زيرو اسكيب هي جزء مكمل لقصة سابقة عشناها في لعبة 999 التي صدرت على الـDS غير ملحوظة و مرت مرور الكرام على الكثير من اللاعبين. كون كثير من اللاعبين لم يخوضوا هذه التجربة ليس بالمستغرب، فاللعبتين تصنفان من ألعاب الروايات المصورة، و هي ليست من الأنواع المنتشرة بكثرة. قد يشير هذا الى أن هذا النوع من الالعاب غير ممتع أو مقنع، لكن هذا ليس بالشيء الصحيح، فهذه الألعاب ممتعة لدرجة الجنون، بل إني قضيت ساعات كثيرة من اللعب الإدماني المتواصل من زيرو اسكيب، بين سرير نومي و الطائرة و حتى الجلوس للراحة في البيت. أنا مولع حقيقة بهذا النوع من الألعاب، خصوصا اذا احتوى على تلك القصة الشادة و تلك الأحداث الغير متوقعة. زيرو اسكيب تسير على نهج سابقتها، و لكنها تحاول تطوير بعض عناصر اللعبة لتقديم تجربة أفضل. لننتقل عبر السطور التالية الى تفاصيل اللعبة و نقيم تلك القرارات التي اتخذها فريق التطوير.

ما هو مبدأ اللعبة؟
بإختصار شديد، اللعبة عبارة عن رواية تعيشها عبر المحادثات التي تتم بين شخصيات اللعبة الرئيسية، و يتضمن ذلك مراحل معينة تقوم فيها بحل ألغاز على طريقة التأشير و اللمس المعروفة. لكن هنا يأتي عنصر مهم في اللعبة و هو إتخاذ القرارات، حيث أن هذه القرارات ستؤدي الى أحد عناصر اللعبة المهمة الأخرى، و هي النهايات المتعددة. نستطيع أن نقول أن العناصر الرئيسية للعبة انتقلت تماما من الجزء الأول و هو 999، لكن الإختلاف كان في التفاصيل و نستطيع المرور عليها عبر الفقرات التالية.

نظام اللعب و الألغاز
في هذه اللعبة كما في الجزء السابق تم إختطافك انت و مجموعة من الأشخاص الذين لا تعرفهم للعب ما يسمى بالـNonary Game. في الجزء الأول و الثاني سيكون في يد الشخصيات ساعات عليها علامات خاصة، هذه العلامات تحدد من هي الشخصيات التي تستطيع أن ترافق بعضها أثناء الدخول الى بوابات اللعبة المختلفة. الهدف من اللعبة هو فتح الباب رقم 9 و الهروب من المبنى، لكن هناك شروط و قوانين غريبة ستبحر بك في أجواء اللعبة المريبة و المثيرة أيضا.

كما قلنا سابقا فإنك ستملك الخيار أحيانا في الدخول الى باب معين مع مجموعات مختلفة من الأشخاص، قرارك سيأثر على مسار اللعبة و النهاية المتوقعة، و مرافقتك لشخصيات معينة سيقرب أكثر منها و يعرفك أكثر على خلفيتها و قصتها. عند فتح الأبواب داخل اللعبة تنتقل للمرحلة التالية من اللعب، فبعيدا عن المحادثات و الخيارات، هناك الألغاز. هذه الألغاز مشابهة لما في الجزء الأول حيث تدخل غرفة صغيرة و تحاول حل مجموعة من الألغاز المصغرة للوصول الى مفتاح باب الهروب.

الألغاز بكل تأكيد أعمق و أكثر تعقيدا من الجزء الأول، و هي أكثر متعة بكل تأكيد. رغم أن الإنتقال الى رسوم ثلاثية الأبعاد لم يضف كثيرا لتجربة حل الألغاز، لكن فريق العمل قدم بعض الأفكار الذكية، و أصبحت الألغاز تتطلب أحيانا عدة خطوات في التفكير لحلها و ليس مجرد البديهة المباشرة. الآن ستعتمد كثيرا على خاصية الـMemo أو المذكرة لحل بعض الألغاز المهمة، و هي صفحتين تستطيع من خلالها تسجيل ملاحظات تساعدك في وقتها أو لاحقا على حل ألغاز معينة. لكن لا أدري حقيقة لماذا اكتفوا بصفحتين للمذكرة فقط، فأحيانا تجد نفسك تحتاج مساحة إضافية، خصوصا لبعض الألغاز التي لن تصادفك الى بعد فترة طويلة. في الحقيقة بعض الألغاز بدت غير منطقية و معقدة بعض الشيء، و خصوصا تلك التي تفتح الملف السري.

