Elegia
اللي بيركز ويتذوق هالقطعه الموسيقيه بيلاحظ أنها تتكلم عن إنسان, حياة إنسان ومن ولادته لموته.
أنا أسمع Elegia من فتره مش قصيره وأبداً ما عمري فهمتها إلا انها تعطيني دايماً إحساس المعاناه من ثم الخلاص ورغبه شديده بالنور.
الأغنيه بشكل غريب تحفزني أنظر في حياتي من بدايتها إلى الأن , في تكوين شخصيتي, في كل اللحظات الصعبه اللي مريت فيها والنور اللي يجي بعدها...في التجارب اللي أنا أبغى أعيشها,في طموحاتي ورغباتي.
فقط أنها تعطيني هالأخاسيس بشكل غريب من يوم ما سمعتها, إلين ما اكتشفت أن هالقطعه الموسيقيه فعلاً عن حياة رجل بمعاناته والتغيرات اللي حصلتله وتطوره وولادته وموته, والفرقه بغت تخلد ذكراه بهالأغنيه.
وعلى هالمنظور بديت أحلل الأغنيه.
اللي بيسقط هالشيء على الأغنيه, يلاحظ النغمه الاول اللي تصعد في البدايه والنغمه الثانيه اللي كأنها تضرب زي الرعد والصرخات اللي ملازمه لهالنغمتين في فتره لين تجي لحظة إنفجارها في أكثر من مقطع من الأغنيه.
التعريفات:
النغمه الاول هي الذات, ولو تلاحظ ولادتها على شكل إنبعاث النغمه بشكل خفيف وتتصاعد وضوحها, وفي أخر الأغنيه تتلاشى.
النغمه الثانيه زي ما تكون قوتنا, صوتنا الداخلي, ثقتنا, عزيمتنا و إرادتنا.
والنغمه الثالثه تجي بعد فتره من ظهور النغمه الثانيه, وهي معاناتنا مشاكلنا إبتلاءات الرب, هي اللحظات الصعبه في حياتنا.
ولو اديت لهالنغمات الثلاث هالمسميات والتعريفات وبديت تستمتع وتتفكر في تطورات وتغيرات هالنغمات بتلاحظ:
أن النغمه الأول بنفس الشكل, لكن تختلف حدتها وقوتها ومجاميع الأصوات حواليها, وتتغير بعد اللحظات اللي تعطيك فيها الأغنيه إحساس الخلاص والنجاه.
النغمه الثانيه لها شكلين في الأغنيه, وفي الشكل الأول وفي كل مقطع يتغير نمطها ويزداد دورها, إلى الشكل الثاني اللي تصل لحد قوي قوي جداً.
النغمه الثالثه هي الصرخات..واللي تجي كل فتره في الأغنيه وتختلف قوتها وصوتها ومدتها وسيطرتها من جزايه لجزأيه.
سير النغمات:
النغمه الأول...تبدأ تسير بشكل خفيف في البدايه بحكم انها الولاده لذات جديده, وتبدأ يتصاعد وضوح صوتها وفي قمة وضوحها الذات وصلت لسن الشباب.
تبدأ بعدها النغمه الثانيه بالظهور, كدلاله على ظهور صوتنا الداخلي,نظرتنا لأنفسنا ولقدراتنا, نفسيتنا,فكرنا, وهي سلاحنا ولهذا تجي مثل صوت الضربه, لأنها هي في الأخير السلاح اللي بيساعدنا نحل مشاكلنا ونصل للخلاص.
بعدها بفتره يبدأ الإمتحان, الصعوبه الحقيقيه الأولى في الحياه, وظهور النغمه الثالثه وهي الصرخه, وفي أول جزأيه لها ما تضلي فتره طويله ومش قصيره برضو...ومقدار تغطيتها على صوت الذات مش كبير لكنه الأكبر في كل جزئياتها , وصوت الذات واضح, وفي وقتها النغمه الثانيه تكمل نمطها وتضرب ومرات يكون ضربها مش بالقدر الكافي ومرات تضرب بقوه ونفس أطول بشكل يؤثر على صوت الصرخه..وفي هالحرب تنتهي الصرخه في نفس طويل في الأخر وضربات وإختفاء بعدها كامل من الوجود.
بعدها الأغنيه تعطيك إحساس الخلاص والراحه.. وبعدها تحتس التطور والتغير في النغمه الأول والثانيه, في ذاتك وقدراتك.
لاحظوا النغمه الأول وظهور أصوات جديده تابعه لها, ولاحظوا النغمه الثانيه اللي نمطها تغير ,دورها صار أكبر,صوتها أشد.
وفي مسير النغمتين بيمروا بصرخه ثانيه, في بدايتها تقريباً بنفس الصرخه الأولى في القوه والظهور والسيطره لكن وجودها كان لوقت قليل في الجزأيه وسرعان ما إنهالت ضربه كبيره من النغمه الثانيه أنهت الصرخه وصوت الذات في أثناء النهايه ضخم جداً إلين ما رجع لصوته الطبيعي إلين مرة أخرى الخلاص وإخساس النهايه اللي تعطيك إياه الأغنيه.
وهنا بداية رحلة ثانيه في مسيرة النغمتين وبتلاحظ برضو تطور تصاعدي في أصوات النغمتين إلين الصرخه الثالثه الغير واضحه أبداً لكن اللي بتلاحظه أن اللي منعها من الظهور قوة صوت الذات في لحظه , وحدة النغمه الثالثه وضربتها القويه, وأيضاً برضو إحساس بالخلاص والنهايه لتطور جديد وتغير جديد ومسيره جديده لهالنغمتين.
في المسيره الرابعه بتلاحظ ظهور أصوات جديده تنظم لنغمة الذات, أصوات إنسان وأصوات طبول وإختفاء للنغمه الثانيه لفتره بسيطه, لظهورها في لحظه تعطيك إخساس الإنتصار والنهايه والإكتمال في رحله طويله مليئه بالصعوبات والصرخات, للحظه اللي يبدو إنعكاس للتكامل اللي وصلت له ذاتك والتكامل النفسي بعد كل هالتجارب والتغيرات, وتبدأ النغمه الثانيه تتغير للشكل الجديد ذو الصوت القوي جدا جداً وفي مسيره الصرخات فيها لا تظهر.. وإلين ما النغمه الأول والثانيه في أواخر الأغنيه...النغمه الثانيه تنتهي والنغمه الأول زي ما تكون تتجه للزوال في لحظه هي إنعكاس للموت والنهايه.
وهنا Elegia تلخص رحلة الذات والحياه بمنتهى العبقريه, ومن أجمل ما صنعه البشر عبر التاريخ وإنعكاس اخر للإبداع الإنساني وإلين يمكن يصل.