FANTASTIC DREAM
True Gamer
أهلاً بِكم بالموضوع!
اللي ما لِعب اللعبه، و ما أنهاها، ليس أهلا.
تحذير!
______________________________________________________________________________________
ماذا أتكلم، عِندما اتكلم عن سايلنت هيل 2، و هل أنا سأبرع في الكلام عنها؟ هذا يخيفني، عِندما لا تعرف بماذا تتكلم عن التجربه العظيمه العبقريه التي خُضتها للتو... لكن اشياء كثيره نُسبت إلى ألعاب الفيديو و لم تكن خطأً: الألعاب تُقاس بمدى المُتعه التي تُعطيها للاعب، الألعاب طريقه رائعه للهرب من مشاكل الواقع، لكن سايلنت هيل 2 تجلب لك الواقع لكي لا تهرب عنه، المُمَثَل فيها هو الإنسان المُعقد التركيب، الذي تتعقد أفكاره و تختلط مشاعره و تتناقض و يبقى مُعلقاً في الزمن، ممن شاهد فِلم Manchester by the Sea هذهِ السنه سيُلاحظ أن مشاهد الماضي تعقُب مشاهد الحاضر بلا أي مُقدمات، و تظهر جنباً إلى جنب بنفس التركيز و الوضوح و التقديم، طريقه من الفِلم ليقول أن الماضي بسوداويته هو ما زال جُزء كبير من هذي الشخصيات و هو إجابات الحاضر أصلاً، سايلنت هيل 2 تفعل ما مُعظم ألعاب الفيديو لا تفعله و لا يجب عليها: "تحكيك" ، لترفض "إلا" أن تكون جُزءاً مِنك.
______________________________________________________________________________________
(إسمع الأغنيه)
الخطيئه
-
الذنب
-
الكُره
-
الحِقد
-
الندم
-
الموت
-
الإنتقام
-
اللوم
-
الإشتياق
-
الألم
-
الخوف
-
المُعاناه
-
الماضي
-
الكذب
-
الضياع
-
الحقيقه
_______________
SILENT HILL 2
_______________
المِرأه
أول مشهد في لعبة سايلنت هيل 2 المُتمثل في جيمس و هو ينظر لنفسه في المِرأه بوجه ليس بسعيد، المِرأه رمز، لطالما كانت علاقة "السينما" مع "الجُمهور" ترتبط بالمِرأه، الفيلم يحكي مُعاناه، يحكي شخوصاً، يحكي قِصصاً عديده أحياناً مُترابطه، جزء من هذا الجمهور سيرى نفسهُ في هذا الفيلم، سواءاً فيلم يحكي معاناه شخصيه ضد التقاليد الإجتماعيه المُحافظه، أو أباً يُصارع ليربي بناته تحت ضروف صعبه بدون تواجد الأُم، أو فيلماً يعرض شاباً و طريقه إلى الجريمه، أو يحكي ضروفاً إقتصاديه لهذا المُجتمع بأكمله، الجمهور سيرى إنعكاس واقعه و إنعكاس نفسه في هذا الفيلم ، شخصياً لم أدري عن رمز المِرأه هذا إلا من الإعاده الثانيه، تذكرت كُل شيء مر بِه جيمس في مدينة سايلنت هيل، شخصيه تحمل ذنباً ما تُدين نفسها فيه و تحمل مُعاناه هي نتاج الماضي و شخصيه تُنكر هذا الذنب و تهرب مِنه و كان هُناك الشخصيات التي تحكي مشاعره بطريقه غير مُباشره، مشاعر الإشتياق، الندم، الكُره، و رغباته، طوال رِحلة جيمس كان يرى إنعكاس ماضيه من جِهات مُختلفه و بطُرق مُختلفه، جيمس يحمل ذنباً يُراكم عليه الأكاذيب، يهرب مِن التعامل معه.
مشهد أخر للمِرأه عِندما كانت أنجيلا مُستلقيه تنظر لإنعكاس نفسها في المرأه بينما تقول لجيمس أنها تريد الإنتحار بسببٍ ذنبِ ما، أيضاً ليس رمز المِرأه هي إنعكاس واقعنا فقط، بل طريقه لتحديد كيف ترى الشخصيات أنفسها وكيف تُحدد قيمتها، جيمس وانجيلا لا يرو فائده من وجودهم مع هذا الذنب، هم يُعرفوا أنفسهم وينظرو لأنفسهم بما إرتكبوه في الماضي فقط و بما حصل، مانعين أي فتحه ليتسلل إليها حُب النفس.
الإنسان، في كُل مره يعتقد أنهُ يُذنب يُخاطر بالصوره اللتي يرى فيها نفسه.
تِلك الدقيقه، تِلك الثانيه، تِلك الساعه
هذهِ المدينه، كأي مدينه فيها المتاجر، المطاعم، الفنادق، المستشفيات، محطات بنزين، الأشياء السياحيه مِثل البحر و القوارب، عِندها هالculture اللي يتمتع فيها أي بلد و أي مدينه، إلا إنك عِندما تتجول فيها سيشعرك ضبابها بالضياع، المدينه يكسوها الضباب كُل دقيقه، مُجبراً إياي لفتح الخريطه كثيراً، لن ترى الأشياء بتفاصيلها إلا من على قُرب، عِندما تدخل مباني المدينه، لن تجد إلا الظلام ليُكمل هذاالإحساس بالضياع، جيمس لا يستطيع التفاعل مع الأبواب و أخذ الأشياء إلا ان ياتي بالكشاف في اول مبنى تدخله، لكن الكشاف يؤدي عمله لتخفيفه هذهِ الظُلمه عليك فقط، اللعبه لا يوجد فيها مسار يجعلك تعيد الكهرباء لأي من المنشئات التي تزورها كما يحصل في بعض الألعاب، لكن تُبقي الظلام، و الضياع سِمة كُل بقعه في هذهِ المدينه، أيضاً هذهِ المباني تتشابه ممراتها، تكثر أبوابها المُغلقه و المفتوحه، و تتشابه حتى أبوابها أحياناً، تِجوالي في انحاء المدينه و داخل منشأتها يغلب عليه إحساس الضياع.
المدينه مُتوقفه، في تِجوالك و عِندما ينقشع الضباب و يُظهر المزيد من التفاصيل، هذهِ التفاصيل دائماً تخلو من أي حركه، كسياره تجدها مُتوقفه عِند المحطه يظهر لي أن صاحبها كان يريد التعبئه قبل وقتٍ مضى و سيارات في المواقف يظهر لي أن أصحابها لم يشغلوها لفتره بعيده، أيضاً كابينات الهاتف المُكسره و المُدمره، و البيوت المهجوره، و أسرة المُستشف الخاليه من المريضين، و غُرف الفنادق اللي ما نزل فيها احد أيضاً لفتره من الزمن، و المطاعم و الملاهي اللي ما نِزل فيها أي couple و مهجوره، المدينه لا يوجد فيها أي حضاره، لا يوجد فيها أي بشريه، توقفت عن التقدم، كعالم أباكلوبس أكلت أشكال العيش فيه الوحوش و توقف هو أيضاً.
خلني من إيش اللي ادى هذهِ النتيجه، بشكل واضح ليست الوحوش من فعلت ذلك، لا يوجد أي بشر مأكولين، و لا يوجد أي تجارب علميه و بيولوجيه تُثبت أن الوحوش هذي هُم نفسهم البشر، و عِندما أجد مقتولين، يوضحلي إن إيدي هو من قتلهم، الخطاء العظيم هذا، فإذاً، إيش يمثلنا كُل أشكال إنعدام التقدم هذي؟ بملاحظة حالة الشخصيات، جيمس يُحاول البحث عن مفقود و إيهام نفسه أنهُ موجود، و الفتاه تُحاول البحث عن أُمها التي هي غالباً ميته و التشكي من نتائج الماضي، و جيمس كُل ما يُقابله، كُل ما يسعى إليه، هو إنعكاسات مُختلفه للماضي، لألامه و مشاعره و لرغباته، الشخصيات توقفت عن التقدم، هي لا تتذكر الماضي فقط، هي "تعيشه" "الأن" في سايلنت هيل، جيمس تُقتل أمامه ماريا ثلاث مرات، مرتين للعِقاب، و مره من المرض، لإنهُ ندم على قتله لماري و لإنهُ يظن أنهُ يستحق العِقاب، و أنجيلا ستجدها تعيش المُعامله القاسيه اللي أخذتها من والدها مرةً أُخرى، و ستجدها تُكرر ذنبها بقتلها لوالدها، و هُنا سايلنت هيل تحكي عن الموت، و تقول: هو ليس في جُثثنا الراقده إلى الأبديه، بل في أرواحنا المدفونه في عقارب الساعه!!!!
