Ash
إداري سابق
Munich
ينتابنا الخوف على سمعتنا و شكلنا الظاهري عندما نسمع أن مخرج يهودي لاسمه رنة قوية في أذن السينمائيين يريد أن يقوم باخراج حادثة ميونيخ السوداء التي أدت الى قتل احدى عشر لاعبا اسرائيليا في أولمبياد ميونخ في عام 1972, بدأت ترتفع أصوات الأقوايل و التوقعات عما سيحمله الفيلم في طياته من معنى و مضمون يخرج منه المشاهد متأثرا بما رأت عيناه في الساعتين و النصف الذي قضاها برحلة مع هذا الفيلم , صنف ستيفن سبيلبيرج واحدا من أفضل الأشخاص الذين دخلوا قائمة العظماء في تاريخ هوليوود السينمائي حيث أتحفنا بروائع لم تشهدها السينما من قبل نذكر على رأسها " قائمة شاندلر " الذي تناول معاناة الانسان اليهودي في الحياة و كيفية العيش و هو غير مرغوب به و لا وطن ليرجع له , بعد التفكير في الأمثلة التي طرحها سبيلبيرج في حياته الفنية نجد اننا جزمنا من سماع اسم " ميونيخ " أنه طعن في سمعتنا لتتحول بالنهاية لصورة وحشية لا تتقبلها النفس البشرية فيما تحمله من معان الحقد و الكراهية , فيما لا خلاف عليه هو تأثير السينما في العقول لدرجة عميقه , فتتعلم منها و تستمتع بها في نفس الوقت , فعندما يرى مسلما فيلم " الجنة الآن " و يرى فيها عظمة و قوة المسلمين و على رأسهم الجامح صلاح الدين تجد أنك تبتسم تلقائيا لأنه وفق ما يريد عقلك الباطن سماعه , فمن هنا تندرج خطورة أن يخرج فيلما من ستيفن سبيلبيرج يسيئ للمسلمين و يروج في انحاء العالم .
اعتمد المخرج ستيفن سبيلبيرج على كتاب توني كوشنير لحادثة ميونيخ و لكن أغلب اليهود لم يعجبهم هذا الشيئ بتاتا اذ قال دافيد كيمحي " مسؤول في الموساد فترة السبعينات " : " أعتقد انها مأساة ان شخصا في مكانة ستيفن سبيلبرج الذي صنع افلاما رائعة يخرج فيلما استنادا الى كتاب يقدم قصصا زائفة . " من هنا نجد النقد قد قام تجاه الفيلم و القصة التي سيرويها , لكن بعد مشاهدة الفيلم , أدركت شيئا , و هو أنني أوافق جاك إنجيلهارد فيما وصف ستيفن سبيلبيرج قائلا : سبيلبيرج يهودي و لكنه ليس صديقا لاسرائيل .
يبدأ الفيلم بمشهد تسلل فلسطينيين مسلحين الى داخل مبنى الألومبياد في ميونيخ و هجومهم على غرفة لاحدى عشر لاعبا اسرائيليا بعد منتصف الليل لتبدأ المهمة بقتلهم لاسرائيليين حاولوا المقاومة و استسلام ما تبقى منهم , بعد هذه البداية تبدأ اذاعات التلفاز و الراديو في تناقل هذه الأخبار و أثير العالم في ذلك الوقت , و تتجمع القوات الألمانية حول مبنى الأولمبياد طالبين من الفلسطينيين الاستسلام , لم يرد الفلسطينيين قتل هؤلاء اللاعبين و لكن ما يطالبون به الأن هو تحرير مئتي فلسطيني تحت الأسر الاسرائيلي في فلسطين , بطريقة فنية و رائعة من سبيلبيرج حيث جعل المشاهد يعيش و بكل واقعية هذه الأحداث و كأنك بالحقيقة في حقبة السبعينات و تتفرج على التلفاز مذهولا مما تراه , استخدام الكاميرا اليدوية في هذه المشاهد المتتالية أعطت قدرة فنية و كأنك قي هذه الأحداث الحقيقية , حتى في مشهد اجتماع المحللين السياسيين في برنامج تلفيزيوني صدقت فعلا أنه مسجل من تلك السنين , أما بعد , نشرت الوسائط خبر موتهم .. جميعا .
