابكوم التي قدمت عددا من الألعاب الجيده للشخصية وحتى سوني جربت حظها وكانت المحطة الاخيرة لشخصية ميكي لتختفي لسنوات طويلة من مجال العاب البلاتفورم ولتعود مجددا على الوي وعلى يد المطور الشهير Warren Spector الذي قد الإبداعات على أجهزة البي سي عبر سنوات (أشهر ألعابه كانت System Shock و Deus Ex) مع فريقه Junction Point Studios, إذا هل كان سبكتور وفريقه هو الخيار المناسب لإعادة ميكي ماوس للساحه من جديد؟ إليكم مراجعة مغامرة ميكي الجديدة.

البداية مع اللعبة من الناحية التقنية, هنا نستطيع أن نمتدح سبكتر وفريقه كثيرا حيث تقدم اللعبة عوالم ممتازة جدا من حيث التصميم والموديلات, بحق لعبة ايبك ميكي قد تكون واحدة من أفضل إنتاجات شركات الطرف الثالث على الوي مظهريا, عوالم مبنية بشكل دقيق جدا وستلاحظ الكثير والكثير من العلامات التاريخية والبارزة من عوالم ديزني المختلفة عبر مراحل اللعبة, أيضا موديلات الشخصيات وانيميشن ميكي تم تطويرهم بشكل ممتاز جدا وتقدم اللعبة عروض لشرح القصة برسوم الفرشاة وبشكل جميل جدا, لعبة ايبك ميكي على المستوى التقني والبصري رائعة جدا وستتأمل كثيرا بجمال عوالم اللعبة في بعض الاحيان ستجد نفسك تقف بمكان ما وتجعل الكاميرا بالمنظور الاول لتحاول ملاحظة كل شئ بالعالم حولك لعل وعسى تجد شيئا يعيدك بالذاكرة لزمن الطفولة.

على مستوى الصوتيات لم تقدم اللعبة ذلك العمل المبهر (رغم أنني توقعت بإنها ستبدع جدا بهذا المجال بإستخدام ألحان ديزني الشهيرة على الأقل), لم يتحقق هذا الشئ ولايوجد تمثيل صوتي للشخصيات للأسف والالحان الجيده التي تقدمها اللعبة ليست كثيرة ولكن لاتوجد مشاكل إجمالا مع صوتيات اللعبة رغم أنها كانت محبطة نظرا لتوقعاتي المرتفعة جدا لها.

قصة اللعبة, غالبا بألعاب البلاتفورم لا أهتم كثيرا بعنصر القصة ولكن لعبة ايبك ميكي تاخذ الأمور بجدية تامة هنا وتقدم قصة ممتازة (على الأقل على مستوى العاب البلاتفورم), تدور أحداث ايبك ميكي بإحدى الليالي التي يلاحظ ميكي فيها ان المرأة التي بغرفته سحرية وهي بوابة لعالم آخر فيقوم بالدخول فيها ليجد العالم Yen Sid يصمم عالما جديد وعندما يذهب يبدأ ميكي باللعب بفرشاة العالم ويغرق هذا العالم بالظلام ويهرب ميكي لعالمه الأصلي عندما يرى الظلام يسيطر على العالم الجديد يحاول جذبه إليه, تمر السنوات ويحقق ميكي النجاح ويصبح شخصية مشهورة عالميا وبإحدى الليالي يعود الظلام لعالم ميكي ويقوم بجذبه للعالم الأخر الذي أصبح أسمه Wasteland وأصبح يجمع شخصيات عالم ديزني التي لم تحقق شهرة كبيرة بتاريخها ويتحكم الظلام بهذا العالم وعلى ميكي الأن أن ينقذ هذا العالم بإستخدام فرشاة الرسم السحرية.

نأتي الأن للجزء المهم بالمراجعة, اللعب ونظام التحكم, هنا نحكم على لعبة بإهم جزء بمراجعة لعبة بلاتفورم, كلعبة بلاتفورم للأسف الشديد تسقط لعبة ايبك ميكي كثيرا, فعنصر البلاتفورم (القفز على المنصات) باللعبة للأسف لم يكن الأفضل أبدا وساعد على ذلك نظام التصوير والكاميرا السئ جدا الذي تقدمه اللعبة والذي ستظل تعاني معه من بداية اللعبة إلى نهايتها, تتحكم بشخصية ميكي الذي يملك القدرة على القفز طبعا بالضغط على الزر A, وبإمكانك أن تستخدم خاصية القفز الثنائي (وانت تقفز بالهواء تضغط زر القفز ثانية لترتفع أكثر), كثيرا ماستجد نفسك لاتسقط بالمكان المراد السقوط فيه بسبب الكاميرا التي تختار غالبا أسوء مكان لتثبت عليه وعليك بالتعود على إستخدام أزارير تعديل الكاميرا سواء زر الـC الذي يجعلها خلف الشخصية أو الديباد الذي يضعك بزاوية تصوير المنظور الأول.