مسرحية الضباب
بعد إنتهائي من سايلينت هيل 2 أدركتُ كُل شيء، أنا ما كُنت فقط ألعب جوا زمنٍ ما، أنا كُنت ألعب في مسرح، جيمس لِه Big Role هُنا.
1.جيمس تلى علينا رِسالة زوجته الميته، بكونها تبغاه يجيها في مكانهم المُميز في المدينه.
2.جيمس في ذات المشهد يقول أن زوجته ماتت من المرض فقط.
3.جيمس في ذات المشهد يقول أن زوجته ماتت من ثلاث سنوات.
4.جيمس يظهر لنا أنهُ مشتاق لزوجته، و هو فقط يحاول المشي مع أي فُرصه لإيجادها، حتى لو كانت الطريقه مجنونه.
5.جيمس يُقنع انجيلا عن الإنتحار، بإن يقول لها أن تبحث عن أُمها الميته في مدينة سايلنت هيل.
6.جيمس يحاول أن يُقنع إيدي بألا يقتل لأسباب مِثل هذه.
بعد إعادة اللعبه، أحسست إني ألعب في المسرح، المُمثل الوحيد جيمس، و أنا اللاعب أُحركه ليُمثل في هذهِ المسرحيه، والضباب المُنقشع هو الستار التالي اللذي أُسدِل عن الفصل الأخر من المسرحيه، بما أن الضباب يُخفي علي التفاصيل البعيده، إلا من القُرب.
عِندما أتجول في سايلنت هيل، ما يجلب لي "الضياع" هو هذا الضباب، من الصعب "الرؤيه" في هذا الطقس، الذي يُحبه جيمس.
الرِساله التي تليتها علينا يا جيمس، هي جُزء من الرِساله التي أرسلتها لك زوجتك بعد موتها، و الرِساله الحقيقيه هي أكبر من ذلك بكثير و تحتوي أجزاءاً عديده و كتبتها زوجتك على أنها وصيه لها بعد الموت.، تُخبرك عن حُبها.
زوجتك لم تمت من المرض، بل أنت قتلتها، لإنها أرادت ذلك لتُنهي العذاب، و لإنك شخص أناني فيك جُزء كَرِه أخذها لحياتك و تقييدك.
زوجتك لم تمت من ثلاث سنوات، بل ماتت من سنه واحده، ما كان قبل ثلاث سنوات.. هو تِلك الليله في الفُتدق، الليله الجميله.
ماري مَرِضت بعد ذيك الأيام الجميله، و صابها مرض عُضال، و أنت لا تبحث عن هذي المريضه، بل تبحث عن ماري الجميله المُستصحه، و الدليل أن كل وِجهاتك و أهدافك في إما اليوم الجميل اللي قضيتوه أمام البحر، أو اليوم الهائل اللي قضيته في الفُندق.
لا يجب عليك أن تنصح الناس أن تنتهج نهج أكاذيبك، عِندما يريد أحدٌ الإنتحار إنصحهُ بمعالج نفسي، و ضرب من الجنون ما تفعله!
أنت تُحب ماري، لكنك أناني... و لا تكذب على نفسك، لإنك "ضائع" إذا فعلت ذلك.
اللعبه تبدأ بهذا المِقدار من الأكاذيب، و نُكمل معها لنُطارد الأكاذيب الذي صنعها جيمس، و في الوقت اللي إنتهت فيه سايلنت هيل 2، كان وقتها جيمس فقط يقول الحقيقه، يرفض عن نفسه العِقاب، و يرفض عن نفسه الألم، وقرر الحل أياً كان هذا الحل.
سايلنت هيل تحكي عن الضياع، و تقول: الضياع لا يُستبدل إلا مرةً واحده و لا ينتهي إلا مره واحده، على يد الحقيقه، التي تظهر حيه فوق جًثث الأكاذيب.
المأساه التي تلبس قِناع الجنون
هل هُناك جمال في سايلنت هيل؟ هل أستطيع أن أصف ما يمر بِه جيمس في مدينة سايلنت هيل، بالجميل؟ من أي منظورٍ تنظر له؟عِندما تعلم أن جيمس "يشتاق" إلى زوجته و يريد أن يقتنع بأي شيء لبصيص أمل صغير لوجودها من جديد في هذي الحياه، تنظر إلى الحُب، لكن تنتهي بأن تعرف بإن جيمس مُذنب بِها، جيمس قتلها، لتنظر إلى الأنانيه و نقيض الحُب، حينما ترى أن ماريا تذهب مع حِماية جيمس في المدينه، تنظر إلى إنسان لا يُحب الوِحده و يريد الرِفقه، لكن تنتهي بإن تعرف بإن ماريا هي الصوره التي كونها جيمس عن ماري المريضه، و تُقتل مرات عديده لشعور جيمس بالذنب لقتلهِ لماري، تنتهي بالنظر إلى هذا الذنب، و عِندما تراه خائفاً على الطِفله من الوحوش، و تنظر إلى التعاطف، تنتهي بإن هذهِ الطِفله تفضح أول أكاذيب جيمس، و تجدها تجسيد لـ لومهِ لنفسه، تجسيد لهذا الصوت المُزعج داخله.... لا يوجد جمال في سايلنت هيل، ما إن تبدأ بِه، ما أن تنتهي بإن تنظر إلى الماضي، بما فيه من قُبح!
إنها فقط التجربه التي تأخذك لترى الأمور بمنظور مُعين، لتنتهي بإن تراها بمنظور مُختلف تماماً، و عن المنظور، دعنا نتكلم عن نظرتنا الأولى لمشهد المقبره مع جيمس و أنجيلا، أنجيلا ترتعب عِندما ترى جيمس بشكل غريب، لا تستطيع وصف الخطر في مدينة سايلنت هيل بال"خطر"؟!! و تبحث عن أمها في المقبره التي هي من الواضح أنها ليست في المقبره، أنا لا أرى إلا الجنون الان.
مِثل زميل والتر سوليفان... والتر سوليفان الذي إنتحر في زِنزانته:
Murder Incident Article:
The police announced today that
Walter Sullivan, who was arrested
on the 18th of this month for the
brutal murder of Billy Locane
his sister Miriam, committed
suicide in his jail cell early on the
morning of the 22nd.
According to the police
statement, Sullivan used a soup
spoon to stab himself in the neck,
severing his carotid artery.
By the time the guard discovered
him, Sullivan was dead from blood
loss, the spoon buried two inches
in his neck.
An old schoolmate of Walter
Sullivan's from his hometown of
Pleasant River said "He didn't
look like the type of guy who
would kill kids.
But I do remember that just
before they arrested him he
was blurting out all sorts of
strange stuff like 'He's trying
to kill me. He's trying to
punish me. The monster...
the red devil. Forgive me. I did it,
but it wasn't me!'.
The schoolmate then added
'I guess now that I think of it,
he was kinda crazy'."
عِندما رأه زميله السابق في المدرسه، قبل أن تعتقلهُ الشرطه، أثناء ذلك، كان يتفوه بهذهِ الكلمات: "إنهُ يحاول قتلي، و هو يحاول مُعاقبتي، الوحش، الشيطان الأحمر، سامحني، لقد فعلتها، لكن لم أكن أنا!" فسر الأمور بكونهِ مجنون، إنها النظره البسيطه للأمور.
