MaXsPoT
Casual Gamer
مانقا، مانجا، مانغا، Manga، マンガ、漫画، عندما نقرأ أو نسمع هذه الكلمة بالغالب يتبادر على ذهننا رسومات غير ملونة، ربما نتذكر عمالقة مجلة شونين جمب الثلاثة، ون بيس، ناروتو، و بليتش. أو اذا كنت متابعين السينن قد تتذكر بيرسيرك، أو فتيان القرن العشرين وغيرها من الأعمال.
لكن في البداية، ما هي المانقا؟
حسب أحد الكتاب يقول ان أساس المانقا والرسوم الهزلية "الكوميكس" هي الرسوم المتتابعة، والتي تحتوي على نص مكتوب عادة. كاتب آخر يدعى شينمورا عرّف المانقا أنها صور مرسومة باسلوب بسيط و ظريف وتتسم الفكاهة والمبالغة، أو كـ كاريكاتير الهدف منه الانتقاد والتهكم من المجتمع، مكتوبة كشكل قصة من عدة صور ومحادثات. هذا التعريف تمت كتابته سنة 1991، قد لا يصف بشكل تام المانقا الحالية بشكل دقيق.
كلمة Manga أدرجت أيضاً للمعاجم الانقليزية، مثل معجم Merriam-Webster.
هذا المقال سيتطرق إلى بعض الأحداث التاريخة والأشخاص المهمين الذين كونوا المانقا الحديثة التي نعرفها حاليًّا.
بداية المانقا: القرن الثاني عشر- اللفائف
يرجح البعض أن بداية جذور المانقا ترجع للقرن الثاني عشر للميلاد، من خلال اللفافات، والتي جاءت بدورها من الصين لليابان، و كان يستعملها الكهنة البوذيون كتمائم ولأسباب دينية بشكل أساسي. أهم هذه اللفافات هي الـ'شوجو جينبوتسو قيقا' Chōjū-jinbutsu-giga 鳥獣人物戯画 أو شوجو قيقا باختصار، والتي يقال أن الذي رسمها يدعى توبا سوجو Toba Sōjō 鳥羽 僧正 ، لكن البعض يشك في ذلك لأن اسلوب الرسم يختلف في بعض أجزاء اللفافة.
يمكن سألت نفسك "شوجو قيقا، كأني سمعت هذا الاسم من قبل؟"، احتمال سمعته من أنيمي أو مانقا ناروتو، لأن ساي يستعمل تقنية بهذا الاسم.
ومثل تقنية ساي، لفافة شوجو قيقا تحتوي على حيوانات، لكن في مشاهد فكاهية أبطالها أرانب، قرود، و ثعالب.
لكن ما المهم في هذه اللفافة؟ ولماذا تعتبر بداية المانقا؟
السبب هو أن هذي اللفافة يظن أنها التي بدأت اسلوب الرسم القصصي المستعمل في المانقا حاليا، أحدها هو اسلوب القراءة من اليمين الى اليسار، والذي لا يزال يستعمل الى اليوم في المانقا.
كانت هذه اللفائف تستعمل من قبل الكهنة حصراً، لكنها خرجت للعامة لاحقاً وبدأت بالانتشار وازداد المحتوى التي تستعمل لأجله كقصص الشياطين.
التحول الأول: القرن السادس عشر والسابع عشر- الرسم بالألواح الخشبية
جاءت فترة سلام في اليابان خلال عهد التوكوقاوا والذي استمر من سنة 1600 الى 1867. هذه الفترة أعطت فرصة لليابانيين بالتفرغ للفنون، و ظهر اسلوب رسم جديد يدعى أوكيو إ 浮世絵 Ukiyo E، والتي تعني حرفيًّا "صور العالم الطافي"، الـ 'إ' تعني لوحة بالياباني، فسنقرأها بكثر في هذا المقال. الأوكيو إ استعملت اسلوب جديد للرسم، باستعمال الطباعة بالألواح الخشبية، والذي جعل انتشارها أسرع.
هذه الرسومات أثّرت على تدوين الحياة والحضارة اليابانية، وأحد الأشياء المشهور التي دونتها هو حي يوشيوارا 吉原 Yoshiwara، والذي كان ملاذ الترفيه لليابانيين للأغنياء
"ايه نفس الحي الموجود في قينتاما"
اسلوب الرسم والتدوين لم ستعمل الخانات الرسومية بالضرورة، لكن اسلوب ملاحظة ورصد الحياة اليومية وجعلها رسوم لا يزال الى الآن يستعمل في المانقا.