من هنا تبدأ قصة ميونخ حيث تتخذ الحكومة الاسرائيلية موقفها من الحدث و توظف 4 أشخاص يترأسهم " أفنر " ( ايريك بانا ) الذي كان والده بطلا اسرائيليا في يوم من الأيام , و تبدأ من هنا رحلة الانتقام و قتل احدى عشر فلسطيني في بلدان كثيرة من مثل أمستردام و بيروت و ميونيخ و باريس و نيويروك , من الصعب جدا تصوير حقبة السبعينات في جميع تلك الدول المذكورة , فذلك بالطبع يحتاج لدراسة الديكور العام لما كانت عليه البنيان في تلك الأماكن المختلفة الحضارات , فكانت النتيجه مذهله من حيث الأوتموسفير بحيث يسحرك الفيلم و يخيلك انك ترى فيلما قديما جدا من حقبة العراب الرائعة , الموسيقى كانت من أهم ما جعل الفيلم مميزا في حين لو أنها فازت بالأوسكار لوقفت مصفقا بحرارة للأكاديمية , مازلت مبدعا يا جون ويليام فأنت تستحق الترشيحات لأكثر من 10 سنوات متتالية , اذا ما تطرقنا الى المؤثرات البصرية , فنحن هنا نتحدث عن فيلم لستيفن سبيلبيرج الذي من غير وجوده لكانت السينما تأخرت كثيرا تقنيا , رائعة بحق تلك الانفجارات و الاضائة الخافته للأضواء و تطاير الدماء , و ما جعلها تزداد جمالا ذلك المونتاج الجميل الذي جمع سطور المشاهد بسلاسة و طريقة الفلاش باك العبقري , طاقم التمثيل كان رائع بحق بوجود ايريك الذي قدم أداءا أوسكاريا و أكثر من رائع , و من الجميل أيضا رؤية جريج دانييل في فلمه الأخير قبل أن يصبح العميل 007 جيمس بوند .
نأتي هنا الى الفقرة الأكثر جدلا و الأكثر انتظارا منك عزيزي القارئ , المضمون , الدين , السياسة , ما هو بالضبط موقع ميونخ من الاعراب هنا ؟
رد العنف بالانتقام , هو العنوان الفلسفي لميونخ , في بداية الأمر نرى أول ضحية من الفلسطينيين و هو كاتب أدبي يترجم رواية " ألف ليلة و ليلة " الى الايطاليا و هو في أمستردام حاليا , نراه يجلس في الشارع و يناقش الأدباء حول هذه الرواية العربية الأصيلة , و نرى الضحية الثانيه يعيش حياتا زوجية لطيفة و عائلية مع ابنته الصغيرة , فيلم ميونخ صور الانسان العربي بصورة حسنة , و لم يسيئ أبدا الى الشخصية العربية من أي اتجاه , فتراهم أشخاصا طيبين و تحزن كثيرا لموتهم بسبب فقط الاشتباه تورطهم بهذه العمليه , من ناحية أخرى ترى الفرقة " القاتلة " سعيدون جدا بقتلهم للضحية الأولى , و لكن هل هي هذه حقا فلسفة الحياة برد العنف بعنف أخر ؟ ستيفن سبيلبيرج يقف معترضا و يعطي اجابته بتقديمه لفيلم ميونيخ , هنا ترى تحليلا سيكلوجيا كاملا لشخصيات الفيلم , يريك كيف هي النفس البشرية الممتئلة بالمشاعر و العاطفة تنقلب رأسا على عقب اذ رأت بين يديه دما لا يعرف ما اذا كانت بريئة أو لا , و هذا لا يشكل أي فرق ! اذ أن بافتراض الانتقام لا يحل من القضية شيئا , هل فعلا ترتاح النفس بقتلها نفسا أخرى ؟ التدهور هو عنوان ما تبقى من حياة هؤلاء القتله , قال أحد الشخصيات لأفنر ( هذه ليست اليهودية ) بهذه الجمله يعارض ستيفن جميع ما بدر من اسرائيل من عنف و قتل و وصفهم انهم متجردين من دين , بحيث انه لا يوجد دين على مر التاريخ دعى لأي نوع من أنواع العنف , في حوار دار بين أفنر و علي المسلم في أحد المشاهد , يقول علي : سناقتل لمئة سنة لنحصل على أرضنا و نفوز , و يرد عليه أفنر : رفضنا و جردنا من جميع الأرض و لنا الحق بأرض نعيش بها , تناول سبيلبيرج الموضوع بكامل منطقيته و لم يجامل أيا من الطرفين , بل أنه ينبذ ما فعلته اسرائيل من انتقام الذي أدى لمن فعلها للجنون تحت الضغط النفسي و الحكومة لا تكترث بما قد يشعروا به بعد هذه العملية , فقد قال سبيلبيرج : " انني دائما ما اؤيد أن ترد اسرائيل بقوة عندما تكون مهددة. وفي الوقت نفسه فان الانتقام المتبادل لا يحل أي شيء... هناك مستنقع من الدماء التي سالت في عمليات القتل المتبادلة بين الطرفين لسنوات كثيرة في تلك المنطقة " , روج الفيلم في اسرائيل من قبل أيال أراد و الذي يترأس الحملات الانتخابية لرئيس الوزراء و كانت النتيجه الكثير من الانتقادات ضد سبيلبيرج بوصفه أنه متعاطفا مع القضية الفلسطينية , و قالت الأرملة لانا * زوجة لاحدى الضحايا الاسرائيلية * : بالنسبة لي كان المهم عندي ان الفيلم لا يتعدى على ذكرى الرياضيين المقتولين ولا على اسرائيل بأي سوء " و "لو أن سبيلبرج يريد تشويه صورة إسرائيل لضمن الفيلم حادث ليلهامر .. لا تبالغوا في تحليل فيلم سبيلبرج .