الred devil، هو الرأس الهرميه الذي يُطاردك في اللعبه، و يُقاتلك أحياناً، هذا الملف يحاول تقديمه بشكلٍ ما، على أنهُ العِقاب، مُعطياً أسباباً منطقيه لمُطاردته لجيمس فيما بعد، بما أنه يشعر أنه "يستحق" هذا العِقاب، و ظنهُ ذلك هو قادم من شعوره بالذنب.
رِحلة جيمس، فسرتلي المعنى الموجود في هذي الرِساله، و صِرت أراها بشكل واضح: بعد أن أدى الرجل فِعلتهُ بالقتل، هو "نادم" على ما إرتكب، هو "خائف" بما سينتج من ذلك!، ما قاله ليس دليلاً على الجنون! بل دليلاً على مشاعر الخوف و الندم.
و كذلِك أنجيلا، في مشهد المقبره، تعرف لاحقاً أنها كانت تتعرض لأذيه من عائلتها، أبوها كان يأذيها جسدياً و نفسياً، و أُمها تقول لها إنها بلا قيمه، هذا "يُفسر" لِما ذُعرت من جيمس في أول مره، و لما ذُعرت بطريقه غريبه من جيمس عِندما أعطتهُ السكين، و يُفسر نواياها الإنتحاريه، إلى أن يتلاشى الجنون، لتبقى المأساه، و ما هو مٌحزن... أنها تبحث عن ذات الأم التي لطالما علمتها أنها بلا قيمه!
ما هو مُحزن أيضاً.. عِندما تطلب من جيمس "يائسه" أن يُحبها و يعتني فيها و يُساعدها، و عِندما يرفض تبتعد بين النيران التي تكرهها، لِماذا؟ لإنها لا ترى أنها "كافيه"، هو شيء لم تخترهُ بالكامل، والدتها السيئه "علمتها" ذلك، والدها السيء أيضاً أفقدها الثِقه بـ "الرجل"، هي تخاف من الأخر، و ترى نفسها غير كافيه للنجاه في نفس الوقت، و عِندما رأت بصيص أمل في جيمس، جيمس كان الرجل الذي إنخدعنا نحنُ فيه، ليس مِثالا جيداً للمُحب.
تستطيع الإحساس بـ ضعفها و هي تمشي على الدرج، أستطيع رؤيتها، لا، أبداً، أستطيع الشعور بِها، أستطيع التعاطف معها و هي تقول أن حياتها كانت مِثل النار التي تمشي حولها: أنا أسف أني ظنيتكِ مجنونه، انتِ لستُ كذلك، أنتِ تُعانين... و لم تختاري! و لم تختاري!!.
المرض
لنأتي لنُحلل أحد الملفات في اللعبه:
The potential for this illness
exists in all people and, under
the right circumstances, any
man or woman would be driven,
like him, to the 'other side'.
The 'other side' perhaps may
not be the best way to phrase it.
After all, there is no wall between
here and there. It lies on the
borders where reality and unreality
intersect. It is a place both close
and distant.
Some say it isn't even an illness.
I cannot agree with them. I'm a
doctor, not a philosopher or even
a psychiatrist.
But sometimes I have to ask
myself this question. It's true
that to us his imaginings are
nothing but the inventions of
a busy mind. But to him, there
simply is no other reality.
Furthermore he is happy there.
So why, I ask myself, why in the
name of healing him must we drag
him painfully into the world of our
own reality?
إستقطبتني، لإنه يتحدث عن "عالم أخر"، إلا أنه ليس جانب أخر، هو قريب و بعيد في نفس الوقت، و لا يوجد فاصل بينه و بين العالم الحقيقي، يتكلم عنه أيضاً في سِياق المرض، قد يوجد هذا المرض في "كُل" الناس إذا تُوفرت معه الشروط المطلوبه طبعاً. و يُكمل، بكون "خيالات" هذا المريض بالنسبه لنا ليست إلا نتاج عقلٍ مشغول، لكن بالنسبه له ببساطه لا يوجد أي "واقع" غيره، فهو سعيد هُناك.
عِندما أُسقط هذا الملف، على ما جربته من سايلنت هيل 2، تظهر عِندي بعض اللحظات، الأولى، عِندما حاولت أنجيلا أن تصف الخطر الذي سيواجههُ جيمس، لم يحتج جيمس الإجابه، لأنهُ يعرفها، هو يعرف هذا الخطر قبل أن يواجهه، ما جعلني مُستغرباً أنهُ أيضاً يعبر عن عدم إهتمامه لهذا الخطر، اللحظه الثانيه، عِندما ينصح جيمس..إيدي بالخروج من هذهِ المدينه، ترى أن إيدي لا يخرج مِنها و لا يُحاول، اللحظه الثالثه، عِندما يُقنع جيمس..أنجيلا عن الإنتحار بأن يقول لها أن تبحث في المدينه عن أُمها، أن تُكمل "الحياه" لكن على ظهر هذي المدينه أيضاً، وأيضاً عِندما "تستسلم" أنجيلا كُلياً عن الحل بعد رفض جيمس لها في النِهايه، و تُكمل إلى المدينه، أو أن تحاول أن تنتحر كحل أخير للخلاص من هذهِ المعاناه.
إنهُ المرض الذي تكلم عنه الدكتور: سايلنت هيل، بالنسبه لهذهِ الشخصيات هذا المكان هو الواقع الوحيد، ستراه في أكاذيب بجيمس الذي تبقي "وِجهاته" فقط إلى مواقع إعتاد على الذهاب إليها في وقتٍ ما مع ماري، هو عِنده لا يُهمه حجم المُعاناه ما دام يُبيقيه عالقاً في الذِكريات، و بالنسبه لأنجيلا فهو المعاناه التي تكرهها لكن لا ترى نفسها تستطيع الخروج مِنها.
سايلنت هيل، هي خيالاتهم الناتجه عن عقلٍ مشغول، مشغولٌ بالماضي، و بالنسبه للشخصيات سايلنت هيل هي الواقع الوحيد.
الvideo tape
هذهِ ليست الرِحله التي سيجتمع فيها العُشاق، هذهِ ليست الرِحله التي سيُدرك البطل فيها أهمية الlet going، هذهِ ليست الرِحله التي ستُكسر فيها حدود الواقع و يسترجع الأمير أميرته بقُبله ذهبيه، هي ليست رِحلة عن الحُب إطلاقاً، و إذا كانت عن الحُب فستكون عن الصوره التي نكونها عن أنفسنا فقط، لكن ما تُمثله هذهِ القِصه هو المشهد الذي رأى فيه جيمس فِعلته، عِندما رأى بادئ الأمور، ذلك التِلفاز كان يشع مِنه النور الوحيد في تجربة جيمس في سايلنت هيل، كما لو أن أحداً صفعه، وما أقوى صفعة الحقيقه، عِندها ذلك الفُندق تغير كُل شيء فيه، أصبح التِجوال فيه يؤدي إلى "الأسفل" فـ "الأسفل" فـ "الأسفل".
هذا يُذكرني في مِنطقة السِجن، موقعها كان في "أقرب" بُقعه للجحيم، كيف وصلت لها... كان عن طريق النزول للأسفل، ثًم النزول للأسفل، ثُم النزول للأسفل، إلا أن توجهت للمكان الذي يُعاقب فيه المذنبين، كانت المرحله تأخذني إلى العديد من الحُفر التي من خلال القفز فيها أتجه أكثر للأسفل، جقيقة إيدي كانت تظهر فقط في ذلك المكان، و هو يمارس خطاياه و يُدافع عنها.
