الحديث عن أستوديو التطوير Codemaster لابد أن يقود للحديث عن ألعاب السباقات، والحديث عن الألعاب التي اشتغل عليها سيقودنا للحديث عن لعبة Dirt، اللعبة التي أبان فيها الأستوديو عن حرفيته في تطوير ألعاب الفيديو من هذا النوع، وبدل أن يعمل في صمت عن جزء جديد لسلسلة Dirt اختار أن يشارك اللاعبين عملية التطوير من خلال إصدار لعبة DiRt Rally بنسخة الدخول المبكر وتطويرها حسب أراء اللاعبين وصولا للمنتج النهائي الذي سنتحدث عنه في هذه المراجعة.
DiRT Rally، لعبة سباقات رالي، وما أسهل أن تفترضوا ذلك بأنفسكم بما أن كلمة Rally ملتصقة بعنوان هذا الجزء، اللعبة بذلك تركز بشكل حصري على سباقات الرالي مع أطوار مختلفة، وحاولت أن تأخذ التجربة كما هي عليه في الحقيقة وتحول المقود بمسكته الخشنة من الواقع للعالم الافتراضي ويمكن أن نقول أنها نجحت بذلك.
اللعبة تملك طوري لعب رئيسيين، الفردي والتنافسي عبر الشبكة، في الأول (الفردي) تشاركون في سباقات رالي عبر العالم، سواء بشكل حر بحيث تختارون المكان والسيارة وتنطلقون لمحاولة تحقيق رقم جيد، أو تشاركون في طور البطولة الذي يأخذكم بترتيب محدد عبر المضامير حول العالم، كل واحد بتحدٍ مختلف، باختياركم لهذا الطور فإنه عليكم تحقيق نتائج جيدة للحصول على جوائز مهمة تسمح لكم بشراء سيارات جديدة من قائمة مكونة من مجموعة من السيارات الكلاسيكية والجديدة، لكل واحدة منها نقاط قوة وضعف. المال الذي تحصلون عليه يسمح لكم أيضا بضم أعضاء جدد لفريق التقنيين الذي يقوده مشرف واحد، وبناء على خبرة ومهارات كل واحد منهم فإنكم ستدفعون أكثر وتحصلون على نتائج أكبر تسمح لكم بإصلاح سيارتكم بين السباقات وترقيتها، كل عضو يملك عقدا خاصا إن انتهى عليكم تجديده، الأمور من هذا المنطلق تصبح معقدة واللعبة غير موجهة للمبتدئين بما أنها تشرح لكم الفكرة فقط في البداية وعليكم تدبر أمركم بعد ذلك.
نظام اللعبة يجبركم على إصلاح سياراتكم بين السباقات، الضرر الذي تتعرض له يختلف حسب الأجزاء، الإطارات، المقدمة، المكابح، المحرك وغيرها، وأحيانا ستجبرون على مغادرة السباق قبل إنهائه بسبب الضرر الكبير على السيارة أو تكملوه بعجلة متضررة، أو إصلاح الضرر مع اقتطاع من وقت السباق قد يكلفكم الكثير، والجدير بالذكر أنه كلما استخدمتم سيارة معينة فإن سائقكم يعتاد عليها ويصبح التحكم بها أسهل وفريق المهندسين يضيف إليها المزيد من الخصائص التي تجعل السباق أسهل، لأنه نعم، فريق المهندسين لا يصلح السيارة فقط وإنما يبحث عن طرق لتحسين أدائها، لذا الإبقاء على سيارة واحدة لوقت أطول له فائدة كبيرة.
تعقيد اللعبة يصل لنظام التعديل على السيارات، ليس نظام ترقية بما أنه منعزل، وإنما نظام تعديل يسمح لكم بتغيير الضغط وانزلاق العجلات وخصائص آخرى متعلقة بقطع معينة من سياراتكم، ذلك سيسمح لكم بالحصول على تجربة أفضل بناء على مضامير السباق، فالمضمار المحاط بالثلج مختلف عن الرملي والكثير المنعرجات وهكذا، أشير أن كل قوائم اللعبة هي قوائم مكتوبة فقط ولا تظهر التعديلات مباشرة على السيارة، لذا عليكم قراءة اسم التعديل وخصائصه والتغيير على إعداداته، واحد من أزار اللعبة سيمكنكم من الحصول على نصائح فريقكم التقني لتسهيل المهمة، وشخصيا وجدت نفسي تائها بين إعدادات اللعبة مع مصطلحاتها التقنية.
السباقات ليست سهلة، واللعبة تعاقبك لأبسط الأخطاء، وعليك أن تتعلم وحدك كيف تتحكم في السيارة ومتى تخفف السرعة ومتى تسرع، ومتى تنعطف بفرامل اليد ومتى تقلل السرعة قبل ذلك، اللعبة تنقل إليك شعور سباقات الرالي مع كل الصعوبات، الإنزلاقات والاصطدامات والقفزات والخروج عن المضمار، وستشعر بفضل مستواها التقني الجيد أنك تسابق الساعة حقا، السائق المساعد سيساعدكم كما في الحقيقة على معرفة شكل المضمار لأن اللعبة لا تملك كما في ألعاب آخرى أسهم توجيه على المضمار، كل شيء هنا واقعي رغم وجود توجيهات إضافية أعلى الشاشة، السائق المساعد سيخبركم أنه عليكم الانعطاف يمينا، يسارا، وبتواجد عقبات في الطريق عليكم الانتباه لها، وأنتم بناء على ذلك عليكم تخفيف السرعة وتغيير تموضعكم في المضمار، لذا إن لم تكن مستعدا للحصول على تجربة واقعية فالأفضل ألا تحصل على اللعبة، أما إن كنت ترغب بفعل العكس فلا تنسى تجربة الكاميرا الداخلية واستمتع بأصوات هيكل السيارة والمؤثرات الصوتية والبصرية المصاحبة لها، اللعبة طبعا تملك أكثر من كاميرا وأرى أن الكاميرا الداخلية هي الأفضل، رغم أنها تجعل التجربة أصعب بما أن عداد السرعة موجود في هيكل السيارة وليس على الشاشة.