نشكر لك عزيزي القارئ على القراءة و لكن ان لم تشاهد الفيلم بعد فالأفضل ألا تقرأ السطرين القادمين .
و مما يجعل الفيلم كما وصفه ستيفن أنه " رسالة من أجل السلام " , انتهت حياة بعض أفراد الفرقه سواء بالموت و الانتحار لخضوع حياتهم تحت الأحداث النفسية التي مروا فيها بحياتهم , حتى أفنر الذي ترك المهمة في منتصفها و أصحبت حياته مشابهة للجحيم لفترة الى ان هاجر هو و زوجته و طفلته الرضيعة الى أميركا و جعل اسرائيل جزأ من الماضي لا يعود اليه بالمستقبل أبدا .
مازال هذا العجوز يتحفنا بتحفه الدرامية و استحق الفيلم الـ 5 ترشيحات في الأوسكار بغض النظر أنه ظلم بسبب قصيته السياسية الحساسه , و لكنه و بشهادة النقاد , ميونيخ من أفضل ما قدم سبيلبيرج في تاريخه السينمائي و درسا آخر في رقي السينما .
9,25/10
و شكرا .
ينتابنا الخوف على سمعتنا و شكلنا الظاهري عندما نسمع أن مخرج يهودي لاسمه رنة قوية في أذن السينمائيين يريد أن يقوم باخراج حادثة ميونيخ السوداء التي أدت الى قتل احدى عشر لاعبا اسرائيليا في أولمبياد ميونخ في عام 1972, بدأت ترتفع أصوات الأقوايل و التوقعات عما سيحمله الفيلم في طياته من معنى و مضمون يخرج منه المشاهد متأثرا بما رأت عيناه في الساعتين و النصف الذي قضاها برحلة مع هذا الفيلم , صنف ستيفن سبيلبيرج واحدا من أفضل الأشخاص الذين دخلوا قائمة العظماء في تاريخ هوليوود السينمائي حيث أتحفنا بروائع لم تشهدها السينما من قبل نذكر على رأسها " قائمة شاندلر " الذي تناول معاناة الانسان اليهودي في الحياة و كيفية العيش و هو غير مرغوب به و لا وطن ليرجع له , بعد التفكير في الأمثلة التي طرحها سبيلبيرج في حياته الفنية نجد اننا جزمنا من سماع اسم " ميونيخ " أنه طعن في سمعتنا لتتحول بالنهاية لصورة وحشية لا تتقبلها النفس البشرية فيما تحمله من معان الحقد و الكراهية , فيما لا خلاف عليه هو تأثير السينما في العقول لدرجة عميقه , فتتعلم منها و تستمتع بها في نفس الوقت , فعندما يرى مسلما فيلم " الجنة الآن " و يرى فيها عظمة و قوة المسلمين و على رأسهم الجامح صلاح الدين تجد أنك تبتسم تلقائيا لأنه وفق ما يريد عقلك الباطن سماعه , فمن هنا تندرج خطورة أن يخرج فيلما من ستيفن سبيلبيرج يسيئ للمسلمين و يروج في انحاء العالم .