اذا ما هو الملف السري؟ الملف السري ستجده داخل الخزنة الخاصة في كل غرفة ألغاز، و هو ملف إختياري يمكنك الحصول عليه لمعرفة معلومات إضافية عن اللعبة. الخزنة في كل غرفة ألغاز يمكن فتحها مرتين، كلمة السر الأولى تفتح لك الخزنة لتجد الملف السري، أما كلمة السر الثانية فستقدم لك مفتاح الخروج و بعض الأدوات المهمة التي لن تقتنيها بنفسك دائما، و لكنها ستأثر على القصة. بعد حل الألغاز ستتجه الى لعب ما يسمى بالـAB Game. و هي أحد اللحظات التي ستقوم فيها بالتوجه نحو خيار معين سيأثر على مسارك في القصة. للأسف الكثير من الأمور ستبقى هنا دون شرح إضافي، لأني بكل اختصار لا أريد افساد اللعبة عليكم.

التفرع في القصة
في الجزء الأول من هذه اللعبة كنت تحتاج لأن تعيد اللعب من جديد حتى تقوم باختيارات مختلفة و تشاهد نهايات اللعبة المتعددة. هنا الأمر مشابه، الا أنك لا تعيد اللعب من البداية، إنما فقط تنتقل عبر جدول كبير الى أوقات معينة من القصة، لتقوم بإختيار خيار مختلف و تتفرع الى مسار قصة مختلف. كفكرة هي رائع بلا أدنى شك، و التشويق يصنع من تغير مسار الأحداث بناء على قرارت مختلفة، بعضها قرارات أخلاقية، و أخرى مليئة بالخيانة و الغدر، و هنا تتجلى رؤية الشخصيات من زوايا مختلفة.

أثناء إختيار بعض المسارات المختلفة في اللعبة، تتكرر بعض المحادثات، و هنا تستطيع تقديمها بشكل سريع حتى لا تضطر لإعادة مشاهدتها مرة أخرى. عندما سمعت عن هذا الأمر كنت سعيدا، لكن الحقيقة و في الباطن هناك أمر آخر يحرمني السعادة الكاملة. في بعض الأحيان تجد أن مسارا آخر للقصة يكرر أحداثا حصلت في مسار سابق، و لكن مع اختلافات بسيطة و أحيانا غير مؤثرة، و هنا لا تستطيع تقديم الأحداث بسبب ذلك. لم يكن هذا الأمر عائقا حتى تجاوزت الـ20 ساعة من اللعب، و أصبحت المحادثات و الأحداث المتكررة مزعجة.

بعيدا عن التفرع و النهايات المتعددة، فالقصة بحد ذاتها رائعة، لا عجب لمن يعرف الفريق خلفها. قصة اللعبة مليئة بالخيال العلمي، و لكنها ممزوجة ببعض الواقعية أو المنطقية، مما يجعل متابعتها جدا ممتعة. و لمحبي القصص الملتوية و الأحداث الغير متوقعة، فهناك الكثير لكم هنا. شخصيا كحبكة عامة و كدراما و تسلسل في الأحداث، استمتعت بشكل أكبر في الجزء الأول.

شارك هذا المقال
Zero Escape: Virtue’s Last Reward
قصة مشوقة و أحداث ملتوية، نهايات متعددة، شخصيات متقنة و تمثيل صوتي رائع
طول اللعبة مع تكرار الأحداث و تشابهها، صعوبة غير منقطية في بعض الألغاز
رواية مصورة رائعة بقصة مثيرة و أحداث غير متوقعة، و ألغاز ستضع أفضل اللاعبين في اختبار حقيقي.
تاريخ النشر: 2012-10-23
طورت بواسطة: Chunsoft
الناشر: Rising Star Games