الجزء الثاني من اللعبة هو الفرشاة السحرية التي تعطي ميكي القدرة على مسح الأشياء أو رسمها, عبر المراحل ستلاحظ أشياء تظهر بشكل “مختفي” وتستطيع أن ترسمها أو تلونها لتفتح لك طريقا جديدا وبإمكانك أيضا مسح الأشياء لتفتح لك أيضا طرقا جديده, هنا ستجد بعضا من المتعة وستستخدم خاصية الفرشاة بكل شئ تقريبا لتكتشف أماكن سرية كثيرة وأدوات سرية تجمعها عبر المراحل وبالتاكيد سيكون هذا الأسلوب هو الأنسب لحل الكثير من ألغاز اللعبة, أيضا تستخدم الفرشاة السحرية مع الإعداء حيث بإمكانك تحويل الأعداء إلى أصدقاء عبر رشهم بالألوان أو تستطيع هزيمتهم عبر رشهم بفرشاة المسح, اللعبة أيضا تقدم نظام قتال للأسف سئ حيث يقوم ميكي بالدوران مثل شخصية كراش بانديكوت لضرب الأعداء وستجد نفسك تبتعد على تنفيذ هذا الشئ عبر اللعبة.

مع تقدمك باللعبة سيحصل ميكي على قدرات جديدة مثل إبطاء الوقت وإستخدام أدوات جديدة تساعده بمحاربة الأعداء وحتى بحل الألغاز داخل اللعبة.

مشكلة اللعبة مع اللعب انها لم تستطيع أبدا أن تقدم نفسها كلعبة بلاتفورم جيده بسبب المشاكل الكثيرة مع الكاميرا وأيضا لم تقدم نفسها كلعبة ادفنشر جيده حيث تجد ان أغلب المهمات الموكلة لك مملة (إنقاذ مجموعة من الشخصيات المحبوسة أو تسليم الشخصيات أدوات مختلفة), خلال أول ساعتين من اللعبة ستمر بمرحلة التعلم وعليك بالصبر فيها حتى تصل لعالم اللعبه أو كما يطلق عليه Hub World ومن هنا تستطيع التنقل بين عوالم الـWasteland المختلفة وتصبح اللعبة أفضل بشكل كبير من بدايتها المملة جدا.

تقدم أيضا اللعبة مراحل ثنائية الأبعاد ولكن للأسف تفشل اللعبة مجددا بتقديم شئ مسلي, مراحل قصيرة جدا تعمل كحلقة وصل بين العوالم بفيزائية قفز مملة لميكي وللأسف لم تبدأ الحماس (أو على الأقل تحاول إقناع نفسك بذلك) حتى تجد المرحلة قد انتهت.

لعبة ايبك ميكي تقدم عالما كبيرا وخيارات كثيرة تؤثر على اللعبة بشكل كبير حيث تحصل على نهايات مختلفة بحسب إختياراتك باللعبة, أيضا تقدم العديد من الأشياء السرية التي ستعود للبحث عنها والحصول عليها وهنالك الاماكن السرية بالمراحل والمهمات الكثيرة التي بإمكانك أن تنهي اللعبة بدون الحصول عليها كلها لتعود لتنفيذها لاحقا, اللعبة لاتقدم أي خيار للعب الجماعي ويحتاج طور اللاعب الواحد أو القصة لقرابة الـ15 لإنهائها بالمرة الأولى دون الحصول على كل شئ.

لعبة ايبك ميكي للأسف أهتمت بالمظهر وتركت الأهم وهو الجوهر, اللعبة قدمت عوالم ديزني بشكل رائع مع قصة جميلة وتقديم جيد جدا ولكن للأسف فشلت بشكل كبير بتقديم لعبة بلاتفورم جيده أو حتى لعبة ادفنشر جيده والشئ المؤسف أن هذا العنصر هو المهم لأي لعبة فلا يمكن أبدا أن اجعل محبتي لشخصية ميكي وعالم ديزني سببا لمجاملة “لعبة” إفتقدت لاهم عناصر اللعبة الجيدة بمجالها وبحثت عن ذكريات اللاعبين القدماء لمجاملة هذا المنتج السئ, للأسف هذة اللعبة كانت تملك الكثير من الأفكار الجميلة خلفها ولكن التنفيذ السئ يجعلني أتمنى أن تصدر منها نسخة معدلة لأجهزة اخرى بالمستقبل.