okomarok
Hardcore Gamer
ما أول ما يخطر ببالك عندما أذكر كلمة RPG؟ حصون وفرسان وأميرات؟ أقزام وعمالقة وعفاريت؟ ربما سحرة ومشعوذات وتنانين؟ أو رحلة خيال علمي نحو المجرات والسدم البعيدة؟ Xenoblade Chronicles ستأخذك لما هو أبعد من ذلك، فالعالم في هذه اللعبة عبارة عن محيط ضخم لا نهاية له. عملاقان جباران هما كل ما يسكنه، عالقان في معركة أزلية انتهت بموت كليهما وبقاء أجسادهما الضخمة شاهدة على الملحمة الأسطورية. آلاف من السنين خلت، فظهرت الحياة على الجثتين الهامدتين. فالأول، الـBionis، احتضن عليه حياة عضوية، منها كائنات عاقلة كالـHoms والـNopon، و أخرى تجول الأرض تتبع غريزتها، المسالم منها وكذلك العدواني الشرس. بينما في الجهة الأخرى، على الـMechonis ازدهرت حياة ميكانيكية آلية، ككائنات الـMechon، العدو الأول لشعوب الـBionis.
القصة تبدأ بمعركة ملحمية بين شعوب العالمين، نسخة مصغرة للأسطورة القديمة التي انتهت بسيف الـMechonis مخترقا جسد الـBionis تاركا جسرا عظيم الحجم يربط بينهما، تدور فوقه هذه المعارك بين الـHoms والـNopon من جهة، والـMechon العدوانية من جهة أخرى. نتعرف في بداية اللعبة على Dunban، جندي مغوار من الـHoms له القدرة على حمل سيف الـManado، سيف يقال أنه أقدم من كل شعوب العالمين، ويمتاز بأنه السلاح الوحيد القادر على اختراق أدرع الـMechon الصلدة.
تنتهي المعركة بفوز شعوب الـBionis وتمر الأسابيع والأشهر، لنرى Dunban من جديد يتعافى من المعركة التي أنهكت قواه. هنا نتعرف على بطل اللعبة، Shulk، شاب باحث يقوم باستكشاف ألغاز سيف الـManado وأسراره الدفينة. Shulk يعيش في المستعمرة التاسعة، مدينة بناها شعب الـHoms الشبيه بالإنسان أسفل ساق الـBionis. تعيش المستعمرة التاسعة حياة طبيعية، فالتجول فيها يأخذك إلى الأسواق المزدهرة و الأحياء المزدحمة و الحدائق الهادئة. لكن الأمر لم يطل، فالحقد و الضغينة في قلوب الـMechon جعلاهم يشنون عدوانا مباغتا على المدينة. يحاول Dunban حمل سلاح الـManado من جديد ليحمي مدينته من الهجوم لكنه لم يتعاف بعد من معركته القديمة، و في لحظة خطر، لا يجد Shulk مفرا إلا أن يأخذ السيف و يحاول حماية مدينته بنفسه، السلاح الذي عرف بين الـHoms أن كل من يحمله ينتهي به الأمر ضعيفا خائر القوى كما حدث مع Dunban الذي خسر ذراعه اليمنى.
هنا المفاجأة، إذ يتمكن Shulk لسبب ما من حمل السيف بكل سهولة ويسر. بل وأكثر من هذا، فخلال معركته مع الـMechon يكتشف قدرة جديدة لهذا السلاح العجيب، فهو يمكنه من رؤية المستقبل و توقع حركات الأعداء. المعركة الآن أصبحت أسهل والكفة تميل لصالح البشر، على الأقل حتى وصول Mechon غريب وفريد من نوعه. هذا الوحش الذي ظهر فجأة يمكنه الكلام كالبشر، يمكنه أن يفهم ويحلل ويخدع ويمكر. الإسم الذي أطلقه بطلنا على هذا الوحش الغريب هو Metal Face أو الوجه الحديدي.
