إن الامور تبدو مثيرة للإهتمام هذه الفترة خصوصا و فيفا تستقبل المنافسة من جديد في هذا السوق، فأصبح من الصعب التغاضي عن بعض الأخطاء السنوية هنا و هناك. مراجعة لعبة تصدر بشكل سنوي هو أمر مختلف تماما عن مراجعة أي لعبة أخرى، و خصوصا ألعاب كرة القدم. مع الوقت أيضا تصبح الأمور متشابهة كثيرا، و يصعب تمييز الفروق بين النسخ السنوية. فيفا هذا العام لا تقدم أي تغيير جذري عكس السنة الماضية عندما قدمت الدفاع الإستراتيجي، و الذي أثر كثيرا على الطريقة التي نلعب بها الكرة. من أهداف نسخة فيفا هذا العام تصحيح بعض أخطاء السنة الماضية و تقديم بعض التعديلات الجديدة على نظام اللعب، لكن كيف أبلت EA في الجانبين، و كيف ظهرت الإضافة التاريخية للدوري السعودي لأول مرة في اللعبة؟ دعونا نلقي نظرة عميقة على فيفا 13 المنتظرة.

التقديم تخصص EA؟
لمن لا يعرف ما هو التقديم، فهو مظهر اللعبة العام، و كيف تم تصميم قوائمها و شاشاتها المختلفة. لطالما علمنا أن EA متخصصة جدا في هذا المجال، و طالما تقدم اللعبة بشكل جميل جدا. هذا العام قامت الشركة بإضافة لمسات جديدة على الملاعب، حيث ستجد الآن تفاصيل أكثر في كل مكان. هناك صناديق عدة التصوير في أماكن متفرقة، بالإضافة للمصورين من الصحافة، و الذي استغربت طريقة تنفيذ EA لوجودهم خصوصا أنهم يتابعون الكرة و كأنهم رجال آلين. أيضا ستجد بعض اللاعبين يجرون عملية الإحماء خارج الملعب، و بعض مراقبي المباراة بالإضافة للمدربين. لكن حقيقة لم تقم EA بإضافة الكثير على الجمهور و إظهار تفاعله، فهو لا يزال يظهر بتلك الجودة الضعيفة و لا تجد فيه ذاك التنويع الكبير. أيضا هناك لقطة تتم قبل التبديل حيث يتم تركيز التصوير على اللاعب الذي سيستبدل و هي مزعجة و لا يمكن تعديها، و لا أدري لماذا لم تتخلص منها EA نهائيا.

القوائم في اللعبة أصبحت مشتتة جدا و مقسمة بشكل غير منظم، و يصعب في بعض الأحيان الوصول الى ما تريد بسرعة. أيضا القوائم داخل اللعبة يتم التنقل بينها بشكل بطيء، هناك الكثير من الشاشات الإضافية و أوقات التحميل الغير مرغوبة. لكن بشكل عام فالتصاميم جميلة، و هناك رسوميات رائعة تظهر هنا و هناك. أعجبتني التعليمات التي ستظهر لك في البداية لتشرح لك بعض الخصائص و الجديد في اللعبة.

لنبدأ اللعب
فيفا السنة الماضية قدمت تغييرات كبيرة على السلسلة، خصوصا نظام الإحتكاك و الدفاع الجديد، لكن مع كل إضافة جذرية مشابهة تظهر ثغرات و عيوب يجب سدها، و هذا ما تمنيناه هذا العام. بالنسبة للنظام الدفاعي، فستلاحظ مباشرة تحسنا فيه، فاللاعبين أصبحوا يتقدمون لخطف الكرة بشكل أفضل، بالإضافة لتواجد خاصية الإعاقة المتعمدة الجديدة، حيث يمكنك ضغط زر مربع أو X لمد رجلك أو حتى استخدام يدك لإعاقة الخصم. في هذه الحالة ان قصدت الكرة فهي لك، و إن قصدت اللاعب فإنتظر عقوبتك من الحكم. أما نظام الإحتكاك فتعلم EA جيدا أنه لم يكن متقنا السنة الماضية، الكثير من عروض يوتيوب المضحكة لسقطات و تصرفات و إحتكاكات غريبة بين اللاعبين في مباريات فيفا. هذا العام تم تعديل الخاصية بشكل ملحوظ، و أصبحت نتائج الإحتكاكات أكثر منطقية من ذي قبل، و لكن هذا ليس كل شي. لا زال هناك بعض الإحتكاكات الغريبة و إن قلّت، و لكن الأكثر تأثيرا هي تلك الإحتكاكات التي لا تحسب خطأ للاعب. في أحد اللقطات انفردت بحارس المرمى و راوغته لليسار، الحارس زحف الي و أنا أبعدت الكرة فأصابني داخل المنطقة و أسقطني، و هنا الحكم لم يحتسب لي ضربة جزاء، فنظام الإحتكاك عاقب المهاجم على حساب الحارس و لم يقوم الحكم بدوره بشكل جيد.

