موسيقى اللعبة الرائعة هي الأخرى من إستديو Ghibli وتحديداً من الموسيقار Joe Hisaishi وفرقة الأوكسترا Tokyo Philharmonic، اللذان قدما في اللعبة موسيقات غاية في الروعة و الإبداع. في الحقيقة سيصعب عليك إيجاد موسيقى سيئة في اللعبة، بل ستجعلك أحياناً تدندنها في رأسك من مدى روعتها. لكن مع الأسف أغلب مقطوعات اللعبة ظهرت بشكل متكرر جداً في أماكن مختلفة من اللعبة، و في بعض الأوقات تشعر بأنها تظهر في أوقات خطأ بشكل غريب جداً، بل حتى أني بدأت أشعر أن موسيقات اللعبة محدوده جداً لدرجة أنه يمكنك عدها على أصابعك “من باب المبالغة”، بالرغم من روعتها.

هناك شيء غريب أيضاً بصوتيات اللعبة وليس بالموسيقى، أنا اتحدث هنا عن التمثيل الصوتي. ففي اللعبة ستجد خيار تغيير التمثيل الصوتي بين الإنجليزي و الياباني، وهذا بالطبع شيء جميل أن ترى لعبة أر بي جي تقدم لك هذا الخيار من البداية لكي تتمتع بالمحتوى الأصلي للعبة، و ككلمة حق التمثيل الصوتي للغتين تم تأديتهما بشكل ممتاز (الياباني كان أفضل بالنسبة لي). الشيء الغريب الذي أود ذكره هو أنه عندما تجعل اللعبة بالتمثيل الصوتي الياباني، ستجد أن بعض أسماء الشخصيات تختلف تماماً عن أسمائها بالإنجليزي! قد لا يكون عيباً حقيقياً لكن قد يجعلك تتشوش بعض الأحيان في بعض المحادثات.

فلنتحدث عن ميكانيكية اللعبة و نظام لعبها. اللعبة كما ذكرت في الأعلى و معروف عنها أنها من نوع الأر بي جي، فهنا ستجد الكثير من المدن التي يمكنك زيارتها، و في كل مدينة ستجد العديد من القصص و المهمات الجانبية التي يمكنك تنفيذها في أي وقت تشائه، كما يوجد بالطبع متاجر أسلحة و أدوات و مكتب لمعرفة أماكن المهمات الجانبية و مهمات الصيد. أي أن اللعبة ببساطة ستقدم لكن تجربة الأر بي جي المحترمة و المعروفة.

و في صعيد المعارك، ستشاهد إختلاف عن ألعاب الأر بي جي الأخرى، فهي هنا ليست بنظام لعب أر بي جي كلاسيكية و لا هي لعبة أكشن أر بي جي، بل هي بالمنتصف بينهم. طريقة لعب اللعبة تشبة ألعاب سلسلة Tales من ناحية أنك تستطيع أن تتحكم بشخصية واحدة طوال الوقت، و تتحرك بها كما تشاء في ساحة المعركة، و تستطيع التنقل بين شخصيات اللعبة بأي وقت وسط المعركة. لكن هناك تفاصيل كثيرة وسط المعركة تختلف عن نظام Tales في القتال. حسناً سأشرح بالتفصيل. عندما تبدأ أول معركة لك سيعلمك Drippy اساسيات المعركة، و هي القائمة التي ستشاهدها في أي لعبة أر بي جي أخرى، مثل الضربة العادية و السحرية و إستخدام الادوات، لكنها هنا لا تأتي على شكل القائمة الطولية المعتادة، و لكنها هنا على شكل أفقي و على شكل كلمات يقولها البطل، و تستطيع التغير بين هذه الأوامر بإستخدام الأسهم اليمين و اليسار، أو بإستخدام الطريقة الافضل الـR2 و L2 ( لكونك ستتحرك كثيراً و ضغط الأسهم يجعلك تقف كثيراً). 

بعد بضعة معارك في بداية اللعبة، سيعرفك Drippy على المخلوقات التي تدعى “Familiars”، هذه المخلوقات ببساطة “بوكيمونات”. نعم دورها في المعارك بالضبط مثل البوكيمونات، ستصطادها في المعارك، و ستدربها لتصبح أقوى، و ستطورها إلى أشكال جديدة منها، وتتحكم بها كالشخصيات العادية. و بالطبع لكل مخلوق حركاته المعينة و قدراته المعينة “مثل البوكيمونات تماماً”. لكن ما يختلفون فيه عن البوكيمونات، هو كون طاقة حياتهم و طاقتهم السحرية مربوطة تماماً بالشخص الذي يستعديهم وسط المعركة، و ليس هذا و حسب، بل أن لكل مخلوق عداد زمني محدد خاص به، يمكنك إستخدامه فيه في هذا الوقت، و عندما يعود المخلوق إلى الشخص الذي إستدعاه أو تم تغييره يبدأ عداده الزمني بالعدوة إلى وضعه الطبيعي. هناك نقطة غريبة لم أفهم مغزاها بعد و أجدها نقطة سلبية جداً في اللعبة، هي أنه عندما تطور أي مخلوق يعود مستواه إلى مستوى واحد دائماَ “مهما كان مستوى المخلوق الذي قبله”. فعندما تطور أي مخلوق، سيتوجب عليك أن تدربه في بضعة معارك ليصبح نوعاً ما جاهزاً للعب أمام الوحوش الأقوياء، أما الزعماء فسيصعب عليك كثيراً هزيمتهم بإستخدام المخلوقات الضعيفة المستوى.

