Pandora
True Gamer

الأسم:- VA-11 HALL-A: Cyberpunk Bartender Action
متواجدة حالياً على ستيم. و راح تتوفر للفيتا و اجهزة التابلتز في وقت لاحق من العام الحالي.
دائماً يخطر في بالنا حينما نسمع عن كلمة ديستوبيا، تلك الصورة القاتمة للسكان العابسين و المكتئبين، حكومة فاسدة بأجهزة و هيئات و وزارات فاشلة و اقلية ظالمة من مَن يسمون انفسهم علية القوم تتحكم بالأغلبية المغلوب على امرها و اي بديل لهذا الموقف مصيرة الخراب. الناس دائماً تراها حزينة و في خوف مستمر و على اعصابها اغلب الوقت. هناك دائماً رسالة مخفية عن واقعك تحتاج من الناس تبسيطها بطريقة ما على قدر عميق من التفكير. لذا سيكون من التناقض وجود ديستوبيا مريحة.
مدن المستقبل البعيد استبدادية أليس كذلك؟ Blade Runner و Akira‘s Neo Tokyo هي كتل ضخمة من الحديد و المعادن و تلك الأبراج الضخمة فوق رؤوس الناس. ناطحات السحاب البعيدة عن اصابعك لتلمسها و التي لا تملكها. و كأنها تقول لك أنت قصتك قصة واحدة من قصص كثيرة، لأن الجميع يهربون و بإمكانك تخيل ان الكثير يعانون.
هذه لعبة تخبرك قصصهم.

أنت بارتيندر و من الممكن ان تجد صعوبة في تحضير شرابك الأول لكن لا تخف مع الوقت ستصبح خبيراً في مزج المكونات و تحضير الشراب و ربط كل شراب بأسمه الغريب. بطلتنا "جيل" تحتاج المال لتسديد فواتيرها و فوق هذا هي مدخنة شرهة و تدمن صرف مالها الخاص على اشياء لا تحتاجها كعادة كل امرأة. لكن الزبائن احياناً يطلبون طلباتهم بطريقة غامضة و غير مباشرة و لهذا انت تراجع كتيب الوصفات و تختار الشراب الأقرب لوصف الزبون و اذا لم تشتر ما تريده "جيل" من المحلات الصغيرة بجانب شقتها المتواضعة قبل يوم عملها "جيل" لن تركز في طلبات الزبائن و لن تتذكر الذي تعرفه عنهم و هذه قد تكون مشكلة كبيرة. عدى ذلك طريقة اللعب مباشرة ولا تحتاج ذهن حاد الذكاء. فالهالا-لقب البار- لا يملك قائمة مشروبات ضخمة و يمكنك حفظ الوصفات مع تقدمك في اللعب بدون اللجوء للكتيب.
أنت تقدم الشراب من اجل الحديث مع زبائنك لا العكس، "جيل" تذهب من شقتها للعمل و من العمل لشقتها فلا تقدر ان تأخذ لمحة كبيرة عن المدينة، الحكومة الفاسدة، الفقر، هجمات الهاكرز الألكترونية، الميليشيات المرتشية، الأمراض المستعصية الي ظهرت مؤخراً نتيجة سعي البشرية للتطور و العبث بأجسادهم. لكن، تأكد انك ستتعرف على العالم الذي حولك من محادثاتك للشخصيات التي تأتي و تذهب للبار. من اجل الشراب الذي يشربونه و القصص التي يروونها و النكات التي يقولونها انت تلعب هذه اللعبة. و هذا يشمل "جيل" نفسها. هؤلاء اشخاص تتعرف عليهم، تقدم لهم الشراب على امل عودتهم مجدداً. الهاكر ذات القوام الممشوق، محرر الصحيفة الصفراء، بائعة الهوى الآلية، البنت ذات اذاني القطة، السايبورج صائد الجوائز النصف آلي.

أنت تختبر العالم من خلال نظرات الشخصيات له، و تتعرف على الشخصيات من الشراب الذي يطلبونه. عملك هو الجسر بينك و بين الشخصيات هذه و بين العالم ذاك. و كذلك نظام سرد قصصي في اصعب لحظاته يجعلك في حالة عصف ذهني لأختيار القرار المناسب او يختبر ذاكرتك في معرفة طلب الزبون امامك اعتماداً على زياراته السابقة. و لأن وظيفتك الوحيدة هي تقديم الشراب لزبائنك -بل اصدقائك!- انت لا يمكنك مساعدتهم اذا غابوا عنك ايام كثيرة ولا يمكنك سوى القلق لشيء اخبروك انهم سيفعلونه. انت ليس بإمكانك حمايتهم او انقاذهم. انت مجرد بارتيندر!
و في هذا الشأن، من جمالية و نقاط قوة اللعبة انها تغمرك بمشاعر انسانية جياشة. تبادل اطلاق النار ظاهرة يومية في المدينة. الحوادث الضخمة و الهجمات الأرهابية مشاهد مألوفة. و هذا الذي يجعل ظهور اي شخصية تأتي للبار بشكل منتظم مرضية جداً. و الذي يجعلك تتعلق بالشخصيات و تهتم لمشاكلها و تراها في لحظات سعادتها و ضعفها. اللعبة لا تتكلم عن المدينة و مفهوم الديستوبيا بل تتحدث عن شخصياتها فالدولة او المدينة او القرية برجالها و نسائها و أطفالها و العكس غير صحيح.

الفيجوال نوفل هذه حذرة جداً في كتابتها و الآرت تبعها. هي تخفي مئات الأسرار التي ترسم لك عالمها الحي من بضعة جمل في جريدة صفراء أو طريقة عرض البرامج في التلفزيون أو ملابس الشخصيات. تخبرك عن "جيل"، عن الأيدول الآلية المشهورة، عن الأرنبة آليس اشهر هاكر في المدينة، عن جميع الشخصيات.
بداية الفيجوال يخبرونك على ضرورة لعبها و انت مرتاح و بجانبك وجبات خفيفة و شراب بارد. رائحة بول الكلاب و الصابون و دموع الشخصيات المالحة هي ما ينتظرك.
ضاقت بك الحياة؟، أهلاً بك في حانة فالهالا.
التعديل الأخير: