طيب أحد يقنعني ليش هاللعبة ما فازت بجائزة أفضل art direction في حفل TGA الأخير؟! لأن يا للهول رسوماتها جميلة جداً جداً!
طيب أحد يقنعني ليش هاللعبة ما فازت بجائزة أفضل art direction في حفل TGA الأخير؟! لأن يا للهول رسوماتها جميلة جداً جداً!
هاللعبة مست و أضفتها لقائمة الأولويات عندي لألعاب الأندي، الموضوع بالمناسبة رائع و عندك أسلوب رهيب في كتابتك ^^
يب هذا النوع من التجارب هو المفضل عندي على الاطلاق بفئة العاب الاندي.تجربة تذكرني بانسايد وجورني وليمبو و ABZU
وأين القصة من كل هذا
أفضل تجاوز هذا الرد لمن لم ينهي جولات قصة جريس بعد.. لأن التالي سيكون حرق لقصتها الإنسانية.
جريس فتاة تعيش على هامش ذكريات فقدان والدتها (التمثال يشير للأم)، خسارتها أدى لدخولها في مرحلة اكتئاب وحزن مما تسبب بفقدانها صوتها.. وجمال الحياة. غياب الألوان ورماديتها يبرز في بداية اللعبة مقدار الألم والعزلة التي تعيشها جريس.
تتشجع، وتقرر النهوض.. لتواجه هذا الألم. فتصطدم بعقبات ورياح تحاول ثنيها عن التقدم مع استخدام مكثف للون الأحمر على مرأى العين، هي في حالة غضب من فقدان عزيز عليها.
تبدأ جريس بالتعرف على مخلوقات أخرى وتكسب صداقتهم، تتذكر بأنها ليست وحيدة في هذا العالم، هنالك أصدقاء مستعدون للتضحية من أجلها. تكتسب الحياة اللون الأخضر هذه المرة ليدل على التفاؤل التي تمر به جريس.
تفاؤلها ينسيها أحزانها، فتتراقص فرحًا لظنها بأنها خرجت من سجن العزلة والحزن، وحتى تظهر تلك المشاعر بشكل صادق، تم استخدام اللون الأصفر هذه المرة ليكون رمزًا لضوء الشمس الذي ينشده كل سجين في الحياة.
لكن جريس.. أليس مواجهة تلك المشاعر أفضل من الهروب منها..؟
فيهطل المطر عليها من كل حدب وصوب، ولطالما كانت الزرقة والماء دليلًا على شعور العزلة والاكتئاب. تغوص جريس في الأعماق، تغوص أكثر.. وأكثر في مواجهة ذاتها. كائن أسود يلاحقها، لكن الأمل ينقذها في نهاية الطريق.
اختلاف النهار لليل، مرحلة يجب أن ترسم فيها جريس طريقها وتعيد اكتشاف نفسها وسط الظلام. تستعيد صوتها.. وتكون منطلق لبداية جديدة لها.
لكن....... ما زالت جريس لم تتقبل فقدان والدتها بعد.
قبل رحيلها، تحتاج لمواجهة أخيرة حاسمة ضد ما سبب لها هذا الألم، تحتاج لأن تعيد شتات روحها كما كانت. تواجه.. تتسلق ذلك التمثال.. أو بالأحرى ما تبقى منه.. ثم تبدأ بالغناء مرة أخرى.. يتحطم ذلك السواد المعتم.. يعود التمثال كما كان.. تنتشر الألوان والحياة في كل مكان.. يعيدها التمثال مكانها.. فتكون تلك إشارة لها لبداية جديدة.
وهكذا تعلمت جريس من رحلتها قبول فقدها والدتها.
قصة جريس ليست من وحي الخيال، جريس هي أنا، أنت، هو، هي.. وكل من عليها؛ لأن جميعنا فقدنا ما هو عزيز على الأنفس. جريس موجودة في كل واحد منا يعيش في رفوف الذكريات ويتردد في مواجهة آلامه ومصاعبه. جريس هي مثال على وجود الأصدقاء في حياتنا وسعيهم لمساعدتنا وحمل الأثقال عنا. جريس هي رسالة تشجع على مواجهة أحزانك وذكرياتك المظلمة، تحديك لكل صعب في الحياة، ومقاومة الحواجز في قبول الواقع والتقدم عوضًا عن الوقوف على الأطلال.
جريس هي رسالة إنسانية.