دريم كاست و الموت البطيء
رغم الإطلاق الممتاز لدريم كاست في أمريكا مع نهاية العام 1999، الأمور بدأت تتغير مع الإقتراب من نهاية 2000. السبب الرئيسي هو الترقب الكبير للبلايستيشن 2، خصوصا بعد النجاح الكبير و الشعبية الواسعة التي كسبتها سوني في جهازها الأول بلايستيشن. هذا الترقب كان فارغا فعلا، خصوصا أن دريم كاست يتفوق بشكل صريح على البلايستيشن 2 من ناحية مكتبة الألعاب حتى في يوم إصداره. لكن سيجا كانت تعاني من أمر آخر، فهي خسرت الكثير من الأموال في جيل الساترن، و أصبحت الشركة تملك موارد نقدية ضعيفة. سيجا في ذلك الوقت لم تستطع مجاراة سوني و ننتيندو في الإعلانات التلفزيونية و على المجلات، و مع أخبار دخول مايكروسوفت في سوق الألعاب أيقنت سيجا الأمريكية حينها أن البقاء أصبح صعبا للغاية. سيجا اليابان و أمريكا ناقشا الموضوع كثيرا، و ما جعل الأمور أصعب هو أن إطلاق الجهاز في اليابان و أوروبا لم يحظى بنفس النجاحات التي حققها في أمريكا. في يناير من العام 2001 أعلنت سيجا بشكل رسمي أنها ستتحول لشركة طرف ثالث، و ستقوم بتطوير ألعابها للأجهزة الأخرى مثل بلايستيشن و جيم كيوب و إكس بوكس. ذلك كان الموت الرسمي لجهاز الدريم كاست، رغم أن سيجا وعدت بإصدار الكثير من الألعاب في ذلك العام التي لا زالت حينها قيد التطوير.
البعض اعتقد أن دعم شركات الطرف الثالث مثل EA هو من أفقد سيجا القدرة على المنافسة. البعض الآخر قال أن الترقب للبلايستيشن 2 و قوة اسمه و كشف لعبة ميتل جير سوليد 2 الخرافي في E3 كان خلف موت الحماس اتجاه دريم كاست. البعض الآخر اعتقد أن الجمهور هو من خذل الدريم كاست، و أن من الغريب أن يتجاهل اللاعبون كل ما قدمه و وعد به الجهاز منذ إطلاقه. لكن الحقيقة الأكبر هي أن سيجا هي من خذلت سيجا، التخبطات التي حصلت منذ أيام 32X و ساترن، وضعت سيجا في أزمة مالية كبيرة، و لم تستطع الشركة البقاء وسط المنافسة الشرسة لقلة النقد و تأزم الأوضاع المالية.
الطموح سر الأداء
عندما نعود للوراء و نلقي نظرة على دريم كاست، ندرك سر تألق هذا الجهاز الرائع. سيجا حينها كانت شركة كبيرة لها كبريائها، فشل ساترن جعل المطورين داخل سيجا يشعرون بقدر المسؤولية التي تقع على عاتقهم. تصميم دريم كاست كان رائعا، و جمع أجمل ما في الأجهزة التي سبقته، و قدم ألعاب الشبكة في حلتها الأول و التي وضعت الأسس لمن بعدها. سيجا كمطور ظهرت في أجمل حللها، و قدمت ألعاب ستذكر الى الأبد كمجموعة كلاسيكية تزين أرفف أرقى اللاعبين حول العالم. عندما نرى سيجا اليوم و هي عبارة عن استديوات تطوير متفرقة، نعلم تماما لماذا لم تتمكن الى العودة الى سابق عهدها الى اللحظة، فقد غاب الطموح، و معه غابت الرغبة على الإبداع. و رغم ذلك لا زلنا نتذكر و نامل أن نرى سيجا مرة أخرى، تعود الى سابق عهدها، و تذكرنا بالزمن الجميل، زمن الدريم كاست، الزمن الذي كان يعني لنا أكثر من مجرد جهاز فقط.