من كان يتوقع أن لعبة قديمة للغاية مثل Tetris يُمكن لها أن تعود بهذه الصورة الرائعة، لا أحد سوى أولئك الذين يعرفون جيداً مصمم Sega السابق صاحب المخيلة الحالمة Tetsuya Mizuguchi العقل المُدبر وراء هذه التجربة الفريدة. Tetris Effect متوفرة على البلايستيشن و ها نحن نراجعها لكم.

كما اعتدنا دائماً سنبدأ هذه المراجعة بنبذة تعريفية لألعاب Tetris و هدفنا المتواصل من ذلك هو وضع القارىء الكريم في الصورة و الإلمام بالظروف التاريخية لهذه اللعبة أو غيرها وصولاً إلى المُنتَج الحالي.

فيما يتعلق بلعبة Tetris فهي لعبة قادمة من الأراضي الجليدية في روسيا و بالتحديد من المصمم Alexey Pajitnov، و قد سُميت بهذا الاسم اشتقاقاً من المُصطلح الإغريقي Tetra الذي يُشير إلى الأجزاء الأربعة التي تتكون منها القطع المتساقطة في اللعبة. Tetris صدرت على منصات عديدة في الثمانينات إلا أن شعبية اللعبة انفجرت على جهاز ننتندو المحمول Gameboy.

منذ ذلك الحين و Tetris تُحقق الكثير من المبيعات الضخمة على مختلف المنصات التي حصلت على ترخيص لاستعمال العلامة التجارية الخاصة باللعبة. Tetris لمن لا يعلم هي اللعبة الأكثر مبيعاً في تاريخ ألعاب الفيديو و بمجموع يكاد يصل إلى 500 مليون لعبة منذ الثمانينات و حتى يومنا هذا.

لننتقل إلى الحديث عن لعبة Tetris Effect، هذه اللعبة في جوهرها هي تجربة Tetris التقليدية تماماً كما عرفتها الجماهير. هناك قطع متساقطة يتكون كل منها من أربعة أجزاء، و على اللاعبين أن يقوموا بإسقاط هذه القطع داخل رقعة اللعب، عندما تقوم هذه القطع بتغطية سطر كاملٍ على الرقعة يتم مسح هذا السطر و على اللاعبين أن يقوموا بمسح هذه السطور باستمرار حتى لا تتكوم القطع و تمتلىء رقعة اللعب بالكامل و إن حصل ذلك فإن اللاعب سيخسر.

تُقدم اللعبة طوراً أساسياً هو طور Journey، و لعلّ الاسم يوضح الغاية الفنية جيداً وراء هذه اللعبة، و التي تهدف إلى مزج الخلفيات و المؤثرات البصرية مع الأنغام الموسيقية و طريقة اللعب للخروج بتجربة وجدانية ساحرة. طور Journey ما هو إلا مجموعة من المراحل المتتابعة المختلفة في المحور العام لها فكل رقعة لعب تمتلك طرازاً موسيقياً و فنياً خاصاً بها و مختلفاً عن البقية.

الإضافة الجديدة التي تقدمها هذه النسخة من Tetris على صعيد اللعب هي خاصية Zone، هذه الخاصية تسمح بتجميد الوقت لفترة زمنية قصيرة مما يمنح اللاعب فرصة للتنفس و إسقاط الأجسام في أماكن صحيحة من أجل محو عددٍ أكبر من الأسطر، و نحن واثقون أن اللاعبين سيكونون بحاجة ماسّة إلى استعمال هذه الخاصية مراراً و تكراراً مع السرعة المخيفة لسقوط الأجسام على رقعة اللعب، نعم هذه اللعبة ليست لضعاف القلوب.

الجانب الذي تتألق فيه Tetris Effect كلياً هو الجانب الفني، هذه اللعبة تبرع كثيراً في استخدام الخلفيات و الموسيقى بصورة تفاعلية رائعة. بعض المراحل تمتلك موسيقى تفاعلية رائعة مثل تلك المرحلة التي احتوت موسيقى البيانو، حيث ارتبطت النغمات ارتباطاً وثيقاً باللعب و محو الأسطر.

الخلفيات و المؤثرات البصرية تلعب دورها هي الأخرى في خلق التجربة الفنية التي أرادها تيتسويا ميزوغوتشي، و كمثال فإن هناك مرحلة باسم Forest Dawn تبدأ مع سقوط الأمطار في الخلفية و حتى أن محو الأسطر يحمل معه مؤثرات الماء المتساقط، قبل أن يتوقف الهطول مع مرور الوقت لتُشرق الشمس بعد ذلك و تتغير الأجواء بالكامل.

حسناً، ماذا عن أطوار اللعب الأخرى؟ تقدم Tetris Effect طوراً آخر يحمل الاسم Effects و هو ليس إلا تشكيلة من أطوار اللعب المتنوعة التي تحمل أهدافاً متعددة. هناك طور Marathon الكلاسيكي الذي يتطلب التخلص من 150 سطر و تحقيق أفضل score ممكن، و هناك أطوار أخرى تقيد اللاعب بالوقت أو بعدد مختلف من الأسطر التي يجب مسحها، كما أن هناك أطواراً أخرى هي ليست إلا مجموعة من المراحل المتتالية التي تحمل محوراً متشابهاً (مثل البحر أو الرياح).

حسناً. هل هذا يعني أن هذه اللعبة رائعة في كل جوانبها؟ في حقيقة الأمر، لا. بالنسبة لمُحبي و عشاق ألعاب الألغاز فإن Tetris أصبحت لعبة بسيطة جداً مقارنة مع العديد من الألعاب الأخرى المُنافِسَة، و هذه اللعبة لا تقدم أي تجديد حقيقي و لا تقدم أفكاراً جديدة للتلاعب بأسلوب Tetris الكلاسيكي كما فعلت لعبة أخرى رائعة في السابق هي Tetris DS، و الإضافة الوحيدة على طريقة اللعب هي Zone و التي ليست سوى خياراً لتبطيء الوقت.

حتى على صعيد الأطوار فقد كنا نتمنى أن تمتلك هذه اللعبة طوراً لمنافسات الشاشة المنقسمة من أجل اللعب ضد الآخرين أو حتى أطوار للعب الجماعي عبر الشبكة، و هي الخيارات التي تُقدمها العديد من ألعاب الألغاز الأخرى مثل Puyo Puyo Tetris من شركة Sega. خاصة و أن سعر Tetris Effect ليس رخيصاً على الإطلاق.

Tetris Effect هي لعبة أرادت أن تخلق تجربة فنية مُميزة و نجحت فيما أرادت تحقيقه، و نحن ننصح بشراء اللعبة فقط لمن يرغب في الحصول على هذه التجربة الفنية و يُثمنّها كثيراً، أما بخلاف ذلك فإن غياب المنافسات الجماعية و بساطة اللعبة الأساسية التي ما زالت كما هي منذ الثمانينات هي عوامل تقلل من قيمة التجربة الكلية، هناك خيارات أخرى أفضل لألعاب الألغاز على مختلف المتاجر الرقمية.