تنتهي المعركة بعد بعض الأحداث المأساوية ما يدفع Shulk و صديق طفولته Reyn لبدء رحلة لاستكشاف أغوار الـBionis وإيقاف الحرب التي لا تزال تحصد الأرواح بدون مبرر. الرحلة ستأخذ أبطال اللعبة في مغامرة غير اعتيادية، فكلما أخذت القصة منحى معينا ومتوقعا، تنقلب رأسا على عقب، الشيء الذي سيحدث مرارا وتكرارا خلال اللعبة التي ستزور فيها أماكن ساحرة الجمال و شعوبا وأعراقا مختلفة الثقافات و التقاليد. ستكون صداقات وتحالفات وتقابل أعداء أشاوس. القصة قد تبدو عادية ومهضومة ومبتذلة في أولى ساعاتها، لكنها سرعان ما تنعطف بشكل غير متوقع وتصبح مغامرة لن تنساها وواحدة من أفضل القصص التي مرت علي في تاريخ ألعاب الفيديو.
خلال رحلتك بعالم Xenoblade Chronicles ستتعرف على عدد من الشخصيات التي ستنضم لفريقك، كل له دوافعه وأهدافه، بدءا من البطل، وريث سلاح الـManado. ـShulk يتميز بشخصية هادئة، يرجح كفة العقل، محب للسلام ويرفض قتل أعدائه مهما كانت أيديهم ملطخة. شخصيته مختلفة كثيرا عن ما هو معتاد من أبطال الألعاب ''الذين يعرفون كل شيء'' هنا بطلنا متواضع و ستجده دائما يضحي ويرمي بنفسه إلى التهلكة إن كان ذلك يعني سلامة أصدقائه.
من بين هذه الشخصيات نجد أيضا Reyn سالف الذكر، شخصية مرحة بروح صبيانية متهورة أحيانا. هناك Sharla، من المستعمرة السادسة ومحترفة أسلحة القنص، تلعب دور الأخت الكبرى في الفريق وتقدم الدعم المعنوي لكل من يحتاجه و ستكون مفيدة جدا في المعارك خصوصا بالبداية. من الشخصيات نجد أيضا Riki، من صنف الـNopon الشبيه بالأرانب (إلى حد ما). رغم أن Riki تجاوز الثلاثين من عمره و رغم أن له عائلة كبيرة من الـ’’Littlepons’’، إلا أن الكل يحكم عليه بناء على مظهره الظريف و شخصيته الطفولية حكما خاطئا، على الأقل حتى تبدأ المعركة! هناك عدد من الشخصيات الأخرى التي ستنضم لفريقك خلال اللعبة ستتعرف عليها و تبني معها علاقات وتوطد معها صداقات. ومع نهاية الرحلة ستشعر أنك تودع مجموعة من الأصدقاء الذين قضيت معهم وقتا طويلا ومغامرة لا تنسى.
العلاقات والصداقات لا تنتهي هنا، فكل شخصية تحمل اسما في اللعبة هي شخصية حقيقية، لها أهداف وصداقات ونزاعات وعائلة وعمل وغيره. و كلما ساعدت المزيد من الأشخاص من خلال المهمات الجانبية التي يفوق عددها الأربعمائة إلا و صارت لك سمعة أفضل في المدينة التي ينتمون إليها ما يساعدك على الحصول على المهمات الأفضل والأطول والتي تتراوح من تلك التي تطلب منك القضاء على وحش معين أو الحصول على item ما، إلى تلك التي تقدم قصصا جانبية طويلة نسبيا وتنتهي بالكشف عن المزيد من أسرار العالم الدفينة.