مكان الخطائين هو في أقرب نُقطه للجحيم، ليس لإنهم يستحقون ذلك، بل لإنهم يشعرون بذلك، في حالة إيدي، حتى مع لذة الخطيئه لابد أن يظهر صوت و لو كان ضعيفاً يقول له عن "حجم" خطيئته الشنيعه، لكنهُ يضل يهرب من الحقيقه، حتى لو كان إيدي لا يشعر بأي ذنب و لا يظن أنهُ يستحق الجحيم بل من أذوه فقط، لكن على الأقل، جيمس يشعر تِجاه إيدي كذلك، و لاحقاً تعرف، أن جيمس نفسه يشعر أنهُ خطاء بقدر إيدي، هو أيضاً يُعاني من قتله لماري، جيمس يرفض أن يرى نفسه غير خطاءٍ عظيم، يرى أنهُ يستحق العِقاب، الرأس الهرميه كان يُطاردك كثيراً في هذي المرحله لو كُنت تلاحظ.
لا تنظر فقط، إلى شكل المرحله، أو تصميمها، بل أُنظر إلى توقيتها، كانت بعد قتل الرأس الهرميه لماريا في المُستشفى، كان المِصعد ينزل نزولاً مع الموسيقى الهادئه و مع جلسة جيمس المُحبطه، تعرف لاحقاً أنهُ كان يصرخ ليس لماريا، بل للذنب الذي إقترفه!
لذلك، على جيمس أن ينزل، و ينزل، لأنهُ يُعاني من إحساسه بالذنب، في الفُندق، إلى أن قُتلت ماريا أمامه للمره الأخيره، و عِندها جيمس لم يحتمل، تفوه بالحقيقه، أعلن أنهُ لا يرى لنفسه العِقاب، نور الحقيقه بدأ بـ تحريره من الداخل.
عِندما حارب الوحش الأخير، و الذي كان ماري، ليس هي، بل ذنبه، عِندما جاربها.. كان في "أعلى" نُقطه في سايلنت هيل.
ماريا
إذا تحدثنا عن ما حقق جيمس في هذهِ الرِحله إلى الماضي، فهو شيئين: الحقيقه و ماريا، عِندما توجه جيمس للشاطئ اللذي إحتمل وجود زوجتهِ ماري فيه، لإنهم قضو اليوم الجميل هُناك، لم يجد أحداً غير ماريا، التي تُشبه زوجته بشكل مُتطابق تماماً، لكن هي تلبس بشكل مُختلف، تتحدث بأسلوب مُختلف، و سلوكياتها مُختلفه، و قد لاحظ جيمس هذا من نظره واحده، إلا أن يُكرر نفس المشهد تماماً معها مِراراً الذي ملخصه أنهُ يتفاجأ بكونها ماري و من ثُم يعود لإدراك أنها ليست هي بالنظر لشخصيتها فقط، و يفعلها جيمس العديد من المرات.
لننظر إلى سلوكيات ماريا، في المره الأولى التي تكلمت فيها مع جيمس، طلبت مُرافقته، و أبدتها مُصره، لكونها خائفه من الوحوش في سايلنت هيل، و عِندما تذهب معك ما هُو مُثير للإهتمام أنها "دائماً" تُشير إلى الإتجاهات لجيمس ليذهب إليها، مِثل لما أشرت على مكان هرب الطِفله، أو عِندما أشرت لجيمس لباب الحانه، و جيمس يستجيب لها مُضطراً لأنهُ فِعلاً الإتجاه الصحيح، لم أكن لأضعها كسلوك مُثير للإهتمام لولا تِكرارها الكثير في فتره زمنيه قصيره، سلوك أخر و هو عِندما تغضب على جيمس عِندما خافت وحيده و تقول: أنها لم ترى رُعباً كهذا في حياتها، لاحظت سلوكاً أخر، هو عِندما لا يستجيب جيمس لإتجاه هي قالت له أن يذهب إليه و ينظر للإتجاه الخاطئ فقط،، تبدي شعور إستغراب لما يفعله، و تنبههُ مرةً أُخرى "مُوبخه" للإتجاه الصحيح.
لننظر إلى مشاعر جيمس تِجاه ماريا، في أول مره قابلها فيها، لم يُظهر أي تعاطف لكونها وحيده، و كان أسلوبه حديثهِ معها مُنزعجاً، كأنهُ لم يكن مسروراً لرؤيتها إطلاقاً، و عِندما تموت أمامه، فإنهُ يصرخ عالياً مُعبراً عن الإحباط من موتها، عِندما يتركها وحيده، يرجع إليها.
لاحقاً، عِندما تعرف الحقيقه، تعرف أن جيمس جُزء مِنه كره ماري لإنها أخذت وقته و إهتمامه أثناء مرضها، و قتلها لسببين، الأول كونها مريضه و تُعذب و الثاني كُرههُ لسحبها لوقته، كُنت استغرب، عِندما أسمع أن جيمس "يكره" ماري، كوني لا أنظر له إلا مُشتاق مُحبط في ذلك الوقت، لكن الأن أعتقد أن ماريا ما هي إلا تجسيد لزوجته في فترة مرضها، وتجسيد لمشاعره و نظرته لها في ذلك الوقت.
ماري وقت مرضها، كانت تُعاني، كما عبرت في النِهايه انها تخاف من الموت، ماريا في الجِهه الأخرى كانت تخاف من سايلنت هيل و أرادت لجيمس أن يحميها من الوحوش لذلك رافقته، ماري كانت تريد جيمس أن يكون بالقُرب مِنها أثناء مرضها، وجيمس أحس بـ "الفرض"، هذا يُفسر لِما ماريا تؤشر على الإتجاهات ليذهب إليها جيمس، كونه ينظر للإضطرار للإهتمام في زوجته وقت مرضها هو "تسلط" من ماري، بالرُغم أنهُ بديهي و مفروض عليه كمُحب و زوج لقسم الحُب في الصِحه و المرض، لذلك الإتجاهات التي تؤشر عليها ماريا دائماً صحيحه و يذهب إليها جيمس مُرغماً، ما يُثبت لي أن ماريا هي الصوره في ذِهن جيمس لماري المريضه، أن ماريا كانت أيضاً مريضه و تموت مره من المرض.
ماريا، هي الصور العديده لماضي جيمس، أنانيته، إخفاقه في الإلتزام، و ذنبه، و مشاعره تِجاه للؤلؤه التي خفق لها قلبه، فقط لإنها مرضت يا جيمس، فقط لإنها تغيرت عليك فصارت تتطلب كُل إهتمامك، لا يعني أن تخذلها، لا يعني أن لا تبقى معها وقت خوفها لتطمئنها.
لنضع أنشودة الفرح؟(إضغط على الرابط)(إسمعها مع مشاهد الصور)
لا؟ لا تنفع؟ أنشودة الفرح موسيقى "تشجيع"، هي تبدأ من الموسيقى الحزينه، لترتفع للموسيقى المُبهجه، لإنها موسيقى الصمود، لا تصف سايلنت هيل 2 إطلاقاً، كُلها ظلام، و سواد، و ضباب، و أشخاص متألمين، و شخصيات تموت، و شخصيات تقتل، وشخصيات تكذب.
الموسيقى اللي تنفع لسايلنت هيل 2، هي الموسيقى الحزينه اللي تمشي على وتيره واخده إلى النِهايه، لا تصعد، و لا تنزل، لإن سايلنت هيل 2 عن الوجود روحياً في الماضي، و الإستمرار في عيش هذهِ اللحظات المؤلمه مِراراً، بنفس مشاعرنا تِجاهها، بلا تطور.
سايلنت هيل 2، ليست حرب البقاء، بل الحرب التي موقعها في بطن الساعه ذات العقارب المتوقفه،و ينتصر فيها جيمس في قُرب النِهايه بسًرعه خاطفه، و تتحرك عقارب الساعه للامام، لو كانت ثواني، لتُجسد ضعف هذا الماضي، الذي يتلاشى بسرعه بتلاشي الأكاذيب.
سايلنت هيل 2، هي أعظم تجربه قِصصيه في تاريخ ألعاب الفيديو، النِهايه.