الآن لننتقل الى نظام اللعب و التغييرات الحديثة عليه. حسنا هناك تغييرين يستحقان الحديث، الأول هو اللمسة الأولى، و الثاني هو حركة اللاعبين بدون كرة. اللمسة الأولى فكرتها رائعة جدا، حيث أن استقبالك للتمريرة أو الرفعة سيعتمد كثيرا على وضعيتك و توجهك بعد استقبالها. كمثال للخاصية، لنفترض أن لاعبا قام بتقديم تمرير بينية مرتفعة اليك، و أمامك قبل استقبالها مدافعين، هنا تستطيع استقبالها بصدرك و رميها بين المدافعين و الإنطلاق بسرعة مخترقا اياهم. بالتأكيد، هذه الخاصية لن تكون دائما من صالحك، فهناك لحظات حيث ستفقد الكرة أو تجدها تنزلق بعيدا عنك. لتستفيد من خاصية اللمسة الأولى جيدا يجب أن تعرف كيف تستقبل الكرات، خصوصا تلك التمريرات القوية من مسافات قريبة.

الخاصية الثانية هي حركة اللاعبين دون كرة، و هنا نتحدث خصوصا في اللحظات الهجومية. الآن ستجد أن اللاعبين يقومون بفتح المساحات لك بشكل رائع، لن تضطر كالعادة بالقيام بـ1-2 بكثرة حتى تفتح الجبهات المختلفة. اللاعبين أيضا يقومون بالتأشير بأيديهم أثناء فتحهم اللعب لك، حيث يطلبون منك تمرير الكرة، و يجدر الحديث هنا عن الرسوميات الجديدة أثناء اللعب. في السنة الماضية كانت فيفا تعاني من ثقل سير الكرة على أرضية الملعب بدرجة مبالغ فيها، و أحيانا تبدو التمريرات جميعها متشابهة و الكرة ملتصقة في الأرض كثيرا. هذا العام الكرة أصبحت طبيعية أكثر، حيث تجد بعض التمريرات تبدأ بكره مرتفعة قليلة عن الأرض. رسوميات اللاعبين أصبحت أفضل من قبل، هناك رسوميات جديدة للتمرير و قطع الكرة و التسديد و الإحتكاك، كل شيء يبدو أكثر تصديقا من ذي قبل.

ملكة المحتوى
فيفا هي حقا مبدعة في تقديم المحتوى، فليس فقط تقدم أفضل البطولات المحلية الكبرى حول العالم، بل أيضا تقدمها بحقوقها الرسمية و الذي يضيف الى واقعية اللعبة الكبيرة. أطوار اللعبة الشهيرة تعود مجددا، مثل H2H Seasons الذي أصبح يسمى Seasons فقط الآن. هناك أيضا طور المهنة و اللعب على الشبكة و لا ننسى نادي EA الرياضي. هذه المرة تضيف الشركة طور خاص ببطولة كأس العالم التفاعلية الرسمية من FIFA. طور التدريب العادي تم تطويره أيضا، و أصبح هناك قسم خاص بالمهارات، يقدم هذا القسم تدريبات ممتعة جدا و تساعدك على تنفيذ مهارات الرفع و التمرير و تسديد الأخطاء بدقة كبيرة، لكن نحذرك مسبقا فبعضها سيكون صعبا جدا. لو أردت أن تجرب الأطوار جميعها في اللعبة و تعطيها حقها في اللعب فيجب عليك أن تمضي مئات الساعات في اللعب، إنها ضخمة جدا.

الدوري السعودي و اللغة العربية!
في هذه النسخة من فيفا نشهد لحظة تاريخية كبيرة، حيث نجد إضافة كاملة للدوري السعودي بحقوقه الرسمية و أنديته كاملة. إنه شعور رائع أن نجد دعم EA خصوصا بعد الخطوة الكبيرة في إضافة التعليق العربي الموسم الماضي. حسنا لكن كيف تم تطبيق الدوري السعودي هذا العام في اللعبة؟ هناك جميع الفرق الـ14 في اللعبة، بأزيائهم الرسمية و صور لاعبيهم الحقيقية، و تم إضافة اسمائهم للتعليق في اللعبة. هناك شعار دوري زين و الرعاة على الأندية، و هناك ملعب استاد الملك فهد الذي تم تطبيقه بشكل رائع. الدوري السعودي أيضا متوفر في طور Match Day حيث يمكنك لعب مباراة الأسبوع لفريقك على اللعبة، و من الرائع أن نجد جدول الدوري السعودي الفعلي لهذا الموسم في اللعبة، رغم أني أجزم أنهم لم يبرمجوا اللعبة لتتوافق مع تأجيلات و توقفات الدوري السعودي الشهيرة.

