Tohi
تـأَمُّل

الاسم: touch
التصنيف: دراما ، رومانسي ، مدرسي ، رياضة ، شريحة من الحياة
سنة الإنتاج: 1985
عدد الحلقات: 101
تمهيد
"رسالة من أعماق القلب"
هل فكرت يومًا أن تصعد جبلًا ما بعد كثرة الشائعات عن كون منظر الأفق خلفه يستحق كل التعب والمشقة التي ستنالهما؟
أعتقد أن شعورك عندما تنظر إلى ذلك المشهد وتتنهد بابتسامة، هو أكثر شيء سيصف تاتش.
الذكريات السعيدة، الواقع الذي قد يكون مؤلمًا، وتلك المشاعر التي تحمل حرقة وصعوبة في التعبير....وتنتهي بابتسامة تحارب كل ذلك.
قبل أن أبدأ في الحديث عن أي شيء هنا وجب علي أن أتحدث عن مؤلف العمل:

Mitsuru Adachi
" أفضل من كتب في مجال شريحة من الحياة"
هو أحد أولئك الكتّاب الذين نستطيع وصفهم بمثل هذه العبارات وصدورنا مرفوعة للأعلى.
Adachi هو المانجاكا الشهير بأسلوبه الذي يجمع بين الرياضة والحياة اليومية، ألّف العديد من الأعمال التي سيفكر الشخص كثيرًا قبل أن يحاول تفضيل أحدها على الآخر، والعديد منها تم اقتباسها لأنمي مثل cross game , H2.
touch يعد من أشهر أعماله ويعتبر انطلاقته الفعلية التي قادته نحو النجاحات العظيمة التي حققها، حاز تاتش على العديد من الجوائز واستطاع أن يكون من أكثر الاعمال التي أوغلت في تأثيرها على الشعب الياباني في تلك الفترة، لدرجة أن تذاكر القطارات قد طُبعت عليها صور شخصياته وقتها.
نبذة
تتحدث القصة بإختصار شديد عن أخوين توأم، أحدهما النشيط والناجح في أغلب ما يفعله وأخوه الأكبر الذي يعتبر معاكسًا له في كل شيء، وعلاقتهما مع صديقة طفولتهما.
قصة بسيطة للغاية، أليس كذلك؟ تاتش يعد في النهاية رسالة بسيطة...ولكن تأثيرها عظيمٌ جدًا. وهذا هو ما يبرع فيه اداتشي دائمًا.

قصص الذكريات
عندما تعلم بأن علاقة الشخصيات الرئيسية قد بُنيت منذ الطفولة فذلك سيتيح للكاتب العديد من الخيارات التي قلما تستغل بشكل صحيح.
ولكن كواقع الحال، استطاع اداتشي أن يوظف backstory القصيرة هنا بأفضل شكل ممكن، وقد استطاعت أن تضيف لكل شخصية بُعد قصصي خلاب، وأن تصنع نوعًا من العلاقة بين المشاهد والشخصية.
وكان من الجميل جدًا كذلك الربط بين أحد الأحداث التي حدثت في الماضي واللحظة التي تحصل الآن للشخصيات، وكلما كان الربط بسيطًا، كان تأثيرها على المشاهد أعمق


الدراما
نقطة الحقيقة تكمن هنا وذكاء الكاتب في التعامل مع هذا الجانب....أكثر ما يميز الدراما هنا هو العفوية الكبيرة في أحداثها وخلوها الكامل من الافتعال أو الإسفاف وتصرفات الشخصيات التي رُسمت بواقعية شديدة وإتقان واستطاعت أن توصل مشاعر الشخصيات للمشاهد دون أي تكلف، وقد استطاع هذا أن يوضح النضج في التعامل مع الأحداث، والتي قد كانت مليئة بالحياة والعفوية، التي تستطيع أن تصبح مؤلمة جدًا أحيانًا!

الشخصيات
وما أروع هذا الجانب وما أروع حب اداتشي لشخصياته واهتمامه بأقل التفاصيل فيما يتعلق بهم.... بناء الشخصيات كان مدروسًا بشكل مخيف يجعلك تشعر أن جميع الشخصيات هنا ليست مجرد ألواح مكتوبة تتمسك بقوالب معينة، ولكنها ستهزك بروحها وستسحرك بتلقائيتها لتشعر بأنك قد أصبحتَ ضمن حياتهم دون أن تشعر. وكيفية تأثر الشخصيات بالأحداث الدرامية التي ترغمها على أن تتغير شيئًا فشيئًا ورؤية التقلبات والتشعبات في الاحداث شيء سيجعلك تشعر بأن كل شيء موزون للغاية.
تاتش بشكل عام يملك طاقم شخصيات كبير للغاية وشخصياته جميعها متناغمة ومتنوعة كثيرًا، أكاد أقول أنه أفضل طاقم شخصيات في أي عمل حياة يومية! وسأحاول أن أتطرق لبعض من الشخصيات الرئيسية:

