يمكازي
Hardcore Gamer
مقالة جميلة من أخونا حسين الموسى - hussien-11 -، قبل قليل أنهيتها. حبيت أفتح لها موضوع لان النقاش في المنتدى أسهل عن الموقع .
لي رد لاحقا أن شاء الله، حسين أنت ضربت الجرح، خصوصا في نقطة متوسط التقييم، 8= لعبة جيدة و 9= لعبة ممتازة، على العموم نتابع في رد لاحق.
تحية طيبة نقدمها إلى قراء موقع تروجيمنج الأعزاء، لنفتتح بهذا هذه القضية الحساسة التي أحببت أن أطرحها عبر هذه الزاوية الجميلة في الموقع، و التي تمنح الكاتب فرصة للتواصل ذهنيا بشكل أكبر مع القارىء، و طرح ما يجول بذهنه وخاطره كما يشاء .
بداية أود القول بأنني لطالما عشقت متابعة ميديا و إعلام العاب الفيديو جيمز منذ الصغر، عندما كنا نحصل على بعض المجلات المترجمة باللغة العربية، في زمن سبق زمن و عصور الانترنت و انفتاح الانترنت، في تلك الأيام الجميلة ، كنا نستمتع كثيرا عندما نقرأ التقارير و المعلومات و المراجعات عن ألعابنا المفضلة، بعد هذه الحقبة و مع وصول شبكات الانترنت إلى معظم البيوت ، بدأت بمتابعة مواقع الألعاب المختلفة بنهم شديد، كنت و ما زلت قارئا نهما، و امتازت تلك الحقبة ( بداية الألفية ) بوجود عدد كبير من الكتاب المخضرمين، في تلك الأيام كان التقييم المرتفع لا تحصل عليه إلا لعبة عظيمة تستحقه، الفرق كان يبدو واضحا بين عمل و آخر للقارىء، كنت تشعر بأنه يمكنك الاعتماد على تقييمات هذه المواقع لشراء الألعاب.
لكن الأمور تغيرت كثيرا في الزمن الحالي، لو قمنا بإلقاء نظرة على إعلام الأنواع الأخرى من الفنون، كما هو الحال مثلا في الأفلام أو الموسيقى، سنجد الكثير من النقاد المحترفين و الصارمين، سنجد بأن النقاد يستعملون سلم الدرجات بشكل منطقي تماما ، الفيلم المتوسط يحصل على 5 من عشرة ، الفيلم الجيد يحصل على سبعة ، الفيلم الممتاز يحصل على ثمانية والفيلم الأسطوري الذي لا يكرر قد يصل إلى 9 أو يتجاوزها بقليل، أما الفيلم سيء سيحصل على أقل من 5 ( الدرجة المتوسطة رياضيا و حسابيا )
ماذا عن ألعاب الفيديو ؟ اللعبة المتوسطة تحصل على 8 من 10 ، اللعبة الجيدة تحصل على 9، اللعبة الممتازة تحصل على 9.5 ، أما اللعبة التاريخية و العظيمة فيجب أن يخترعوا لها مقياسا آخر لأن الـ9.5 والـ10 لم تعد بذاك التاثير ! نعم هذا هو حال إعلام ألعاب الفيديو غير الاحترافي، و الذي لا يوجد به نقاد محترفون و متخصصون بهذا المجال، حيث أن أغلبهم يقوم بمراجعة الألعاب و الكتابة عنها كعاشق و محب لها و ليس كناقد يقدم النصيحة للآخرين ، و بالتالي لا تشاهد أو ترى سرد و ذكر حقيقي لعيوب الألعاب ووقوف على مستواها، و انما تشاهد المديح و التمجيد بدلا من تحليل مستوى اللعبة بالشكل الصحيح، على أية حال .. ما هي الأسباب التي أدت إلى تدهور مستوى إعلام ألعاب الفيديو، للدرجة التي تجعل اللاعبين يفقدون الثقة بهذا الإعلام، و للدرجة التي تجعل بعض الإعلاميين أنفسهم يسخرون من من هذا الإعلام ( حقيقة حصلت أكثر من مرة ) بعدم احترافيته ؟ إليكم الأسباب التالية من وجهة نظري المتواضعة :
* عاطفة جمهور ألعاب الفيديو : جمهور ألعاب الفيديو دائما عاطفي و لا يقبل أن تحصل لعبته المفضلة على أقل من تقييمات مرتفعة ، و لا يرضى بغير المديح لها ، بغض النظر عن مستوى اللعبة العام لما هو متواجد في السوق، و لا يستطيع أن يتقبل أو يتفهم أي تقييم مختلف أو أقل من الآخرين، على العكس تماما من جمهور الأفلام و الموسيقى، حيث يتقبل هذا الجمهور النقد و يكون سعيدا عندما يحصل فيلم يحبه على ( مثلا ) تقييم 7.5 أو 8 من عشرة ، لأن هذا التقييم يعني فيلم عالي القيمة بشكل كبير للغاية ، و حتى تقييم 6 يستطيع تقبله و يعرف لماذا حصل الفيلم على هذا التقييم بالرغم من إعجاب الجمهور به ، أما جمهور ألعاب الفيديو اذا أحب لعبة لا يقبل لها تقييما أقل من شبه الكمال، و في هذه الحالة ستحصل جميع الألعاب على علامات شبه كاملة ، و بسبب طبيعة هذا الجمهور والضغط الذي يمارسونه على مواقع ألعاب الفيديو، بدأت معدلات و علامات الألعاب بالارتفاع، حتى أصبحت بالوضع السيء التي هي عليه اليوم.
