1

أيام قليلة باتت تفصلنا عن موعد كشف شركة ننتندو عن جهازها الجديد الذي عرفناه سابقا بإسم Nintendo NX كإسم مؤقت قبل أن تحدد الشركة الإسم النهائي له Nintendo Switch وشهر مارس القادم هو موعد الإصدار العالمي لجهاز تعرفنا على شكله الخارجي وبعض مزاياه وبنهاية الأسبوع الحالي ستكون الصورة أكثر وضوحا فيما يخص هذا “الهجين” بتوجه جديد لسوق العاب الفيديو، من خلال هذا المقال سنتحدث عن الـSwitch وعن فرص نجاحه والخطوات التي يجب على ننتندو القيام بها لذلك وأيضا عن إحتمالية فشل الجهاز ومصير ننتندو بعده، إذا لنبدأ الحديث:

– هل يكون الرقم 7 محظوظا؟

جهاز الـNintendo Switch هو الجهاز السابع بتاريخ شركة ننتندو العريقة بتصنيف الأجهزة المنزلية، يعتمد هذا الحديث على كون الشركة نفسها من تصف الجهاز بكونه جهاز منزلي بالمقام الأول و محمول بدرجة أقل، خلال مسيرة الشركة شهدت الشركة الكثير من التباين بنجاح وفشل أجهزتها، فحتى جيل الـ64 بت مع جهاز الننتندو64 كانت الأمور جيدة حتى وإن فقدت الشركة الكثير من نجاحاتها بسبب إختيار “الكارتردج” على حساب الإسطوانات مما أفقدها علاقاتها مع شركات الطرف الثالث تباعا:

2
وصلنا للجيل السابع من أجهزة ننتندو المنزلية

مع إنتقال ننتندو للإسطوانات بجيل الجيم كيوب كانت سوني هي من تسيطر على سوق الألعاب وكان من الإستحاله منافسة تلك الشركة بتلك الحقبة الزمنية ومع دخول مايكروسوفت بالمعادله كانت الأمور أكثر صعوبة فتراجعت الشركة كثيرا حتى صدر جهاز الـWii وحققت معه أكبر النجاحات بتاريخها قبل سقوطها مجددا مع الـWii U الذي حقق أكبر فشل بتاريخها بسوق الأجهزة المنزلية و الـNintendo Switch هو الجهاز السابع بتاريخ ننتندو بسوق الأجهزة المنزلية فهل يكون الرقم 7 محظوظا؟

– فشل سوق المحمول و المنزلي = نجاح سوق المحمول والمنزلي؟

قد تكون المعادلة مبهمة بعض الشيئ، ولكن بالتفكير المنطقي فهي أسهل بكثير مما تبدو، بالأسواق اليابانية التي تركز عليها ننتندو كثيرا تعاني الأجهزة المنزلية من إنخفاض المبيعات بينما تسيطر الأجهزة المحمولة على السوق، بالأسواق الغربية نشاهد العكس تماما حيث تسيطر الأجهزة المنزلية على السوق بينما تعاني الأجهزة المحمولة كثيرا بهذا المجال، لذلك كانت فكرة الجهاز “الهجين” هي الانسب للوقت الحاضر لشركة ننتندو:

3
الجهاز “الهجين” هو أساس النجاح

فتقديم جهاز هجين مابين المنزلي والمحمول وبقدرات تقنيه تقارب أجهزة الجيل الحالي هو تفكير صائب جدا من ننتندو وطريق النجاح يبدأ من هنا، الأمور تبدو سهلة بسوق اليابان بمجرد إصدار العاب بوكيمون وربما تأكيد مونستر هنتر القادمة للجهاز وبالأسواق الغربية على ننتندو أن تجتهد كثيرا لتقديم عناوين مناسبة للأجهزة المنزلية المقام الأول لتحقيق النجاح.

– حان وقت التركيز على جهاز واحد!

على عكس المنافسين لطالما كانت شركة ننتندو شركة مقسمه لقسمين، هنالك سوق الأجهزة المنزلية و هنالك سوق المحمول وهذا الأمر كان يشتت الشركة كثيرا على الصعيد البرمجي فالتفكير كان مابين دعم الأجهزة المنزلية بعناوين رئيسية وتخصيص الألعاب الجانبية للمحمول والأمر يتغير مع العاب أخرى مثل بوكيمون وكانت الموارد أسهل بالأجيال الماضية ولكن بالفترة الحالي بات من الصعب الفشل بإصدار رئيسي على أي جهاز:

4
وداعا للتشتت بين المحمول والمنزلي

دور الجهاز “الهجين” مهم جدا هنا، ننتندو ولأول مرة بتاريخها ستركز على إنتاج الألعاب لجهاز واحد، لاداعي للتقسيم ولا داعي للتطوير بمحركات مختلفة وتوزيع الأسماء الرئيسية داخل الشركة للمشاريع وغيرها من الأمور، الأن بإمكان ننتندو التركيز على جهاز واحد وتخصيص كل إنتاجاتها عليه وهذا الأمر يعني مكتبة العاب ضخمة من الشركة وبوقت أقصر من المعتاد حتى وإن لم تلقى الدعم الكبير من شركات الطرف الثالث.

– لأول مره .. شركات الطرف الثالث تحتاج ننتندو!

علاقة ننتندو مع شركات الطرف الثالث ومنذ الأزل كانت متوتره، فهذه الشركة صعبة المراس، لديها قوانين صارمة بخصوص العمل على أجهزتها ومع نسب ربحيه كبيرة من شركات الطرف الثالث والقصص الشهيرة خلف الستار لتلك الصدامات مع أقوى الأسماء بصناعة الألعاب لاشك أنها تجعل الأمور دائما معقده بهذه العلاقة وبدعم شركات الطرف الثالث لشركة ننتندو بتفكيرها “المحدود” في ظل وجود منافسين أكثر إنتفاحا وأكثر ترحيبا:

5
شركات الطرف الثالث هل حان وقت المصالحه!

ولكن هذه المره الأمور تغيرت بعض الشيئ، خصوصا بالجانب الياباني من هذه المعادلة، فمع تقسيم الأسواق العالمية مابين الداعمه للمحمول و الداعمه للمنزلي ظهر التشتت بآداء الألعاب وخصوصا اليابانيه منها، هذه الشركات لم تجد لها موطئ قدم بالأسواق اليابانية بسبب تقلص حجم سوق الأجهزة المنزلية، ولم تجد لها موطئ قدم فالغرب نظرا لتقلص حجم سوق المحمول ومن هنا بدأ الضياع، فماينجح في اليابان لاينجح خارجها وماينجح خارج اليابان لاينجح داخلها! هنا يأتي دور الجهاز “الهجين” بالمعادله، فعلى الورق هو جهاز قادر لتحقيق نجاح على الصعيدين بنفس الوقت، كجهاز محمول في اليابان ومنها تحقق الشركات المبيعات وكجهاز منزلي خارجها ومنها تحقق المبيعات، على الورق تبدو الأمور جيدة ولكن لايعني ذلك إنعكاسا بالضرورة على الواقع.

شارك هذا المقال