abdullah-kh
رجل من العامة
إنتاج: 1984
الاستديو: Mushi Productions
بعد انقطاع شبه تام عن المواضيع النقاشية والأنميات. وبالطبع ذوق الجد الذي أبغى أفرضه على أحفادي (أعضاء المنتدى)، يأتي هذا الفلم ويجعلني أكتب عنه موضوع شرفي لأنني أحببته
الفكرة هنا ليست بجدارة واستحقاق الفلم لكن بقدر الثيمات التي نسجت في فلم (أطفال)، وهو للحق يظل فلم أطفال (عائلي أدق)، لكنه يحمل تساؤلات تجعله عمل متقبل أكثر للبالغين، والحقيقة العمل خيالي وجمع خليط الظرافة والتساؤل. ورمزية ضمنية لرسالة أكبر وسوداوية لو تم قياسها على نوعه.
الغرابة والجمال والحلم والظرافة. أشياء سهلة لوصف الفلم، لكن دعنا ندخل في الغرابة قليلًا! الفلم يأخذ منظور مختلف لسرد القصة عبر شخوص تبدو خيالية للمشاهد ولكن في ظرف الحكاية المكانية طبيعية وواقعية!!
القصة تبدأ بالقطة الضالة "Chibi-neko"، والتي يلتقطها الطرف الثاني من البطولة الطالب "Tokio"، وذلك في يوم ممطر ومن عندها تبدأ رحلة استكشاف القطة تشيبي للعالم حولها.
الأمور تبدو طبيعية حتى الآن؟! لا، ليست بهذه الطبيعية بالنسبة للمشاهد، القطة هنا مجسدة تجسيد شبه أدمي على شكل هذه الصورة:
نعم بالنسبة لTokio ومحيطه فهم يروها كقطة عادية لكن بالنسبة لنا (نحن المشاهدين)، متصورة أمامنا بهذه الصورة! تخيلوا هذا القالب على شكل قطة فعلية بكل ما في حياة القطط، امم، هذا أقرب وأصدق مفهوم للموي بالفعل الفلم يستخدم جانب اللولي (الفتاة الصغيرة)، (اللطيفة)، ولكن لهدف اسمى وأنضج بكثير من الظاهر اللطيف هاهنا. التشكل لا ينطبق على تشيبي (القطة هنا)، لا بل كل قطط العالم حولها:
^__^
نأتي للجانب المميز بهذا الفلم، قبل ذلك نقول أن الفكرة من الظاهر مجدية لجلب المشاهدين وغريبة من ناحية تعامل بشر هذا العالم الطبيعي مع القطط (المجسدة بشريًا). الفلم يأخذ هذه الثيمة ويغوص بطريقة أعمق في تقديم تساؤلاته.
القطه "تشيبي" تنكر النظرة البشرية لها على إنها قطة وتتعامل بمنطق المشاهد الذي يراها على إنها انسانة. تحلم أن تتحول إلى كائن بشري وبل تخلق وعي لتقبل الفكرة على المدى البعيد. تنظر للكائن البشري كعلاقة كائن من نفس الجنس.
الفلم لا يتوقف هنا بل يظهر تصور أكبر لعالم القطط وذلك بشخصية قط ذكوري اسمه "رافييل":
هنا ندخل بنظرة فلسفية قليلًا، رافييل ينظر للقطة تشيبي كمفتاح أحلام لعالم أشبه بالمدينة الفاضلة عند فلاسفة البشر، تجسيد للحلم الأخير للقطط؛ عالم تخيلي من القطن صافي وأبيض عند النظر اليه، بداخلة القطة الأميرة التي تملؤه جمالًا ويسكن هذا العالم القطط السرمدية (الأبدية).
نقطة رافييل لا تنتهي هنا بل تدخل في قسوة الفلم؛ "القطة قطة، والبشر بشر" عالمين منفصليين ومن غير الممكن لقطة أن تصبح كائن بشري، "حقيقة كل القطط وكل الكائنات الموت". من هنا مخيلة القطة "تشيبي" تتحول إلى مخيلة الطفل البشري العاقل ولو على صورة احاسيس قطة (غريب؟ لكن جميل).
الفلم لا يتوقف عند هذه النقاط بل يدخل في رحلة حول العالم البشري وتقبل "تشيبي" لمفاهيم البشر لكن بمنطق البشر، الصيد = الموت = الحياة. من أجل أن أحيا يجب أن أقتل (الصيد). هذه الحقائق ظاهريًا عادية ولكن بمفهوم الفلم والجنرا ظاهر بمظهر سوداوي.
عندما نتكلم عن الجانب الذي يصنع الفلم كفلم، نخرج بموسيقى ممتازة وبعض الأغاني الجيدة، إنتاج أقل من متوسط عصره لكن ممتع كمشاهدة، وتيرة جيدة يتخللها لحظات بطيئة في المنتصف لكن مجملًا الفلم استطاع أن يحمل شتاته إلى النهاية ويجبرك على المشاهدة (بنظري).
The Star of Cottonland فلم لا يعكس ظاهره ويعكسه في آن واحد نعم يصلح للمشاهدة العائلية ويصلح للمشاهد المتعمقة في رسائله الضمنية. بالطبع هو ليس بنص كبير جدًا، لكن نص يحمل قدر من التساؤل يجعله قابل للكل وبتفهم أكبر نخرج برحلة مثيرة.