لو مريت بتجربة سيئة مثل مرض، او الدخول في علاقة جدية كالزواج، او دراسة تخصص واكتشفت بعد فترة انه مايناسبك، او مرض احد الاقارب، او وظيفة ما...وبعدها دخلت بحالة اكتئاب. وكانت المدة بين ثلاث الى خمس سنوات تقريبا.
كان بسبب جهلك وعدم وعيك... او عوامل خارجية ثانية... ولسوء حظك كان الوضع سئ لدرجة ابعدك هذا الامر عن الحياة الاجتماعية وكمان دورك في الحياة وصرت حبيس المنزل وابعدت اصدقائك عنك واصبحت منعزل عن المجتمع الخارجي ...
الفترات العصيبة في مراحل حياة الإنسان أمر لا بد منه ، مافي شخص بتخلو حياته من المنغصات والمشاكل والأزمات النفسية. كل تجربة سيئة بتترك بداخلنا إنطباع نفسي وغالبًا ما بيكون ذو تأثير سلبي على ذواتنا.
من الطبيعي أن التأثير السلبي بداخلنا يؤدي إلى التفكير بشكل مختلف وبيتناول عادة سبب حدوث الأمر السيء هذا لنا مثل المرض أو فشل العلاقة الزوجية أو الجادة مع أحد الأشخاص بالرغم من بذلنا الجهد الكافي فالمحافظة عليها وإستمرارها بشكل جيد.
ونفس الشيء بالنسبة للتخصص إن كنت دخلت تخصص كنت أعتقد نفسي حكون متميز ومناسب له وأكتشفت بعد فترة أني فالمكان الخطأ وما أعرف لفين أتجه. وغيرها من المشاكل إلي ممكن تخلي الإنسان واقف محله وما يعرف كيف يتصرف فالمرحلة هذي.
كيف ممكن تستأنف حياتك الاجتماعية من جديد، كيف تكوّن صداقات ..
علاج التأثر السلبي من الحادثة العصيبة إلي مر بيها الشخص هو شيء يقرره الشخص نفسه ، بحيث أنه لو قرر يكسر مرحلة الإكتئاب والإنعزال الإجتماعي عن محيطه وأهله وأقاربه وأصدقائه حيقدر يرجع لحياته الطبيعية بشكل أفضل وأقوى من سابقه.
إنما المشكلة تكمن عادة هنا في صعوبة الخطوة الأولى إلي الشخص يضعف أمام إتخاذها وهي كيف أرجع أنهض بعدل كل إلي حصل لي ؟ أنا إنسان حظي سيء فالحياة هذي ومحد بيهتم لأمري ليش أتعب نفسي علشان أعيش بشكل سعيد ؟
محد بيفهمني فليش حتعب نفسي وأصطنع مع الناس وأجلس معاهم وأنا عارف أنهم ما حيتفهموني ولا حيفهمو إلي عشته ؟ وغيرها من الأفكار السلبية إلي حتخطر فالبال مجرد مالواحد يقرر يستعيد نفسه ويتعافى من الحادثة السيئة إلي مر فيها.
لأزم أتغلب عليها وأخلي نظرتي لذاتي نظرة متقبلة لها بكامل جوانبها بإيجابياتها و بسلبياتها في محاولة لزيادة و تطوير و تحسين للجوانب الإيجابية وتغيير وتعديل و تقليل من الجوانب السلبية. الناس تميل للأشخاص إلي يكونو واثقين من نفسهم وعندهم
معرفة بأهدافهم ومعرفة بذواتهم بشكل ظاهر و واضح لأن إمتلاك الشخص لشخصية قوية ما يعني بالضرورة أنه إنسان سعيد وما مر بمواقف عصيبة وحزينة فحياته بالعكس تعني أنه شخص قوي فالتعامل مع الحياة و عنده خبرات أكسبته مهارات كثيرة في كيفية
التعامل مع الناس و كيفية مواجهة أحداث الحياة بشكل أكثر مرونة و ثبات من الآخرين. خليكِ واثقة فنفسك وفي قدراتك و في كونك إنسانة قادرة على صنع علاقات جيدة و مو بس المقدرة على صنعها بل حتى المحافظة عليها مع الأشخاص الجيدين و المناسبين لكِ.
كيف تسامح نفسك على السنوات اللي اهدرتها ! كيف تتقبل الوضع وتعيش من جديد من دون ما تلوم نفسك على الماضي ؟!
ليش أنظر للخلف طالما قررت المضي للأمام ؟! قراري بالمواصلة و الإستمرار ما يعني نسياني المعاناة و الحادثة العصيبة إلي مريت فيها لكن النظرة للخلف زي المحاولة لإصلاح شيء ما عمره حيتغير و حيبقى في طي الماضي مع عدم المقدرة على تعديله.
السنوات إلي راحت علي معروفة و محصورة بمدة حتى لو كانت خمس سنوات أو عشر سنوات و لا أجلس العمر كله في حالة حزن و إكتئاب أفكر في الماضي و أيش صار فيه ! لأزم تقتنعي أنك شخصية جديدة و مختلفة عن السابق عندك معرفة بجوانب و أمور
مختلفة عن كثير أشخاص ممكن يكونو أقل منك خبرة في مواجهة نفس الموقف. و هذا إلي بيعطيكِ القوة للإستمرار علشان تتعلمي أكثر و تصمدي بثبات أقوى في مواجهة المواقف الجاية في حياتك. لا تخلي إلي صار يكون حادث تتذكريه كل ما حصل أمر فحياتك
جلد الذات على أشياء حصلت و أنتهت حيعيدك لنقطة الصفر. تعاملي مع مواقفك الجديدة بما يتطلبه الموقف منك ، إن كان الحزم بمستوى أعلى مع العلاقات الغير مقربة لكِ علشان تثبتي ذاتك وشخصيتك لهم فليكن ! فشلك في مرحلة معينة في موقف معين ما يخول
الشخص الأخر لإصدار حكم بكونك ما حتكوني إنسانة ناجحة في المستقبل خليهم يتكلمو و يقولو إلي يبغوه طالما أنتِ عارفة نفسك ومين تكوني و أيش قادرة تسوي بقدراتك و إمكانياتك :emoji_muscle:
ختامًا ، شكرًا لكل موقف عصيب عشته و لكل علاقة هشة تحطمت و لكل صديق مزيف تركني في منتصف الطريق و شكرًا لذاتي لإكتشافها أني لست بتلك السذاجة لأركض وراء حلم زرعه بداخلي آخرون ، شكرًا لكل المواقف الحزينة التي جعلتني منغلق و منعزل
على نفسي لسنوات منكسر الخاطر و مشغول البال بالسؤال عن لماذا أنا ؟ شكرًا لتلك المواقف العصيبة التي أستصعبت المضي منها لولاها لم أكن لأصل إلى ما أنا عليه من تقبل و إحترام لنفسي و لما كنت سأحصد كل هذا النجاح الذي أنا عليه اليوم

لا تنتهي الحياة إلا حينما نقرر نحن ذلك ، واصلي المسير ففي الحياة أمر يستحق النهوض.