اللي ما لِعب اللعبه، و ما أنهاها، ليس أهلا.
تحذير!
______________________________________________________________________________________
ماذا أتكلم، عِندما اتكلم عن سايلنت هيل 2، و هل أنا سأبرع في الكلام عنها؟ هذا يخيفني، عِندما لا تعرف بماذا تتكلم عن التجربه العظيمه العبقريه التي خُضتها للتو... لكن اشياء كثيره نُسبت إلى ألعاب الفيديو و لم تكن خطأً: الألعاب تُقاس بمدى المُتعه التي تُعطيها للاعب، الألعاب طريقه رائعه للهرب من مشاكل الواقع، لكن سايلنت هيل 2 تجلب لك الواقع لكي لا تهرب عنه، المُمَثَل فيها هو الإنسان المُعقد التركيب، الذي تتعقد أفكاره و تختلط مشاعره و تتناقض و يبقى مُعلقاً في الزمن، ممن شاهد فِلم Manchester by the Sea هذهِ السنه سيُلاحظ أن مشاهد الماضي تعقُب مشاهد الحاضر بلا أي مُقدمات، و تظهر جنباً إلى جنب بنفس التركيز و الوضوح و التقديم، طريقه من الفِلم ليقول أن الماضي بسوداويته هو ما زال جُزء كبير من هذي الشخصيات و هو إجابات الحاضر أصلاً، سايلنت هيل 2 تفعل ما مُعظم ألعاب الفيديو لا تفعله و لا يجب عليها: "تحكيك" ، لترفض "إلا" أن تكون جُزءاً مِنك.
______________________________________________________________________________________
(إسمع الأغنيه)
الخطيئه
-
الذنب
-
الكُره
-
الحِقد
-
الندم
-
الموت
-
الإنتقام
-
اللوم
-
الإشتياق
-
الألم
-
الخوف
-
المُعاناه
-
الماضي
-
الكذب
-
الضياع
-
الحقيقه
_______________
SILENT HILL 2
_______________
المِرأه
أول مشهد في لعبة سايلنت هيل 2 المُتمثل في جيمس و هو ينظر لنفسه في المِرأه بوجه ليس بسعيد، المِرأه رمز، لطالما كانت علاقة "السينما" مع "الجُمهور" ترتبط بالمِرأه، الفيلم يحكي مُعاناه، يحكي شخوصاً، يحكي قِصصاً عديده أحياناً مُترابطه، جزء من هذا الجمهور سيرى نفسهُ في هذا الفيلم، سواءاً فيلم يحكي معاناه شخصيه ضد التقاليد الإجتماعيه المُحافظه، أو أباً يُصارع ليربي بناته تحت ضروف صعبه بدون تواجد الأُم، أو فيلماً يعرض شاباً و طريقه إلى الجريمه، أو يحكي ضروفاً إقتصاديه لهذا المُجتمع بأكمله، الجمهور سيرى إنعكاس واقعه و إنعكاس نفسه في هذا الفيلم ، شخصياً لم أدري عن رمز المِرأه هذا إلا من الإعاده الثانيه، تذكرت كُل شيء مر بِه جيمس في مدينة سايلنت هيل، شخصيه تحمل ذنباً ما تُدين نفسها فيه و تحمل مُعاناه هي نتاج الماضي و شخصيه تُنكر هذا الذنب و تهرب مِنه و كان هُناك الشخصيات التي تحكي مشاعره بطريقه غير مُباشره، مشاعر الإشتياق، الندم، الكُره، و رغباته، طوال رِحلة جيمس كان يرى إنعكاس ماضيه من جِهات مُختلفه و بطُرق مُختلفه، جيمس يحمل ذنباً يُراكم عليه الأكاذيب، يهرب مِن التعامل معه.
مشهد أخر للمِرأه عِندما كانت أنجيلا مُستلقيه تنظر لإنعكاس نفسها في المرأه بينما تقول لجيمس أنها تريد الإنتحار بسببٍ ذنبِ ما، أيضاً ليس رمز المِرأه هي إنعكاس واقعنا فقط، بل طريقه لتحديد كيف ترى الشخصيات أنفسها وكيف تُحدد قيمتها، جيمس وانجيلا لا يرو فائده من وجودهم مع هذا الذنب، هم يُعرفوا أنفسهم وينظرو لأنفسهم بما إرتكبوه في الماضي فقط و بما حصل، مانعين أي فتحه ليتسلل إليها حُب النفس.
الإنسان، في كُل مره يعتقد أنهُ يُذنب يُخاطر بالصوره اللتي يرى فيها نفسه.
تِلك الدقيقه، تِلك الثانيه، تِلك الساعه
هذهِ المدينه، كأي مدينه فيها المتاجر، المطاعم، الفنادق، المستشفيات، محطات بنزين، الأشياء السياحيه مِثل البحر و القوارب، عِندها هالculture اللي يتمتع فيها أي بلد و أي مدينه، إلا إنك عِندما تتجول فيها سيشعرك ضبابها بالضياع، المدينه يكسوها الضباب كُل دقيقه، مُجبراً إياي لفتح الخريطه كثيراً، لن ترى الأشياء بتفاصيلها إلا من على قُرب، عِندما تدخل مباني المدينه، لن تجد إلا الظلام ليُكمل هذاالإحساس بالضياع، جيمس لا يستطيع التفاعل مع الأبواب و أخذ الأشياء إلا ان ياتي بالكشاف في اول مبنى تدخله، لكن الكشاف يؤدي عمله لتخفيفه هذهِ الظُلمه عليك فقط، اللعبه لا يوجد فيها مسار يجعلك تعيد الكهرباء لأي من المنشئات التي تزورها كما يحصل في بعض الألعاب، لكن تُبقي الظلام، و الضياع سِمة كُل بقعه في هذهِ المدينه، أيضاً هذهِ المباني تتشابه ممراتها، تكثر أبوابها المُغلقه و المفتوحه، و تتشابه حتى أبوابها أحياناً، تِجوالي في انحاء المدينه و داخل منشأتها يغلب عليه إحساس الضياع.
المدينه مُتوقفه، في تِجوالك و عِندما ينقشع الضباب و يُظهر المزيد من التفاصيل، هذهِ التفاصيل دائماً تخلو من أي حركه، كسياره تجدها مُتوقفه عِند المحطه يظهر لي أن صاحبها كان يريد التعبئه قبل وقتٍ مضى و سيارات في المواقف يظهر لي أن أصحابها لم يشغلوها لفتره بعيده، أيضاً كابينات الهاتف المُكسره و المُدمره، و البيوت المهجوره، و أسرة المُستشف الخاليه من المريضين، و غُرف الفنادق اللي ما نزل فيها احد أيضاً لفتره من الزمن، و المطاعم و الملاهي اللي ما نِزل فيها أي couple و مهجوره، المدينه لا يوجد فيها أي حضاره، لا يوجد فيها أي بشريه، توقفت عن التقدم، كعالم أباكلوبس أكلت أشكال العيش فيه الوحوش و توقف هو أيضاً.
خلني من إيش اللي ادى هذهِ النتيجه، بشكل واضح ليست الوحوش من فعلت ذلك، لا يوجد أي بشر مأكولين، و لا يوجد أي تجارب علميه و بيولوجيه تُثبت أن الوحوش هذي هُم نفسهم البشر، و عِندما أجد مقتولين، يوضحلي إن إيدي هو من قتلهم، الخطاء العظيم هذا، فإذاً، إيش يمثلنا كُل أشكال إنعدام التقدم هذي؟ بملاحظة حالة الشخصيات، جيمس يُحاول البحث عن مفقود و إيهام نفسه أنهُ موجود، و الفتاه تُحاول البحث عن أُمها التي هي غالباً ميته و التشكي من نتائج الماضي، و جيمس كُل ما يُقابله، كُل ما يسعى إليه، هو إنعكاسات مُختلفه للماضي، لألامه و مشاعره و لرغباته، الشخصيات توقفت عن التقدم، هي لا تتذكر الماضي فقط، هي "تعيشه" "الأن" في سايلنت هيل، جيمس تُقتل أمامه ماريا ثلاث مرات، مرتين للعِقاب، و مره من المرض، لإنهُ ندم على قتله لماري و لإنهُ يظن أنهُ يستحق العِقاب، و أنجيلا ستجدها تعيش المُعامله القاسيه اللي أخذتها من والدها مرةً أُخرى، و ستجدها تُكرر ذنبها بقتلها لوالدها، و هُنا سايلنت هيل تحكي عن الموت، و تقول: هو ليس في جُثثنا الراقده إلى الأبديه، بل في أرواحنا المدفونه في عقارب الساعه!!!!