بالنسبة إلى الشخص الذي يستدعي الوحوش، كل شخص يمكنه إختيار ثلاثة وحوش فقط في المعارك، أي أنه بإمكانك التغيبر بين 12 شخصية و مخلوق في المعركة الواحدة. كما أنه يوجد لديك ثلاثة خانات خارجية للتبديل المخلوقات بين المعارك إن أحببت. و الوحوش التي تصطادها ستذهب إلى الخانات الخالية التي لديك، أما إذا لم يكن لديك أي خانة خالية في قائمتك، فأي وحش جديد تصطاده يذهب مباشرة إلى مكان أشبه بالمنتجع خاص بالوحوش، يتحمل هذا المنتجع حتى 400 مخلوق تصطاده. فكرة الصيد في نظري ممتازة، لكن تطبيقها ليس بالممتاز لأنه يعتمد على الحظ بشكل كبير جداً، لأنك لتصطاد مخلوق عليه أولاً أن يعجب بك في المعركة من أدائك و حظك بالطبع، ومن بعدها على شخصية Esther أن تلحن نغمة فبل أن ينتهي عداد الإعجاب الموجود فوق رأس المخلوق لكي يصبح معك، و لو فرضنا أنه في ذلك الوقت كانت شخصية Esther مصابة أو ميته، لن تتمكن من إصطياده أبداً، مما قد يسبب لك بعض المتاعب أحياناً، و خصوصاً في المهمات الجانبية التي تتطلب منك ان تصطاد نوع معين من الوحوش. 

و على ذكر الحظ، أثناء المعارك ستلاحظ أن الوحوش التي تباريها يسقطون لك كرات علاج و كرات طاقة سحرية، و بالتأكيد عليك الإنتباه تماماً لهم لكي تعالج نفسك إن دعت الحاجة، الذكاء الإصطناعي في الشخصيات هنا يعمل بشكل ممتاز جداً، حيث أنهم سيحاولون أن يحصلوا عليها بسرعة إن إحتاجوا إليها مثلك تماماً. في المعارك أيضاً ستشاهد كرات صفراء كبيرة تظهر وسط المعرك، هذه الكرات ستمنحك قدرة خارقة و هي الضربة النهائية للشخصية أو المخلوق. بالطبع ظهورها وسط المعركة مبني على الحظ “مع الوحوش في أغلب الأحيان تظهر عندما يصبحون في حالة “Chance” التي يكونون فيها في أسوء حالاتهم.

بعيداً عن جو المعارك، ستتمكن أثناء مشوارك في اللعبة من الحصول على قدر سحري، في هذا القدر ستتمكن من المزج بين أدوات مختلفة، أو أسلحة و أدوات لكي تحصل على أسلحة جديدة. هذا القدر لا يحتوي على أي وصفات عندما تجده، وعليك في معظم الأوقات إكتشاف الوصفات بنفسك، أو الحصول عليها من مهمات اللعبة، أو من خلال تفحصك للكتاب السحري الذي بحوزتك (ألم أقل لكم أنه كتاب رائع). الغريب هو أنني عندما إستخدمت وصفة من الكتاب السحري، و لم تسجل هذه الوصفة في قائمة الوصفات في القدر، و لا أعلم إن كان هذا حصل لي فقط أم أنه مع الكل، لكنه في الحقيقة شيء مستغرب وبقوة.

حسناً في ألالعاب الأر بي جي تحب دائماً أن تستمتع بوقتك فيها “و خصوصاً الرائعة منها”، و عندما تلعب لعبة مثل Ni No Kuni فأنت بالتأكيد ستفقد إحساسك بالوقت، و لن تكترث إلى كم ساعة أمضيت فيها، لكن إن كان يجب أن تعرفوا، فستستغرض قرابة الـ30 ساعة و أنت في القصة فقط، و إذا أردت أن تنهيها كلها مع تحليل كل شيء فيها، فربما سيأخذ هذا الأمر منك قرابة الـ80 ساعة.

في ختام المراجعة أريد القول بأن اللعبة أذهلتني بمستواها الرائع، و رسومها الساحرة، و موسيقتها الجميلة. و بالفعل شعرت من خلالها بأني عدت إلى الزمن الجميل التي كانت فيه ألعاب الأر بي جي تتنافس في تقديم أفضل المستويات بين بيعضها البعض، لكني أحبطت في الحقيقة بالتكرار الذي وجدته في عدة أمور من اللعبة و خصوصاً في ما يتعلق بالموسيقى. لكن هذا لا يمنع من كون اللعبة من العيار الثقيل في عالم الأر بي جي لهذا الجيل، و إن كنت من محبي هذا النوع من الألعاب ماذا تنتظر؟ قم بشرائها الأن.

شارك هذا المقال
Ni no Kuni: Wrath of the White Witch
رسوم خلابة، موسيقى جميلة، قصة رائعة، نظام قتال جيد، معارك زعماء مثيرة، الكتاب السحري من أفضل عناصر اللعبة.
تكرار في موسيقى اللعبة في أماكن كثيرة، عودة المخلوقات المساعدة إلى المستوى واحد عندما يتطورون، بعض المخلوقات المساعدة و الأسحار عديمة قيمة.
جيلنا هذا كان يفتقر للعبة مثل Ni No Kuni ليجدد لنا الثقة بعودة ألعاب الأر بي جي اليابانية الرائعة، اللعبة قدمت مستوى رائع في الرسوم و الموسيقى و القصة، بالإضافة إلى عالم شاسع مليء بالمغامرات و المخاطر و الأحداث. إذا كنت من محبي هذا النوع من الألعاب فلا تترد أبداً في إقنتائها.
تاريخ النشر: 2013-01-25
طورت بواسطة: Level-5
الناشر: Namco Bandai