هذا العالم سيقدم لوحة غنية ومتنوعة من الجمال الأخاذ والألوان الزاهية والخيال الفريد من نوعه. فلا يسعني أن أمدح بما فيه الكفاية رونق اللعبة وروعة مناظرها، وإعادة إصدارها على الـSwitch نفخ فيها روحا جديدة كانت بأمس الحاجة إليها، فكل من الخامات والإضاءة والتفاصيل وغيرها تمت عصرنتها وجعلها أكثر إبهارا وجمالا. حتى الشخصيات تم تزويدها بـModels جديدة أقرب لرسوم الأنمي من الوجوه "الواقعية" التي احتوتها نسخة الـWii. وصراحة أعتقد أن هذا التغيير كان في محله لأن هذه الشخصيات تبدو أكثر حياة وتعبيرا (وحتما أقل إخافة). واللعبة التي كانت أصلا معجزة على جهاز الـWii بسبب طموحها العالي وبيئاتها الضخمة باتت الآن آية في الجمال. أماكن مثل "أهورا Satorl" المتلألئة أو "بحر Eryth" الهادئ أو "جبال Valak" الغامضة ستسحرك وتجعلك تقع في حب كل واحد منها، بل وتأخذك بغتة أحيانا كما كان الحال عندما زرت "أهوار Satorl" نهارا فاستقبلني مستنقع موات، كئيب الألوان، لا روح فيها ولا جمال، لكن كل هذه المشاعر تبددت فجأة حال بدأت الشمس في لم أشعتها، وانقلب النهار ليلا، فبات المكان لوحة آسرة من ضباب Ether زاهي الألوان، وأشجار أوراقها من لآلئ من ضوء ونور، وموسيقى ساحرة من أجمل ما سمعت على الإطلاق. بكل بساطة هذه لعبة عنوانها الخيال والعظمة. فكما رأينا الخيال في ألوان العالم وبيئاته الساحرة وأجوائه الفريدة، فهذه اللعبة ستذكرك في كل الأوقات بحجمك الضئيل مقارنة مع شساعة سهولها وجبالها وغاباتها وكهوفها. ففي النهاية، كل شيء يحدث على جثة العملاق الميت الـBionis، وفي أي لحظة يمكنك تحريك الكاميرا إلى الأعلى لتراه متجهما عالقا في معركته الأزلية مع الـMechonics الذي يتراءى من الجانب الآخر بأعينه المشعة غضبا وحنقا وكأنما تحاول اللعبة أن تذكرك بهدفك الأخير في كل الأوقات. بل وتذكرك أيضا من حيث أتيت ومن حيث بدأت رحلتك العظيمة. فإن كنت تذكر، المغامرة تبدأ بالمستعمرة التاسعة أسفل قدم العملاق، ومع تقدمك في اللعبة ومرورك بأماكن جديدة، يمكنك أن تنظر لأسفل فترى تلك القرية التي كانت يوما عنوانا للشساعة والمساحة قد غدت مجرد نقطة صغيرة لا معنى لها أمام عظمة حجم الـBionis. بل ويمكنني أن أقول أنني استمتعت بالبحث عن حلقات الوصل الصغيرة هذه التي جعلتني أقدر حجم الجهد المبذول على تفاصيل العالم الدقيقة وارتباط كل المناطق ببعضها البعض. (بالحديث عن المستوى التقني، فرغم طموح الفريق إلا أن اللعبة تعاني في بعض الأحيان للإبقاء على دقة ثابتة وفي بعض الأحيان تصبح الأمور.. قبيحة، خصوصا في وضع المحمول. تجربتي عموما كانت في وضع المنزلي واللعبة لا تعاني كثيرا هنا لكن مع ذلك عيوب الدقة ستظهر من حين لآخر.)
في سياق الحديث عن عالم اللعبة و مناطقها لا بد أن أذكر أن لكل بيئة مميزاتها، وحيشها ونبيتها. فخارج القرى و المدن الضخمة تجول الحيوانات البرية من أصغرها في حجم الأرانب إلى أكبرها بحجم الديناصورات، ولا بد أن أشير إلى العدد الهائل منها وتصاميمها الجميلة والفريدة. المثير للاهتمام أنها ليست كلها عدوانية، فمنها تلك التي تعيش حياتها بسلام دون أن تتفاعل مع اللاعب إلى أن يهاجمها، هناك تلك التي تدافع عن صغارها، وهناك تلك العدوانية تنقض عليك لحظة رؤيتك. لكن يمكنك بكل سهولة التفريق بينهم من خلال مؤشر يخبرك بالفرق بين تلك التي تريد العيش بسلام و تلك التي تريد جعلك وجبة سهلة لها. إضافة إلى هذا، في كل منطقة ستجد مجموعة من الوحوش بمستوى (Level) مقارب لك، لكن أخرى ستكون بعيدة كل البعد عنك، و الخيار لك، فإما أن تأخذ التحدي و تحاول القضاء عليها (سيكون صعبا جدا في بعض الحالات) و إما أن تتركها لوقت لاحق. هناك أيضا ''الوحوش المميزة''، تلك التي ليس لها إلا نسخة واحدة منها في العالم بأكمله وغالبا ما يكون القضاء عليها صعبا لكنها تترك غنائم قيمة إن كنت على قدر التحدي.
