تأثير الرصاص على الأعداء و الذكاء الاصطناعي حظوا بالتطوير على بيوشوك الأولى إلا أنهم ليسوا بمستوى ألعاب الرماية الأخرى، الذكاء الاصطناعي تحديداً لا يمكن مقارنته مع الألعاب الممتازة في هذا المجال، في بعض الحالات كنت أقوم بمناورة التفافية و أدور حول العدو لأجده لا زال يحدّق في مكاني السابق كالأبله، و في أحيان أخرى ستجد العدو يقف أمامك في مكان مكشوف قريب بكل بساطة و لا يتحرك مما يجعل إمطاره بوابل من النيران أمراً يسيراً للغاية. حسنا هذا لا يعني بأن انفنت لعبة سهلة أو مفرطة السهولة لأنك هناك عدداً لا بأس به من الأعداء الأقوياء، هناك الـPatriots وهم نماذج آلية أو روبوتات “للمؤسسين” و أحدهم يبدو شبيهاً بواشنطن للغاية، الوطنيون هؤلاء لا يمكن الإطاحة بهم بسهولة بالطرق التقليدية إلا أن التغلب عليهم يبدو أسهل بكثير مع استخدام الـVigors ( القدرات السحرية في اللعبة ).

هناك أيضا الـHandyMan وهو عملاق حديدي أصلع يهاجم بضراوة و ضرباته قوية جداً وهو يبدو كمحاولة لتعويض الـBig Daddy إلا أن المواجهة معه ليست بصعوبة و روعة المواجهة الأولى مع الـBig Daddy على الإطلاق، و لا ننسى ذكر نوعين من الأعداء يقومان باستخدام الـVigors أحدهم هو رجل القذائف النارية و الآخر الخفي هو رجل الوطاويط و الخفافيش، المواجهة مع الاثنين كانت ممتعة و أعطت اللعبة نكهة بالخصوصية و جعلتني أتمنى تواجد أعداء يستخدمون كافة أنواع الـVigors، كان هذا ليكون رائعاً للغاية لأن المواجهات مع الأعداء البارزين في اللعبة تصبح مكررة مع الوقت مع كثرة ظهورهم و تفقد بعضاً من تميزها.

في الواقع هناك مشاكل أخرى واجهتها مع منظومة اللعب في بيوشوك انفنت، و هذه المشاكل ناجمة عن توجه اللعبة الجديد في المعارك المفتوحة بدلاً من المعارك في الغرف المغلقة كالسابق، حيث أن عدداً من الأعداء يهاجم اللاعب من أماكن بعيدة جدا و عيون الصقر لديهم تستطيع اصطيادك من أي مكان فور العثور عليك، أحيانا لم أكن أميز بسهولة مصدر الطلقات التي تأتيني و أرى الأعداء كنقاط صغيرة على الشاشة، ليس هناك خريطة مصغرة لمساعدتك على استطلاع معالم الأماكن و الشوارع الضخمة و لا تحديد مواقع الأعداء الذين يهاجمونك من مستويات ارتفاع مختلفة ( من أسفل و من أعلى و من فوق المناطيد و هكذا )، لحسن الحظ قام فريق العمل بإضافة درعٍ واقٍ لبوكر ديويت مما قلل من حجم المشكلة، على الرغم من أنني أرى بأن الفترة الزمنية لإعادة شحن الدرع طويلة نسبياً.

و هذا يقودنا للحديث إلى نقطة أخرى، في بيوشوك انفنت تم التخلي عن جمع الأدوية العلاجية و الأدوية التي تملأ المانا أو الطاقة السحرية فلن تتمكن من زيادة الطاقة أو المانا إلا عن طريق الأدوات الكثيرة المبعثرة في أرجاء عالم اللعبة مثل الأطعمة و ما إلى ذلك، أثناء اللعب ستقوم إليزابيت برمي هذه المواد إليك في الوقت المناسب و إليزابيث هنا تلعب دور الشريك بشكل جيد إلا أن النظام القديم بنظري في بيوشوك الأولى كان أفضل لأنك كنت تتمكن من التحكم باستخدام الأدوية و العلاجات متى ما شئت بلا قيود.

إجمالاً بيوشوك انفنت هي لعبة حربية أكثر مما كانت عليه بيوشوك الأولى بشكل كبير و ستشهد في اللعبة عشرات المعارك الطاحنة مع الأعداء، خصائص الإدارة المصغرة لأدواتك و ترقيتها أصبحت أقل عمقاً من ذي قبل، حيث لم يعد بإمكانك على سبيل المثال القيام باختراق أجهزة البيع عن طريق لعبة مصغرة و يبدو هذا كقرار من المطورين حتى لا تكسر اللعبة رتم إطلاق النار المكثف ( وهو قرار غير موفق في نظري )، على أية حال لا زال بإمكانك تطوير الـVigors و زيادة فعاليتهم بالإضافة إلى تطوير الأسلحة عن طريق النقود التي تجمعها أثناء اللعب، و هناك مفاتيح Lockpicks للوصول إلى الأماكن السرية و تعزيز اللعب الاستكشافي، كما أن اللعبة تقدم العدّة أو الـGear و هي مكوّنة من أربع أجزاء حسب ملابس اللاعب، كل منها يعزز قدراتك بشكل مختلف عن الآخر على سبيل المثال أحد القطع ستجعلك تعبىء ذخيرتك بشكل أوتوماتيكي عند القفز باستخدام أحد السكك الحديدية السماوية.

