Kain
رحمك الله يا أبي
ظهر لاحقا العملاق ليس له مثيل من حيث الحجم والطول. انه سلف العمالقة "يمير" ومعه كائن حي اخر هو البقرة أودهملا الذي كان يتغذى عل لبنها
أنجب يمير بوري الذي هو سلقة آلهة إسكندنافية جميعا، وقد أنجب العمالقة أيضا
تزوج بوري وأنجب بور الذي هو والد أودن، فيلي، وفي
لقد نضج الثلاثة رؤوا حقيقية لعالم بين لهب موسيبل المستعر وظلمة نيفلهايم الأبدية، انه عالم موحش وخطير، كل من العالمين بأس وتعيش ويمثل الموت والنهاية بالنسبة لهم، الأشقاء الثالثة كانوا محاصرين بين عالمي النار والضباب.
أتفق الأشقاء أودن، فيلي، وفي على فعل ما ينبغي فعله لتشكيل العالم جديد وبداية الحياة والمضي نحو المستقبل.
لابد من فعل ما يجب. لقد قاموا بفعلتهم وقتلوا العملاق يمير!
يبدو انه لا مناص من تلك الفعلة الشنيعة، تشكيل العوالم الجديدة جديد يتطلب ذلك، موت عملاق الذي سيجعل الحياة كلها ممكنة
تم طعن عملاق العملاقة العظيم يمير وتمزيقه، من جثته التي انهمر منها الدم صنعوا المحيطات، ومن لحمه صنعوا التربة والأشجار، من عظام بنيت الجبال والتلال. حتى أسنان العملاق لم تسلم من بطش أودن واخوانه وتم تهشيمها في معركتهم معه واستخدامها لتكوين الحصى والصخور والرمال!
البحر كان دم يمير، والسماء هي جزء من جمجمة العملاق والسحاب هو كتل من مخه، ومن رموشه صنعوا حاجزا في منتصف العالم يمنع تسرب العمالقة اليه وسموه " ميدغارد", حيث يعيش البشر.
يا ترى ما الذي يفكر فيه يمير الان بعد هذه الواقعة؟
انها قصة مختصرة من الأساطير الإسكندنافية لنستهل بيها موضوعنا الشيق.
بشتاء فيمبولوينتر العظيم تبدأ علامات أزمنة النهاية، هذا الشتاء المريع ذو البرد القارس الي لن يعقبه أي ربيع أو دفء اخر، هذا الشتاء الأبدي سيملئ الأرض بالجوع والبرد والحروب العظيمة.
انه زمن الفوضى، سيقاتل الأهل بعضهم البعض والأشقاء سيقتلون الاشقاء وسيفترس الناس بعضهم يعض كذئاب تنهش بعضها.
الأرض ستدمر والمساكن ستحرق عن بكرة ابيها، سينتهي كل شيء كحطام ورماد. حياة تعيسة في انتظار من تبقى من البشر.
لا أستطيع تخيل كيف سيعيش بقية جنس البشر في اهوال هذه الأحداث المروعة، الشمس ستختفي من السماء بفعل الذئب فرنير، وحتى القمر سيختفي معها، لن يتبقى شيء لرؤيته لا نجوم ولا ضوء ليجلب الأمل لهذا العالم، فقط ظلام أبدي يتغلل في الهواء، كالضباب.
اما شتاء فيمبولوينتر المريع فهو لا يرحم، رياح قاسية، برد قارس بشكل لا يمكن تتخيله وصقيع بارد لدرجة انه رئتيك ستؤلمك كلما تنفست، حتى الدموع في عينك ستتجمد. انه شتاء مريع لن يعقبه أي فضل اخر.
وستستمر المأساة مع الزلازل العظيمة التي ستهز اركان الجبال وسترتجف أعظم قمم الجبال امامها وتنهار، الأشجار والمباني والقرى والمدن كلها ستصبح رمادا.
هذه الزلازل العظيمة ستفك قيود الذئب العظيم فنرير، سيتحرر الذئب الغاضب وعيناه تملئهما النيران المستعرة وسيلتهم كل شيء بفكيه!
سيحل الدمار أينما حل الذئب فرنير. لكن هذا ليس كل شيء فأخوه ثعبان ميدغارد المدعو يُورْمُونْغَانْدر سيسبب فيضانات وسيرتفع مستوى البحر ويغطي معظم اليابسة، سيتحرك الثعبان الضخم بغضب نحو الأرض والسموم تنفث من فمه في الهواء كرذاذ لتقتل كل الطيور وتسيل السموم من انيابه لتقتل كل الكائنات البحرية.
لا حياة في البحر بعد الان، فقد ماتت كل الحيتان والأسماك والوحوش البحرية، ولم يتبقى منها سوى الجثث المتعفنة لهذه الكائنات.
من السماء سيقطون كمذنبات ملتهبة لتشهد صراخ اطفال ميدغارد. أبناء عالم موسيبل المكتسي بالنار سيهبطون من السماء، بقيادة القوي سورتر عملاق النار العظيم الذي سيحرق بسيفه المستعر بنار تشع نورا لا ينطفئ، سيعبرون جسر بيفروست وسيتداعى جسر بيفروست اثناء عبورهم ليصبح رمادا منثور بلون الرماد بدل ألوان قوس قزح المشرقة
وحتى الموتى سينهضون من عالم هيل ليلتحقوا بهذه المعركة
ستقاتل القوات موسيبل بقيادة العملاق سورتر الملتهب من جهة وعمالقة الصقيع من جهة أخرى، الذئب فرنير معهم مع اخوه ثعبان ميدغارد يورمنجاندر، والأموات معهم واخرين.
انهم التشكيلة المثالية لأسوا كابوس قد تواجهه الالهة الإسكندنافية القديمة بقيادة أبو الجميع اودن والقوي ثور.
انها ليست مجرد المعركة الأخيرة لتحديد المصير، انها ام المعارك واخر معركة سيشهدها العالم!
بالطبع هذه قصص من الأساطير الاسكندنافية ولا نعلم حقا ما تخبئه لنا ملحمة إله الحرب: راڠـــنَـــروك.