القرن السابع عشر شهد ظهور أحد أهم الرسامين اليابانيين، والذي يدعى كاتسوشيكا هوكوساي Katsushika Hokusai 葛飾 北斎.
قد لا تعرفه بالاسم، ولكن بالتأكيد قد رأيت أحد أهم أعماله، الموجة الكبيرة في كاناقاوا، لأنها موجودة ضمن الإيموجي في الجوالات.
هوكوساي مهم لهذا المقال، لأنه كما يُنقل، هو أول من استعمل المصطلح ’مانقا’ كتسمية لفنه الذي يستعمل خطوط قليلة لرسم شخص أو مشهد المعنى الحرفي لكلمة مانقا التي استخدمها هو ’الرسومات الغريبة’. هوكوساي قام بتجميع رسوماته وبيعها كـ15 مجلد باسم ’مانقا هوكوساي’ 北斎漫画 في سنة 1814.
بعض المؤرخين يقولون ان أول استعمال لكلمة مانقا لم يكن من قبل هوكوساي، بل خلال فترة 1770-1779، لكن لم تتوفر مصادر للتأكد.
من هذا ظهر اسلوبين فرعيين لمجلدات الرسوم، الأول هى توبا إ Toba e 鳥羽絵 نسبة الى توبا سوجو من الجزء الأول من هذا المقال لأن يستعمل اسلوب رسم مشابه، يحتوي على 20 الى30 رسمة في المجلد.
رسمة توبا إ لـ Utagawa Hiroshige
الاسلوب الثاني يدعى كيبيوشي 黄表紙 Kibyoushi والذي كان يعرف بغلافه الأصفر. كان أكثر شهرة من الـ توبا إ وعكسه، احتوى على قصص مطولة، عادة من القصص الخرافية من كتب الأطفال، أو قصص عن الحياة اليومية باسلوب تهكمي.
غلاف وصفحات من الكيبيوشي
من الصور نرى انه يشبه الى حد ما المانقا الحالية من ناحية كتابة النصوص.
التحول الثالث: القرن التاسع عشر- دخول الغرب
قد يكون هذا أهم حدث في تاريخ المانقا، ففي عام 1853 أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية العميد ماثيو بيري Matthew Perry(لأ، مو ماثيو بيري اللي في Friends) ليفتح تجارة اليابان مع الغرب، وبحكم ان الحكومة اليابانية كانت ضعيفة في ذلك الوقت قبلت بالتجارة، رغم وجود مقاومة شديدة من قبل اليابانيين الذين يريدون الحفاظ على تقاليدهم من تدخل الغرب.
ماثيو بيري الغلط
ماثيو بيري اللي نقصده
رسمة يابانية لماثيو بيري
لاحقاً أتت الرسوم الغربية لليابان، أحد أهم الأشخاص الذين جلبوا الرسوم الغربية هو البريطاني تشارلز ويرقمان Charles Wirgman والذي كان يعمل مراسل لصحيفة Illustrated London News في اليابان. قام تشارلز بتأسيس مجلة كرتونية تدعى جابان بانش Japan Punch في يوكوهاما Yokohama، مستلهماً الفكرة من مجلة الأصلية Punch التي كانت تنشر في لندن، لاحقاً استلم تشغيل المجلة كتاب ومحررون يابانيون.
غلاف المجلة الأصلية
غلاف المجلة اليابانية
صفحة من المجلة اليابانية
تشارلز كان له تأثير كبير في تاريخ المانقا، ويقام كل سنة حفل بالقرب من قبره في يوكوهاما. أحد التأثيرات هو ان اسلوب الرسم الغربي أصبح يسمى بونشي إ Ponchi e نسبة الى مجلة Punch، وكان يستعمل البالونات لكتابة النصوص بكثرة، والذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من المانقا الحديثة.
شخص غربي آخر أثر في تاريخ المانقا اليابانية هو الفرنسي جورجز بيقوت Georges Bigot من خلال مجلته الفرنسية Tobae التي كانت تسخر من المجتمع والحكومة اليابانيين. تأثيره كان من الناحية سرد القصة من خلال أكثر من صورة متتابعة.