* عدم احترافية النقاد : القليل من نقاد الفيديو جيمز من يعرف أهمية مهنته و يعطيها حقها الأمثل، أما الأغلب فيغلب لديهم صوت العاطفة على صوت المنطق، و هذا لأنه لا يوجد “ناقد” ينتقد “الناقد” .. لا يوجد في الفيديو جيمز نظير لحفل الأوسكار أو الجولدن جلوب، لا يوجد هيئات أو لجان احترافية و لا يوجد أي جهة تستطيع أن تقيم عملك كناقد لألعاب الفيديو باحتراف، و بالتالي سنجد بأن محرري و نقاد ألعاب الفيديو هم الأقل احترافا من بين جميع أصناف الميديا الأخرى.
* التأثير الدعائي : لا نريد هنا أن نتهم الآخرين، لكن أكثر من موقع كبير و مشهور تعرض لفضائح من تقاضي الأموال و الدعايات المنشورة التي تغطي هذه المواقع، و في مقابلها يقوم الموقع برفع درجة التقييم بشكل خبيث و غير مبالغ به كنوع من الدعاية الإضافية لهذه الألعاب، هذا أمر سيء جدا و له تأثير سلبي بالغ الأثر ككل ، و بالتأكيد نحن في زمن تسيطر فيه المادة و النقود على كل شيء ، حتى على الإعلام و آراء الناس ، في الواقع أنا أرى بأن هذه النقطة تحديدا هي أكثر ما أثر بشكل سلبي على مستوى الإعلام الخاص بألعاب الفيديو في الفترة الأخيرة، الشركات لا تريد ان تخسر من الألعاب التي دفعت ملايين الدولارات على تطويرها، و لذلك خداع الناس و شراء التقييمات هو أسهل طريقة لمزيد من التسويق الإضافي لهذه الألعاب.
نحن هنا في تروجيمنج اخترنا الطريق الأصعب، اخترنا أن نقدم للقارىء المعلومة الوافية والتجربة الصادقة، و أن نمنح اللاعب الكمية السليمة من المعلومات حول ما ينبغي معرفته من إيجابيات و سلبيات للألعاب المختلفة، نحن اخترنا أن نستعمل مقياس التقييمات كمقياس من واحد إلى عشرة، وليس كمقياس من ثمانية إلى عشرة كما يفعل الغالبية ، فهذا هو الطريق الذي يرضينا كلاعبين أولا قبل أي شيء آخر، عندما أرغب بشراء لعبة و أدفع عليها مبلغا كبيرا من المال، فأنا أريد أن أعرف كل ما يمكن أن يعجبني أو لا يعجبني في هذه اللعبة.
فماذا عنك عزيزي القارىء ؟ هل تلاحظ ما لاحظته حول مستوى إعلام الفيديو جيمز ؟ هل ترى بأن هذا الإعلام مشكلة ؟ و اذا كان جوابك نعم ، فلماذا، و كيف يمكن التغلب على هذه المشكلة ؟
لي رد لاحقا أن شاء الله، حسين أنت ضربت الجرح، خصوصا في نقطة متوسط التقييم، 8= لعبة جيدة و 9= لعبة ممتازة، على العموم نتابع في رد لاحق.