التطبيق كان جيدا لما تم إضافته، و تم العمل عليها بشكل رائع و متقن. لكن خيبة الأمل كانت في غياب بعض العناصر المهمة، و التي جعلتنا نفتقد ذلك الشعور المميز للدوري السعودي. في البداية و الأهم هناك أصوات الجماهير و أهازيج الدوري السعودي المعروفة، فالشركة فشلت في إضافة أي منها، و سماع أصوات أهازيج أوروبية في الدوري السعودي كان شاذا و غريبا. أيضا لم يتم إضافة لمسات في التعليق للتتوافق مع الدوري السعودي، فباستناء أسماء الفرق و اللاعبين، لم نجد مسميات خاصة أو كلمات نتعود سماعها مباريات الدوري، و خصوصا سماع الشوالي يسمي الإتحاد مثلا “بالعميد” أو جماهير الهلال “بالموج الأزرق”.أيضا هناك بعض الأمور البسيطة و التي كان يمكن فاديها، مثل لعب المباريات في العصر أو وسط الأمطار، هذا لا يحدث في الدوري السعودي كثيرا. ما يجعلني مخذولا هنا هو انها لم تكن شيئا صعبا لإضافته، خصوصا أننا رأينا مجهودات فردية في السنوات الماضية تقوم بأفضل من هذا المجهود من EA.

تطبيق اللغة العربية بشكل عام جيد جدا و اللغة مفهومة بشكل أكبر في أغلب القوائم و التعليمات. لكن هناك بعض الهفوات البسيطة، مثل خطأ إملائي أو جمل معكوسة، و في بعض الأحيان تجد المؤشر فوق الكلام و مشاكل في التنسيق. لكن هناك بعض المشاكل في التعليق تستمر من العام الماضي، مثل لعب مباراة أندية و تجد الشوالي يتحدث عن المنتخب.

واقعية ممتعة
فيفا هذا العام تبدو واقعية أكثر من أي وقت مضى، هذا يعود كثيرا للرسوميات الجديدة و تحسين محرك الإحتكاك و ايضا الذكاء الإصطناعي للاعبين بدون كرة. اللعبة لهذا السبب ستكون عشوائية أيضا في بعض المقتطفات، و لن يكون كل شيء في يد اللاعب. احيانا ستجد أخطاء بشرية واقعية تحدث من اللاعبين مع الكرة أو دونها، حتى الحارس أصبح أكثر جرأة و يخرج أكثر للكرات، لكن EA أضافت أيضا قدرة الحارس على كسب خطأ اذا تعرض لإحتكاك غير قانوني من المهاجم. هناك أخطاء تم تحسينها من نسخة العام الماضي، مثل لعب الرمية الحرة أو الخطأ بشكل سريع حتى لو ذهبت الكرة بعيدا عنك، حيث ستجد لاعبي فريقك يذهبون للكرة و يقربونها لك عند مكان التنفيذ. لا ننسى اضافات أخرى مثل ثلاث لاعبين أثناء تنفيذ الأخطاء للتمويه و فرحات لاعبين جديدة منها السجود لله تعالى.

لمن يبحث عن لعب ممتع و واقعي يضع مجالا للأخطاء البشرية و يحاكي المباريات الحقيقية فإنه سيجد أوقاتا ممتعة في فيفا 13. اللعبة بشكل عام أصبحت أسرع و أكثر سلاسة و من ذي قبل و ستعجب من يبحث عن الأكشن و الإثارة. لمن يبحث عن الإحترافية فسيجد هنا ما يساعده دائما، و لكن هناك بعض العوامل التي لن تكون دائما في يد اللاعب و تحت سيطرته، لكن أليس هذا جزئا من الواقعية التي نبحث عنها؟

فيفا 13 ليس مثالية حتى الآن و تحتاج لبعض الصقل، هناك خصائص و عوامل يمكن أن يتم تطويرها كثيرا سواء في التقديم أو نظام اللعب. لكنها بكل تأكيد لعبة كرة القدم الأكثر واقعية و الأوسع في المحتوى، و تستمر في حفاظها على لقب أفضل لعبة كرة قدم للسنة الخامسة على التوالي. العام القادم بكل تأكيد مطلوب من EA جهد مضاعف، خصوصا و PES تطورت كثيرا هذا العام و تعد السنة القادمة بمنافسة شرسة جدا.

شارك هذا المقال
FIFA 13
خاصية اللمسة الأولى، الرسوميات المحسنة، المحتوى الضخم، الدوري السعودي
سلبيات نظام الإحتكاك المتبقية و حساب الأخطاء، مشاكل متعددة في التقديم
فيفا 13 مرة أخرى تحصل على الصدارة، محتوى ضخم و ساعات متواصلة من اللعب الواقعي الممتع، رغم وجود عناصر سلبية هنا و هناك. و لا ننسى الإضافة التاريخية للدوري السعودي، لعبة لا يجب أن يفوتها أي عاشق لكرة القدم من هواة ألعاب الفيديو.
تاريخ النشر: 2012-09-28
طورت بواسطة: EA Sports
الناشر: EA