FANTASTIC DREAM
sugar man, colors to my dreams
أقتبس ردك لأشارك رأيي بهذا الخصوص، وإلّا أنا معك ومع من يتفق معك، لكن لا بأس من بعض الزيادة.
------
أرى كثيرًا أن بعض الناس يسوء حاله عندما يجد نفسه غير قادرٍ على التعبير عن حبه من خلال الكلمات (أحبك وأشتاق إليك وما اشتق منها ممّا يُطيب القلوب والخواطر). الحب ليس شرطًا أن يكون عبارات من هذا القبيل، بل إنه من المعروف الآن أن بعض الأشخاص تأثير الكلمات عليهم محدود، وربما من يتابع الميديا الغربية له معرفة مسبقة بما يُقال من باب السخرية من النساء اللاتي يتصفن بالحساسية المفرطة (ليس ما قُلت ولكن كيف قلته/الطريقة التي عنيت بها ذلك)، والتي يُمكن أن تُعكس أيضًا، كألّا تصل الكلمة قلب المتلقي بسبب الطريقة التي قيلت بها.
هناك كتاب يتحدث عن هذا الأمر (لغات الحب الخمس) الذي يأخذه الكثيرون كمصدرٍ في بناء علاقات متينة قائمة على الحب، لكن فكرته بسيطة مبنية على فكرة أن كل شخصٍ له لغة حبٍ مختلفة، فلا يكفي أن تكون لك لغتك الخاصة وإنما تفهم لغة الطرف الآخر.
من هذه اللغات ما هو قائم على الكلمات والثناء وإبداء الإعجاب وغير ذلك، ومنها ما هو قائم على الأفعال والإهداء.
ردي هنا يسير في نفس الطريق وليس تسويقًا للكتاب، لا حاجة لقراءة الكتاب ولا للتوقف عن البحث عن الوصول لدرجة تجعل الأشخاص قادرين على التعبير عن حبهم من خلال الكلمات، إلّا أن من يجد صعوبة في ذلك، عليه أن يعلم أنه يمكن أن يعمل على أوجه الحب الآخرى، من أبسط الأشياء كفتح الباب لمن تُحب، لنفض الغبار عن لباس أحدهم، أن تشكر الشخص عن علمٍ نافع مهما كان صغيرًا... وكلها تعبير عن الحب، وفي حالات آخرى، يصل التعبير للحب حد التضحية، فلا يحتاج لكلمة أحبك، ومنه ما يُذكر في باب: تضحيات الآباء والأمهات في سبيل إسعاد الأبناء.
أردت أن أذكر بعض النماذج الحية معنا لهذا النموذج الجميل للحب في المنتدى، لكن بعضٌ منه متعلق بحياة الأعضاء الشخصية، لهم حق المشاركة وليس لي حق النقل، لكن هناك فعلًا بعض الأعضاء ألتمس فيهم تعبيرًا صادقًا جميلًا للحب لأصحابهم وأهاليهم، خاصة منهم أبناء هنا، وهذا تلميح وياله من تلميح P:
من أجمل أوجه الحب المُرتبطة بالدين والثقافة العربية التي تُوصف بالدفء، الدعاء، كيف انتقل الدعاء لطريقة لمُشاركة الحب واستقباله، لا أعلم، لكنها طريقة عزيزة عندي وربما لم يجد أحدٌ غيرنا طريقًا للحب أسهل من هذا.
مثلا، أنا أحب إذا ما طلب مني شخص أن أدعو له، وأراه تعبيرًا عن الحب يُسعدني كثيرًا.
- لا تنسني من دعائك.
- دعواتك ياخالد.
- "الله يسمع منك"
بل تُشعرني كلمة "آمين" بإطالة أولها بامتنان وحُب صاحبها، وكأنه ضَمنِ الاستجابة. والأمر في الاتجاه الآخر كذلك، أن تدعو بصدق لمن تُحب، بالتوفيق، بالشفاء، بالنجاح... هذا تعبير صارخ للحب حينما تُفقد القدرة على المُساعدة: أحبك، ولكن ما عندي شيء أنفعك به إلّا دعائي.
هذه ربما الطريقة المفضلة عند العرب (لم أرى من المسلمين من غير العرب إلّا توظيفا محدودًا بحكم اللغة فحكمت على العرب والمتحدثين بالعربية) وخاصة عند الأباء والأمهات والجدود والجدات، وأعتقد أنه يسهل لأي شخصٍ أن يلمس حب الآخرين وصدقه من خلال طريقة الدعاء.
أيضًا، حب بعض الناس لا يكتمل إلّا بالفعل، من العادي جدًا أن تجد جدة هزيلة الجسد تطبخ حساء لحفيدها وتُجهد نفسها لتحمله إلى صالته حيث يتفرج، هذا المشهد قد يكون مُحرجًا عند البعض، شابٌ وتجعل جدتك تخدمك؟ لكن عندما تقلب الأمر، تجد أنها طريقتهن المفضلة في التعبير عن الحب، في الرعاية والاعتناء، لطالما أن الأمر برضاها، فكن متأكدًا أنها تُريد أن تسمع: أجهدتِ نفسك، أطال الله في عمرك، وأي تعبير يُشبهه، فهكذا تقيس حبك وهكذا تُقدم حُبها.
لأختم، التعبير عن الحب واستقبالُه مغروس في كل أمر وفعل، جِد ما أنت ماهرٍ فيه، فهناك من يتثاقل قول كلمة أحب وأشتاق إليك، وهناك من يجد صعوبة في الإهداء وعرض المساعدة، ولكل شخصٍ ما تعود عليه واعتاده. ولك اختبار جميل، في تفاعلك مع الأشخاص، لاحظ أوجه تعبيرهم عن الحب، بعيدًا عن عبارة أحبك، سترى الدُنيا مُختلفة.
عيشوا بحب، أحبكم في الله، مُحدثكم شخصٌ ممتن لا يعرف كيف يُعبر عن حبه بلا إطالة.
- خالد
انا لغة الحب خاصتي هي اللكم
*مزحة