في شهر آبريل الماضي أعلنت شركة مايكروسوفت رسمياً إيقاف إنتاج جهازها المنزلي إكس بوكس 360، لتنتهي بذلك مسيرة أحد الأجهزة التي تركت بصمة خالدة في صناعة الألعاب، ومن أجل ذلك قررنا إعداد هذا التقرير الذي سيشرح بعض المزايا التي جلبها جهاز الإكس بوكس360 إلى عالم الألعاب، وكيف أصبحت ركناً أساسياً فيه وجزءاً لا يتجزأ من مفهوم و منظومة أجهزة الألعاب الموجودة في السوق حالياً مثل البلايستيشن4 والإكس بوكس ون.

1- الاشتراكات المدفوعة
الاشتراكات المدفوعة كانت أحد “الحلول” التي أتت بها مايكروسوفت لتحقيق مصدر دخل قوي من منصة الإكس بوكس. الإكس بوكس الأول (الأصلي) جعل مايكروسوفت تتكبد خسائر فادحة وصلت إلى عدة مليارات، والشركة أدركت أنها لا تستطيع المضي قدماً على هذا النحو، كان لا بد من مصدر دخل يعالج هذه المشكلة مع المبالغ الكبيرة التي تقوم شركات الطرف الأول مثل سوني و مايكروسوفت بإنفاقها، خاصة مع حقيقة كون الاثنين يبيعان الأجهزة – في ذلك الوقت – بخسارة مالية.

الاشتراكات المدفوعة عن طريق خدمة Gold كانت الحل العبقري الذي أتت به مايكروسوفت والذي أصبح أحد الأعمدة الأساسية لتجارة قسم الإكس بوكس. خسائر قسم الإكس بوكس تحولت إلى أرباح، أما سوني على الصعيد الآخر فقد نزفت عدة مليارات و تكبدت خسائر فادحة مع قسم البلايستيشن آنذاك، واليوم أصبحت الاشتراكات المدفوعة أساس لمنظومة عمل سوني بقسم البلايستيشن أيضاً، وعززت كثيراً من ربحية قسم البلايستيشن.

2- خدمة Xbox Live Arcade
شركة ننتندو كانت أول من أعلن عن خدمة التوافق المسبق في الجيل الماضي لتشغيل ألعاب السوبر ننتندو وأجهزة كلاسيكية أخرى مثل السيجا جنسس. مايكروسوفت لا تملك هذا التاريخ في عالم الألعاب لكنها أتت بحل ذكي للغاية لدعم هذا النوع من الألعاب والحل كان خدمة Live Arcade العبقرية. مايكروسوفت ساعدت كثيراً المطورين الصغار أو المستقلين على وضع أقدامهم في عالم صناعة الألعاب وكان لها الفضل الأكبر و الأبرز في تطور ساحة التطوير المستقل في أصعب أوقاته عندما كان عالم ألعاب الفيديو محكوماً بقبضة الناشرين الحديدية.

مايكروسوفت قامت بمساعدة المطورين المستقلين على إنشاء الألعاب عن طريق توفير أدوات XNA، وقامت بتبني بعض المشاريع ونشرها، بالإضافة إلى ترويج الألعاب عن طريق برامج مثل عروض الصيف بل وحتى الأقراص المجانية المرفقة مع الأجهزة Bundles. مايكروسوفت أيضاً قامت بالعديد من الخطوات الذكية التي ساهمت على إنجاح الخدمة مثل إجبار المطورين على تقديم ديمو تجريبي لكل لعبة مستقلة بلا استثناء.

في الوقت الحالي منصات عديدة نجحت في تجاوز الإكس بوكس على هذا الصعيد مثل منصة Steam والأجهزة الذكية بقيادة آبل، بل و حتى منصة البلايستيشن مع جهود سوني الحثيثة في دعم المطورين المستقلين، لكن الجميع يدين بالفضل لمايكروسوفت والإكس بوكس360 لوضع حجر الأساس.

3- نظام المكافآت Achievements
عندما ننظر إلى الوراء نجد صعوبة في تصديق ذكاء وبراعة الخطوات التي اتخذتها مايكروسوفت والتي أصبحت من بديهيات عالم الألعاب اليوم. مايكروسوفت كانت أول من قدم نظام جوائز أو مكافآت مبني داخل الألعاب لحث اللاعبين على إنجاز تحديات معينة وقضاء وقت أكبر على هذه الألعاب، والنتيجة كانت إيجابية جداً لتقوم سوني بعد ذلك باتباع نموذج مايكروسوفت وإضافة نظام الجوائز Trophies لمنصة البلايستيشن.