أما السكك الحديدية السماوية فهي طريقتك للتنقل في أرجاء مدينة كولومبيا الفسيحة، كولومبيا ليست مدينة مفتوحة كما توقعنا و السكك الحديدية لن تمكنك من التنقل حول معظم أجزاء المدينة و ستقتصر في الأغلب على الالتفاف بشكل حلقي حول أنحاء ساحات القتال الوسيعة، المدينة خطية إجمالاً كما ذكرت و ليست مفتوحة كما تمنينا إلا أن هذا لا يمنع وجود بعض المهمات الجانبية التي تُكسب اللعبة المزيد من المتعة. وحتى نصل إلى نهاية الحديث عن طريقة اللعب نستطيع القول بأن منظومة إطلاق النار ليست بقوة الألعاب الأكثر احترافية في هذا المجال و قد تكون بمستوى متوسط أحياناً، إلا أن قدرات الـVigors تضيف المتعة وتمنح بيوشوك طابعها الخاص المختلف عن ألعاب الرماية الأخرى، إجمالاً لدينا هنا تجربة إطلاق نيران مكثّفة مع عناصر لعب أقل تميزاً بالمقارنة مع بيوشوك الأولى وحتى خاصية استعمال الـTears لم تظهر بنفس الطريقة المميزة التي توقعناها و أصبحت عبارة عن استدعاء أدوات أو شركاء مساعدين بضغطة زر واحدة فقط. اللاعبون الذين أحبوا بيوشوك الأولى كلعبة فريدة من نوعها قد يصيبهم الإحباط من انفنت أما الجمهور الهاوي لإطلاق النار و الألعاب الحربية سيجد في انفنت منتجاً أقرب لذوقه من اللعبة الأولى.

فنيّاً تبدو كولومبيا مدينة خلابة على الرغم من قلة تنوّع معالمها، رابتشر كانت تبدو كئيبة و مظلمة للغاية مع جدرانها المصفحة في قعر المحيط وعتمتها الداكنة، أما كولومبيا على النقيض تماماً فهي مدينة مشرقة مبهجة و مليئة بالحياة، كولومبيا تحاول أن تحاكي الطرز الفنية التصميمية المتواجدة في بداية القرن العشرين حيث يمكنك أن ترى الملابس الطويلة الفضفاضة و القبعات الأنيقة و رجال الأعمال الأثرياء و ماسحي الأحذية، يمكنك أن تشاهد اللوحات الجدارية المعلقة على جدران المدينة برسومها الفنية المائلة إلى أساليب الرسم المستخدمة في أوروبا إبّان عصر النهضة و ستلاحظ أيضا التماثيل الضخمة شاهقة الارتفاع و المباني المعلقة عن طريق المحركات الضخمة الطائرة، شخصياً كنت أتمنى أن نحظى بتواجد أماكن منوّعة أكثر بداخل المدينة ( كما كانت منطقة Hall of Heroes في بداية اللعبة ).

و على صعيد المستوى التقني أيضا تبدو بيوشوك انفنت في حلّة بهيّة، الإضاءة و الظلال التفاعلية مطبّقة بدقة متناهية و الأنسجة ( التكستشرز ) تبدو دقيقة و مفصلة، نماذج الشخصيات قد تكون النقطة الأضعف و الفيزيائية أيضا مقارنة ببعض الألعاب الحديثة فلا يوجد الكثير من الأشياء القابلة للتحطيم في كولومبيا، المستوى الصوتي في اللعبة جيد و لا بأس به مع إقرار مني بعدم الرضا عن مستوى التمثيل الصوتي لشخصية بوكر ديويت، لكن الموسيقى هي نجمة الجانب الصوتي مع الاستخدام الذكي للتسجيلات الصوتية والمقطوعات الموسيقية الكلاسيكية أو العالمية المنتقاة بعناية، و هناك لحظة موسيقية معينة في اللعبة ستعجبك كثيراً.

في النهاية أرى بأن بيوشوك انفنت لم تنجح في تحقيق الأماني و الطموحات بأن تكون تلك اللعبة المتفرّدة التي أرادها كين ليفين أن تكون، و تبدو في حلتها النهائية أقرب إلى ألعاب الرماية الحربية الأخرى من أي وقت مضى، إلا أنها أيضا واحدة من الألعاب الممتازة في هذا المجال مع تقديمها لأساليب لعب متنوّعة و مواجهات حافلة مع الأعداء و قصة خيال علمي محبوكة بعناية.

شارك هذا المقال
BioShock Infinite
الكثير من التفاصيل الفنية، الحبكة الرئيسة جريئة و متجددة و تجمع خيوط القصة جيداً في نهاية المطاف، اللعبة تشجع الاستكشاف عن طريق تطوير القدرات و المهمات الجانبية.
منظومة إطلاق النار ليست بالجودة الكافية، الذكاء الاصطناعي ضعيف، التكرار في المواجهات مع الأعداء مع رتم أقل تنوعاً و لعبة أقل إبداعاً من الجزء الأصلي.
إذا كنت من محبي جوانب الاستكشاف و إدارة الموارد في بيوشوك الأولى فلن ترضى تماماً عن هذه اللعبة، أما اذا كنت من محبي إطلاق النار المكثّف و لا تمانع الخيال في طرح القصة فستجد الكثير مما يسرّك في بيوشوك انفنت، بيوشوك انفنت ليست الثورة التي أردناها أو توقعناها لكنها لعبة ممتازة بُذل في خلقها الكثير من البحث و الجهد و الإعداد.
تاريخ النشر: 2013-03-26
طورت بواسطة: Irrational Games
الناشر: 2K Games