مسرحية الضباب
بعد إنتهائي من سايلينت هيل 2 أدركتُ كُل شيء، أنا ما كُنت فقط ألعب جوا زمنٍ ما، أنا كُنت ألعب في مسرح، جيمس لِه Big Role هُنا.
1.جيمس تلى علينا رِسالة زوجته الميته، بكونها تبغاه يجيها في مكانهم المُميز في المدينه.
2.جيمس في ذات المشهد يقول أن زوجته ماتت من المرض فقط.
3.جيمس في ذات المشهد يقول أن زوجته ماتت من ثلاث سنوات.
4.جيمس يظهر لنا أنهُ مشتاق لزوجته، و هو فقط يحاول المشي مع أي فُرصه لإيجادها، حتى لو كانت الطريقه مجنونه.
5.جيمس يُقنع انجيلا عن الإنتحار، بإن يقول لها أن تبحث عن أُمها الميته في مدينة سايلنت هيل.
6.جيمس يحاول أن يُقنع إيدي بألا يقتل لأسباب مِثل هذه.
بعد إعادة اللعبه، أحسست إني ألعب في المسرح، المُمثل الوحيد جيمس، و أنا اللاعب أُحركه ليُمثل في هذهِ المسرحيه، والضباب المُنقشع هو الستار التالي اللذي أُسدِل عن الفصل الأخر من المسرحيه، بما أن الضباب يُخفي علي التفاصيل البعيده، إلا من القُرب.
عِندما أتجول في سايلنت هيل، ما يجلب لي "الضياع" هو هذا الضباب، من الصعب "الرؤيه" في هذا الطقس، الذي يُحبه جيمس.
الرِساله التي تليتها علينا يا جيمس، هي جُزء من الرِساله التي أرسلتها لك زوجتك بعد موتها، و الرِساله الحقيقيه هي أكبر من ذلك بكثير و تحتوي أجزاءاً عديده و كتبتها زوجتك على أنها وصيه لها بعد الموت.، تُخبرك عن حُبها.
زوجتك لم تمت من المرض، بل أنت قتلتها، لإنها أرادت ذلك لتُنهي العذاب، و لإنك شخص أناني فيك جُزء كَرِه أخذها لحياتك و تقييدك.
زوجتك لم تمت من ثلاث سنوات، بل ماتت من سنه واحده، ما كان قبل ثلاث سنوات.. هو تِلك الليله في الفُتدق، الليله الجميله.
ماري مَرِضت بعد ذيك الأيام الجميله، و صابها مرض عُضال، و أنت لا تبحث عن هذي المريضه، بل تبحث عن ماري الجميله المُستصحه، و الدليل أن كل وِجهاتك و أهدافك في إما اليوم الجميل اللي قضيتوه أمام البحر، أو اليوم الهائل اللي قضيته في الفُندق.
لا يجب عليك أن تنصح الناس أن تنتهج نهج أكاذيبك، عِندما يريد أحدٌ الإنتحار إنصحهُ بمعالج نفسي، و ضرب من الجنون ما تفعله!
أنت تُحب ماري، لكنك أناني... و لا تكذب على نفسك، لإنك "ضائع" إذا فعلت ذلك.
اللعبه تبدأ بهذا المِقدار من الأكاذيب، و نُكمل معها لنُطارد الأكاذيب الذي صنعها جيمس، و في الوقت اللي إنتهت فيه سايلنت هيل 2، كان وقتها جيمس فقط يقول الحقيقه، يرفض عن نفسه العِقاب، و يرفض عن نفسه الألم، وقرر الحل أياً كان هذا الحل.
سايلنت هيل تحكي عن الضياع، و تقول: الضياع لا يُستبدل إلا مرةً واحده و لا ينتهي إلا مره واحده، على يد الحقيقه، التي تظهر حيه فوق جًثث الأكاذيب.
المأساه التي تلبس قِناع الجنون
هل هُناك جمال في سايلنت هيل؟ هل أستطيع أن أصف ما يمر بِه جيمس في مدينة سايلنت هيل، بالجميل؟ من أي منظورٍ تنظر له؟عِندما تعلم أن جيمس "يشتاق" إلى زوجته و يريد أن يقتنع بأي شيء لبصيص أمل صغير لوجودها من جديد في هذي الحياه، تنظر إلى الحُب، لكن تنتهي بأن تعرف بإن جيمس مُذنب بِها، جيمس قتلها، لتنظر إلى الأنانيه و نقيض الحُب، حينما ترى أن ماريا تذهب مع حِماية جيمس في المدينه، تنظر إلى إنسان لا يُحب الوِحده و يريد الرِفقه، لكن تنتهي بإن تعرف بإن ماريا هي الصوره التي كونها جيمس عن ماري المريضه، و تُقتل مرات عديده لشعور جيمس بالذنب لقتلهِ لماري، تنتهي بالنظر إلى هذا الذنب، و عِندما تراه خائفاً على الطِفله من الوحوش، و تنظر إلى التعاطف، تنتهي بإن هذهِ الطِفله تفضح أول أكاذيب جيمس، و تجدها تجسيد لـ لومهِ لنفسه، تجسيد لهذا الصوت المُزعج داخله.... لا يوجد جمال في سايلنت هيل، ما إن تبدأ بِه، ما أن تنتهي بإن تنظر إلى الماضي، بما فيه من قُبح!
إنها فقط التجربه التي تأخذك لترى الأمور بمنظور مُعين، لتنتهي بإن تراها بمنظور مُختلف تماماً، و عن المنظور، دعنا نتكلم عن نظرتنا الأولى لمشهد المقبره مع جيمس و أنجيلا، أنجيلا ترتعب عِندما ترى جيمس بشكل غريب، لا تستطيع وصف الخطر في مدينة سايلنت هيل بال"خطر"؟!! و تبحث عن أمها في المقبره التي هي من الواضح أنها ليست في المقبره، أنا لا أرى إلا الجنون الان.
مِثل زميل والتر سوليفان... والتر سوليفان الذي إنتحر في زِنزانته:
Murder Incident Article:
The police announced today that
Walter Sullivan, who was arrested
on the 18th of this month for the
brutal murder of Billy Locane
his sister Miriam, committed
suicide in his jail cell early on the
morning of the 22nd.
According to the police
statement, Sullivan used a soup
spoon to stab himself in the neck,
severing his carotid artery.
By the time the guard discovered
him, Sullivan was dead from blood
loss, the spoon buried two inches
in his neck.
An old schoolmate of Walter
Sullivan's from his hometown of
Pleasant River said "He didn't
look like the type of guy who
would kill kids.
But I do remember that just
before they arrested him he
was blurting out all sorts of
strange stuff like 'He's trying
to kill me. He's trying to
punish me. The monster...
the red devil. Forgive me. I did it,
but it wasn't me!'.
The schoolmate then added
'I guess now that I think of it,
he was kinda crazy'."
عِندما رأه زميله السابق في المدرسه، قبل أن تعتقلهُ الشرطه، أثناء ذلك، كان يتفوه بهذهِ الكلمات: "إنهُ يحاول قتلي، و هو يحاول مُعاقبتي، الوحش، الشيطان الأحمر، سامحني، لقد فعلتها، لكن لم أكن أنا!" فسر الأمور بكونهِ مجنون، إنها النظره البسيطه للأمور.