صورة لجورجز بيقوت
صفحة وغلاف مجلة Tobae
بعد مجلة Punch ظهرت مجلة تدعى مارو مارو تشيمبون Maru Maru Chinbun 團團珍聞، متأثرة بالاسلوب الغربي الساخر والتي كان لها استخدام سياسي لحركة الحرية وحقوق الناس jiyû minken undô المناهضة للحكومة، وتفوقت من ناحية الشهرة على مجلة Punch.
التحول الرابع: القرن العشرين- المانقا الجديدة
بعد التأثير المجلات الغربية بدأت المانقا بالتكاثر، وبدأت مجلات يابانية بالظهور من أهمها مجلة شونين كلّب Shounen Club 少年倶楽部 التي بدأت سنة 1912.
المجلات بدأت بمانقا ومقالات وألعاب، مشابه للنظام الذي تتبعه المجلات العربية مثل مجلة ماجد، لكن بسبب شعبية المانقا بدأت بالاستحواذ على باقي صفحات المجلة.
عندما تم جمع المانقا مع بعض وبيعها في كتاب واحد أصبحت من أكثر المطبوعات مبيعاُ، قد تكون هذه هي البداية الفعلية لمجلدات المانقا التي نعرفها الآن. هذه الكتب أعطت الفرصة للمانقا لكتابة قصص أطول بـ’آركات’، والذي لم يكن شيء دارج في اليابان والغرب.
هذه الفترة احتوت على أهم الشخصيات في صناعة المانقا الحديثة. الشخصيتين هما أوكاموتو إيببي 岡本 一平 Okamoto Ippei و راكوتان كيتازاوا Rakuten Kitazawa 北澤 楽天 ، واللذان يعرفان بجديّ المانقا، رغم ان إيببي لم يشتهر كما اشتهر كيتازاوا وأصبح اسمه طي النسيان بالرغم من انجازاته.
لنتحدث في البداية عن أوكاموتو إيببي
قام إيببي سنة 1928 بتأليف كتاب باسم ’شن مانقا نو كاكيكاتا’ Shin manga no kakikata 新漫画の描き方 أي ’كيف ترسم المانقا الجديدة’، وكان عبارة عن دليل للرسم.
من المقارنات الموجودة في كتابه المقارنة بين المانقا (في اليسار) والهونقا Honga (في اليمين). بالرغم من بساطة المانقا الا انها تصف الاحاسيس الموجودة في الصورة بوضوح (المرأة حزينة أو مصابة بالملل)، عكس الهونقا الذي يهتم بتفاصيل الفنية للصورة والوجه تعابيره غير واضحة، مثل الرسومات اليابانية في السابق. الفرق بين المانقا والهونقا هو الفرق بين الحقيقة و الشيء المثالي
مقارنة أخرى في كتابه كانت المقارنة بين المانقا والبونشي إ، اسلوب الرسم الغربي، حيث ان اسلوب المانقا أهدأ الى حد ما من الاسلوب الغربي الذي يبالغ في الوصف باسلوب أشبه بالهزلي.
ومقارنة ثالثة لرسم كوخ
إيببي ولد في طوكيو حيث كانت هناك عدة اختراعات غربية، من ضمنها الكاتسودو شاشين Katsudo Shashin 活動写 أي الصور المتحركة، وقد زار الغرب مع عدة فنانين، والذي بلا شك قد أثر على اسلوبه الفني بشكل أو بآخر.
كيتازاوا أيضاً تأثر بالغرب في رسومه، في البداية درس الرسوم بالاسلوب الغربي ومن ثم اسلوب الرسم الياباني Nihonga. في بدايته مسيرته العملية عمل لدى مجلة أمريكية اسمها Box of Curios (لسبب ما ما حصلت معلومات عن المجلة)، انتقل بعدها الى صحيفة تسمى Jiji Shimpo حيث كان يرسم مانقا مستوحاة من كوميكس أمريكية مثل Yellow Kid. ثم بعد ذلك بدأ مجلة ساخرة ملونة خاصة باسم Tokyo Puck ومن ثم Rakutan Puck.من الصورة نرى ان اسلوبها غربي بشدة.
صفحتبن من رسوم كيتازاوا
باختصار، قام تاكيزاوا بتطوير المانقا المعروفة لنا حاليّاً وهذا ما خلّد اسمه، ولا ننسى ذكر تدريبه وإلهامه للمانقاكا من بعده. تم بناء أول متحف للمانقا في سايتما، مدينة ولادته.
متحف سايتاما لفنون الكارتون