Uesugi Kazuya
كازُيا او كاتشان هو الأخ الأصغر المجتهد والناجح دائمًا، ولكن كاتشان لم يكن كذلك من فراغ، فهو قد بذل جهدًا كبيرًا ليصل إلى ذلك.
كازُيا شخص طيب ولكنه عادل ونزيه. لقد كان رؤية منظره وهو يعتبر أخاه منافسه الدائم ويحاول أن يوقظ روح المنافسة في نفس أخيه شيئًا رائًعا جدًا، حتى لو كانت تلك المنافسة في النهاية غير منتهية....

Uesugi Tutsuya
قد يكون تاتسويا أو تاتشان هو العصب الأساسي لهذا العمل.
هو الأخ الكبير، الكسول، الذي لا يحب سرقة الأضواء ويفضّل تركها لأخيه أّيًّا كانت نوع تلك الأضواء، الذي لا يتوقع منه شيء...اللعوب...ماذا أيضًا؟ كل تلك الصفات التي ستخطر على بالك.
ولكن، ستكون مخطئًا إن اعتقدت أن ذلك كل ما يمثله تاتشان، تاتشان يمثل أكبر من ذلك بكثير.
وأيضًا، كون تاتشان يملك الكثير من الصفات السلبية، فهذا سيجعلك تستطيع أن تتعلق به بسهولة وأسرع من تعلقك ببقية الشخصيات. وهذا سيجعك تشعر بأهمية تاتشان في القصة بشكل أكبر، وإدراكك لأي درجة قد كان تطوره مدروسًا ومذهلًا حقًا.

Asakura Minami
مينامي من نوع شخصيات الإناث التي تدخل القلب بسهولة ويَصعُب كرهها. مينامي تتسم بالعفوية والتلقائية في جميع تصرفاتها، وبالتأكيد كان لها نصيب كبير من حيث تطورها وتأثرها بمنعطفات الأحداث.
ستستمتع جدًا برؤية جوانب مينامي العديدة، خصوصًا عندما تنزعج وتظهر لك جانبها البشري
جانب الرياضة
بالرغم من كون تاتش دراميًا في أساسه، إلا أن الهوية التي تغلفه (البيسبول) لم تكن مجرد غلاف فحسب!فقد كانت المباريات أحد أكثر الاشياء الممتعة في العمل.
الآرت
الأرت بشكل عام خلاب جدًا ويحمل لمسة فنية لن تستطيع رؤيتها كثيرًا حتى بين اغلب أعمال تلك الفترة، بعض الأمثلة:





تصميم الشخصيات:

كعادة اداتشي، والتي تتشابه غالبًا تصاميم شخصياته...
رغم ذلك فأنا أرى أن تصاميمه مميزة جدًا وستستطيع أن تكتشف روعتها مع الوقت، هذا بالإضافة إلى اللمسة "الكلاسيكية" اللذيذة جدًا الموجودة في تاتش

"اداتشي بتصميم شخصياته تشعر بأنه شخص راقب وعرف الكثير من الناس حتى أصبح قادرًا على نقل هذا الشيء للصورة المرسومة"
أو كما سمعت من أحد المعجبين، الذي أتفق معه كثيرًا في رأيه هذا، حيث نتج عن هذا أن اداتشي نادرًا ما يستعين بالكلمات ليصف الموقف وتراه غالبًا يكتفي بالصورة فقط! كأنه يجبرك أن تستنج بنفسك رغبته في تلك اللحظة.
بعض الأشياء الأخرى عن Touch :
- مستوى الإخراج بشكل عام يعتبر ممتاز ويحمل لمحات كلاسيكية في كل لحظة.
-يمتلك تاتش مجموعة كبيرة جدًا من الأغاني والألحان، حتى أنه قد امتلك خمس شارات بداية وأربع شارات نهاية.
-بقدر ما يمتلك تاتش الكثير من اللحظات السعيدة التي ستجعلك تبتسم دون أن تشعر، فهو يمتلك العديد من اللحظات المؤلمة، والتي كانت....صعبة المشاهدة جدًا بالنسبة لي.وهذه تعتبر من أكبر مميزاته في الحقيقة!
في الختام، Touch بالتأكيد يعتبر أحد التجارب التي لن تتكرر بالنسبة لي ، أنصح الجميع به....أنتم أمام أحد التجارب التي لن تتكرر مرة أخرى في حياتكم، وأنا أعني ذلك حقًا.
أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بالقراءة.
التعديل الأخير: