"حكاية مُترَنِمي عَائلة تراب" هي رواية أشهر من نارٍ على علم، كتبت فيها المغنية والروائية "ماريا أوجوستا تراب" حكايتها كاملة،
منذ ولادتها على القطار، وحتى وصولها للشعبية والشهرة في أنحاء المعمورة.
الرواية تعد من أفضل ماخرج الأدب النمساوي في حكاية فيها الكثير من المعاني وتصف المجتمع النمساوي بشكل جميل،
وما يزيد بهاء ذلك هو كون الروائية والعائلة محافظئين للغاية، ومتقيدين بالتعاليم المسيحية أشد التقيد، وكانوا يتم أتخاذهم كمثال يُحتدى به.
وبالطبع كان لمسرح التحف العالمي وأستديو نيبون نصيبه من إقتباس هذه التحفة وتحويلها نحو وسط الرسوم المتحركة...
أكثر ما أبهرني حينما شاهدت العمل هو إحتفاظ الفريق بالتعاليم المسيحية بشكل لم أتوقعه من عملٍ عائلي،
العمل غليظ من هذه الناحية، ويتجاوز مجرد "أسطر" من الأنجيل متلوة بين الحين والأخر، بل يذهب للعديد من العقائد والتبيينات.
كعادة تُحف نيبون العمل لا يخيب الظن، "إيصال المشاعر" هنا يبرز أكثر من أي شيء أخر،
على الرغم من كون بعض الكلمات بسيطة ولكن ملامح الشخصيات، وطرق حركتها توقع في قلبك أكثر من الخطابات البراقة.
الرتم القصصي فيه مشاكله، ولكنه بلا شك ممتاز، خصوصًا أنه هذه المرة يتلو قصة متتالية بأحداث مترابطة،
وليس محض حياة يومية كما أعتدنا من أعمال الأستديو، والتوجهات القصصية في العمل مذهلة فعلًا بالمواضيع التي يقتبسها !
شخصيات الأطفال الستة مميزة، والبناء القصصي والخلفيات لكل شخصية أدت دورها بشكل مناسب،
أعتقد أن جميع الشخصيات "بإستثناء هانس" تم تقديمها بصورة تحتمل قالبين وتمييز كل القالبين بشكل يفهمك لماذا فعل كذا ولماذا لم يفعل.
من المجتمعات الأرستقراطية إلى الكنائس الإنعزالية، العمل قدم فترة الثلاثينات بأفضل شكلٍ ممكن،
والأحداث الأخيرة حقيقة لولا أنها مقتبسة من قصة حقيقة لقلت "لماذا تم تقديمها هكذا ؟"...
أحببت العمل ؟ نعم، ولكن لدرجة متوسطة، توقعته حقيقة أفضل ولكنه لا يزال عملًا ممتازًا،
وأستغرب من ذم أخواتي المستمر له ولمستواه الممل، في النهاية كان تجربة مميزة بطابع خلّاب.