اعتمد المخرج ستيفن سبيلبيرج على كتاب توني كوشنير لحادثة ميونيخ و لكن أغلب اليهود لم يعجبهم هذا الشيئ بتاتا اذ قال دافيد كيمحي " مسؤول في الموساد فترة السبعينات " : " أعتقد انها مأساة ان شخصا في مكانة ستيفن سبيلبرج الذي صنع افلاما رائعة يخرج فيلما استنادا الى كتاب يقدم قصصا زائفة . " من هنا نجد النقد قد قام تجاه الفيلم و القصة التي سيرويها , لكن بعد مشاهدة الفيلم , أدركت شيئا , و هو أنني أوافق جاك إنجيلهارد فيما وصف ستيفن سبيلبيرج قائلا : سبيلبيرج يهودي و لكنه ليس صديقا لاسرائيل .
يبدأ الفيلم بمشهد تسلل فلسطينيين مسلحين الى داخل مبنى الألومبياد في ميونيخ و هجومهم على غرفة لاحدى عشر لاعبا اسرائيليا بعد منتصف الليل لتبدأ المهمة بقتلهم لاسرائيليين حاولوا المقاومة و استسلام ما تبقى منهم , بعد هذه البداية تبدأ اذاعات التلفاز و الراديو في تناقل هذه الأخبار و أثير العالم في ذلك الوقت , و تتجمع القوات الألمانية حول مبنى الأولمبياد طالبين من الفلسطينيين الاستسلام , لم يرد الفلسطينيين قتل هؤلاء اللاعبين و لكن ما يطالبون به الأن هو تحرير مئتي فلسطيني تحت الأسر الاسرائيلي في فلسطين , بطريقة فنية و رائعة من سبيلبيرج حيث جعل المشاهد يعيش و بكل واقعية هذه الأحداث و كأنك بالحقيقة في حقبة السبعينات و تتفرج على التلفاز مذهولا مما تراه , استخدام الكاميرا اليدوية في هذه المشاهد المتتالية أعطت قدرة فنية و كأنك قي هذه الأحداث الحقيقية , حتى في مشهد اجتماع المحللين السياسيين في برنامج تلفيزيوني صدقت فعلا أنه مسجل من تلك السنين , أما بعد , نشرت الوسائط خبر موتهم .. جميعا .
من هنا تبدأ قصة ميونخ حيث تتخذ الحكومة الاسرائيلية موقفها من الحدث و توظف 4 أشخاص يترأسهم " أفنر " ( ايريك بانا ) الذي كان والده بطلا اسرائيليا في يوم من الأيام , و تبدأ من هنا رحلة الانتقام و قتل احدى عشر فلسطيني في بلدان كثيرة من مثل أمستردام و بيروت و ميونيخ و باريس و نيويروك , من الصعب جدا تصوير حقبة السبعينات في جميع تلك الدول المذكورة , فذلك بالطبع يحتاج لدراسة الديكور العام لما كانت عليه البنيان في تلك الأماكن المختلفة الحضارات , فكانت النتيجه مذهله من حيث الأوتموسفير بحيث يسحرك الفيلم و يخيلك انك ترى فيلما قديما جدا من حقبة العراب الرائعة , الموسيقى كانت من أهم ما جعل الفيلم مميزا في حين لو أنها فازت بالأوسكار لوقفت مصفقا بحرارة للأكاديمية , مازلت مبدعا يا جون ويليام فأنت تستحق الترشيحات لأكثر من 10 سنوات متتالية , اذا ما تطرقنا الى المؤثرات البصرية , فنحن هنا نتحدث عن فيلم لستيفن سبيلبيرج الذي من غير وجوده لكانت السينما تأخرت كثيرا تقنيا , رائعة بحق تلك الانفجارات و الاضائة الخافته للأضواء و تطاير الدماء , و ما جعلها تزداد جمالا ذلك المونتاج الجميل الذي جمع سطور المشاهد بسلاسة و طريقة الفلاش باك العبقري , طاقم التمثيل كان رائع بحق بوجود ايريك الذي قدم أداءا أوسكاريا و أكثر من رائع , و من الجميل أيضا رؤية جريج دانييل في فلمه الأخير قبل أن يصبح العميل 007 جيمس بوند .
