زيرو تايم ديليما لعبة مقبولة جداً لو نظرنا لها على الانفراد، مشكلتها الكبرى إنها جزء أخير من ثلاثية. التجربة ككل انهارت تحت ثقل توقعات حملها اللاعبين من جزئين سابقين خارقين.
يُقال أن كل قصة عبارة عن مجموعة وعود بين الكاتب والقارئ. كل لغز في قصة غموض، كل مشهد قتال في قصة أكشن، كل علاقة عاطفية في قصة رومانسية، عبارة عن وعد. ووظيفة الكاتب ليست نكث هذه الوعود، وإنما تحقيقها بطرق غير متوقعة. عندما يشتكي القراء (أو اللاعبين) من كون قصة معينة خيبت آمالهم، كثيراً ما يكون الأمر متعلق بمسألة الوعود هذه.
أختلف مع من يقول أن الملام على تواضع زيرو تايم ديليما هم اللاعبين وتوقعاتهم المبالغ بها. رَفع سقف التوقعات هو أكبر تشريف ممكن أن يعطيه القارئ لكاتب القصة؛ هو تعبير صريح عن إيمان القارئ وثقته في قدرات الكاتب. أما تشكيل توقعات القارئ والتحكم بها فهي مسؤولية الكاتب، وأوتشيكوشي فشل فيها برأيي. الكاتب -عن قصد أو غير قصد- وضع كم هائل من الوعود في ذهن لاعبي الجزء الثاني من سلسلة زيرو إسكيب، ومع الجزء الثالث خرق جزء كبير منها وتجاهل جزء آخر منها. ومن حق اللاعب الشعور بالخذل عندما يفكك أسئلة القصة تفكيك، ويقضي ساعات في التنظير والتوقع والتخمين، لتأتي الإجابات الحقيقية ضعيفة متهالكة لا تشفي الغليل ولا تحترم الاستثمار الوقتي والعاطفي الذي وضعه الجمهور في السلسلة.
سلسلة رائعة ومستحقة للاقتناء رغم كل شيء.