نأتي الآن إلى نظام القتال، فبحكم كونه واحدا من الفرق المحترفة و الذائعة الصيت في مجال الـRPG، إذ عمل على سلسلتي Xenosaga وXenogears، فقد قدم فريق Monolith Soft واحدا من أمتع أنظمة القتال في ألعاب الـRPG وأكثرها عمقا، نظام وجدت نفسي أكتشف أسرارا جديدة فيه طول اللعبة وحتى بعد مواجهتي للزعيم الأخير! لا بد أن أشير أيضا أنه للوهلة الأولى وبالنظر لأي شاشة لعب فقد تبدو الأمور معقدة مع كثرة الأرقام و الكلمات والرموز والألوان، لكن اللعبة تقدم نظاما تسلسليا لتعلمك كل شيء فيها قطرة قطرة بل وتعطيك القدرة على إعادة استعراض هذه الـTutorial حال وجدت نفسك محتارا أو أمام تقنية شائكة.
اللعبة من نوع Action-RPG أي أنه يمكنك التحرك بحرية في المعركة أو حتى مغادرتها إن شئت، أما الهجمات فتتم بشكل تلقائي دون تدخل من اللاعب و تحدث بعض الضرر البسيط. اللاعب يجب أن يركز على الحركات الخاصة، أوالـArts كما سميت، فمنها الهجمات الفيزيائية المشار إليها بالأحمر، والزرقاء للدعم والعلاج، والقرمزي للـEther (مرادف السحر في هذا العالم)، والأبيض للـTalent Art (المميزة للشخصيات) إضافة إلى ألوان أخرى لكل منها مميزاتها ستتعرف عليها وتتقن استخدامها مع تقدمك في اللعبة. أيضا، أعلى الشاشة ستجد عارضة بثلاث نقاط، ما إن تمتلئ إحداها حتى يمكنك استخدامها لاستعادة عضو من أعضاء الفريق الذي خسر كل نقاط حياته، وإن امتلأت ثلاثتها يمكنك القيام بهجمة متسلسلة (Chain Attack) تجعل الـArts أكثر قوة خصوصا لو استعملت تلك من نفس اللون بشكل متتابع، تقنية ستسهل كثيرا القضاء على بعض الوحوش القوية إن أحسنت استغلالها لكنها تجعلك أمام خطر خسارة المعركة إن سقط أحد أعضاء فريقك بعدها.
هل تذكرون القدرة على النظر للمستقبل؟ حسنا، المطورون قاموا باستغلال هذه النقطة بشكل ذكي وجعلوها جزءا من المعركة هي الأخرى، فأحيانا ستراودك رؤى مستقبلية لهجمة يخطط عدوك لاستعمالها (هجمة قد تقضي على كل أعضاء الفريق بضربة واحدة!) و ما يجب عليك فعله هو أن تستعمل Art مضادا للهجمة التي سيتم استعمالها وإنقاذ فريقك، الشيء الذي سيجعلك تشعر بسعادة كبيرة عندما تنجح في صد ضربة قوية كان من الممكن أن تنهي المعركة لصالح الجانب الآخر.
عدد من العوامل الأخرى ستتحكم في قوة ضرباتك وخصوصا الـChain Attacks، فنجد مثلا الأحجار الكريمة أو الـGems التي تعطيك قدرات خاصة ويمكن إيجادها في كل مكان باللعبة سواء بالطبيعة أو في مقالع خاصة بها أو كهدية لإتمام المهام الجانبية، و يمكنك حتى أن تأخذ أحجارا ضعيفة وتدمجها لتحصل على أخرى أقوى، طبعا هذا سيعتمد على علاقة أفراد فريقك ببعضهم البعض وهو الشيء الذي سيؤثر أيضا على مجرى المعارك ما قد يجعل الهجمات أسرع و أكثر تأثيرا وفعالية. العلاقة بين الشخصيات تؤثر أيضا في شجرة المهارات، فلكل شخصية مجموعة من المهارات الخاصة بها (نقاط خبرة أكثر عند نهاية المعارك، هجمات أقوى خلال الليل، إلخ)، وعند تطوير علاقات الشخصيات ببعضها، يمكنها أن "تعير" بعض مهاراتها الخاصة ما يجعل المعارك أسهل بكثير و غنائمك منها أفضل. يمكنك تطوير هذه العلاقات من خلال أماكن معينة في العالم تحمل رمز ''من القلب إلى القلب'' حيث تتحدث شخصيتان مع بعضهما وتصيران أقرب لبعضهما بعد المحادثة سواء سلبا أو إيجابا، يمكنك كذلك تطويرها من خلال المعارك عن طريق مساعدة أعضاء فريقك أو إنبائهم عن رؤيا مستقبلية ليتمكنوا من حماية أنفسهم وصد الضربة وغيرها من الطرق الكثيرة جدا لفعل ذلك.