الred devil، هو الرأس الهرميه الذي يُطاردك في اللعبه، و يُقاتلك أحياناً، هذا الملف يحاول تقديمه بشكلٍ ما، على أنهُ العِقاب، مُعطياً أسباباً منطقيه لمُطاردته لجيمس فيما بعد، بما أنه يشعر أنه "يستحق" هذا العِقاب، و ظنهُ ذلك هو قادم من شعوره بالذنب.
رِحلة جيمس، فسرتلي المعنى الموجود في هذي الرِساله، و صِرت أراها بشكل واضح: بعد أن أدى الرجل فِعلتهُ بالقتل، هو "نادم" على ما إرتكب، هو "خائف" بما سينتج من ذلك!، ما قاله ليس دليلاً على الجنون! بل دليلاً على مشاعر الخوف و الندم.
و كذلِك أنجيلا، في مشهد المقبره، تعرف لاحقاً أنها كانت تتعرض لأذيه من عائلتها، أبوها كان يأذيها جسدياً و نفسياً، و أُمها تقول لها إنها بلا قيمه، هذا "يُفسر" لِما ذُعرت من جيمس في أول مره، و لما ذُعرت بطريقه غريبه من جيمس عِندما أعطتهُ السكين، و يُفسر نواياها الإنتحاريه، إلى أن يتلاشى الجنون، لتبقى المأساه، و ما هو مٌحزن... أنها تبحث عن ذات الأم التي لطالما علمتها أنها بلا قيمه!
ما هو مُحزن أيضاً.. عِندما تطلب من جيمس "يائسه" أن يُحبها و يعتني فيها و يُساعدها، و عِندما يرفض تبتعد بين النيران التي تكرهها، لِماذا؟ لإنها لا ترى أنها "كافيه"، هو شيء لم تخترهُ بالكامل، والدتها السيئه "علمتها" ذلك، والدها السيء أيضاً أفقدها الثِقه بـ "الرجل"، هي تخاف من الأخر، و ترى نفسها غير كافيه للنجاه في نفس الوقت، و عِندما رأت بصيص أمل في جيمس، جيمس كان الرجل الذي إنخدعنا نحنُ فيه، ليس مِثالا جيداً للمُحب.
تستطيع الإحساس بـ ضعفها و هي تمشي على الدرج، أستطيع رؤيتها، لا، أبداً، أستطيع الشعور بِها، أستطيع التعاطف معها و هي تقول أن حياتها كانت مِثل النار التي تمشي حولها: أنا أسف أني ظنيتكِ مجنونه، انتِ لستُ كذلك، أنتِ تُعانين... و لم تختاري! و لم تختاري!!.
المرض
لنأتي لنُحلل أحد الملفات في اللعبه:
The potential for this illness
exists in all people and, under
the right circumstances, any
man or woman would be driven,
like him, to the 'other side'.
The 'other side' perhaps may
not be the best way to phrase it.
After all, there is no wall between
here and there. It lies on the
borders where reality and unreality
intersect. It is a place both close
and distant.
Some say it isn't even an illness.
I cannot agree with them. I'm a
doctor, not a philosopher or even
a psychiatrist.
But sometimes I have to ask
myself this question. It's true
that to us his imaginings are
nothing but the inventions of
a busy mind. But to him, there
simply is no other reality.
Furthermore he is happy there.
So why, I ask myself, why in the
name of healing him must we drag
him painfully into the world of our
own reality?
إستقطبتني، لإنه يتحدث عن "عالم أخر"، إلا أنه ليس جانب أخر، هو قريب و بعيد في نفس الوقت، و لا يوجد فاصل بينه و بين العالم الحقيقي، يتكلم عنه أيضاً في سِياق المرض، قد يوجد هذا المرض في "كُل" الناس إذا تُوفرت معه الشروط المطلوبه طبعاً. و يُكمل، بكون "خيالات" هذا المريض بالنسبه لنا ليست إلا نتاج عقلٍ مشغول، لكن بالنسبه له ببساطه لا يوجد أي "واقع" غيره، فهو سعيد هُناك.
عِندما أُسقط هذا الملف، على ما جربته من سايلنت هيل 2، تظهر عِندي بعض اللحظات، الأولى، عِندما حاولت أنجيلا أن تصف الخطر الذي سيواجههُ جيمس، لم يحتج جيمس الإجابه، لأنهُ يعرفها، هو يعرف هذا الخطر قبل أن يواجهه، ما جعلني مُستغرباً أنهُ أيضاً يعبر عن عدم إهتمامه لهذا الخطر، اللحظه الثانيه، عِندما ينصح جيمس..إيدي بالخروج من هذهِ المدينه، ترى أن إيدي لا يخرج مِنها و لا يُحاول، اللحظه الثالثه، عِندما يُقنع جيمس..أنجيلا عن الإنتحار بأن يقول لها أن تبحث في المدينه عن أُمها، أن تُكمل "الحياه" لكن على ظهر هذي المدينه أيضاً، وأيضاً عِندما "تستسلم" أنجيلا كُلياً عن الحل بعد رفض جيمس لها في النِهايه، و تُكمل إلى المدينه، أو أن تحاول أن تنتحر كحل أخير للخلاص من هذهِ المعاناه.
إنهُ المرض الذي تكلم عنه الدكتور: سايلنت هيل، بالنسبه لهذهِ الشخصيات هذا المكان هو الواقع الوحيد، ستراه في أكاذيب بجيمس الذي تبقي "وِجهاته" فقط إلى مواقع إعتاد على الذهاب إليها في وقتٍ ما مع ماري، هو عِنده لا يُهمه حجم المُعاناه ما دام يُبيقيه عالقاً في الذِكريات، و بالنسبه لأنجيلا فهو المعاناه التي تكرهها لكن لا ترى نفسها تستطيع الخروج مِنها.
سايلنت هيل، هي خيالاتهم الناتجه عن عقلٍ مشغول، مشغولٌ بالماضي، و بالنسبه للشخصيات سايلنت هيل هي الواقع الوحيد.
الvideo tape
هذهِ ليست الرِحله التي سيجتمع فيها العُشاق، هذهِ ليست الرِحله التي سيُدرك البطل فيها أهمية الlet going، هذهِ ليست الرِحله التي ستُكسر فيها حدود الواقع و يسترجع الأمير أميرته بقُبله ذهبيه، هي ليست رِحلة عن الحُب إطلاقاً، و إذا كانت عن الحُب فستكون عن الصوره التي نكونها عن أنفسنا فقط، لكن ما تُمثله هذهِ القِصه هو المشهد الذي رأى فيه جيمس فِعلته، عِندما رأى بادئ الأمور، ذلك التِلفاز كان يشع مِنه النور الوحيد في تجربة جيمس في سايلنت هيل، كما لو أن أحداً صفعه، وما أقوى صفعة الحقيقه، عِندها ذلك الفُندق تغير كُل شيء فيه، أصبح التِجوال فيه يؤدي إلى "الأسفل" فـ "الأسفل" فـ "الأسفل".
هذا يُذكرني في مِنطقة السِجن، موقعها كان في "أقرب" بُقعه للجحيم، كيف وصلت لها... كان عن طريق النزول للأسفل، ثًم النزول للأسفل، ثُم النزول للأسفل، إلا أن توجهت للمكان الذي يُعاقب فيه المذنبين، كانت المرحله تأخذني إلى العديد من الحُفر التي من خلال القفز فيها أتجه أكثر للأسفل، جقيقة إيدي كانت تظهر فقط في ذلك المكان، و هو يمارس خطاياه و يُدافع عنها.