نأتي هنا الى الفقرة الأكثر جدلا و الأكثر انتظارا منك عزيزي القارئ , المضمون , الدين , السياسة , ما هو بالضبط موقع ميونخ من الاعراب هنا ؟
رد العنف بالانتقام , هو العنوان الفلسفي لميونخ , في بداية الأمر نرى أول ضحية من الفلسطينيين و هو كاتب أدبي يترجم رواية " ألف ليلة و ليلة " الى الايطاليا و هو في أمستردام حاليا , نراه يجلس في الشارع و يناقش الأدباء حول هذه الرواية العربية الأصيلة , و نرى الضحية الثانيه يعيش حياتا زوجية لطيفة و عائلية مع ابنته الصغيرة , فيلم ميونخ صور الانسان العربي بصورة حسنة , و لم يسيئ أبدا الى الشخصية العربية من أي اتجاه , فتراهم أشخاصا طيبين و تحزن كثيرا لموتهم بسبب فقط الاشتباه تورطهم بهذه العمليه , من ناحية أخرى ترى الفرقة " القاتلة " سعيدون جدا بقتلهم للضحية الأولى , و لكن هل هي هذه حقا فلسفة الحياة برد العنف بعنف أخر ؟ ستيفن سبيلبيرج يقف معترضا و يعطي اجابته بتقديمه لفيلم ميونيخ , هنا ترى تحليلا سيكلوجيا كاملا لشخصيات الفيلم , يريك كيف هي النفس البشرية الممتئلة بالمشاعر و العاطفة تنقلب رأسا على عقب اذ رأت بين يديه دما لا يعرف ما اذا كانت بريئة أو لا , و هذا لا يشكل أي فرق ! اذ أن بافتراض الانتقام لا يحل من القضية شيئا , هل فعلا ترتاح النفس بقتلها نفسا أخرى ؟ التدهور هو عنوان ما تبقى من حياة هؤلاء القتله , قال أحد الشخصيات لأفنر ( هذه ليست اليهودية ) بهذه الجمله يعارض ستيفن جميع ما بدر من اسرائيل من عنف و قتل و وصفهم انهم متجردين من دين , بحيث انه لا يوجد دين على مر التاريخ دعى لأي نوع من أنواع العنف , في حوار دار بين أفنر و علي المسلم في أحد المشاهد , يقول علي : سناقتل لمئة سنة لنحصل على أرضنا و نفوز , و يرد عليه أفنر : رفضنا و جردنا من جميع الأرض و لنا الحق بأرض نعيش بها , تناول سبيلبيرج الموضوع بكامل منطقيته و لم يجامل أيا من الطرفين , بل أنه ينبذ ما فعلته اسرائيل من انتقام الذي أدى لمن فعلها للجنون تحت الضغط النفسي و الحكومة لا تكترث بما قد يشعروا به بعد هذه العملية , فقد قال سبيلبيرج : " انني دائما ما اؤيد أن ترد اسرائيل بقوة عندما تكون مهددة. وفي الوقت نفسه فان الانتقام المتبادل لا يحل أي شيء... هناك مستنقع من الدماء التي سالت في عمليات القتل المتبادلة بين الطرفين لسنوات كثيرة في تلك المنطقة " , روج الفيلم في اسرائيل من قبل أيال أراد و الذي يترأس الحملات الانتخابية لرئيس الوزراء و كانت النتيجه الكثير من الانتقادات ضد سبيلبيرج بوصفه أنه متعاطفا مع القضية الفلسطينية , و قالت الأرملة لانا * زوجة لاحدى الضحايا الاسرائيلية * : بالنسبة لي كان المهم عندي ان الفيلم لا يتعدى على ذكرى الرياضيين المقتولين ولا على اسرائيل بأي سوء " و "لو أن سبيلبرج يريد تشويه صورة إسرائيل لضمن الفيلم حادث ليلهامر .. لا تبالغوا في تحليل فيلم سبيلبرج .
نشكر لك عزيزي القارئ على القراءة و لكن ان لم تشاهد الفيلم بعد فالأفضل ألا تقرأ السطرين القادمين .
و مما يجعل الفيلم كما وصفه ستيفن أنه " رسالة من أجل السلام " , انتهت حياة بعض أفراد الفرقه سواء بالموت و الانتحار لخضوع حياتهم تحت الأحداث النفسية التي مروا فيها بحياتهم , حتى أفنر الذي ترك المهمة في منتصفها و أصحبت حياته مشابهة للجحيم لفترة الى ان هاجر هو و زوجته و طفلته الرضيعة الى أميركا و جعل اسرائيل جزأ من الماضي لا يعود اليه بالمستقبل أبدا .
مازال هذا العجوز يتحفنا بتحفه الدرامية و استحق الفيلم الـ 5 ترشيحات في الأوسكار بغض النظر أنه ظلم بسبب قصيته السياسية الحساسه , و لكنه و بشهادة النقاد , ميونيخ من أفضل ما قدم سبيلبيرج في تاريخه السينمائي و درسا آخر في رقي السينما .
9,25/10
و شكرا .