أخيرا يجب أن أشير إلى مستوى الصعوبة في اللعبة، فهي ليست بالصعبة ولا السهلة، هناك بعض الأماكن التي ستتمكن من عبورها بكل سهولة، بينما أخرى ستجعلك تحاول اتخاذ طرق و استراتيجيات جديدة لعبورها. لكن التحدي الأكبر بالنسبة لي كان بعض الزعماء إضافة إلى بعض ''الوحوش المميزة''، فأحيانا تكون لعدوك قدرة خاصة تجعل كل هجماتك غير مفيدة إلا إذا قمت بشيء معين، ما يجعلك تفكر في طريقة مختلفة عن المعتاد لتجاوزهم باستثناء زعيم معين قرب نهاية اللعبة والذي افتقر للتوازن إلى حد ما. عموما ستقدم لك اللعبة مستوى جيدا من التحدي، خصوصا لو كان مستواك أقل من أعدائك.
واحد من أقوى النقاط في اللعبة هو موسيقاها، التي مهما بالغت في وصفها فلن أتمكن من إيصال الصورة الحقيقية عنها، لأن Xenoblade Chronicles تحمل في طياتها واحدا من أفضل الألبومات في تاريخ الألعاب بدون مبالغة. فكم مرة وجدت نفسي أقف في أهوار Satorl ليلا أحدق في الأشجار المضيئة بينما المقطع الأثيري "Satorl Marsh (Night)" من إبداع Manami Kiyota يملأ المكان. أو لحن "You Will Know Our Names" الحماسي الذي ينذرك باقتراب وحش قوي جدا من تأليف الثلاثي ACE+. اللعبة ستقدم نفسها بشكل قوي جدا من ناحية الموسيقى و ستدرك ذلك من اللحظة التي تشغلها فيها، سهل شاسع مخضوضر، سحاب أبيض ناصع أو نجوم كالثريا تزين السماء، سيف الـManado فاقع الألوان مغروسا في الأرض، عبارة Xenoblade Chronicles بخط عريض، وموسيقى "XC - Main Theme" الساحرة تذكرنا بكل من موسيقى شاشة البداية بلعبتي Kingdom Hearts وFinal Fantasy XV، كيف لا و أحد مصممي الموسيقى بهذه اللعبة هو العبقرية Yoko Shimomuraـ ! هذه اللعبة ستقدم كوكتيلا من الأنغام تتراوح من تلك الهادئة بكمانها وأوتارها كلحن '' Valak Mountain'' الذي يوحي بالعزلة والوحدة وزمهرير البرد، إلى تلك الملحمية المرافقة للمقاطع السينمائية والمعارك كـ''XC – Unfinished Battle''، إلى مقاطع الـRock التي ستوقظ الأدرنالين بداخلك وتجعلك متحمسا للقضاء على العدو الذي يمثل أمامك مثل ''Mechanical Rhythm''. كل هذا ليس إلا جزءا من الجانب الصوتي الذي تم إتقانه باللعبة كالتمثيل الصوتي البريطاني الممتاز الذي سيرافقك طيلة الرحلة وخلال بعض المهمات الجانبية و كذلك المؤثرات الصوتية المعتادة كأصوات الضربات و الحركات وأصوات الطبيعة.
اللعبة التي ستأخذ منك قرابة السبعين ساعة لتنهي القصة لوحدها وأكثر من مائة وخمسين ساعة للحصول على كل شيء هي بحق واحدة من أفضل ألعاب الـRPG التي يمكنك إيجادها اليوم في السوق سواء كنت من محبي هذا النوع أو كشخص يرغب في تجربة جديدة ومختلفة. Monolith Soft اهتم بكل جوانب اللعبة من قصة و عالم و شخصيات ونظام قتال وموسيقى وصقلها بشكل يجعلها تضاهي بعضا من أعرق الألعاب من هذا النوع جودة، وأثبت نفسه كأحد أقوى الفرق في الصناعة وأمهرها في حياكة العوالم وموازنة ميكانيكات اللعب وخلق القصص العظيمة. ولهذا لا يسعني إلا أن أحيي كل من عمل على هذه اللعبة وأن أنصح أي شخص يرغب في تجربة لن ينساها بخوض هذه المغامرة الأسطورية وواحدة من أقوى عناوين الـRPG في تاريخ الألعاب.
Xenoblade Chronicles: Definitive Edition - 9.8/10