مكان الخطائين هو في أقرب نُقطه للجحيم، ليس لإنهم يستحقون ذلك، بل لإنهم يشعرون بذلك، في حالة إيدي، حتى مع لذة الخطيئه لابد أن يظهر صوت و لو كان ضعيفاً يقول له عن "حجم" خطيئته الشنيعه، لكنهُ يضل يهرب من الحقيقه، حتى لو كان إيدي لا يشعر بأي ذنب و لا يظن أنهُ يستحق الجحيم بل من أذوه فقط، لكن على الأقل، جيمس يشعر تِجاه إيدي كذلك، و لاحقاً تعرف، أن جيمس نفسه يشعر أنهُ خطاء بقدر إيدي، هو أيضاً يُعاني من قتله لماري، جيمس يرفض أن يرى نفسه غير خطاءٍ عظيم، يرى أنهُ يستحق العِقاب، الرأس الهرميه كان يُطاردك كثيراً في هذي المرحله لو كُنت تلاحظ.
لا تنظر فقط، إلى شكل المرحله، أو تصميمها، بل أُنظر إلى توقيتها، كانت بعد قتل الرأس الهرميه لماريا في المُستشفى، كان المِصعد ينزل نزولاً مع الموسيقى الهادئه و مع جلسة جيمس المُحبطه، تعرف لاحقاً أنهُ كان يصرخ ليس لماريا، بل للذنب الذي إقترفه!
لذلك، على جيمس أن ينزل، و ينزل، لأنهُ يُعاني من إحساسه بالذنب، في الفُندق، إلى أن قُتلت ماريا أمامه للمره الأخيره، و عِندها جيمس لم يحتمل، تفوه بالحقيقه، أعلن أنهُ لا يرى لنفسه العِقاب، نور الحقيقه بدأ بـ تحريره من الداخل.
عِندما حارب الوحش الأخير، و الذي كان ماري، ليس هي، بل ذنبه، عِندما جاربها.. كان في "أعلى" نُقطه في سايلنت هيل.
ماريا
إذا تحدثنا عن ما حقق جيمس في هذهِ الرِحله إلى الماضي، فهو شيئين: الحقيقه و ماريا، عِندما توجه جيمس للشاطئ اللذي إحتمل وجود زوجتهِ ماري فيه، لإنهم قضو اليوم الجميل هُناك، لم يجد أحداً غير ماريا، التي تُشبه زوجته بشكل مُتطابق تماماً، لكن هي تلبس بشكل مُختلف، تتحدث بأسلوب مُختلف، و سلوكياتها مُختلفه، و قد لاحظ جيمس هذا من نظره واحده، إلا أن يُكرر نفس المشهد تماماً معها مِراراً الذي ملخصه أنهُ يتفاجأ بكونها ماري و من ثُم يعود لإدراك أنها ليست هي بالنظر لشخصيتها فقط، و يفعلها جيمس العديد من المرات.
لننظر إلى سلوكيات ماريا، في المره الأولى التي تكلمت فيها مع جيمس، طلبت مُرافقته، و أبدتها مُصره، لكونها خائفه من الوحوش في سايلنت هيل، و عِندما تذهب معك ما هُو مُثير للإهتمام أنها "دائماً" تُشير إلى الإتجاهات لجيمس ليذهب إليها، مِثل لما أشرت على مكان هرب الطِفله، أو عِندما أشرت لجيمس لباب الحانه، و جيمس يستجيب لها مُضطراً لأنهُ فِعلاً الإتجاه الصحيح، لم أكن لأضعها كسلوك مُثير للإهتمام لولا تِكرارها الكثير في فتره زمنيه قصيره، سلوك أخر و هو عِندما تغضب على جيمس عِندما خافت وحيده و تقول: أنها لم ترى رُعباً كهذا في حياتها، لاحظت سلوكاً أخر، هو عِندما لا يستجيب جيمس لإتجاه هي قالت له أن يذهب إليه و ينظر للإتجاه الخاطئ فقط،، تبدي شعور إستغراب لما يفعله، و تنبههُ مرةً أُخرى "مُوبخه" للإتجاه الصحيح.
لننظر إلى مشاعر جيمس تِجاه ماريا، في أول مره قابلها فيها، لم يُظهر أي تعاطف لكونها وحيده، و كان أسلوبه حديثهِ معها مُنزعجاً، كأنهُ لم يكن مسروراً لرؤيتها إطلاقاً، و عِندما تموت أمامه، فإنهُ يصرخ عالياً مُعبراً عن الإحباط من موتها، عِندما يتركها وحيده، يرجع إليها.
لاحقاً، عِندما تعرف الحقيقه، تعرف أن جيمس جُزء مِنه كره ماري لإنها أخذت وقته و إهتمامه أثناء مرضها، و قتلها لسببين، الأول كونها مريضه و تُعذب و الثاني كُرههُ لسحبها لوقته، كُنت استغرب، عِندما أسمع أن جيمس "يكره" ماري، كوني لا أنظر له إلا مُشتاق مُحبط في ذلك الوقت، لكن الأن أعتقد أن ماريا ما هي إلا تجسيد لزوجته في فترة مرضها، وتجسيد لمشاعره و نظرته لها في ذلك الوقت.
ماري وقت مرضها، كانت تُعاني، كما عبرت في النِهايه انها تخاف من الموت، ماريا في الجِهه الأخرى كانت تخاف من سايلنت هيل و أرادت لجيمس أن يحميها من الوحوش لذلك رافقته، ماري كانت تريد جيمس أن يكون بالقُرب مِنها أثناء مرضها، وجيمس أحس بـ "الفرض"، هذا يُفسر لِما ماريا تؤشر على الإتجاهات ليذهب إليها جيمس، كونه ينظر للإضطرار للإهتمام في زوجته وقت مرضها هو "تسلط" من ماري، بالرُغم أنهُ بديهي و مفروض عليه كمُحب و زوج لقسم الحُب في الصِحه و المرض، لذلك الإتجاهات التي تؤشر عليها ماريا دائماً صحيحه و يذهب إليها جيمس مُرغماً، ما يُثبت لي أن ماريا هي الصوره في ذِهن جيمس لماري المريضه، أن ماريا كانت أيضاً مريضه و تموت مره من المرض.
ماريا، هي الصور العديده لماضي جيمس، أنانيته، إخفاقه في الإلتزام، و ذنبه، و مشاعره تِجاه للؤلؤه التي خفق لها قلبه، فقط لإنها مرضت يا جيمس، فقط لإنها تغيرت عليك فصارت تتطلب كُل إهتمامك، لا يعني أن تخذلها، لا يعني أن لا تبقى معها وقت خوفها لتطمئنها.
لنضع أنشودة الفرح؟(إضغط على الرابط)(إسمعها مع مشاهد الصور)
لا؟ لا تنفع؟ أنشودة الفرح موسيقى "تشجيع"، هي تبدأ من الموسيقى الحزينه، لترتفع للموسيقى المُبهجه، لإنها موسيقى الصمود، لا تصف سايلنت هيل 2 إطلاقاً، كُلها ظلام، و سواد، و ضباب، و أشخاص متألمين، و شخصيات تموت، و شخصيات تقتل، وشخصيات تكذب.
الموسيقى اللي تنفع لسايلنت هيل 2، هي الموسيقى الحزينه اللي تمشي على وتيره واخده إلى النِهايه، لا تصعد، و لا تنزل، لإن سايلنت هيل 2 عن الوجود روحياً في الماضي، و الإستمرار في عيش هذهِ اللحظات المؤلمه مِراراً، بنفس مشاعرنا تِجاهها، بلا تطور.
سايلنت هيل 2، ليست حرب البقاء، بل الحرب التي موقعها في بطن الساعه ذات العقارب المتوقفه،و ينتصر فيها جيمس في قُرب النِهايه بسًرعه خاطفه، و تتحرك عقارب الساعه للامام، لو كانت ثواني، لتُجسد ضعف هذا الماضي، الذي يتلاشى بسرعه بتلاشي الأكاذيب.
سايلنت هيل 2، هي أعظم تجربه قِصصيه في تاريخ ألعاب الفيديو، النِهايه.
التعديل الأخير: